في مملكة يُمنع فيها الغناء على البنات والنساء كافةً، باستثناء بنت الملك التي يحق لها أن تغني في أي وقت شاءت من الأغاني التي تحفظها. عاشت فتاة أحلى من العسل وأنعم من زهور زنبق الياقوت، وتدعى: جافوت.
عملت جافوت بهمة ونشاط في تنظيف غرف الفندق الكثيرة. وفي وقت استراحتها، تملكتها الرغبة في الغناء؛ وكانت جافوت ممن يكون الغناء بالنسبة لهم أحب الأشياء. لاسيما غناء القصائد ذات الأبيات المقفاة.
غنت جافوت هذه الكلمات العذبة:
"غني يا جافوت، وبددي أوقات الملل،
غني يا جافوت، وكوني لنفسك خير أنيسٍ وجليس،
غني يا جافوت، وافرحي بمكتسباتكِ من النقود المعدنية،
غني يا جافوت، وانفقي منها على أشياؤك ومباهجك في الدنيا،
غني يا جافوت، وشاهدي الطيور المغردة فوق أشجار الفاكهة،
غني يا جافوت، وكلي عشاءك مع جارتك الأرملة واشكرن الله،
غني يا جافوت، وتلذّذي بمذاق النوم وشاهدي أمك العزيزة في الحلم ،
غني يا جافوت، وأفيقي من أحلامك الوردية واعلمي أن الدنيا دار بلاء وأحزان،
غني يا جافوت، وكفاك كسلًا وابدئي التنظيف الآن"
تفاجئت جافوت بوقوف مالك الفندق أمامها.
"أنتِ مفصولة من العمل" تابع مالك الفندق الساخط ، "إذا مرَّ جلالة الملك من هنا، وسمع صوت غناءك! فكذلك سيطالني العقاب"
وقعت جافوت أسيرة للمزاج النكد؛ لأنها أصبحت الآن مفلسة وعاطلة.
"يا رباه! أنجدني ولا تجعلني أشحذ كسرة خبز من أحد. وارزقني الحل الصائب" قالت جافوت وهي تسير بغير هدى. وعندما وجدت نفسها على مسافة قريبة من القصر. ولأنها من الناس المُصدقين بالمثل القائل:
-لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
ذهبت ناحية القصر الضخم. وجلست تحت نافذة الملك مباشرةً وشرعت تغني:
لم يدم الأمر طويلا حتى أصدر الملك فرمان يقضي بنفي جافوت إلى آخر العالم.
وأخيراً، نفيت جافوت. ووجدت نفسها في أَرْضٍ موحشة غير مَسْكُونةٍ. ولم تر فيها شجرة واحدة. كانت أشعة الشمس الحارة قد شقَّقت الأرض من حولها.
رأت جافوت في أبعد نقطة تصل لها العين تلة شاهقة.
راحت جافوت تمشي وتمشي نحو التلة. أما جوعها فقد كان يزداد لحظة بعد لحظة. واصلت المشي حتى التقت بعصفور دوري.
قال العصفور: "صباح الخير أيتها الفتاة المسكينة المتعبة. هل يمكنك الغناء من أجلي؟!. أرجوكِ! أرجوكِ! أرجوكِ!."
دُهشت جافوت من تمكن العصفور من النطق والكلام مثل بني البشر، ومن رجاءه إياها الغناء. فأجابت: "لا أستطيع الغناء يا عصفوري اللحوح فأنا عطشانة وجائعة ومنهكة"
قال العصفور وقد رفرف بجناحيه مائة رفة خلال ثانية واحدة: "يوجد ينبوع ماء صافي خلف تلك التلة. فهل تغنين من أجلي بعدما تطفئين ظمأك؟. أرجوكِ! أرجوكِ! أرجوكِ!"
"سأغني من أجلك يا عصفوري اللحوح بعد أن أذوق الماء." قالت جافوت عن طيب خاطر.
وصلت جافوت إلى الينبوع قبل غروب الشمس. شربت الماء العذب الزلال حتى ارتوَّت وشبعت. عندئذٍ عادت إليها إمكانية الغناء من جديد. غنت للعصفور هذه الأغنية العذبة:
"غني يا جافوت، من أجل العصفور اللحوح الكثير الإلحاح، فربما يسكت عن إلحاحه،
غني يا جافوت، لأن العصفور كان طيبا معك أكثر من الملك ومالك الفندق،
غني يا جافوت، وافرحي بالنجاة بعد أن كنتِ على وشك الموت،
غني يا جافوت، ولا تخشي المنفى ولا المصير المجهول،
غني يا جافوت، من أجل العصفور اللحوح الكثير الإلحاح، فربما يسكت عن إلحاحه"
في تلك اللحظة اختفى العصفور، وظهر بدلا منه شاباً أميراً فائق الجمال. وحين قرأ الحيرة في وجه الفتاة تبسَّم لها قائلا: "لقد سحرتني عفريتة شريرة وحولتني إلى عصفور برّي. وجعلت من احتمالية عودتي لبشرٍ شبه مستحيلة، وقالت لي: "إذا وجدت بنتاً جميلة في هذه الطريق المقطوعة. وغنت من أجلك؛ فسوف تعود إنسانا" وها قد عدت إلى سيرتي الأولى بفضلك"
سُرّت جافوت بما سمعت سرورا عظيما. أحبت الشاب وأحبها هو الآخر.
بعد ذلك. تزوج الأمير من جافوت وأصبحت أميرة. وأصبح عند جافوت كل ما يتمنى الإنسان الحصول عليه. وعاشت في مملكة سعيدة وعادلة، في صرحٍ أبيض كبير. ولبست الثياب الممتازة. وملكت الأثاث الفاخر. وعاشت مع زوجها في سعادة تامة حتى آخر عمريهما.
عملت جافوت بهمة ونشاط في تنظيف غرف الفندق الكثيرة. وفي وقت استراحتها، تملكتها الرغبة في الغناء؛ وكانت جافوت ممن يكون الغناء بالنسبة لهم أحب الأشياء. لاسيما غناء القصائد ذات الأبيات المقفاة.
غنت جافوت هذه الكلمات العذبة:
"غني يا جافوت، وبددي أوقات الملل،
غني يا جافوت، وكوني لنفسك خير أنيسٍ وجليس،
غني يا جافوت، وافرحي بمكتسباتكِ من النقود المعدنية،
غني يا جافوت، وانفقي منها على أشياؤك ومباهجك في الدنيا،
غني يا جافوت، وشاهدي الطيور المغردة فوق أشجار الفاكهة،
غني يا جافوت، وكلي عشاءك مع جارتك الأرملة واشكرن الله،
غني يا جافوت، وتلذّذي بمذاق النوم وشاهدي أمك العزيزة في الحلم ،
غني يا جافوت، وأفيقي من أحلامك الوردية واعلمي أن الدنيا دار بلاء وأحزان،
غني يا جافوت، وكفاك كسلًا وابدئي التنظيف الآن"
تفاجئت جافوت بوقوف مالك الفندق أمامها.
"أنتِ مفصولة من العمل" تابع مالك الفندق الساخط ، "إذا مرَّ جلالة الملك من هنا، وسمع صوت غناءك! فكذلك سيطالني العقاب"
وقعت جافوت أسيرة للمزاج النكد؛ لأنها أصبحت الآن مفلسة وعاطلة.
"يا رباه! أنجدني ولا تجعلني أشحذ كسرة خبز من أحد. وارزقني الحل الصائب" قالت جافوت وهي تسير بغير هدى. وعندما وجدت نفسها على مسافة قريبة من القصر. ولأنها من الناس المُصدقين بالمثل القائل:
-لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
ذهبت ناحية القصر الضخم. وجلست تحت نافذة الملك مباشرةً وشرعت تغني:
"غني يا جافوت، وامسحي الحزن عن قلبك،
غني يا جافوت، ولا تجزعي من انتقام الملك،
غني يا جافوت، وكوني بصوتك الشادي شفاء للمحزونين اليائسين،
غني يا جافوت، واهزمي غرور الملك ذا البطن الكبيرة وبنته الأميرة المتعجرفة،
غني يا جافوت، واجعلي وجوه أعداءك تكفهر بسبب غناءك الحلو"
غني يا جافوت، ولا تجزعي من انتقام الملك،
غني يا جافوت، وكوني بصوتك الشادي شفاء للمحزونين اليائسين،
غني يا جافوت، واهزمي غرور الملك ذا البطن الكبيرة وبنته الأميرة المتعجرفة،
غني يا جافوت، واجعلي وجوه أعداءك تكفهر بسبب غناءك الحلو"
لم يدم الأمر طويلا حتى أصدر الملك فرمان يقضي بنفي جافوت إلى آخر العالم.
وأخيراً، نفيت جافوت. ووجدت نفسها في أَرْضٍ موحشة غير مَسْكُونةٍ. ولم تر فيها شجرة واحدة. كانت أشعة الشمس الحارة قد شقَّقت الأرض من حولها.
رأت جافوت في أبعد نقطة تصل لها العين تلة شاهقة.
راحت جافوت تمشي وتمشي نحو التلة. أما جوعها فقد كان يزداد لحظة بعد لحظة. واصلت المشي حتى التقت بعصفور دوري.
قال العصفور: "صباح الخير أيتها الفتاة المسكينة المتعبة. هل يمكنك الغناء من أجلي؟!. أرجوكِ! أرجوكِ! أرجوكِ!."
دُهشت جافوت من تمكن العصفور من النطق والكلام مثل بني البشر، ومن رجاءه إياها الغناء. فأجابت: "لا أستطيع الغناء يا عصفوري اللحوح فأنا عطشانة وجائعة ومنهكة"
قال العصفور وقد رفرف بجناحيه مائة رفة خلال ثانية واحدة: "يوجد ينبوع ماء صافي خلف تلك التلة. فهل تغنين من أجلي بعدما تطفئين ظمأك؟. أرجوكِ! أرجوكِ! أرجوكِ!"
"سأغني من أجلك يا عصفوري اللحوح بعد أن أذوق الماء." قالت جافوت عن طيب خاطر.
وصلت جافوت إلى الينبوع قبل غروب الشمس. شربت الماء العذب الزلال حتى ارتوَّت وشبعت. عندئذٍ عادت إليها إمكانية الغناء من جديد. غنت للعصفور هذه الأغنية العذبة:
"غني يا جافوت، من أجل العصفور اللحوح الكثير الإلحاح، فربما يسكت عن إلحاحه،
غني يا جافوت، لأن العصفور كان طيبا معك أكثر من الملك ومالك الفندق،
غني يا جافوت، وافرحي بالنجاة بعد أن كنتِ على وشك الموت،
غني يا جافوت، ولا تخشي المنفى ولا المصير المجهول،
غني يا جافوت، من أجل العصفور اللحوح الكثير الإلحاح، فربما يسكت عن إلحاحه"
في تلك اللحظة اختفى العصفور، وظهر بدلا منه شاباً أميراً فائق الجمال. وحين قرأ الحيرة في وجه الفتاة تبسَّم لها قائلا: "لقد سحرتني عفريتة شريرة وحولتني إلى عصفور برّي. وجعلت من احتمالية عودتي لبشرٍ شبه مستحيلة، وقالت لي: "إذا وجدت بنتاً جميلة في هذه الطريق المقطوعة. وغنت من أجلك؛ فسوف تعود إنسانا" وها قد عدت إلى سيرتي الأولى بفضلك"
سُرّت جافوت بما سمعت سرورا عظيما. أحبت الشاب وأحبها هو الآخر.
بعد ذلك. تزوج الأمير من جافوت وأصبحت أميرة. وأصبح عند جافوت كل ما يتمنى الإنسان الحصول عليه. وعاشت في مملكة سعيدة وعادلة، في صرحٍ أبيض كبير. ولبست الثياب الممتازة. وملكت الأثاث الفاخر. وعاشت مع زوجها في سعادة تامة حتى آخر عمريهما.
التعديل الأخير: