تم بتاريخ 6/10/2020
موضوع فخخخخمممم لا ننحرم من مواضيعك
مستر كات ~شهر 10~
إذا أردت البحث عن ملف ما على جهاز الحاسوب الخاص بك؛
فإنك تقوم بالنقر فحسب. ومع كل نقرة واحدة؛
تقوم بإعطاء أمر واحد لوحدات المعالجة للبدء بالعمل من أجل إعطائك النتيجة -الملف- المطلوب،
يقوم المعالج بالحسابات أمرا واحدا تلو الآخر. لكن لو تصورنا أنك تعطي أمرًا واحدًا أيضًا،
أو أوامر مركبة في الوقت نفسه، لكن هنا تقوم وحدات معالجة بالقيام بعمليات معقدة في وقتٍ واحد من أجل العثور على ما تريده،
ما مدى سرعة ودقة النتيجة التي ستظهر؟
ببساطة؛ نتحدث هنا عن «الحوسبة الكمومية – Quantum Computing»؛
ولعل أشهر المواقف التي ارتبطت بمفهومها حين سُئل رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو»
في أحد اللقاءات الصحفية عن الفرق بين الحواسيب العادية والكمّية؛
كانت إجابته من شخص غير متخصص في الكم؛ هو أن الفرق يكمن في النظام الذي يعمل به كلا النوعين.
فالحاسوب العادي يعمل بنظام ثنائي (0 و 1) يعطي إجابة واحدة صحيحة،
والحاسوب الكمّي يعمل بنظم معقدة ومتعددة من العمليات التي تستطيع إجراؤها في وقتٍ واحد وفقًا لمبادئ النظرية الكمّية.
قبل الحديث عن أي شيء؛ يجب أن نعي تمامًا أننا نتحدث عن قوانين وأنظمة تعمل في عالم متناهي الصغر في المادة؛
هو العالم دون الذرّي. فمفهوم الكم؛ هي مجموعة النظريات التي حاولت تفسير المشاكل المعقدة في الفيزياء،
وهي امتداد وتطور لقوانين للفيزياء الكلاسيكية المعروفة.
بدأ هذا المفهوم في الظهور في بداية القرن العشرين؛
بعد أن صاغ النظرية نخبة من فيزيائيي القرن؛ مثل «ماكس بلانك،
آلبرت أينشتاين، لويس دي بروجلي، نيلز بوهر، فيرنر هايزنبرغ، إروين شرودنغر، ماكس بورن، بول ديراك، وغيرهم من الفيزيائيين».
كان لكل واحد منهم نظريته تجاه المادة، بالتالي أصبح لكل واحد منهم تفسيره الخاص عن المادة في ظل النظرية الكمّية.
لكن ما يهمنا اليوم في الكم هما مبدأي التراكب والتداخل في الذرة اللذين تشرحهما النظرية.
ببساطة؛ مبدأ «التراكب – Superposition» هو حالة يتخذ فيها «الجسيم – particle» في الذرة وضعين مختلفين في الوقت نفسه.
أما «التداخل – interference»؛ فهو مفهوم أشمل ينص على أن الجسيمات الأولية
لا يمكن أن توجد في أكثر من مكان في الوقت نفسه من خلال التراكب فحسب؛
بل إن الجسيمات الفردية الخفيفة مثل الفوتونات؛ يمكن أن تعبر مسارها الخاص، وتتداخل مع اتجاه مسارها هي.
أذهلت فكرة الحوسبة الكمومية عقول العلماء منذ نحو 50 عامًا،
حيث مبدأ عملها يجري في العالم متناهي الصغر للمادة وفقا لمبادئ ميكانيكا الكم.
وكما أن النظرية الكمية صيغت لحل المشاكل المعقدة التي تعجز النظريات -الفيزيائية- التقليدية عن حلها؛
فإن الحاسوب الكمّي صمم أيضًا لإيجاد طريقة لحل أنواع معينة من المسائل أو الاحتمالات التي لا يمكن حلها بالحواسيب العادية،
ومن أجل أن يقوم بالعمليات الحسابية المعقدة.
سرعة إجراء العديد من العمليات داخل الحاسوب الكمي كبيرة جدًا،
حيث تفوق سرعة إجراء العمليات في الحواسيب العادية بنحو 3600 مرة.
هذه السرعة تتيح الفرصة أمام عمليات البحث أو إيجاد الحل داخل الحاسوب الكمي لاختيار الإجابات الصحيحة؛
حيث تنفذ تلك العمليات من خلال عملية «التداخل الكمّي – quantum interference».
في عملية التداخل الكمّي هذه يتم إظهار أو «تضخيم – amplified» الإجابات الصحيحة للمشكلة المراد حلها،
وإلغاء باقي الحلول الأخرى. مبدأ العمل هذا مثله مثل مبدأ عمل الموجات حين تتلاقى موجتان مع بعضهما؛
فتندمج قممها لتصنع نبضة أو إشارة كبيرة واضحة، وتخفي -تلغي- البقية.
تشمل الأمثلة التي يمكن أن تقوم الحواسيب الكمّية بحلها؛ محاكاة التفاعلات الكيميائية في المادة لتطوير جزيئات ومواد جديدة،
والتي يمكن أن تساهم في حلول متنوعة، وحل المشاكل المعقدة من خلال اختيار أفضل الحلول من بين العديد من الاحتمالات الممكنة.
الفرق بين الـ Bit العادي الذي يتخذ إحدى القيمتين (0 أو 1)،
والـ Qubit الذي يتخذ القمتين معًا
في الحواسيب العادية؛ تسمى أصغر وحدات تخزين البيانات والمعلومات ومعالجتها أو حملها ونقلها بـ «بت – bit»
الذي يعتبر الوحدة الأساسية للمعلومات في الحواسيب والاتصالات الرقمية.
مصطلح «البت – bit» يعبر عن الأرقام الثنائية في نظام العد الثنائي «Binary digit»؛
وهو عمليًا عبارة عن نبضة كهربائية تتخذ قيم رياضية إما (0 أو 1)، أو يعبر عنها أحيانًا بـ (نعم، لا) أو (صح، خطأ).
داخل الحواسيب العادية؛ يتم إجراء العمليات أو معالجة البيانات من خلال إعطاء قيمة واحدة لـ Bit إما (0 أو 1)
في أي وقت محدد لحل أي مشكلة أو معالجتها لتعطي نتيجة أو احتمالا واحدا فقط.
في الحواسيب الكمومية يتم تحويل الـ Bit العادي إلى «بت كمّي – Quantum Bit» الذي يعرف باسم «كيوبت – Qubit»،
حيث يصبح هو وحدة المعلومات الكمية في الحواسيب الكمومية. يعمل الكيوبت وفقًا لمبدأ «التراكب – superposition»
الذي تُظهره النظرية الكمّية؛ حيث يمكنه تخزين قيمتين (0 و 1) معًا.
بسبب تراكب القيمتين أو الاحتمالين (0 و 1) في الكيوبت الواحد؛
يسمح ذلك بإجراء عمليتين باحتمالين أو عدة احتمالات في وقتٍ واحد. بالتالي يعمل على تحسين أداء وسرعة عملية الحوسبة الكمومية.
أما عن إيجاد أو تصنيع «كيوبت – Qubit» نفسه؛
فإننا بحاجة لإيجاد تفاعل بين الفوتونات المعروف أنها لا تتفاعل مع بعضها بالأساس.
لكننا نستطيع إتمام هذا التفاعل؛ إذا تم استخدام ذرات نادرة لمواد يتم تبريدها لدرجات حرارة متدنية جدًا،
والتي تعمل على إيجاد مواد فائقة التوصيل تسمح للتيار الكهربائي كله بالمرور فيها دون أي مقاومة كهربائية.
وفي تطور ربما يكون الأفضل؛ كشف فريق بحثي من الفيزيائيين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT؛
عن تقنية جديدة تعمل على إيجاد تفاعل بين الفوتونات في درجات الحرارة الطبيعية باستخدام بلورات من السيليكون بأنماط محددة.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: