هل كان صافي المسيخ الدجال؟ (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
بلغ شابٌ غريب قرية مطلة على بحر فلسطين، وكان يومذاك راكبا ظهر حمار ومرتديا السواد. ومن يراه يشعر إزاءه بشعور الوحشة والنفور. ولا أحد من سكان القرية يعرف من أين جاء. وقد كان هذا الرجل الغامض فيما بعد يسمى: صافي.

سكن صافي خرابة، مسكونة بالجرذان والعظاءات. ولم يلبث في القرية عدة أيام حتى اجتاح الطاعون البلاد، وأمسى الناس يموتون منه كالذباب. ولزم الناس بيوتهم لا يخرجون منها أبدا.


وحدث ذات يوم أن رجلا شجاعا يُدعى أشعب خرج من داره؛ لأنه أراد مراقبة هذا الساكن الغريب ولم يكن عنده ذرة شك بأن لهذا الرجل يدٌ في ظهور المرض الفتّاك.

واتفق خروج أشعب في الوقت الذي كان يجلس فيه صافي في ساحة القرية تحت شجرة مثمرة.

لاحظ أشعب على الرجل الغامض، أنه لا يستطيع النظر إلى السماء؛ كأن ثمة عقابا أُلحق به، ويمنعه من رفع رأسه نحو السحب البيضاء.

اقترب أشعب من صافي فبدت على هذا الأخير سيماء الضيق والانزعاج، وأشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى؛ لعدم رغبته بجلوس أشعب بقربه. لم يأبه أشعب لهذا النفور الذي أظهره صافي بكل وضوح وجلس إلى جواره.

بعد برهة قصيرة. سأله أشعب: "من أنت يا رجل؟"

أجاب الرجل بنبرة استهزاء: أنا ابن الأرض.

ابتسم الرجل؛ لأنه كان يعرف أن الذي يجلس بين يديه في هذه اللحظة ليس إنسانا عاديا، بل أقرب ما يكون إلى ناسك منبوذ أو ساحر خطير.

بادره بسؤال آخر وهذه المرة بفظاظة: لماذا جئت إلى قريتنا بالتحديد؟ ما هو سرك؟

زفر صافي كمن فرغ صبره ونهض مغادرا الشجرة، بل القرية بأكملها، وركب قارب البحر وأبحر بعيدًا، إلى درجة أنه لم يعد مرئيا بالنسبة لأشعب.


قفزت فكرة عجيبة إلى ذهن أشعب؛ وهي حفر البقعة التي كان يجلس عليها ذلك الرجل.

أحضر المجرفة وحفر التربة بمقدار متر، فوجد ورقة مدفونة وكانت مطوية. ولما فتح ثنيّتها قرأ فيها التالي:

-صافي كان هنا يوما ما.. من أجل عملية التطهير- ولهذه الأرض سوف يعود، ولكن بعد ألف...

ولم يدر أشعب ما هو المقصود بكلمة ألف؛ هل هي ألف يوم، أم شهر، أم سنة!.

لقد زال المرض، والغريب أنه تزامن مع رحيل صافي.


عرض أشعب الورقة على كل حكماء البلاد، ولكنه لم يحصل على إجابة نافعة. وظلّ الناس يتناقلون قصة أشعب مع هذا الصافي. وكانت القصة تتخذ للتسلية والطرافة والحزازير أكثر منها للبحث والاستقصاء والتمعن في أمر الرجل الذي جاء وغادر القرية بطريقة غامضة.
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل