مشاهدة المرفق 10123
قالت البعوضة للنحلة زينة ذات يوم: يا زينة، حذار من دخول منزل الإنسان! إنه مخلوق شرير ومتوحش. لا يدعنا نتغذى من دمه. ويرش علينا رذاذ المبيد الحشري القاتل الذي أودى بحياة جميع أفراد عائلتي"
ظلت كلمات البعوضة محفورة في رأس زينة.
كانت منشغلة بالتفكير في كلام البعوضة حتى عندما تكون في داخل كؤوس أزهار العليق.
في أحد الأيام، أنبأت زينة صديقها نحول عن نيتها في دخول منزل الإنسان، وحاول هذا الأخير صدّها عن عزمها؛ لكنه لم يستطع فقرر اللحاق بها.
طارت النحلة زينة في الجو الربيعي الندي مصدرة ذاك الطنين المجلجل.
لم يدم وقتاً طويلاً حتى استطاعت النحلة الفضولية الذكية أن تلمح منزل مكوّن من دور أرضي وله نافذة مفتوحة على مصراعيها.
أسرعت زينة إلى النافذة. ومعها نحول.
"إن هذه الرائحة تذكرني برائحة زهرة الكاكاو" قال نحول
"فلندخل يا نحول" قالت زينة بلهجة مرحة
"ذينة! أنتِ دائماً تبحثين عن المخاطر"
"ابقى مكانك يا نحول، أما أنا فسوف أدخل" قالت زينة وهي ترفرف جناحيها مستعدة لتحليق جديد.
طارت زينة في فضاء الحجرة وكانت ثمة سيدة عجوز ممتلئة تجلس على كرسي بذراعين وله ظهر طويل. الواقع أنها كانت تقرأ جريدة وترتشف فنجان قهوة
كان طقم القهوة الفضي فوق طاولة صغيرة عند ركبتيها.
هبطت زينة إلى صحن القهوة غير مبالية لنداء نحول الباكي وهو يقول: "احذري يا ذينة! ثوف تموتين!"
لعقت زينة القهوة المنسكبة في الصحن
"ما أجمل هذه النحلة! إن زوجي سوف يطرب من الفرح لو رآها وهي منكبة في تذوق القهوة" قالت السيدة العجوز وقد انعكست على وجهها الطيب علامات الحب والرحمة.
تخلص نحول من تردده أخيراً وطار في فضاء الحجرة، وانضم إلى زينة وشاركها تذوق القهوة
"هممم أراك هنا أيضاً يا نحول! ها!" قالت زينة بسعادة
-....،- لم يجيبها نحول بكلمة واحدة؛ لأنه كان جائعاً جداً.
"ما أجمل النحلتان الحلوتان!" قالت السيدة الدمثة الخلق.
بعدما شبعت زينة ونحول حلقا في فضاء الحجرة مغادرين.
ألقت زينة نظرة أخيرة على تلك السيدة المبتسمة لهما ابتسامة تنضح طيبة وأصالة؛ فوصلت إلى زينة ذبذبات الخير والإحسان من هذا الإنسان.
قالت زينة لنحول وهي تطير في فضاء البستان: "لقد كانت البعوضة مخطأة حين قالت أن الإنسان كائن سيئ. إن الإنسان الذي قابلناه منذ قليل في منتهى الوداعة. ما رأيك يا نحول"
"أنتِ صادقة يا ذينة".
دوّنت زينة في دفتر مذكراتها مغامرتها اللطيفة تلك. موسومة بعنوان: حكايتي مع الإنسان الطيب.
قالت البعوضة للنحلة زينة ذات يوم: يا زينة، حذار من دخول منزل الإنسان! إنه مخلوق شرير ومتوحش. لا يدعنا نتغذى من دمه. ويرش علينا رذاذ المبيد الحشري القاتل الذي أودى بحياة جميع أفراد عائلتي"
ظلت كلمات البعوضة محفورة في رأس زينة.
كانت منشغلة بالتفكير في كلام البعوضة حتى عندما تكون في داخل كؤوس أزهار العليق.
في أحد الأيام، أنبأت زينة صديقها نحول عن نيتها في دخول منزل الإنسان، وحاول هذا الأخير صدّها عن عزمها؛ لكنه لم يستطع فقرر اللحاق بها.
طارت النحلة زينة في الجو الربيعي الندي مصدرة ذاك الطنين المجلجل.
لم يدم وقتاً طويلاً حتى استطاعت النحلة الفضولية الذكية أن تلمح منزل مكوّن من دور أرضي وله نافذة مفتوحة على مصراعيها.
أسرعت زينة إلى النافذة. ومعها نحول.
"إن هذه الرائحة تذكرني برائحة زهرة الكاكاو" قال نحول
"فلندخل يا نحول" قالت زينة بلهجة مرحة
"ذينة! أنتِ دائماً تبحثين عن المخاطر"
"ابقى مكانك يا نحول، أما أنا فسوف أدخل" قالت زينة وهي ترفرف جناحيها مستعدة لتحليق جديد.
طارت زينة في فضاء الحجرة وكانت ثمة سيدة عجوز ممتلئة تجلس على كرسي بذراعين وله ظهر طويل. الواقع أنها كانت تقرأ جريدة وترتشف فنجان قهوة
كان طقم القهوة الفضي فوق طاولة صغيرة عند ركبتيها.
هبطت زينة إلى صحن القهوة غير مبالية لنداء نحول الباكي وهو يقول: "احذري يا ذينة! ثوف تموتين!"
لعقت زينة القهوة المنسكبة في الصحن
"ما أجمل هذه النحلة! إن زوجي سوف يطرب من الفرح لو رآها وهي منكبة في تذوق القهوة" قالت السيدة العجوز وقد انعكست على وجهها الطيب علامات الحب والرحمة.
تخلص نحول من تردده أخيراً وطار في فضاء الحجرة، وانضم إلى زينة وشاركها تذوق القهوة
"هممم أراك هنا أيضاً يا نحول! ها!" قالت زينة بسعادة
-....،- لم يجيبها نحول بكلمة واحدة؛ لأنه كان جائعاً جداً.
"ما أجمل النحلتان الحلوتان!" قالت السيدة الدمثة الخلق.
بعدما شبعت زينة ونحول حلقا في فضاء الحجرة مغادرين.
ألقت زينة نظرة أخيرة على تلك السيدة المبتسمة لهما ابتسامة تنضح طيبة وأصالة؛ فوصلت إلى زينة ذبذبات الخير والإحسان من هذا الإنسان.
قالت زينة لنحول وهي تطير في فضاء البستان: "لقد كانت البعوضة مخطأة حين قالت أن الإنسان كائن سيئ. إن الإنسان الذي قابلناه منذ قليل في منتهى الوداعة. ما رأيك يا نحول"
"أنتِ صادقة يا ذينة".
دوّنت زينة في دفتر مذكراتها مغامرتها اللطيفة تلك. موسومة بعنوان: حكايتي مع الإنسان الطيب.