مشاهدة المرفق 9391
تحت ضوء القمر الساحر والنجوم المتلألأة، جلس الناس في الحديقة على العشب الندي وكانت أصوات الأطفال وضحكاتهم البريئة تملأ الفضاء وهم يلعبون بالطائرات الورقية. وعندما دقت ساعة منتصف الليل، غادر معظم زوار الحديقة. فتسللت القطط إلى العشب باحثة عن فضلات الطعام. وكانت طيور الحمام نائمة في سلام تام في أعشاشها فوق أغصان الأشجار الباسقة.
لم يكترث الشاب فادي لخلو الحديقة من الناس؛ فقد كان مستمتعاً بالجلوس تحت شجرة النخيل المحملة بالرطب وارتشاف فنجان القهوة وسماع صوت أم كلثوم يصدح من خلال صندوق الراديو. تأمل فادي هبوب رياح الخريف السريعة وهي تُحرك قمم الأشجار فتتمايل وتصدر صوت حفيف عميق. أحس فادي بقشعريرة لذيذة سرت في جسده الضئيل. وتمنى في أعماقه، لو أن الكون كله يصبح حديقة غناء!.
بعد مرور دقائق قليلة، نبض قلب فادي بعنف من شدة الفزع عندما رأى رجل عجوز يمشي في وسط الحديقة!. ولو لم يحمل العجوز بيده سيجارة مشتعلة؛ لاعتبره شيطان!؛ لأن الشياطين لا تدخن!. تظاهر بعدم رؤية العجوز والانشغال باقتلاع العشب؛ لأنه كان يخشى أن يطلب الجلوس معه. ولكن، لما فتش بعينيه عن العجوز لم يجده!. وعلى الفور قام بجمع أمتعته من أجل مغادرة المكان؛ لأنه لم يعد يشعر بالأمان!.
أخبر فادي والدته عن العجوز الغامض الذي ظهر في الحديقة فجأة ثم اختفى بنفس الطريقة! ؛ وختم فادي كلامه بجملة: "أظنه شيطان والله أعلم لأنني لم أشعر بالارتياح فور رؤيتي له!". قالت الأم: لماذا لم تتأكد من أنه شيطان من عدمه؟.
-كيف ذلك يا أمي!
-كان عليك أن تلقي عليه السلام
-وماذا سيحصل بعدها؟
-إذا كان شيطان لن يرد عليك السلام!
-حسنناً!، سوف أفعل ذلك!
-وإذا رأيته يا بني خذ حذرك! واترك مسافة أمان بينكما في حال أردت اختباره!
ذهب فادي إلى الحديقة مراتٍ عديدة على أمل رؤية الشخص المقصود ولكنه كان غائبًا! حتى نسي أمره تماماً. واستمر فادي على مواظبة التنزه في الحديقة.
وفي إحدى الأمسيات الباردة وبينما كان الوقت يشير إلى الحادية عشرة، شاهد فادي العجوز مجدداً وهو يمشي على طريق المشاة. وكان مرتديًا قميصًا أسود وبنطال من نفس اللون. قال فادي وقد شعر بوخزات في قلبه: عليك الآن أن تقترب منه وتسلم عليه!
نهض فادي من مكانه ومشى بأقدام أصابهما الخدر الناجم عن الخوف واقترب من العجوز وكانت المسافة بينهما قصيرة تقريبا!. وبدت سحنة العجوز هذه المرة أكثر بشاعة ونفورًا!؛ وكان لون بشرته فاقعًا من شدة الصفار!. كما كان يميل إلى القِصر. قال فادي بصوت متحشرج: السلام عليكم!
-....
لم يرد العجوز السلام بل حتى أنه لم يلتفت إلى فادي وكانت عيناه الواسعتان الجامدتان تنظران إلى الأمام وهو يتابع سيره إلى أقصى ركن من الحديقة!. عندما أحس فادي أنه عرف حقيقته، غشيه الخوف ولكنه تماسك وظلَّ يراقب العجوز وقال في نفسه:
-الآن سوف يختفي مثل المرة السابقة!
لكن العجوز لم يختفي مثلما توقع فادي وتابع سيره البطيء حتى جلس في نقرة بعيدة ولم تبدو منه سوى لمحة!. بعد ذلك بدقائق قليلة تهافتت زمرة من الكلاب الضالة على ذلك العجوز الغامض كأنه صاحبها!. بينما تعامل معها على أنها غير موجودة وظلَّ جالساً في مكانه لفترة طويلة!. شعر فادي بالملل لما تبين له أن العجوز سوف يظل جالسًا هكذا لساعاتٍ طوال؛ فغادر الحديقة. ولما أخبر والدته بما حصل معه قالت:
-أظنه شيطان والله أعلم! وعليك أن لا تبقى في الحديقة لوقتٍ متأخر!
تحت ضوء القمر الساحر والنجوم المتلألأة، جلس الناس في الحديقة على العشب الندي وكانت أصوات الأطفال وضحكاتهم البريئة تملأ الفضاء وهم يلعبون بالطائرات الورقية. وعندما دقت ساعة منتصف الليل، غادر معظم زوار الحديقة. فتسللت القطط إلى العشب باحثة عن فضلات الطعام. وكانت طيور الحمام نائمة في سلام تام في أعشاشها فوق أغصان الأشجار الباسقة.
لم يكترث الشاب فادي لخلو الحديقة من الناس؛ فقد كان مستمتعاً بالجلوس تحت شجرة النخيل المحملة بالرطب وارتشاف فنجان القهوة وسماع صوت أم كلثوم يصدح من خلال صندوق الراديو. تأمل فادي هبوب رياح الخريف السريعة وهي تُحرك قمم الأشجار فتتمايل وتصدر صوت حفيف عميق. أحس فادي بقشعريرة لذيذة سرت في جسده الضئيل. وتمنى في أعماقه، لو أن الكون كله يصبح حديقة غناء!.
بعد مرور دقائق قليلة، نبض قلب فادي بعنف من شدة الفزع عندما رأى رجل عجوز يمشي في وسط الحديقة!. ولو لم يحمل العجوز بيده سيجارة مشتعلة؛ لاعتبره شيطان!؛ لأن الشياطين لا تدخن!. تظاهر بعدم رؤية العجوز والانشغال باقتلاع العشب؛ لأنه كان يخشى أن يطلب الجلوس معه. ولكن، لما فتش بعينيه عن العجوز لم يجده!. وعلى الفور قام بجمع أمتعته من أجل مغادرة المكان؛ لأنه لم يعد يشعر بالأمان!.
أخبر فادي والدته عن العجوز الغامض الذي ظهر في الحديقة فجأة ثم اختفى بنفس الطريقة! ؛ وختم فادي كلامه بجملة: "أظنه شيطان والله أعلم لأنني لم أشعر بالارتياح فور رؤيتي له!". قالت الأم: لماذا لم تتأكد من أنه شيطان من عدمه؟.
-كيف ذلك يا أمي!
-كان عليك أن تلقي عليه السلام
-وماذا سيحصل بعدها؟
-إذا كان شيطان لن يرد عليك السلام!
-حسنناً!، سوف أفعل ذلك!
-وإذا رأيته يا بني خذ حذرك! واترك مسافة أمان بينكما في حال أردت اختباره!
ذهب فادي إلى الحديقة مراتٍ عديدة على أمل رؤية الشخص المقصود ولكنه كان غائبًا! حتى نسي أمره تماماً. واستمر فادي على مواظبة التنزه في الحديقة.
وفي إحدى الأمسيات الباردة وبينما كان الوقت يشير إلى الحادية عشرة، شاهد فادي العجوز مجدداً وهو يمشي على طريق المشاة. وكان مرتديًا قميصًا أسود وبنطال من نفس اللون. قال فادي وقد شعر بوخزات في قلبه: عليك الآن أن تقترب منه وتسلم عليه!
نهض فادي من مكانه ومشى بأقدام أصابهما الخدر الناجم عن الخوف واقترب من العجوز وكانت المسافة بينهما قصيرة تقريبا!. وبدت سحنة العجوز هذه المرة أكثر بشاعة ونفورًا!؛ وكان لون بشرته فاقعًا من شدة الصفار!. كما كان يميل إلى القِصر. قال فادي بصوت متحشرج: السلام عليكم!
-....
لم يرد العجوز السلام بل حتى أنه لم يلتفت إلى فادي وكانت عيناه الواسعتان الجامدتان تنظران إلى الأمام وهو يتابع سيره إلى أقصى ركن من الحديقة!. عندما أحس فادي أنه عرف حقيقته، غشيه الخوف ولكنه تماسك وظلَّ يراقب العجوز وقال في نفسه:
-الآن سوف يختفي مثل المرة السابقة!
لكن العجوز لم يختفي مثلما توقع فادي وتابع سيره البطيء حتى جلس في نقرة بعيدة ولم تبدو منه سوى لمحة!. بعد ذلك بدقائق قليلة تهافتت زمرة من الكلاب الضالة على ذلك العجوز الغامض كأنه صاحبها!. بينما تعامل معها على أنها غير موجودة وظلَّ جالساً في مكانه لفترة طويلة!. شعر فادي بالملل لما تبين له أن العجوز سوف يظل جالسًا هكذا لساعاتٍ طوال؛ فغادر الحديقة. ولما أخبر والدته بما حصل معه قالت:
-أظنه شيطان والله أعلم! وعليك أن لا تبقى في الحديقة لوقتٍ متأخر!