في ليلة شتاء باردة. انزوى محمود في غرفته وانكب على كتابة بحثه، وبعدما انتهى منه قال لنفسه: "إيه.. لشدّ ما أشتهي الآن أن أكل كنافة ساخنة مع قهوة مرة.. وأشاهد برنامجي المفضل.. هذه أفضل طريقة لقطع الوقت"
بالفعل ارتدى محمود معطفه ومضى إلى دكان الحلواني:
-أريد كيلو كنافة نابلسية لو سمحت
انتظر محمود استلام طلبه وفي هذه الأثناء أرسل بصره إلى صفحة السماء وكانت بعيدة مثل بحيرة سوداء لا قاع لها.. والهواء جليدي وكأنه أتى من القطب الشمالي.
عاد محمود إلى المنزل حاملاً صينية الكنافة، وكان يستدفأ بحرارة الغلاف الذي يغطيها. قال وهو ينزع المعطف: "لم أعد بحاجة إليه.. لقد أصبحت دفْآن حقاً"
بعد ذلك قام بفض الغلاف. منحته رائحة الكنافة الطازجة شعوراً خلاباً، وذكره لونها البرتقالي بظفائر فتاة حلوة من عالم الخيال، وأعطاه مذاقها الحلو شعوراً تعجز عن وصفه ألف قصيدة.
التعديل الأخير: