الأسم بالانجليزي: The Cursed Gift الاسم بالعربي: الهبة الملعونة التصنيف: خوارق، غموض، شريحة من الحياة، رعب المؤلف و الكاتب: @Under Shadow تصميم الطقم: @Hana Retsuko عدد الفصول: 2 تاريخ النزول 26/03/2023
المراهقة من منظور آخر..
لطالما ظن البشر أن نواياهم "الخبيثة" أمر يستحيل الكشف عنه، و أنه إذا أديت دورك باحتراف فلن يكشفك أحد. إن هذا صحيح نسبيا، لكن ما يجهلونه أن الخبث في الواقع ليس مجرد كلمة معنوية..بل هو جسد من روح يعيش على صاحبه و يتغذى على شر نواياه و أفعاله القذرة، و كون البشر غير قادرين على رؤيته لا يعني أنه غير مرئي، بل أعيننا هي التي لا تستطيع عكس هيئته السوداوية عبر شبكيتها. لكن هناك أشخاص قد وهبوا أعينا "سحرية" إن صح التعبير جعلت منهم خبراء في كشف حقيقة الناس و خبث نواياهم، قد يبدو هذا مفيدا للبعض، قد يكون كذلك بالفعل..إلا أنه في نفس الوقت يعرضك لخطر محدق، كون أن "الخبث" يصير أكثر شراسة و خطورة في وجود بشري قادر على رؤيته في نطاقه ، مما يزيد من شر مضيفه و يجعله عبدا لرغباته التي باتت تحت تحكم "الخبث".
"ماري" و "ستيفن"، مثالان عن الحياة الزوجية المثالية، تزوجا عن حب خالص و اشتهرت قصتهما الرومانسية لتصير حديث جميع سكان حي "وينزدل" أنذاك، عاشا عاما حافلا بالمشاعر الجياشة و الحب المتبادل، إضافة إلى حالة "ستيفن" المادية الممتازة التي جعلتهما يعيشان ملكين وسط حي من البساطة، و اكتملت فرحتهما بمولودة أنارت حياتهما من جديد، سمياها " جوي" فقد اعتبراها مصدر سعادة آل "وينكسن".
بعد ولادة "جوي" بأشهر قليلة و في ظروف غير مفهومة تلاشى كل ذلك الحب الذي كان يكنه "ستيفن" لزوجته "ماري" و تحول إلى حقد و بغض شديدين، صار يخلق مشاكل معها من لا شيء، و يقضي ليال عدة متتالية خارج المنزل تاركا أما وحدها مع ابنتها ذات الستة أشهر في تحطم و حيرة، ما الذي غيره فجأة؟ أيعقل أنه يخونني؟ أيعقل أنه لم يعد يحبني؟ كانت هذه التساؤلات لا تنفك تستحوذ على تفكير "ماري" يوما بعد يوم.
استمرت الأوضاع على هذه الحال لسنوات عدة لدرجة أن "ستيفن" صار يمد يده على " ماري" و يبرحها ضربا، و بحكم أن "ماري" لا زالت تحبه حبا جنونيا فرفضت تركه أو حتى شكوى معاملته السيئة لأهلها أو صديقاتها، و كذلك من أجل ابنتها الصغيرة التي كانت تلاحظ عليها أمورا غريبة بمرور السنين، بدأ الأمر عندما كانت "جوي"تبلغ من العمر
أربع أعوام، كانت كلما ترى أباها تشير إليه بسبابتها و تنطق بهذه الكلمات: عن..عنكبوت!..عنكبوت!
و لأن "ستيفن" لم يكن يكترث لابنته فلم يلحظ ذلك قط، من لاحظت ذلك هي "ماري" و كانت تسألها دائما عن قصدها بذلك، فتجيب بلهجة مهزوزة: يوجد عنكبوت يمشي على كتف أبي! تكرر الأمر لمرات عديدة، حيث تطور الأمر لتقوم بنفس الأمر في وجود بعض صديقات أمها في المنزل، فتشير إلى إحداهن و تصيح: عنكبوت! عنكبوت! مما يثير ذعر السيدة لكن سرعان ما يتبين أن لا وجود لهذا العنكبوت الذي تستمر "جوي" بالإشارة إليه، و يعتبرنه مجرد مقلب من طفلة مشاكسة.
لم يبقى سوى شهر على "جوي" لتدخل الخمس سنوات، و كانت "ماري" تخطط بالفعل لتسجيل "جوي" في الروضة، كل ما كان عليها فعله انتظار زوجها ليأتي إلى البيت و تفتح معه موضوع ابنته و نفقات دراستها، على غير العادة يفتح باب المنزل على الساعة السادسة مساء و إذ ب"ستيفن" يقابل زوجته و ابنته بنظرات باردة أكثر من المعتاد
ماري: "ستيف" أتيت باكر..
ستيفن: أنت طالق
ماري: عفوا؟
ستيفن: احزمي أشياءك و انقلعي أنت و ابنتك إلى بيت أمك، ستصلك ورقة طلاقك غدا
ماري: "ستيفن" هل تتكلم بجدية؟؟ هل أنت ثمل أو ما شابه؟
ستيفن (بصراخ): لن أعيد كلامي مرتين! أنتظركما بالسيارة، أمامك ربع ساعة.
انصرف "ستيفن" إلى سيارته تاركا "ماري" في حالة يرثى لها، و سرعان ما انهارت بالبكاء و هي لا تدري ما الخطأ الذي ارتكبته ليجعل "ستيفن" يقرر أن يطلقها فجأة دون تفاهم، و هي منهمرة في البكاء لتأتي "جوي" من خلفها و تحضنها من الخلف و هي تقول بصوتها الملائكي: لا تبكي يا أمي.. ما زادها بكاء و انهيارا، استسلمت "ماري " للأمر الواقع و خضعت لأمر "ستيفن"، و بالفعل يوم غد وصلتها ورقة طلاقها، و اكتشفت أنه تركها ليتزوج سكريترته في العمل و يسكنها بيته الذي طردت منه، أصيبت "ماري" باكتئاب حاد و أهملت نفسها و ابنتها المقبلة على الحياة و لم يكن يمر يوم إلا و تبكي فيه على فراق الشخص الذي عشقها في يوم من الأيام..
تكفلت والدة "ماري" بتسجيل "جوي" في الروضة و كذلك بنفقات دراستها، فقد كانت أما متفهمة و دارية بالحالة النفسية التي تمر بها ابنتها و لم ترد ذلك أن يؤثر على حفيدتها، كانت "جوي" تحب جدتها كثيرا و كانت دائما تقول لها: أنت مثل أمي لا توجد بك عناكب. كانت الجدة "إيديث" تستغرب من كلام "جوي" الغريب عن العناكب إلا أنها لم تمنح الموضوع اهتماما كبيرا.
مرت السنين و بدأت "ماري" تتجاوز طلاقها من "ستيفن" و انفتحت على الحياة من جديد، و كبرت "جوي" و أصبحت أكثر جمالا و أنوثة فقد أخذت من جدتها عندما كانت شابة، شعر أشقر ذهبي، و عينان زرقاوتين سماويتين، و بشرة ناصعة البياض، مع ذلك كانت "جوي" سيئة في صنع الصداقات، كانت لديها صديقة واحدة من الروضة تدعى " أليسون"، و صارتا أعز صديقتين مذاك.
ما كان يميز "جوي" عن غيرها أنها كانت تملك قدرة مذهلة على معرفة ما إذا كان الناس طيبين أم لا بمجرد النظر إليهم، إلا أن "ماري" و "إيديث" كانا ينسبان كلامها إلى الصدفة المحضة، بالرغم من أن كل توقعاتها تكون صحيحة مع مرور الوقت، كانت تقول دائما: لطالما عرفت أن أبي شخص سيء. الوحيدة التي كانت معترفة بقدرة "جوي" هي صديقتها " أليسون" حيث أنها كلما تعرفت على صديقة جديدة تذهب بها إلى "جوي" لتعرف ما إذا كانت تستحق أن تصادقها أم لا، و كانت "جوي" تجيب بلا معظم الأحيان لأنها كانت تغار و لم ترد أن يشاركها أحد في صديقتها الوحيدة.
تخرجت "جوي" و "أليسون" من المرحلة الإعدادية، و لا تزالان أفضل صديقتين، بالطبع فهما لا يملكان سوى بعضهما نظرا لقدرات "جوي" الفاشلة في تكوين الصداقات كونها انطوائية الشخصية و ثقة "أليسون" العمياء بحدس صديقتها الذي أبعدها عن صديقات كثيرات، و بطبيعة الحال قضتا العطلة الصيفية بأكملها معا، و توظفت " ماري" في إحدى المطاعم من أجل مساعدة والدتها في مصاريف البيت، و "ستيفن" يعيش حياة "كريمة" في الحي المجاور مع زوجته السكرتيرة التي أنجبت توأما "كارل" و "كارلا" بعد سنة من زواجهما. شارف الصيف على نهايته و مرحلة دراسية جديدة في الانتظار، الثانوية.
في صباح مشرق مزخرف بنغمات زقزقة العصافير، يعكره رنين المنبه الصاخب وسط صرخات متعالية: حسنا حسنا لقد نهضت!! أغغغه!!..سأشتري منبها أقل إزعاجا.. إنه أول يوم مدرسة بعد عطلة الصيف، و هو يعتبر يوما مميزا بالنسبة ل"جوي" بنت الخمسة عشر سنة فهو يعد أول يوم في المرحلة الثانوية، عالم جديد مختلف كليا عن الإعدادية، تناولت فطورها و ارتدت ملابسها ثم ودعت والدتها و جدتها و هي لا تكاد تطيق صبرا حتى تقابل "أليسون" و تستكشفا الثانوية معا.
لم تكن الثانوية بعيدة كثيرا عن منزل "جوي" فقط ربع ساعة مشي كفيلة بإيصالها في الوقت المحدد أو حتى قبله.
عند بوابة الثانوية
-"جووووووووي"
جوي: "أليس"، لقد أتيت..
تقاطعها "أليسون" بعناق محكم قاطعة أنفاسها كذلك، إلا أنها سرعان ما تداركت الوضع: هيهي، آسفة.. اتصلت بك عدة مرات و لم تردي فانتظرتك هنا، لن أخون صديقتي و أدخل الثانوية بمفردي (ابتسامة عريضة)
جوي: أوه بئسا نسيت هاتفي في المنزل، علمت أن شيئا كان ناقصا..
تحكم "جوي" قبضتها على يد "أليسون" مستأنفة كلامها: (نفس عميق) لنفعل ذلك!
أول خطوة في رواق الثانوية، بدت و كأنها أول خطوة إلى مرتع مجرمين، هذا ما رأته "جوي" في ذلك الرواق، عكس "أليسون" التي استهلكها الحماس برؤية تصميم الأروقة و التنوع في ستايلات الطلاب و شلات الأصحاب في كل شبر من المكان.
جوي: (باشمئزاز) هذا المكان مليء بالناس السيئين..
أليسون: واثقة بوجود أناس يستحقون التعرف عليهم أو حتى مصادقتهم.
على الرغم من مرور سنوات عدة إلا أن "جوي" لا زالت تشعر بالغيرة من أي شخص يحاول التقرب من "أليسون"
أليسون: بوجودك طبعا، بإمكاننا توخي الحذر و اختيار أصدقاءنا بعناية
جوي: ( بصوت منخفض) لطالما كنت سيئة في تكوين صداقات.
لم تسمعها "أليسون" و أمسكت بيدها ساحبة إياها إلى قلب الرواق، كان واضحا على "جوي" أنها لم تكن تشعر بالارتياح و هي تمشي وسط حشد الطلاب الغفير.
أليسون: ما خطبك "جوي" منذ لحظة دخولنا الثانوية و مزاجك متغير
جوي: (بارتباك)لا فقط..وجود العديد من الناس السيئين في مكان واحد يجعلني أشعر بعدم الارتياح، خاصة و أنهم قريبون مني جدا.
أليسون: لطالما تواجدنا في أماكن بها أناس سيئون عديدون و لم أرك هكذا قط
يزيد توتر "جوي" و تقوم بإنزال رأسها متمتمة بصوت منخفض: إنهم..مخيفون..من قريب..
أليسون: ماذا قلت؟ من هم؟
تلحظ "جوي" نظرات الطلاب المستغرية إليها و هي في تلك الحالة، فسرعان ما تحاول ضبط نفسها و تسير بسرعة قائلة: دعينا فقط نتفقد في أي قسم نحن.
صدمت "جوي" بمواجهة حقيقة أن صديقتها الوحيدة لن تكون معها في نفس الصف بالرغم من حرص والدتها "ماري" على إقناع مدير الثانوية بأن لا يفرقهما عن بعض، و لم تقل صدمة و حزن "أليسون" عن "جوي" كذلك فقد كانتا حرفيا كالتوأم لا تفترقان أبدا، و أثناء مقابلتهما للائحة الأقسام المعلقة على الحائط بجمود يأتي المدير من خلفهما قائلا بنبرة تأسف: أعتذر على قلة حيلتي، المنتسبون الجدد هذه السنة كثيرون فلم أتمكن من إيجاد مكانين شاغرين في صف واحد.
تلتفت "جوي" خلفها رامقة المدير بنظرة حادة و بصوت منخفض تقول: بل تقصد عناكب كثيرة! ثم تنصرف بعيدا لتلحق بها "أليسون" تاركتين المدير في حيرته.
أليسون: "جوي" مهلا!
جوي: أكره الثانوية أكرهها! الآن ستتعرفين على صديقات جديدات و ستنسين أمري..
أليسون: "جوي" ما هذا الذي تقولينه؟ تعرفين أن هذا لن يحدث مطلقا، حتى لو كان العالم بأكمله صديقي فلا يمكن لأحد أن يحتل مكانتك عندي.
تتعانق كلتاهما في مشهد يفيض المشاعر
أليسون: بالإضافة أنني أملك أفضل جهاز كشف الناس في العالم، لن يمر أحد من قلبي حتى يجتاز الاختبار.
جوي: (ضحك) أظنني انفعلت قليلا.. صوت قرع الجرس أليسون: وقت الحصص، إذن..نلتقي في الفسحة؟
جوي: أجل، أراك لاحقا حظا طيبا.
جوي: الصف B-1..ها هو (تحكم قبضتها على مقبض الباب و تأخذ نفسا عميقا) آمل أن لا يكون هناك العديد من الطلاب الغير مرغوبين. هنا يتغير مسار القصة كليا حيث نعيشها من منظور "جوي" بنفسها
جوي: يا..لل..هول!
مشهد يقشعر له الأبدان، مخلوقات سوداوية بثمان قوائم، و ست أعين شديدة الاحمرار، و هالة رخامية سوداء تنبعث منهم..نعم، إنها "العناكب الغير مرئية" التي تبين أن "جوي" هي الوحيدة القادرة على رؤيتها منذ أن فتحت عينيها على هذه الحياة.
كان أغلبية طلاب فصلها يملكون واحدا من هذه العناكب المسماة ب"الخبث" ، إلا أنه من الواضح أنهم غير قادرين على رؤيتها و لا يعرفون أساسا بوجودها، دخلت "جوي" الفصل الصاخب بالأصوات العالية و قذائف الكرات الورقية و هي مرعوبة من كل ما تراه، ليس بسبب كائنات "الخبث" بحد ذاتها، بل بتيقنها أن صفها هو مرتع للمتنمرين و السيئين و بهذا يكشف سر قدرتها على تمييز نوايا الناس بمجرد النظر إليهم. لم ينتبه لها أحد سوى بعض الأولاد الذين على الأرجح قد أعجبوا بجمالها النادر.
كانت كل الطاولات محجوزة إلا طاولتين، طاولة في الأمام و طاولة في الأخير، و بما أن "جوي" تكره الجلوس في الأمام فأخذت المقعد الأخير ظنا منها أنه شاغر، و كما هو معروف في أول يوم مدرسة غالبا ما يتأخر المدرسون بسبب اجتماعات أول السنة و أسباب أخرى، و كانت كل دقيقة تمر على "جوي" في ذلك الصف بمثابة الساعة نظرا لأعمال الشغب اللامتناهية التي حولته إلى ساحة حرب، بعد برهة وجيزة فتح باب الصف ليرجع الجميع إلى أماكنهم ظنا منهم أن المدرس على وشك الدخول، ليتنفسوا الصعداء عندما تبين أن الذي فتح الباب هي طالبة متأخرة لا أكثر، إلا أنها لم تكن طالبة عادية بالنسبة ل"جوي"، فعرفت بمجرد رؤية حجم "الخبث" خاصتها أنها شخص سيء، شخص سيء حقا..
أحد الطلبة: (قهقهة) ظنناك مدرسة أو ما شابه أرعبتنا (قهقهة)
الطالبة: (بنبرة حادة و باردة) و هل المدرس أكثر إرعابا مني؟
رمقت الطالبة الولد بنظرات ثاقبة جعلته يصمت في الحال حانيا رأسه, عم صمت رهيب القاعة و كانت "جوي" أكثر المرتعبين من هذه الطالبة لأنها الوحيدة التي يمكنها أن ترى مدى خبثها..حرفيا.
تخطو الطالبة خطوات بطيئة متجهة نحو "جوي" بهيئتها المهولة إلى أن وقفت أمامها مباشرة
الطالبة: انقلعي هذا مكاني
لم ترد "جوي" مجادلتها و انطلقت كالصاروخ إلى الطاولة الأولى و كان واضحا عليها الخوف الشديد، ما جعل الطالبة تكن لها الاحتقار.
مرت الحصص الأولى كالجحيم بالنسبة ل"جوي"، حتى المدرسون لم يتمكنوا من ضبط الصف خاصة تلك الطالبة المتنمرة، فمن أول يوم لها في الثانوية أصبحت رئيسة الصف بأكمله و الجميع أكن لها الاحترام حيث تبين لاحقا أن اسمها "ليز"، قرع جرس الفسحة أخيرا بعد طول انتظار و إذ ب"جوي" واقفة عند باب صف "أليسون" تنتظرها بكل شوق و كأنهما لم تتقابلا من سنوات، لتصدم بأن "أليسون" قد تعرفت بالفعل على صديقة من صفها و خرجت كلتاهما تضحكان و تقهقهان.
جوي: "أليس"..
أليسون: "جوي"! ها أنت ذي، قابلي "ميا" زميلتي من الصف.
ميا: اسمي "ميا" سررت بلقائك (تمد يدها لتصافح "جوي")
جوي: (ترفض مصافحتها) "أليس" أيمكنني أن أحدثك بمفردنا؟
أليسون: اممم طبعا، لحظة واحدة "ميا"
ميا: لا مشكلة.
أليسون: ما الخطب؟
جوي: إنها ليست شخصا جيدا، أرى ذلك بوضوح. أليسون:هل أنت واثقة؟ إنها حقا لطيفة و لم أر منها أي سوء جوي: "أليس" تعرفين ماذا يحدث عندما لا تستمعين إلي، "لوسي"، "ماشا" أتذكرين؟
أليسون: أنا...لماذا دائما حظي سيء مع الناس، متى أقابل شخصا جيدا؟
جوي: لا زال لديك صديقتك الوفية "جوي"أليس هذا كافيا؟
أليسون: لا على الإطلاق أثق بك أكثر من أي شخص
تلتفت "أليسون" إلى "ميا" و بنبرة مهزوزة تقول: أنا و "جوي" ذاهبات إلى ساحة الثانوية
ميا: رائع! أأستطيع المجيء؟
أليسون: في الواقع..لدينا بعض الأمور..
جوي: الخاصة، علينا إتمامها.بمفردنا
ميا: أوه..حسنا لا مشكلة أراكما لاحقا.
في الواقع لم تكن"ميا" شخصا سيئا كما قالت "جوي" فهي لم تر "الخبث" خاصتها كما الآخرون، لكن الواضح أنها شعرت بالغيرة منها خوفا من أن تصادقها "أليسون" و تنسى أمرها.
في ساحة الثانوية و بينما "جوي" و " أليسون" تتبادلان أطراف الحديث، إذ ب"جوي" تلمح ظلالا سوداء في زاوية بعيدة من الساحة بدت و كأنها تتحرك بحرية، ثم اختفت فجأة دون أثر.
أليسون: أأنت بخير؟
جوي: هاه؟ أجل أجل بخير.
أليسون: إذن كيف هو صفك؟ هل تعرفت على زملائك؟
جوي: لا تذكريني، إنهم مجموعة من الكلاب البرية. -إذن أنا كلب بري؟ تعرفت "جوي" مباشرة على هذا الصوت، إنها ليز!
جوي:..لم أكن..أتحدث عنك
ليز: لقد نعتي الصف كله بالكلاب البرية، لذا فنعم كنت تتحدثين عني!
أليسون: حسنا يا محور الكون هل أنت صماء؟ أظنها أخبرتك للتو أنها لم تكن تتحدث عنك، هيا انقلعي!
جوي: "أليس"!
عم صمت غريب المكان و "ليز" تحاول استيعاب أن طالبا قد وقف للتو في وجهها بل و أهاننها أيضا.
ليز: أنقلع؟ هوهوهو(ضحكة هيستيرية) أتعرفين لم يمض على تواجدي في هذه القمامة نصف يوم و قد أصبحت المديرة الجديدة، لكنك مختلفة عن الباقين، لقد أعجبتني.أستغرب لماذا تصاحبين هذه الدجاجة.
أليسون: على الأقل ليست كلبا بريا.
سرعان ما تستوعب كلامها و تلتفت إلى "جوي": آسفة لا أقصد أنك دجاجة.
ليز: (بنبرة باردة) لا تظني فقط لأني ضحكت معك قليلا..أنه مسموح لك الحديث معي بهذه الطريقة..
أحد الطلاب: أوي يا رفاق، يبدو أن عراكا على وشك أن يحدث.
و بينما "ليز" تستمر بتهديد "أليسون" تلاحظ "جوي" أن "الخبث" الخاص بها يتضخم حجمه شيئا فشيئا، و هذا إن دل على شيء فهو أن ما سيحدث لاحقا أمر غير جيد..غير جيد بتاتا.
تجمع أغلب الطلاب المتواجدين في الساحة حول "جوي" و "أليسون" و "ليز" و هم يصيحون: قتال! قتال! قتال!.
ليز: سأجعلك تندمين على كل كلمة تفوهت بها!
تخرج "ليز" سكينا صغيرة من حذائها وسط دهشة الجميع، و تركض بأقصى ما أوتيت من سرعة صوب "أليسون" التي تحجرت في مكانها عاجزة عن القيام بأي ردة فعل. -"أليسون"!! و في لحظة بدا أن "أليسون" ستلقى حتفها، إذ ب"ميا" تندفع من بين الحشد و تدفعها بعيدا لتتلقى ضربة السكين!
ليز:...
جوي:...
أليسون: "مياااااا"
وسط صرخات "أليسون" و ذعر الطلاب تقع "ميا" أرضا و هي تنزف دما غزيرا، أما "ليز" فأخذت سكينها و هربت بعيدا، و "جوي" لا تزال جالسة في مكانها تشاهد ما يحدث في صمت رهيب.
أحد المدرسين: ما الذي يحدث هنا؟ تنحوا جانبا! (نظرات مصدومة)من..من فعل هذا؟!
أليسون: (بكاء مرير) أنقذوها أرجوكم
طالبة من الحشد: سأتصل بالإسعاف
المدرس: دعونا نحملها للمستوصف إلى حين يصل الإسعاف، هيا هيا!
يغادر الجميع الساحة في ذعر و لا تبقى سوى "جوي" التي كانت تحدق في بركة الدماء بملامحها الشهباء، لم تمر سوى لحظات و إذ بصوت رنين ينبعث من مصدر مجهول تبين أنه هاتف "أليسون" الذي وقع منها إثر السقطة، تحمله "جوي" ببطء و إذ به رقم والدتها، و في استغراب قربت السماعة من أذنها
جوي: ألو؟ أمي؟
ماري: "جوي"! اتصلت بك عدة مرات و لم تجيبي، إنه وقت الفسحة لم لم تردي؟
جوي: نسيت هاتفي في المنزل، ما الخطب؟
ماري: جدتك، إنها مريضة..مريضة للغاية
جوي: ماذا؟.
ماري: (نبرة مهزوزة) عليك أن تأتي إلى المستشفى حالا! إنها تود رؤيتك..
جوي: أنا..أنا قادمة!
أغلقت "جوي" الخط و انطلقت بأقصى سرعة إلى المستشفى تاركة خلفها صديقة "أليسون" و هي تصارع الموت، و بحكم أن المستشفى ليس ببعيد عن الثانوية فقد و صلت في وقت قياسي.
سكرتيرة المشفى: صباح الخير آنسة، كيف يمكنني مساعدتك؟
جوي: (تنهد) أحتاج..رؤية.." إيديث ليير"
سكريتيرة المشفى: (و هي تتصفح ملفات المرضى في الحاسوب)، "إيديث ليير"...توجهي إلى الأمام مباشرة، إنها في الغرفة رقم 007.
جوي: شكرا..
سكريتيرة المشفى: إنها في حالة صعبة..كوني قوية
تنصرف "جوي" مهرولة و كلمات السكريتيرة تتردد في رأسها، لتجد أمها واقفة أمام باب الغرفة رقم 007 و هي منهارة و تتكلم مع الطبيب المسؤول عنها.
جوي: أمي!..جدتي!..ماذا حدث؟
ماري: (تحاول كبح دموعها) لقد أتت إلى المطعم بشكل فجائي و وقعت أرضا محكمة يدها على صدرها بمجرد تجاوزها عتبة الباب..
الطبيب: لا بد أنها أحست بسوء حالتها و أتت إلى المطعم لتجد من يساندها في حالة حدوث شيء، تصرف حكيم منها.
جوي: ما خطبها؟؟ لقد كانت بخير في الصباح.
الطبيب: قلبها في حالة سيئة، كان من المفترض أن تأتي في وقت أبكر لإجراء الفحوصات اللازمة، لكن الآن..ناقوص الخطر مرتفع.
ماري: آسفة على مرورك بكل هذا في يومك الأول، لكنها تريد رؤيتك بشدة..(تنهار في البكاء)
فتحت "جوي" باب الغرفة و يداها ترتجفان من هول الصدمة، جريمة طعن في المدرسة، جدتها التي تستمر حالتها في التدهور، و كل هذا في اليوم الأول من الدراسة.
إيديث: "جوي", "جوي" هل هذه أنت؟ (سعال حاد)
جوي: جدتي! (تركض نحو سريرها وسط دموعها) ماذا حدث لك؟
إيديث: لا داعي للقلق، كل شيء سيكون على ما يرام.جدتك قوية لن تموت بسهولة (ابتسامة متألمة)
يدخل الطبيب الغرفة لتفقد حالة "إيديث" الصحية.
الطبيب: (و هو يتأمل شاشة راسم الاهتزاز) يا للعجب، حالتك بدأت في الاستقرار
جوي: هل يعني هذا أن جدتي ستكون بخير؟
الطبيب: لا يزال علي القيام بفحوصات أكثر، لكن مبدئيا احتمالية نجاتها قد تجاوزت 60%
إيديث: أخبرتك أنني لن أموت بسهولة
وسط فرحة "ماري" و ابنتها بتحسن حالة "إيديث"، إذ ب"جوي" تلمح من وراء نافذة الغرفة نفس الظلال التي رأتها في المدرسة سالفا، إلا أنها كانت أكثر وضوحا..ثلاثة من كائنات "الخبث" تتسلق نافذة غرفة "إيديث" من الخارج!
جوي: (تحدث نفسها) غير معقول! إنها أول مرة أرى هذه العناكب تتسلق شيئا غير ملابس الناس، كيف؟!
و بينما هي غارقة في تساؤلاتها اللامتناهية إذ بكائنات "الخبث" الثلاثة تخترق زجاج النافذة لتقتحم الغرفة و تتجه بسرعة جنونية نحو "جوي"!..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أخبارك اخي ان شاءالله بخير، نورت القسم بكتاباتك
اذهلتني قدرتك على سرد القصص، كانت ممتعة جداً الخيال هو جوي ونوعي المفضل لهيك رح تلاقيني متابعة كل قصصك فكرة ان الخبث يتجسد بأشكال مرئية للعين عجبتني جداً
وانا بحب القصص بالأخص اللي تكون عن علم النفس، وكيف المرض النفسي يتجسد بأشكال كثيرة، التوحد له هيئة.. شفت رسومات لها من قبل، والقصة الجديدة اللي عم اكتبها فيها هيك شي « تلمح
لكن فكرة العناكب عندك جداً مميزة، يع محتارين نخاف من الخبث ولا من الشكل لو مكانها رح اعامل كل الطلاب بقرف، شخصية جوي انا ما حبيتها جداً نرفزني كذبها على صديقتها عشان تبقى معها، اشوف هذا نوع من الخبث والانانية
أليسون تثق فيها وبأحكامها، لكن هي تبعدها وتخليها متوحدة مثلها! نوع كريه من الشخصيات اللي تتملك وممنوع حدا يقرب ع خاصتي أبداً صديقتي اذا بحبها رح اتمناها تكون افضل مني واحاول أحسن من نفسي
لأواكبها وما اسحبها ع قوقعتي الكئيبة، ما بيقدر الإنسان يعيش بدون تواصل مع البشر بالأخص في الثانوية كان الأستاذ يأكد علينا اننا نقوي علاقاتنا بـ زملائنا حتى بالجامعة لان كل منهم حيروح باختصاص مختلف ونقدر ندعم بعض وقت الحاجة واللزوم
فيها فوائد متبادلة يعني، عشان المستقبل وهكذا عموماً استمتعت جداً بالقصة اتمنى تكملها لشوف اخرتها مع جوي، وهل في بينها علاقة هي وجدتها لحتى تحسنت لما شافتها؟ في كتير اسئلة براسي، لا تتأخر علينا خلينا نشوفها مكتملة
ويعطيك ألف عافية تقبل مروري البسيط، تحياتي سلوى كانت هنا