- اللي يانا وياكم خير لفانا ولفاكم وشر تعدانا وتعداكم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
زور ابن الزرزور اللي عمره ما كذب ولا حلف زور
ذبح بقة وترس سبعة جدور
وخلى اللحوم والشحوم على الصواني تدور
-يا رجل البيت يصفر من كل شيء-، قالت حصة بتبرم
على رسلك يا امرأة، اشكري الله أننا نملك الصحة والعافية، وعندنا ولد يحفظ بقاء نسلنا بعد مماتنا،- قال صالح
-الحمدالله على كل شيء، ولكن ما عندنا طعام في بيت المؤونة .. والجار يطلب إيجار المنزل؛ فنحن لم ندفع له منذ ثلاثة أشهر ولن يصبر علينا أكثر.. سوف يطردنا!
-الله يفرجها علينا وعليه
-ولدنا حمودي نام البارحة من دون عشاء!
-إنني أسعى يا امرأة! ألا ترين ذلك؟!
-لماذا لا تبحث عن مهنة أخرى وتكون مربحة وتحسن من حال معيشتنا؛ فالدنيا أصبحت غلاء في غلاء
-أنا حمّال ولا أعرف أن أكون شيئاً آخر
-كن كثير الحيلة مثل أقرانك من الرجال
-أفْ! سوف أخرج لطلب الرزق
خرج صالح إلى العمل وساعد سيدة بنقل سلة الفواكه والخضرة إلى الدار.
بسبب حرارة الشمس اللافحة أراد صالح أن يرطب لسانه.. وليس هناك أفضل من فاكهة البطيخ الأحمر لانعاشه. اشترى الفاكهة وجلس في ظل الجدار لكي يبدء بالأكل.. فجأة وجد جمل ضخم فوقه يحدق في الفاكهة التي يحملها. لم يتردد الرجل الطيب لحظة واحدة بتقديمها إليه فابتلعها ذلك الحيوان في ثانية.
خاف صالح عندما مدّ الجمل رقبته إليه.. وفهم أن الجمل يريد منه أن يركب على ظهره.
اصطحب الجمل صالح إلى وسط الصحراء ولم يشك هذا الأخير أن ما يحصل معه الآن هو إنما لسببٍ ما. أثناء هذه الرحلة قام صالح بحماية رأسه من الشمس الحامية بكيس من الصوف.
وصل صالح إلى واحة متلألأة مياهها. نزل صالح عن ظهر الجمل وغطس في المياه. وأخيراً خرجت منها حورية عجوز عمرها سبعون عاما ونيف وقالت له:
-من أنت يا أخي؟ لماذا تزعجني وتسبح في واحتي؟
-أأأ- عذراً يا سيدتي! الحقيقة أن الجمل هو من اصطحبني إلى هنا، لم أكن أعرف أن الواحة مسكونة،- قال صالح الذي أخذه الانشداه بسبب غرابة منظرها ومنطقها
روى صالح الحكاية للحورية من أولها لآخرها وشرح لها كم يعاني العوز الشديد هو وزوجته وابنه فأشفقت على حاله وأعطته سلة مملوءة بالأسماك وقالت له:
-ليس عليك أن تعاني بعد الآن- اذهب إلى السوق وبِعْ هذه الأسماك وكلما فرغت السلة عد إلي بصحبة هذا الجمل.
تشكر الرجل الحورية شكراً حاراً. وركب الجمل وعاد إلى البلدة.
فرغ صالح من بيع الأسماك قبل حلول المغرب وعاد إلى الدار مع جمله وكان يحمل أكياس الطعام والشراب. لم تصدق الزوجة المذهولة ما رأت في أول الأمر. وقصَّ عليها ما حدث.
-إنما هذا من فضل الله، فكم صليت وابتهلت إليه سبحانه في ثلث الليل الأخير،- قالت حصة وهي دامعة العين من شدة الفرحة
-شيئا فشيئاً أصبحت أحوال صالح تتحسن وأصبح بمقدوره أن يرجع إلى بيت أهله وهو قرير العين. اشترت حصة اسوارة ذهب وتزينت بها أمام زوجها. ولبس ولدهما الصغير ثياب جديدة من عند الخيّاط. كما تمكن صالح من تسديد إيجار المنزل بالكامل ولم يعد مديوناً لأحد، وأصبح يأكل الدسم والزفر والحلو؛ فكانت زوجته تفاجئه في كل يوم بأكلة لذيذة وتقوم أيضاً بإهداء الطعام للجيران. وكانت تقول في نفسها: ما أجمل أن يأكل جارك من طعامك!.
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
زور ابن الزرزور اللي عمره ما كذب ولا حلف زور
ذبح بقة وترس سبعة جدور
وخلى اللحوم والشحوم على الصواني تدور
القصة: من يصنع معروفاً يلقاه
أبطال القصة: صالح، حصة، الحورية
أبطال القصة: صالح، حصة، الحورية
-يا رجل البيت يصفر من كل شيء-، قالت حصة بتبرم
على رسلك يا امرأة، اشكري الله أننا نملك الصحة والعافية، وعندنا ولد يحفظ بقاء نسلنا بعد مماتنا،- قال صالح
-الحمدالله على كل شيء، ولكن ما عندنا طعام في بيت المؤونة .. والجار يطلب إيجار المنزل؛ فنحن لم ندفع له منذ ثلاثة أشهر ولن يصبر علينا أكثر.. سوف يطردنا!
-الله يفرجها علينا وعليه
-ولدنا حمودي نام البارحة من دون عشاء!
-إنني أسعى يا امرأة! ألا ترين ذلك؟!
-لماذا لا تبحث عن مهنة أخرى وتكون مربحة وتحسن من حال معيشتنا؛ فالدنيا أصبحت غلاء في غلاء
-أنا حمّال ولا أعرف أن أكون شيئاً آخر
-كن كثير الحيلة مثل أقرانك من الرجال
-أفْ! سوف أخرج لطلب الرزق
خرج صالح إلى العمل وساعد سيدة بنقل سلة الفواكه والخضرة إلى الدار.
بسبب حرارة الشمس اللافحة أراد صالح أن يرطب لسانه.. وليس هناك أفضل من فاكهة البطيخ الأحمر لانعاشه. اشترى الفاكهة وجلس في ظل الجدار لكي يبدء بالأكل.. فجأة وجد جمل ضخم فوقه يحدق في الفاكهة التي يحملها. لم يتردد الرجل الطيب لحظة واحدة بتقديمها إليه فابتلعها ذلك الحيوان في ثانية.
خاف صالح عندما مدّ الجمل رقبته إليه.. وفهم أن الجمل يريد منه أن يركب على ظهره.
اصطحب الجمل صالح إلى وسط الصحراء ولم يشك هذا الأخير أن ما يحصل معه الآن هو إنما لسببٍ ما. أثناء هذه الرحلة قام صالح بحماية رأسه من الشمس الحامية بكيس من الصوف.
وصل صالح إلى واحة متلألأة مياهها. نزل صالح عن ظهر الجمل وغطس في المياه. وأخيراً خرجت منها حورية عجوز عمرها سبعون عاما ونيف وقالت له:
-من أنت يا أخي؟ لماذا تزعجني وتسبح في واحتي؟
-أأأ- عذراً يا سيدتي! الحقيقة أن الجمل هو من اصطحبني إلى هنا، لم أكن أعرف أن الواحة مسكونة،- قال صالح الذي أخذه الانشداه بسبب غرابة منظرها ومنطقها
روى صالح الحكاية للحورية من أولها لآخرها وشرح لها كم يعاني العوز الشديد هو وزوجته وابنه فأشفقت على حاله وأعطته سلة مملوءة بالأسماك وقالت له:
-ليس عليك أن تعاني بعد الآن- اذهب إلى السوق وبِعْ هذه الأسماك وكلما فرغت السلة عد إلي بصحبة هذا الجمل.
تشكر الرجل الحورية شكراً حاراً. وركب الجمل وعاد إلى البلدة.
فرغ صالح من بيع الأسماك قبل حلول المغرب وعاد إلى الدار مع جمله وكان يحمل أكياس الطعام والشراب. لم تصدق الزوجة المذهولة ما رأت في أول الأمر. وقصَّ عليها ما حدث.
-إنما هذا من فضل الله، فكم صليت وابتهلت إليه سبحانه في ثلث الليل الأخير،- قالت حصة وهي دامعة العين من شدة الفرحة
-شيئا فشيئاً أصبحت أحوال صالح تتحسن وأصبح بمقدوره أن يرجع إلى بيت أهله وهو قرير العين. اشترت حصة اسوارة ذهب وتزينت بها أمام زوجها. ولبس ولدهما الصغير ثياب جديدة من عند الخيّاط. كما تمكن صالح من تسديد إيجار المنزل بالكامل ولم يعد مديوناً لأحد، وأصبح يأكل الدسم والزفر والحلو؛ فكانت زوجته تفاجئه في كل يوم بأكلة لذيذة وتقوم أيضاً بإهداء الطعام للجيران. وكانت تقول في نفسها: ما أجمل أن يأكل جارك من طعامك!.
التعديل الأخير: