- إنضم
- 7 فبراير 2020
- رقم العضوية
- 10758
- المشاركات
- 5,440
- الحلول
- 2
- مستوى التفاعل
- 21,469
- النقاط
- 1,129
- أوسمتــي
- 16
- الإقامة
- الجزائر
- توناتي
- 1,232
- الجنس
- أنثى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم إخوتي أخواتي التونيون والتونيات ؟ نشاء الله بخير
اليوم جيتكم بنقاش جاتني فكرتو مبارح لما كنت أقرى موضوع ل @Mr Cat فذا القسم , تطرق مع نهاية الموضوع للحسد أو الأصح الحساد ,فحبيت
لو أحكي عن ذا الموضوع الي أشوفو شائع , مشوش الفهم , وجد مهم ,وطبعا أشكروعلى الفكرة الي فطني إليها وما أطول عليكم أكثر .
كثيرًا مانستعمل كلمة الغيرة بمفهوم الغبطة أي تمني إمتلاك ماليس لنا أو ماسُبقنا إليه ,جاهلين أنا هذا ليس بالمعنى الصحيح للكلمة , فالغبطة هي
الحسد بينما الغيرة هي شعور يمازج بين القلق والإرتباك مدفوعٌ من الخوف من فقدان شيء نملكه .
هذا التباين في المعنى يجعلنا نتساءل من أين جاء الخلط بينهما ؟!
إن تعمقنا في الفهم فسنجد أن كلا الشعورين ناجمان عن ضعف الثقة بالنفس , وأحيانًا أخرى عن استصغار الذات.
بالعودة إلى نقطة ماقبل الفهم في رأيك أيهما أشنع الخوف من فقدان ماتملك , أو الرغبة في أن تملك ؟
سيقول بعضكم إنه الثاني , على الرغم من أن الحسد شعورٌ فطري واعتيادي إلا أنه يروج له بصورة سلبية ,خلقت أساسًا من قلة فهمه كفطرة لم ينزها منها أحد .
إن نظرنا للحسد نظرة سليمة مبسطة فهو شعور يراودنا بمجرد أن نشهد نجاح أحد سبق وكنا نقارن نفسنا به ,على إختلاف نوع النجاح المحقق سواءًا أكان
ماديًا أو إجتماعيًا , فما نشعر به لايختلف من شخص لآخر فهو شعور موحد :
" كان بإمكاني تحقيق هذا النجاح , إنه ليس بالأمر الجلل ,إنه لمن الظلم أن ينجح هو وليس أنا , أنا اكفء منه "
أحيانًا قد نكون واعيين لحقيقة الشعور الذي يعترينا , فنحبسه في خفايانا تحت عباءة من الخجل من النفس , بغض النظر عن أن الحسد
عمومًا ليس بعيب أو نوع من مسببات الخزي .
الحسد ناجم عن نجاح أناس قارنا أنفسنا بهم كالأصدقاء , الأقارب , و المعارف ,ويطلق على هذه الفئة من الناس في علم النفس إسم مجموعة المقارنة
الإجتماعية ,وهم الفئة الوحيدة التي يولد نجاحها حسدًا لدينا أي إن نجاح من لم نقارن نفسنا به لايدعونا للحسد .على سبيل
المثال أنت لاتحسد دكتورًا في الطب أوجد لقاحًا جديدًا لمرض استعصى علاجه منذ زمن , هذا لأنك لاتقارن نفسك به بالدرجة الأولى ,
لأنك على علم بالفارق بينكما ,فالبشر بطبعهم يبحثون عن أقرب الناس إليهم معاييرًا ليطبقو عليهم مقارنتهم .
هنا نجد أننا إن ابتغينا تحاشي الحسد فعلينا أولا تحاشي مقارنة نفسنا بالغير, وقد يستصعب البعض هذا فالمقارنة سابقًا ما كانت تحقق له مايحتاج
من تقدير الذات وتعزز شيئًا من ثقته بنفسه, هذا ماسيحرم منه إن توقف عن مقارنة نفسه بمجموعة المقارنة الإجتماعية .والحل الأنجع هنا هو مقارنة
النفس بما كانت عليه سابقًا قبل أشهر ,أو أعوام , ستأخد تصورات صحيحة عن نفسك بدل أن تظلمها بمفهوم المقارنة مع الآخرين الغير منصف .
الحسد وإن عجزنا عن تحاشيه فهو شعورٌ غير مؤذي إن روضناه ,حيث ينقسم لأنواع :
الحسد الإكتئابي وهو الذي يشعرك بالنقص والفشل وأنك أقل مرتبة من أولائك الناجحين ,
الحسد العدواني وهو الشعور بالغضب وتمني لو يكلل غريمك بالفشل و ستجد أنك ولو حدث ماتمنيت ستكون راضيًا لابل سعيدًا ,
أخيرًا الحسد الحميد وهو حسد محايد حيث تكتفي بمراقبة الشخص الناجح ومحاولة التعلم منه .
يربط بين أنواع الحسد على إختلافها عقدة واحدة وهي تقدير الذات المهزوز والذي نحاول إشباعه غالبًا بتقمص دور المظلوم , حيث نتحجج بأن لاعدل
في الحياة وأن الاستحقاقات لا تمنح لمن يستحق ,وحتى لو عملنا فالظلم سيترصد لنا حائلًا بيننا وبين النجاح .
فنكتفي بهذه الحجة ونحجز تذكرتنا نحو الفشل !
إمسح ملامح الضحية , واترك أمر العدل لمن خلق الحياة والموت فهل أنت أعدل بنفسك من خالقها ؟!
تولد الحسد هو على عاتق المجتمع نفسه فهو ينظر للحياة بالمنظور الصفري أي إن فاز أحد فالباقون خاسرون ,لما هذا القصر في النظر ؟ ولا يمكننا إنكار
أن التطور التكنولوجي مد ساعده مصافحًا هذا المنظور وأعانه على على نشر الحسد في نطاق أوسع ,فقد أثبتت الدراسات أن حسد الأصدقاء على الفايسبوك
أو مايسمى فصيحًا بالواجوه يساهم بنسبة 1.17 بالمئة في الإصابة بإكتئاب حقيقي.
إذن هيا قم واقتل الحسد قبل أن يقتلك !
و إن عجزت عن تحاشيه وتملكك فتخلص منه !
لكن كيف ؟ كيف نتخلص من الحسد ؟ هذا السؤال جوابه متروكٌ لكم
التعديل الأخير: