حبيبة أبوها (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
عاشت الطفلة اليتيمة آبكة في كنف أبيها. وكان متيماً بها ويلبي لها كل طلباتها. في الإجازة الصيفية، أخذ الأب آبكة إلى محل الحيوانات واشترى لها أرنباً صغيراً وظريفاً. فرحت به الطفلة كثيراً، وأطلقت عليه اسم (أرنوب). كان أرنوب يرافق آبكة أينما ذهبت: في الصالة، غرفة الطعام، وغرفة نومها. قال الأب بنبرة سعادة: "في عاطفتك إزاء هذا الحيوان الأليف شطط يا آبكة، بدأت أغار من أرنوب" فردت عليه: "إنني أحب أرنوب كثيراً يا أبي بقدر ما أحبك تقريباً."

بعد عدة أيام، ركضت آبكة إلى أبيها وقالت: أبي- إن أرنوب ضجرٌ من البقاء في البيت. حتى أنا سئمت من الحياة البيتية.. فلنذهب إلى مكانٍ جميل.

بكل ارتياح يا نبض قلبي

ذهبت آبكة بصحبة أبيها وأرنوب إلى المَرْجة. فتحت آبكة باب القفص، فخرج أرنوب يركض على قوائمه الأربعة القصيرة. كانت آبكة تتبعه بسعادة. على حين غرة خرج ثعبان ضخم من وكره ولدغ أرنوب فأطلق الأرنب المسكين صرخة فزعة. كانت آبكة مبغوتة بالمأساة، وانهمرت دموعها ونشجت: "لا يا ثعبان! لا تأكل أرنوب!."

هرع الأب لنجدة ابنته وحملها بعيداً عن الخطر، وعاد بها إلى المنزل. خلال الليل ارتفعت درجة حرارة آبكة. فزارها الطبيب ووصف لها الدواء. كان الأب يجلس فوق رأس صغيرته وقلبه منفطر عليها

بسطت آبكة يدها المرتشعة نحو أبيها فأمسك بها مبتسماً ابتسامة حنونة، وقالت بطريقة يتضح من خلالها كم كانت واهنة وخائرة القوى: "لماذا قام الثعبان بأكل أرنوب يا أبي؟" أسف الأب لحال صغيرته واخضلت عيناه فقام بمسحهما بظهر يده. تابعت آبكة: "ما زلت أسمع صرخة أرنوب تتردد في أذني"

بربك كفِّ عن استعادة المشهد في عقلك يا صغيرتي، قال الأب وهو يغمر طفلته بين أحضانه، في هذه الحياة يا حبيبتي القوي يأكل الضعيف، لكن ليس عليكِ أن تقلقي بشأن فقدان أرنوب.. سأشتري لكِ أرنب آخر يكون بديلاً عنه

لا يا أبي، أخاف أن يأكله الثعبان ثانية

خلِّ عنكِ الخوف يا طفلتي الحبيبة، سنذهب بالأرنب الجديد إلى مكان آمن

نعم يا أبي، أريد أرنباً

سرني سعادتك يا مهجة قلبي.
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل