-استيقظ من نومك يا حشاشة قلبي.. الامتحان بعد ساعة،- قالت الأم الشفيقة بولدها
-صباح الخير يا أمي،- قال سالم
-هيا قم من فراشك.. أعددت لك الحليب الساخن المنعش.. سوف يجعلك تكتب الإجابات الصحيحة
كان سالم في الصف العاشر. واليوم سيمتحن في مادة اللغة العربية.
مطالعة عاجلة من سالم كانت كافية لاستذكار القصيدة القصصية المطبوعة في الكراسة: من شأنها مساعدته على صياغة تعبير ممتاز.
في الفصل، كان المراقب يوزع أوراق الأسئلة على الطلاب.
ابتسم سالم ابتسامة عريضة بدأت من شحمة أذنه اليمنى إلى شحمة أذنه اليسرى؛ لأنه وجد أسهل موضوع يمكنه الكتابة عنه: اختار الكتابة عن الطبيعة؛ فقد ذهب مع والدته إلى منزل خاله في القرية الريفية. وما زال يذكر الانطباع الراسخ في ذهنه حين كان هناك آخر مرة.
ذهبت إلى قرية تطل على وادي مكتنف بالجبال. أنفاس النسيم العليل الفاغم تداعب وجهي. قلت في نفسي: لما لا أخرج إلى الطبيعة الرَحْبَة؟. رفعت بصري نحو أديم السماء.. كانت خاوية من الغيوم. المناخ حسن والهواء نقي. اندفعت إلى المروج المترامية الأطراف. ورحت أخوض حتى ركبتي في العشب كأنني في بحر أخضر. لم أرّ غير العظاءات التي كانت تجري في كل مكان. والنحل النشط الذي يجني العسل من النباتات قبل أن يجف الندى. بعد قليل، رأيت فراشة صفراء حاطة على زهرة. رحت أمشي الهوينا خشية أن تطير هاربة: وهذا ما حدث. شارف النهار على الانقضاء. اخترت مضجعي لأنام في العراء. لم أحس بأي برد في مستهل الليل. ولم أخف من احتمال وجود بهيمة ضارية بالقرب مني.. فالمخلوقات هنا وادعة مع الإنسان. تقدم الليل وطلعت النجوم الزرقاء الْقَصِيَّة: كانت تمخر الفضاء. استشعرت بأس الله.
بعد انتهاء وقت الامتحان. خرج سالم من الفصل، وكان راضياً عن نفسه. رغم أن معظم زملائه كانوا يشتكون من صعوبة الأسئلة.
عاد سالم إلى المنزل. وابتسم بوجه أمه. وأخبرها أنه أبلى بلاءً حسناً في الامتحان. عندئذٍ غمرته بحبها العظيم. وقالت بنبرة بهيجة:
-بما أن هذا اليوم هو آخر يوم من أيام الامتحانات فيمكنك مشاهدة التلفاز والسهر بقدر ما تشاء. وإني واثقة بأن نتائجك ستكون مشرفة كعهدي بك.. أيها الطالب النجيب.
-صباح الخير يا أمي،- قال سالم
-هيا قم من فراشك.. أعددت لك الحليب الساخن المنعش.. سوف يجعلك تكتب الإجابات الصحيحة
كان سالم في الصف العاشر. واليوم سيمتحن في مادة اللغة العربية.
مطالعة عاجلة من سالم كانت كافية لاستذكار القصيدة القصصية المطبوعة في الكراسة: من شأنها مساعدته على صياغة تعبير ممتاز.
في الفصل، كان المراقب يوزع أوراق الأسئلة على الطلاب.
ابتسم سالم ابتسامة عريضة بدأت من شحمة أذنه اليمنى إلى شحمة أذنه اليسرى؛ لأنه وجد أسهل موضوع يمكنه الكتابة عنه: اختار الكتابة عن الطبيعة؛ فقد ذهب مع والدته إلى منزل خاله في القرية الريفية. وما زال يذكر الانطباع الراسخ في ذهنه حين كان هناك آخر مرة.
ذهبت إلى قرية تطل على وادي مكتنف بالجبال. أنفاس النسيم العليل الفاغم تداعب وجهي. قلت في نفسي: لما لا أخرج إلى الطبيعة الرَحْبَة؟. رفعت بصري نحو أديم السماء.. كانت خاوية من الغيوم. المناخ حسن والهواء نقي. اندفعت إلى المروج المترامية الأطراف. ورحت أخوض حتى ركبتي في العشب كأنني في بحر أخضر. لم أرّ غير العظاءات التي كانت تجري في كل مكان. والنحل النشط الذي يجني العسل من النباتات قبل أن يجف الندى. بعد قليل، رأيت فراشة صفراء حاطة على زهرة. رحت أمشي الهوينا خشية أن تطير هاربة: وهذا ما حدث. شارف النهار على الانقضاء. اخترت مضجعي لأنام في العراء. لم أحس بأي برد في مستهل الليل. ولم أخف من احتمال وجود بهيمة ضارية بالقرب مني.. فالمخلوقات هنا وادعة مع الإنسان. تقدم الليل وطلعت النجوم الزرقاء الْقَصِيَّة: كانت تمخر الفضاء. استشعرت بأس الله.
بعد انتهاء وقت الامتحان. خرج سالم من الفصل، وكان راضياً عن نفسه. رغم أن معظم زملائه كانوا يشتكون من صعوبة الأسئلة.
عاد سالم إلى المنزل. وابتسم بوجه أمه. وأخبرها أنه أبلى بلاءً حسناً في الامتحان. عندئذٍ غمرته بحبها العظيم. وقالت بنبرة بهيجة:
-بما أن هذا اليوم هو آخر يوم من أيام الامتحانات فيمكنك مشاهدة التلفاز والسهر بقدر ما تشاء. وإني واثقة بأن نتائجك ستكون مشرفة كعهدي بك.. أيها الطالب النجيب.
التعديل الأخير: