بعد انتهاء الطفل من عشاءه ترامى بين ذراعيّ أمه. قالت له: " يا بني الحبيب أنس، لقد أجنح الليل.. هل دعكت أسنانك بالفرشاة؟
أومأ الطفل موافقاً
"عليك إذن الذهاب إلى فراشك."
قَبَّلَ الطفل خد أمه ثم ذهب إلى غرفة نومه مثل أي طفل حبوب وشاطر. عرفت الجنية الطيبة أن أنس يطيع أمه فابتسمت ابتسامة راضية. وتناولت الريشة والمحبرة وكتبت على رقعة جلدية تقريراً طيباً عن الطفل: "ما أنبلك يا أنس! لأنك ولدٌ طيب أعطيتك علامة 10/10 لذا تستحق مني هدية رائعة"
كانت الجنية تراقب سلوك الأطفال مع أمهاتهم: فالطفل الذي يطيع أمه تعطيه هدية معتبرة. أما الطفل الذي لا يطيع أمه؛ فسوف تضع حشرة السرعوفة في وسادته لتقرص خده فيبكي طوال الليل؛ وهذا هو الجزاء الذي يستحقه.
كان سقف غرفة الطفل مغموراً بحشد من النجوم الفوسفورية الذابلة التي فقدت نورها. غير أنها هذه المرة بدأت متوهجة أكثر من أي وقتٍ مضى. كانت متوهجة مثل توهج الشفق القطبي. بدا السقف مثل المحيط وسبحت كل النجوم من أول نقطة إلى آخر نقطة والعكس صحيح في حركة لا تتوقف. ودارت الشمس حول نفسها. واصطدم القمر بكوكب الأرض فقال: آسف! لم أكن أقصد هذا. ومال كوكب المشتري على الباب واصطدم بالمعطف المعلق عليه. واشتعل كوكب عطارد مثل شرارة برتقالية -صادرة عن عود كبريت- تحت زجاجة الضوء المتدلية من السقف. بينما أسرع كوكب أورانوس المفعم بالضوء الأبيض في اتجاه كوكب المريخ البارق بالاحمرار كأنها حرب كواكب وشيكة الحدوث: لكن في آخر الأمر انعطف كلا من الكوكبان في جهة مخالفة للآخر. وبدا كوكب زحل متضخماً بعشرة أضعاف من حجمه الأصلي؛ كان ناصعاً ويتزحلق على حلقاته أطفال حلوين بحجم إصبع الإبهام.
نام أنس على هذا العرض الفضائي الساحر في غرفته. وظلَّ يتكرر هذا المشهد الجميل كل يوم طالما أنه باراً بوالدته ومحافظاً على أخلاقه.
أومأ الطفل موافقاً
"عليك إذن الذهاب إلى فراشك."
قَبَّلَ الطفل خد أمه ثم ذهب إلى غرفة نومه مثل أي طفل حبوب وشاطر. عرفت الجنية الطيبة أن أنس يطيع أمه فابتسمت ابتسامة راضية. وتناولت الريشة والمحبرة وكتبت على رقعة جلدية تقريراً طيباً عن الطفل: "ما أنبلك يا أنس! لأنك ولدٌ طيب أعطيتك علامة 10/10 لذا تستحق مني هدية رائعة"
كانت الجنية تراقب سلوك الأطفال مع أمهاتهم: فالطفل الذي يطيع أمه تعطيه هدية معتبرة. أما الطفل الذي لا يطيع أمه؛ فسوف تضع حشرة السرعوفة في وسادته لتقرص خده فيبكي طوال الليل؛ وهذا هو الجزاء الذي يستحقه.
كان سقف غرفة الطفل مغموراً بحشد من النجوم الفوسفورية الذابلة التي فقدت نورها. غير أنها هذه المرة بدأت متوهجة أكثر من أي وقتٍ مضى. كانت متوهجة مثل توهج الشفق القطبي. بدا السقف مثل المحيط وسبحت كل النجوم من أول نقطة إلى آخر نقطة والعكس صحيح في حركة لا تتوقف. ودارت الشمس حول نفسها. واصطدم القمر بكوكب الأرض فقال: آسف! لم أكن أقصد هذا. ومال كوكب المشتري على الباب واصطدم بالمعطف المعلق عليه. واشتعل كوكب عطارد مثل شرارة برتقالية -صادرة عن عود كبريت- تحت زجاجة الضوء المتدلية من السقف. بينما أسرع كوكب أورانوس المفعم بالضوء الأبيض في اتجاه كوكب المريخ البارق بالاحمرار كأنها حرب كواكب وشيكة الحدوث: لكن في آخر الأمر انعطف كلا من الكوكبان في جهة مخالفة للآخر. وبدا كوكب زحل متضخماً بعشرة أضعاف من حجمه الأصلي؛ كان ناصعاً ويتزحلق على حلقاته أطفال حلوين بحجم إصبع الإبهام.
نام أنس على هذا العرض الفضائي الساحر في غرفته. وظلَّ يتكرر هذا المشهد الجميل كل يوم طالما أنه باراً بوالدته ومحافظاً على أخلاقه.
التعديل الأخير: