- إنضم
- 19 مارس 2020
- رقم العضوية
- 10852
- المشاركات
- 208
- مستوى التفاعل
- 429
- النقاط
- 141
- الإقامة
- المغرب
- توناتي
- 208
- الجنس
- أنثى
LV
0
يحكى أن حطاب يعيش في غابة كبيرة بشمال روسيا ، وقد كان شابا قوي البنية فبنى لنفسه بيتا من الخشب كان ذلك مصدر فخره واعتزازه ، ولما فرغ من البناء فكر في أن يبحث له عن فتاة يحبها ويتزوجها
ولكن فتيات المنطقة قليلا ما كان ينلن إعجابه فهو يهيم بامرأة جميلة طويلة القامة ، ذات بشرة بيضاء وشعر أشقر وعينين زرقاوين ومع مرور الوقت والزمن أصبحت تلك الصورة شبه حقيقية . وصار يحلم
بها في الليل وفي النهار أيضا .
وكان يذهب في الأعياد إلى القرى البعيدة يقصد الكنائس والفنادق لعله يعثر على فتاة أحلامه . لكنه كان يصادف فقط فتيات بنظرات باهتة وملابس فقيرة ، ومرت الشهور واكتشف أن البحث لا جدوى منه .
وكان الطريق الذي يسلكه " إيفان " وهو ذاهب إلى منزله وكان يمر من بيت جميل له نوافذ خضراء .
وبينما كان في طريقه إلى العمل في أحد الأيام إذا بستار نافذة يرتفع فجأة وأطلت فتاة أخذت تراقبه بنظرات الحنان والمودة ، فأيقظ الفتى في قلبها مشاعر الحب دون أن يعلم هو بذلك .
وكانت الفتاة تدى " ناتاشا " وهي شديدة الخجل ، لكن حبها للحطاب أصبح شديدا حتى انها تشجعت ذات يوم وقررت أن تنتظره في الطريق ، ولما اقترب منها خاطبته قائلة
- لقد قطفت ثمار التوت هذه بيدي ، وسأكون سعيدة إذا تناولتها وأنت تتذكرني !
فتفحص " إيفان " وجهها وحدث نفسه :
- ليست قبيحة الوجه ، لكنها بالتأكيد ليست المرأة التي أبحث عنها وتورد وجه " ناتاشا " واحمرت خجلا من جرأتها ، وأخيرا قال " إيفان " بجفاء : - لا أحب التوت ! ولكن شكرا على كل حال !
واغرورقت عيناها بالدموع فيما انصرف " إيفان " .
بعد أيام استوقفته مرة أخرى ومدت له صدرية صوفية وهي تقول له : - عندما تعود في المساء يكون الجو أكثر برودة ، خذ هذه الصدرية لتحميك من البرد فقد نسجتها بيدي !
ومقابل هذه المعاملة الرقيقة أجابها بعجرفة : - ما الذي يجعلك تفكرين في أن رجلا مثلي يخشى البرد ؟
وتسبب رفضه هذه المرة في نزول دمعتين كبيرتين على خدي الفتاة فجرت مسرعة وهي تشهق باكية ، ورغم شدة يأسها رفضت أن تستسلم وانتظرت مروره في اليوم التالي ، وعندما وصل تقدمت إليه
وهي تمسك قنينة وقالت له : - لا يمكنك أن ترفض هذا العصير الذي حضرته لك من أجود فواكه الغابة فسيعطيك القوة ويجعلك تذكر بأني ....
لكنه قاطعها قائلا : - لا أشرب العصير ولا أحبه . ثم تابع سيره وفور ذلك أدرك أنه كان فظا مع الفتاة فعاد إليها ، لكنها كانت قد اختفت وأثناء سيره لم ينقطع عن التفكير فيها فقال يحدث نفسه
- ليست بشعة ! فعيناها ناعمتان ... وشعرها جميل ... ربما كان عليَّ أن أقبل على الأقل واحدة من هداياها . صحيح أن جمالها لا يبلغ ...
وفجأة خطرت بباله فتاة أحلامه فبدأ قلبه يخفق بقوة وشعر بشوق شديد ثم هتف :
- كم أنا سعيد !
وهكذا تحققت المعجزة : بدت له امرأة خارقة الجمال وسط سحابة ذهبية بين الأشجار ، وكان شعرها الذهبي ينسدل على جانبي وجهها الفاتن ، ثم سمع صوتا رخيما يسأله :
- أنا " روزالكا " جنية الغابة ، فهل تقبل أن تغني لي
ومن شدة افتتانه لم يستطع أن يحول عينيه عن نظراتها الناعمة وقال لها :
- سأغني لك مدى الحياة إذا استطعت فقط ....
ومن شدة افتتانه لم يستطع أن يحول عينيه عن نظراتها الناعمة وقال لها :
- سأغني لك مدى الحياة إذا استطعت فقط ....
