المسكينة النازحة (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
كان يا مكان

ولا يحلو الكلام إلا بعد الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.

كان هناك زوج بخيل المشاعر والرحمة والعطف يضرب زوجته المسكينة كل يوم على أتفه الأسباب. ولأنه لم يكن لهذه المرأة أب أو أخ أو ابن أو عم أو خال يخلصها من بؤسها، كان الزوج النذل يهينها ويُسوِّد عيشها. وكم قضت من الزمن تبكي على حظها المبلبل وشبابها الذابل وجمالها المسفوع بالهموم.

وفي يوم من الأيام طرد هذا الزوج زوجته من الدار. ضاقت الدنيا في عين الزوجة؛ ليس لأنها تحبه وتبكي فراقه، بل لأنها فاقدة للمأوى وليس في الحي الذي تقطنه بيت للوافدين اليائسين. تنكر الجيران لها وكأن الجميع قد اتفق عليها!.

نزحت المرأة المضطربة -الشاكية إلى الله- إلى الصحراء القاحلة. وسارت ما شاء لها السير. حرقت الشمس وجهها ويدها. ولما استبد بها الاعياء والتعب رقدت على التراب مستسلمة للموت. لكن حواسها تنبهت لوجود النعيم النازل من الله عليها. لقد وجدت بَحْرَّة مملوءة بالأسماك الملوَّنة من قعرها إلى سطحها. وأشجار نخيل متاخمة للشاطئ. وخيمة خالية من السكان مفروشة بالديباج. وجدي ظريف ذا ثُغاء مضحك؛ ليؤنس وحدتها.

كانت المرأة دامعة العين من شدة الفرحة. شكرت الله على هذا النعيم الذي لم تتخيله قط. كأنه مكافأة من السماء على صبرها. استقرت بالعيش في هذا الموضع من الكون لسنوات عديدة إلى أن وافاها الأجل.
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل