كان نسيم المساء يهبُّ عليلًا نائياً، وقد خلت السماء من السحب وأرسلت النجوم الساطعة أشعتها الرقيقة على كل شبر من السهوب. كان العصفور ساكناً في عشه على أغصان شجرة الكينا القوية المعمرة. قال: "ما أسعدني! ما أهنأ عيشي!؛ لأنني أرى هذا المنظر كل يوم".
كان العصفور يمرح ويتغذى على الحشرات في أوقات النهار وينام في آناء الليل. كانت الحياة آمنة وسعيدة بالنسبة للعصفور؛ فلا يذكر في يوم من الأيام أنه تعرض للتهديد من إحدى الثديات اللاحمة أو هبط عليه من الأعالي طائر جارح. لهذا السبب تمنى العصفور من الخالق القدير أن يعيش آمناً مطمئناً حتى آخر لحظة من حياته.
وحدث ذات يوم أن العصفور سقط من عشه. وأصيب بكسر في جناحه ومنقاره. أدرك أن قسمته من الدنيا شارفت على الانتهاء. اعتقد العصفور في لحظة انكساره ويأسه أن الله تعالى لا يستجيب سوى للبشر؛ فغرد تغريدات حزينة. حينذاك سمعت بنت صغيرة اسمها "مودة" صوت ذلك التغريد، وأخذت تبحث وتبحث عن مصدر الصوت حتى عثرت عليه. جزعت مودة لمرأى العصفور السقيم وهو على الأرض بلا حراك. أمسكت به بعناية وهي تقول بنبرة إشفاق: يا مسكين! لن يغفر لله لي إن تركتك هنا وحدك تصارع الألم والموت.
عادت البنت المشفقة على العصفور إلى عائلتها بسرعة.
عندما رآها الأب قال لها:
-يا حبة عيني! لقد جئت في وقتك! ولكن، كيف أمسكتِ بهذا العصفور؟ دعيه وشأنه، وانضمي إلى سفرة الغداء
-كلا يا أبي! أريد أن نعود الآن إلى البلدة، سوف أعرض عصفوري على طبيب بيطري شاطر؛ لكي ينقذه. فإن تأخرنا قليلاً فسوف يهلك لا محالة!
رضخ الأب والأم لابنتهما الحبيبة. عالج الطبيب العصفور وقام بحقنه واطعامه. كما قام بتعليم البنت الطيبة كيفية العناية بهذا الكائن الضعيف. ومع توالي الأيام عاد العصفور قوياً معافَّى كسابق عهده. وظل بجوار البنت الحنونة التي أسعفته. وعاش معها في الغرفة. عرف العصفور أن أمنيته قد تحققت. وأن الله تعالى يرحم جميع مخلوقاته.
كان العصفور يمرح ويتغذى على الحشرات في أوقات النهار وينام في آناء الليل. كانت الحياة آمنة وسعيدة بالنسبة للعصفور؛ فلا يذكر في يوم من الأيام أنه تعرض للتهديد من إحدى الثديات اللاحمة أو هبط عليه من الأعالي طائر جارح. لهذا السبب تمنى العصفور من الخالق القدير أن يعيش آمناً مطمئناً حتى آخر لحظة من حياته.
وحدث ذات يوم أن العصفور سقط من عشه. وأصيب بكسر في جناحه ومنقاره. أدرك أن قسمته من الدنيا شارفت على الانتهاء. اعتقد العصفور في لحظة انكساره ويأسه أن الله تعالى لا يستجيب سوى للبشر؛ فغرد تغريدات حزينة. حينذاك سمعت بنت صغيرة اسمها "مودة" صوت ذلك التغريد، وأخذت تبحث وتبحث عن مصدر الصوت حتى عثرت عليه. جزعت مودة لمرأى العصفور السقيم وهو على الأرض بلا حراك. أمسكت به بعناية وهي تقول بنبرة إشفاق: يا مسكين! لن يغفر لله لي إن تركتك هنا وحدك تصارع الألم والموت.
عادت البنت المشفقة على العصفور إلى عائلتها بسرعة.
عندما رآها الأب قال لها:
-يا حبة عيني! لقد جئت في وقتك! ولكن، كيف أمسكتِ بهذا العصفور؟ دعيه وشأنه، وانضمي إلى سفرة الغداء
-كلا يا أبي! أريد أن نعود الآن إلى البلدة، سوف أعرض عصفوري على طبيب بيطري شاطر؛ لكي ينقذه. فإن تأخرنا قليلاً فسوف يهلك لا محالة!
رضخ الأب والأم لابنتهما الحبيبة. عالج الطبيب العصفور وقام بحقنه واطعامه. كما قام بتعليم البنت الطيبة كيفية العناية بهذا الكائن الضعيف. ومع توالي الأيام عاد العصفور قوياً معافَّى كسابق عهده. وظل بجوار البنت الحنونة التي أسعفته. وعاش معها في الغرفة. عرف العصفور أن أمنيته قد تحققت. وأن الله تعالى يرحم جميع مخلوقاته.
التعديل الأخير: