مشاهدة المرفق 9393
في أواخر شهر يوليو، كانت شمس الظهيرة ساخنة أكثر من أي يوم مضى، وقف الطفل فادي في وسط الفناء الفسيح وحاول النظر إلى قرص الشمس مباشرةً. ولم يلمح سوى نور ساطع وحارق جعل عيناه تبكيان!. أوشك الصبي على أن يكون بطاطا مشوية لمكوثه الطويل تحت الشمس الملتهبة، غير أنه لم يأبه بسخونة جسمه وتدفق قطرات العرق الساخن من رأسه!. وفيما هو واقفاً مكانه سمع صوت أمه يعلو وتخاطبه: "فادي! لا تقف تحت الشمس خشية أن تصاب بضربة شمس!".
توسل فادي قائلاً: كلا يا أمي! لا أريد الدخول في الظل.. أنا أحب الشمس أكثر من أي شيء آخر!"
-ولكن الشمس سوف تحرقك حتى لو كنت تحبها! وحينئذٍ حتى زيت الخروع لن يساعدك على الشفاء!
تأفف فادي وكان طفل عنيد ولم يذعن لأمر والدته. ولما أراد الجلوس في الركن الآخر من الفناء تحت النخلة. وجد عندها عصفور الدوري رابضاً على التراب، وكان فاتحاً فمه من شدة العطش وبدا عاجزاً عن التحليق والطيران!. قال الطفل بنبرة حزن: "يا عصفوري الجميل الصغير! لاشك أنك عطشان ومريض! بسبب الشمس نفسها التي تسعدني!"
أمسك فادي العصفور برفق ولم يهتم للألم الناجم عن نقر الطائر لأصابعه. وذهب بلهفة إلى أمه.
"أمي! انظري إلى صديقي الجديد!"
نظرت الأم إلى العصفور نظرة رحمة وشفقة، وقالت: يا لهذا المخلوق المسكين!، وسوف أعطيك طبق من الفخار لا حاجة لي به؛ ليكون بمثابة العش. يبدو لي هذا العصفور ضعيف جداً وغير قادر على تناول طعامه بنفسه!"
قدم فادي والأم كل جهودهما لجعل العصفور قوي ونشيط مرة ثانية. وبعد عشرة أيام تعافى العصفور تمامًا وصار يطير في الغرفة التي خصَّصها له فادي. ومع هذا لم يكن العصفور سعيد مثل باقي العصافير. وكانت الأم تعرف سبب حزن الطائر ولكن انتظرت أن يقوم فادي بالمبادرة بنفسه ولكنه لم يفعل، لشدة حبه للعصفور!.
وذات يوم، صارحت الأم طفلها وقالت له بلطف: عزيزي فادي، أعلم أنك تحب العصفور وأنه أعز أصدقاءك. والأمر نفسه بالنسبة للعصفور، فهو أيضاً يحبك. ولكن رغم صداقة العصافير مع الأطفال إلا أنها تفضل البقاء مع مثيلاتها من الطيور والتحليق في الفضاء الرحب وفي الحدائق العامة"
اقتنع فادي بكلام الأم وأطلق سراح العصفور فطار الطائر بسعادة. ومنذ ذلك الحين واظب فادي على الاعتناء بالطيور؛ حيث كان يوجد في فناء البيت عند النخلة سلة مليئة بالبقول ووعاء يطفح بالماء لتشرب منه العصافير المغردة والحمام الأليف واليمام الوديع فتروي هذه الطيور المسكينة ظمأها في الأيام الحارة. ومنذ ذلك الحين صار فادي يطيع والدته لأن الأمهات والآباء دائماً ما يكونوا على حق في كل شيء.
في أواخر شهر يوليو، كانت شمس الظهيرة ساخنة أكثر من أي يوم مضى، وقف الطفل فادي في وسط الفناء الفسيح وحاول النظر إلى قرص الشمس مباشرةً. ولم يلمح سوى نور ساطع وحارق جعل عيناه تبكيان!. أوشك الصبي على أن يكون بطاطا مشوية لمكوثه الطويل تحت الشمس الملتهبة، غير أنه لم يأبه بسخونة جسمه وتدفق قطرات العرق الساخن من رأسه!. وفيما هو واقفاً مكانه سمع صوت أمه يعلو وتخاطبه: "فادي! لا تقف تحت الشمس خشية أن تصاب بضربة شمس!".
توسل فادي قائلاً: كلا يا أمي! لا أريد الدخول في الظل.. أنا أحب الشمس أكثر من أي شيء آخر!"
-ولكن الشمس سوف تحرقك حتى لو كنت تحبها! وحينئذٍ حتى زيت الخروع لن يساعدك على الشفاء!
تأفف فادي وكان طفل عنيد ولم يذعن لأمر والدته. ولما أراد الجلوس في الركن الآخر من الفناء تحت النخلة. وجد عندها عصفور الدوري رابضاً على التراب، وكان فاتحاً فمه من شدة العطش وبدا عاجزاً عن التحليق والطيران!. قال الطفل بنبرة حزن: "يا عصفوري الجميل الصغير! لاشك أنك عطشان ومريض! بسبب الشمس نفسها التي تسعدني!"
أمسك فادي العصفور برفق ولم يهتم للألم الناجم عن نقر الطائر لأصابعه. وذهب بلهفة إلى أمه.
"أمي! انظري إلى صديقي الجديد!"
نظرت الأم إلى العصفور نظرة رحمة وشفقة، وقالت: يا لهذا المخلوق المسكين!، وسوف أعطيك طبق من الفخار لا حاجة لي به؛ ليكون بمثابة العش. يبدو لي هذا العصفور ضعيف جداً وغير قادر على تناول طعامه بنفسه!"
قدم فادي والأم كل جهودهما لجعل العصفور قوي ونشيط مرة ثانية. وبعد عشرة أيام تعافى العصفور تمامًا وصار يطير في الغرفة التي خصَّصها له فادي. ومع هذا لم يكن العصفور سعيد مثل باقي العصافير. وكانت الأم تعرف سبب حزن الطائر ولكن انتظرت أن يقوم فادي بالمبادرة بنفسه ولكنه لم يفعل، لشدة حبه للعصفور!.
وذات يوم، صارحت الأم طفلها وقالت له بلطف: عزيزي فادي، أعلم أنك تحب العصفور وأنه أعز أصدقاءك. والأمر نفسه بالنسبة للعصفور، فهو أيضاً يحبك. ولكن رغم صداقة العصافير مع الأطفال إلا أنها تفضل البقاء مع مثيلاتها من الطيور والتحليق في الفضاء الرحب وفي الحدائق العامة"
اقتنع فادي بكلام الأم وأطلق سراح العصفور فطار الطائر بسعادة. ومنذ ذلك الحين واظب فادي على الاعتناء بالطيور؛ حيث كان يوجد في فناء البيت عند النخلة سلة مليئة بالبقول ووعاء يطفح بالماء لتشرب منه العصافير المغردة والحمام الأليف واليمام الوديع فتروي هذه الطيور المسكينة ظمأها في الأيام الحارة. ومنذ ذلك الحين صار فادي يطيع والدته لأن الأمهات والآباء دائماً ما يكونوا على حق في كل شيء.