ومد يده ليلمس الجنية ، لكنها كانت قد صعدت إلى أعلى غصن في الشجرة وهي تقول :
- غن ! غن ! فلن أستطيع النوم إلا إذا أسمعتني غناءك
ففرح " إيفان " وبدأ يردد بعض الأغاني القديمة التي سمعها في طفولته ، ثم واصل ترديد أغاني عاطفية بينما بدأ النوم يداعب أجفان الجنية وهي لا تزال تقول :
- غن ! غن ...
وعند حلول المساء استمر يغني بصوت أجش وهو يحاول أن يهدهدها لتنام ولما أطبق الظلام شعر بالتعب والبرد ، وكانت " روزالكا " تحته على مواصلة الغناء :
- غن ! غن … إذا كنت تحبني !
وتابع الغناء بصوت متأوه ، ثم حدث نفسه :
كم أحب أن تكون لي صدرية صوفية تحميني من البرد !
حينئد تذكر " ناتاشا " فأحس بحزن عميق يجتاح كيانه وقال :
- كم أنا غبي ، كان علي أن أختارها زوجة لي فهي أجدر من هذه المرأة التي لا تعطي شيئا مقابل ما تأخذه .
وأمرته " روزالكا " أيضا بإلحاح :
- غن .. غن بصوت مرتفع
وشعر " إيفان " بفراغ كبير في قلبه وأدرك أن الفتاة ذات النظرات الناعمة هي الوحيدة التي بإمكانها أن تملأ ذلك الفراغ ، وفي الليل فر هاربا لكنه سمع صوتا خبيثا يصيح
- لن تعثر عليها أبدا لقد تحولت إلى جدول من فرط البكاء على حبها الكبير لن تجدها أبدا
وكانت الشمس قد طلعت عندما طرق " إيفان " باب منزل " ناتاشا " والحسرة تقتله ، لكن دقاته ظلت دون جواب ، وأصابه الذعر حين لمح بالقرب منه جدولا لم يره من قبل
وكانت مياهه تنساب رقراقة فتقدم نحوه يائسا وغطس وجهه في الماء وعيناه تفيضان بالدموع ثم قال :
- ما الذي جعلني أصرف نظري عنك يا " ناتاشا " ؟ كم أحبك الآن !
ورفع عينيه إلى السماء ودعا دعاءا صامتا
- أود أن أبقى بجانبها إلى الأبد !
وسرعان ما تحول " إيفان " إلى شجرة حوْر تحاذي جذورها مياه الجدول وهكذا إلى الأبد ظلت " ناتاشا " ترعى بجوارها الرجل الذي أحبته .
تمت
ولكن فتيات المنطقة قليلا ما كان ينلن إعجابه فهو يهيم بامرأة جميلة طويلة القامة ، ذات بشرة بيضاء وشعر أشقر وعينين زرقاوين ومع مرور الوقت والزمن أصبحت تلك الصورة شبه حقيقية . وصار يحلم
بها في الليل وفي النهار أيضا .
وكان يذهب في الأعياد إلى القرى البعيدة يقصد الكنائس والفنادق لعله يعثر على فتاة أحلامه . لكنه كان يصادف فقط فتيات بنظرات باهتة وملابس فقيرة ، ومرت الشهور واكتشف أن البحث لا جدوى منه .
وكان الطريق الذي يسلكه " إيفان " وهو ذاهب إلى منزله وكان يمر من بيت جميل له نوافذ خضراء .
وبينما كان في طريقه إلى العمل في أحد الأيام إذا بستار نافذة يرتفع فجأة وأطلت فتاة أخذت تراقبه بنظرات الحنان والمودة ، فأيقظ الفتى في قلبها مشاعر الحب دون أن يعلم هو بذلك .
وكانت الفتاة تدى " ناتاشا " وهي شديدة الخجل ، لكن حبها للحطاب أصبح شديدا حتى انها تشجعت ذات يوم وقررت أن تنتظره في الطريق ، ولما اقترب منها خاطبته قائلة
- لقد قطفت ثمار التوت هذه بيدي ، وسأكون سعيدة إذا تناولتها وأنت تتذكرني !
فتفحص " إيفان " وجهها وحدث نفسه :
- ليست قبيحة الوجه ، لكنها بالتأكيد ليست المرأة التي أبحث عنها وتورد وجه " ناتاشا " واحمرت خجلا من جرأتها ، وأخيرا قال " إيفان " بجفاء : - لا أحب التوت ! ولكن شكرا على كل حال !
واغرورقت عيناها بالدموع فيما انصرف " إيفان " .
بعد أيام استوقفته مرة أخرى ومدت له صدرية صوفية وهي تقول له : - عندما تعود في المساء يكون الجو أكثر برودة ، خذ هذه الصدرية لتحميك من البرد فقد نسجتها بيدي !
ومقابل هذه المعاملة الرقيقة أجابها بعجرفة : - ما الذي يجعلك تفكرين في أن رجلا مثلي يخشى البرد ؟
وتسبب رفضه هذه المرة في نزول دمعتين كبيرتين على خدي الفتاة فجرت مسرعة وهي تشهق باكية ، ورغم شدة يأسها رفضت أن تستسلم وانتظرت مروره في اليوم التالي ، وعندما وصل تقدمت إليه
وهي تمسك قنينة وقالت له : - لا يمكنك أن ترفض هذا العصير الذي حضرته لك من أجود فواكه الغابة فسيعطيك القوة ويجعلك تذكر بأني ....
لكنه قاطعها قائلا : - لا أشرب العصير ولا أحبه . ثم تابع سيره وفور ذلك أدرك أنه كان فظا مع الفتاة فعاد إليها ، لكنها كانت قد اختفت وأثناء سيره لم ينقطع عن التفكير فيها فقال يحدث نفسه
- ليست بشعة ! فعيناها ناعمتان ... وشعرها جميل ... ربما كان عليَّ أن أقبل على الأقل واحدة من هداياها . صحيح أن جمالها لا يبلغ ...
وفجأة خطرت بباله فتاة أحلامه فبدأ قلبه يخفق بقوة وشعر بشوق شديد ثم هتف :
- كم أنا سعيد !
وهكذا تحققت المعجزة : بدت له امرأة خارقة الجمال وسط سحابة ذهبية بين الأشجار ، وكان شعرها الذهبي ينسدل على جانبي وجهها الفاتن ، ثم سمع صوتا رخيما يسأله :
- أنا " روزالكا " جنية الغابة ، فهل تقبل أن تغني لي
ومن شدة افتتانه لم يستطع أن يحول عينيه عن نظراتها الناعمة وقال لها :
- سأغني لك مدى الحياة إذا استطعت فقط ....
ومن شدة افتتانه لم يستطع أن يحول عينيه عن نظراتها الناعمة وقال لها :
- سأغني لك مدى الحياة إذا استطعت فقط ....
ومد يده ليلمس الجنية ، لكنها كانت قد صعدت إلى أعلى غصن في الشجرة وهي تقول :
- غن ! غن ! فلن أستطيع النوم إلا إذا أسمعتني غناءك
ففرح " إيفان " وبدأ يردد بعض الأغاني القديمة التي سمعها في طفولته ، ثم واصل ترديد أغاني عاطفية بينما بدأ النوم يداعب أجفان الجنية وهي لا تزال تقول :
- غن ! غن ...
وعند حلول المساء استمر يغني بصوت أجش وهو يحاول أن يهدهدها لتنام ولما أطبق الظلام شعر بالتعب والبرد ، وكانت " روزالكا " تحته على مواصلة الغناء :
- غن ! غن … إذا كنت تحبني !
وتابع الغناء بصوت متأوه ، ثم حدث نفسه :
كم أحب أن تكون لي صدرية صوفية تحميني من البرد !
حينئد تذكر " ناتاشا " فأحس بحزن عميق يجتاح كيانه وقال :
- كم أنا غبي ، كان علي أن أختارها زوجة لي فهي أجدر من هذه المرأة التي لا تعطي شيئا مقابل ما تأخذه .
وأمرته " روزالكا " أيضا بإلحاح :
- غن .. غن بصوت مرتفع
وشعر " إيفان " بفراغ كبير في قلبه وأدرك أن الفتاة ذات النظرات الناعمة هي الوحيدة التي بإمكانها أن تملأ ذلك الفراغ ، وفي الليل فر هاربا لكنه سمع صوتا خبيثا يصيح
- لن تعثر عليها أبدا لقد تحولت إلى جدول من فرط البكاء على حبها الكبير لن تجدها أبدا
وكانت الشمس قد طلعت عندما طرق " إيفان " باب منزل " ناتاشا " والحسرة تقتله ، لكن دقاته ظلت دون جواب ، وأصابه الذعر حين لمح بالقرب منه جدولا لم يره من قبل
وكانت مياهه تنساب رقراقة فتقدم نحوه يائسا وغطس وجهه في الماء وعيناه تفيضان بالدموع ثم قال :
- ما الذي جعلني أصرف نظري عنك يا " ناتاشا " ؟ كم أحبك الآن !
ورفع عينيه إلى السماء ودعا دعاءا صامتا
- أود أن أبقى بجانبها إلى الأبد !
وسرعان ما تحول " إيفان " إلى شجرة حوْر تحاذي جذورها مياه الجدول وهكذا إلى الأبد ظلت " ناتاشا " ترعى بجوارها الرجل الذي أحبته .
تمت