- إنضم
- 23 مايو 2020
- رقم العضوية
- 11114
- المشاركات
- 412
- مستوى التفاعل
- 3,353
- النقاط
- 270
- أوسمتــي
- 5
- العمر
- 19
- الإقامة
- ظلمات الأعماق
- توناتي
- 1,760
- الجنس
- ذكر
نۈرت القسم بروايه مميزه
أبريل || MR.HERO
في تلك الليلة العاصفة، يعانق الصغير "توم" لعبته المحشوة بقوة دون أن يرمش رمشة واحدة، و أنفاسه الصاخبة باتت تشوه وجه ميكي ماوس المنقوش على غطاءه الصوفي، يبدو أن صراخ الطبيعة ذاك قد قذف الرعب في قلب الفتى الصغير، لكنه تمكن أخيرا من أخذ قسط من النوم بعد أن توقفت العاصفة عن النحيب،و لو كان "توم" يعرف ما تخبئ له الأيام لما أغمض جفنيه لثانية واحدة حتى.
استيقظ "توم" في الصباح الباكر على صوت أمه التي كانت توقظه من النوم و هي تقول: استيقظ "توم" نحن ذاهبون. رد عليها "توم" بصوت بريء ممزوج بصوت التثاؤب و هو ينظر إلى ساعة المنبه: أمي، إها الخامسة صباحا، لا يزال وقت المدرسة مبكرا. تنهدت الأم و قالت بصوت مرتجف: نحن... ذاهبون إلى مكان آخر، هيا انهض و غير ملابسك بسرعة. تعجب "توم" من عاطفية أمه المفاجأة، لكنه استيقظ من على سريره كالفتى المطيع، على مائدة الإفطار جلس جميع أفراد الأسرة حول الطاولة المستديرة، بدا عليهم الحزن و الكآبة و بالكاد أكلوا لقمة من طعامهم، نظر إليهم "توم" بريبة و هو يتناول شطيرة بكل عفوية.
حان وقت الذهاب، ركض "توم" نحو والديه اللذان خرجا لتوهما من لمنزل،ثم بادر بنظرة أخيرة أخته و أخاه الأكبر منه سنا قبل مغادرته بوجه مبتسم لكنه اندهش من ردة فعلهما أي أنهما بدءا بذرف الدموع، و انصرفا مباشرة إلى غرفتيهما، صرخ الأب مناديا "توم": هيا سنذهب. التفت مغلقا باب المنزل متجها نحو السيارة و هو يرمق والديه العابسين بنظرات مذعورة.
عم الصمت طول الرحلة، فجأة نطق الأب: نحن على وشك الوصول. شبك "توم" يديه ثم رفع رأسه مخرجا فضوله المكبوت: إلى أين نحن ذاهبون؟ استدارت الأم نحو ابنها و هي تبتسم ابتسامة تعيسة: إنها مجرد مدرسة جديدة...ظهرت علامات الذهول على وجه "توم" و ما إن هم بالكلام توقفت السيارة، تنهد الأب قائلا: حسنا...لقد وصلنا، يمكنكما النزول. خرج الجميع من السيارة ، كان "توم" آخر النازلين و ما رآه تلك اللحظة جعله يتجمد في مكانه من شدة الصدمة، مبنى حجري قديم شديد الضخامة يتوسط مساحة خضراء فارغة، أخرج الأب العابس من صندوق السيارة حقيبة بها أمتعة "توم"، ثم تقدم خطوتين نحو المبنى قائلا:هذه مدرستك الجديدة، اتبعني.التفت "توم" نحو والدته التي انفجرت بالبكاء داخل السيارة، ما جعل قلبه ينفطر برؤية حزن أمه المبهم.فجأة أمسك الأب ذراع ابنه و هم بجره معه نحو بوابة المدرسة، لم يستوعب ذو العشر سنوات ما يحدث، لم يكن أمامه سوى المثول لأوامر والديه.
وقف الأب وابنه أمام البوابة المهولة،وسرعان ما طرق الوالد ثلاث طرقات في ذلك الخشب العتيق لتنفتح على مصرعيها كاشفة عن داخلها المظلم، قاعة واسعة أشبه بمدخل قصر، لكن ذلك الحطام و الفوضى العارمة جعلت قلب "توم" يدب بالخوف بعد أن كان منفطرا، دخل كلاهما القاعة المهدمة تعتريهما مشاعر القلق و التوتر، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن متوقعا، إذ بالوالد يضع الحقيبة أرضا و يركض خارج المبنى تاركا ابنه في حيرة من أمره، و بدون أن يلفظ "توم" كلمة واحدة تنغلق البوابة محدثة ضجة كبيرة!
ينهمر "توم" في البكاء و الصراخ، مرت بضع دقائق و هو على هذه الحال المزرية حتى شعر أنه مراقب من طرف شخص ما، استدار إلى يساره ليجد أن حقيبته قد اختفت! جفت دموع "توم" من هول الصدمة، تجمد قي مكانه دون حراك يلتفت يمينا و يسارا ليتدارك ما يحدث.
"كراك"! صوت غريب انبعث من فوق الفتى المذعور، رفع رأسه ببطئ ليتفاجأ بذراع ضخمة طويلة للغاية تحكم قبضتها عليه من على فجوة توسطت السقف الخشبي!
تصعد الذراع نحو الأعلى داخل الفجوة، و صرخات "توم" الطالبة للنجدة كانت دون جدوى. و بمجرد أن عبرت الفجوة أفلتته و أوقعته على أرضية الطابق الثاني، ثم تراجعت عبر منعطف كان آخر الرواق، نهض "توم" من على الأرض ببطء و قام بإزالة الغبار عن معطفه ، ثم رفع رأسه للأعلى فإذ بمجموعة من الأطفال في مثل سنه ينظرون إليه بتعجب و استغراب، كانوا جميعا يبدون بحالة مزرية مثيرة للشفقة، و كانو يحملون كتبا و كراريس و كأنهم طلاب عاديون، نظر إليهم "توم" و علامات الخوف و الذعر ظاهرة على وجهه قائلا:من...من أنتم؟ تقدمت إليه فتاة ذات شعر قصير من بين الأطفال و قالت له: خذ...هذا مفتاح غرفتك. و أشارت نحو أحدى الغرف ثم انصرفت، و بدون أن يلفظ "توم" بكلمة واحدة ، ينطلق صوت قرع جرس ما سبب هيجانا بين أولئك الأطفال و قاموا يركضون نحو باب كان آخر الرواق، رمقت الفتاة ذات الشعر القصير "توم" بنظرة مخيفة و نادته: هيا! سيبدأ الصف، لا تريد أن تتأخر. و لاشعوريا هرع بسرعة نحو ذلك الباب، الذي تبين أنه باب لصف دراسي عادي، لكن ما أثار حيرة "توم" هو حجم الكأس الذي كان يحمل صورة لشاطئ فوق المكتب، إذ أنه كاف لحشر رأس طفل داخله!
أخذ جميع الأطفال أماكنهم، أما "توم" فلا زال واقفا في مكانه دون حراك، تلوح تلك الفتاة له قائلة: تعال بسرعة، هناك مكان بجواري. ذهب "توم" و جلس بجوارها من غير أي تفكير، بعد فترة ليست بطويلة انفتح باب الفصل ببطء ليعم الصمت، و إذ بالذراع الضخمة تدخل محدثة صوت الفرقعة ذاك! "كراك"! "كراك"!...
يتبع...
التعديل الأخير بواسطة المشرف: