كان حزقيال ذو قلب مطبوعاً على حب المغامرة. كان يسمع من الناس الكثير من القصص المرعبة التي تحصل في المنزل الكبير والذي خلا من سكانه منذ زمن بعيد فأصبحت دوره موحشات وجهاته مقفرات. كان الطريق إلى المنزل المهجور وعراً قليل المسالك. ورغم هذا اتخذ حزقيال القرار من دون أي تردد وسَرَى إلى هناك. انْتَوَى تسجيل هذه التجربة الخطرة بواسطة كاميرا الفيديو؛ لكي يعرضها على قناته في تطبيق اليوتيوب؛ من أجل كسب المزيد من المتابعين.
وقف حزقيال أمام الباب الأمامي. في أوّل الأمر، رهِبَ دخول المنزل ذا الرُقْعة الْمُنْفسِحة. لكنه لم يلبث أن قام بتحفيز قلبه بنَفْحة من نفحات الشجاعة. ثم تَخَطَّى الباب. على نحو غير إرادي راحت نظراته تستطلع الأعماق. أحس بالخوف في هذا الفراغ؛ لأن حكايات الجن والأشباح كانت تحيط به. سار في جنبات المنزل، وولج أماكن، تبدو لم يمشِ فيها غيره، كان مجرد الدخول إليها قد أوقع رعدة الخوف في أوصاله كلها. ومع ذلك فقد ظل يتنقل من مجاز إلى مجاز، ومن ممر إلى ممر. كانت الرطوبة والعفونة وعوامل الزمن أفسدت أرضية المكان بحيث لم تكن في بعض الأماكن سالمة أو مأمونة. وطئ حزقيال درجات السلم الخشبي فأصدرت صوت صرير. تشبث بدرابزين السلم وارْتَقى الطابق العلوي. دخل حجرة وكان الغبار الكثيف مستقراً على الأثاث والمرايا. ثم صعد إلى العلية. وهو الجزء الأحفل في الرعب والغرابة.
"لا يوجد إنسان لا يخشى الدخول إلى هذا المكان ليلاً. ولكني لا أستشعر خوفا ما في وضح النهار" قال حزقيال وهو يتنقل بنظره في أنحاء الغرفة الضيقة، "إن الضوء يغمر الغرفة".
كان السكون يغلب على المكان. وبدا مثل واحة من العدم. بعد كثير من التحديق عثر الشاب على صندوق ضخم، وكان مملوءاً بكومة من الأشياء: مجلدات، وجرائد، وزجاجات أدوية فارغة.
تناول حزقيال كتاب وأخذ يقلب صفحاته. بعد هنيهة قصيرة، لاحظ وجود دمية في الركن القصيّ. كانت منتصبة تحت منضدة الكيّ. حدق حزقيال في الدمية في أناة بالغة وتمهل مغالٍ فيه. كانت نظيفة ولم يكن على وجهها أو ثوبها أية لَطْخة قذراة. كان يغلب على وجه الدمية أمارات السكينة، وبدت في بُحْبوحة بفضل عزلتها في غرفة العلية. آنذاك، امتثلت في ذهن حزقيال بعض الأفكار... أن الدمية تتجول في الغرفة. أو تنطلق إلى خارجها وتهيم على وجهها في المنزل المهجور.
"لقد اختفت الدمية!" قال الشاب وهو يلهث من الرعب، "سوف يطبق الغسق عمّا قريب. يتعين علي الخروج من هنا".
خطى حزقيال بخطوات حثيثة دون إبْطاء. اختل توازنه وسقطت من يده آلته الإلكترونية فتحطمت. أما هو فتدحرج على درجات السلم من أوله إلى آخره. تقرّحت ساقه ويده. وأحس بالوهن في جسمه. لكنه استطاع الخروج من المنزل المهجور. عندئذٍ تبدّدت سحابة الخوف، وشعر حزقيال أنه في حفظ وأمان.
وقف حزقيال أمام الباب الأمامي. في أوّل الأمر، رهِبَ دخول المنزل ذا الرُقْعة الْمُنْفسِحة. لكنه لم يلبث أن قام بتحفيز قلبه بنَفْحة من نفحات الشجاعة. ثم تَخَطَّى الباب. على نحو غير إرادي راحت نظراته تستطلع الأعماق. أحس بالخوف في هذا الفراغ؛ لأن حكايات الجن والأشباح كانت تحيط به. سار في جنبات المنزل، وولج أماكن، تبدو لم يمشِ فيها غيره، كان مجرد الدخول إليها قد أوقع رعدة الخوف في أوصاله كلها. ومع ذلك فقد ظل يتنقل من مجاز إلى مجاز، ومن ممر إلى ممر. كانت الرطوبة والعفونة وعوامل الزمن أفسدت أرضية المكان بحيث لم تكن في بعض الأماكن سالمة أو مأمونة. وطئ حزقيال درجات السلم الخشبي فأصدرت صوت صرير. تشبث بدرابزين السلم وارْتَقى الطابق العلوي. دخل حجرة وكان الغبار الكثيف مستقراً على الأثاث والمرايا. ثم صعد إلى العلية. وهو الجزء الأحفل في الرعب والغرابة.
"لا يوجد إنسان لا يخشى الدخول إلى هذا المكان ليلاً. ولكني لا أستشعر خوفا ما في وضح النهار" قال حزقيال وهو يتنقل بنظره في أنحاء الغرفة الضيقة، "إن الضوء يغمر الغرفة".
كان السكون يغلب على المكان. وبدا مثل واحة من العدم. بعد كثير من التحديق عثر الشاب على صندوق ضخم، وكان مملوءاً بكومة من الأشياء: مجلدات، وجرائد، وزجاجات أدوية فارغة.
تناول حزقيال كتاب وأخذ يقلب صفحاته. بعد هنيهة قصيرة، لاحظ وجود دمية في الركن القصيّ. كانت منتصبة تحت منضدة الكيّ. حدق حزقيال في الدمية في أناة بالغة وتمهل مغالٍ فيه. كانت نظيفة ولم يكن على وجهها أو ثوبها أية لَطْخة قذراة. كان يغلب على وجه الدمية أمارات السكينة، وبدت في بُحْبوحة بفضل عزلتها في غرفة العلية. آنذاك، امتثلت في ذهن حزقيال بعض الأفكار... أن الدمية تتجول في الغرفة. أو تنطلق إلى خارجها وتهيم على وجهها في المنزل المهجور.
"لقد اختفت الدمية!" قال الشاب وهو يلهث من الرعب، "سوف يطبق الغسق عمّا قريب. يتعين علي الخروج من هنا".
خطى حزقيال بخطوات حثيثة دون إبْطاء. اختل توازنه وسقطت من يده آلته الإلكترونية فتحطمت. أما هو فتدحرج على درجات السلم من أوله إلى آخره. تقرّحت ساقه ويده. وأحس بالوهن في جسمه. لكنه استطاع الخروج من المنزل المهجور. عندئذٍ تبدّدت سحابة الخوف، وشعر حزقيال أنه في حفظ وأمان.
التعديل الأخير: