- إنضم
- 23 مايو 2020
- رقم العضوية
- 11114
- المشاركات
- 412
- مستوى التفاعل
- 3,353
- النقاط
- 270
- أوسمتــي
- 5
- العمر
- 19
- الإقامة
- ظلمات الأعماق
- توناتي
- 1,760
- الجنس
- ذكر
×الأسم بالعربي: أرواح طاهرة×
×الاسم بالانجليزي: Pure Souls×
×تصنيف: غموض_رعب نفسي_خوارق×
×تأليف و كتابة: @Cursed Wind ×
×الطقم: تابع لفعالية ملهم×
×الإلهام رقم: 2#×
×قراءة ممتعة ×
في صباح شتاء بارد، ارتدت السماء معطف السحاب الداكن حاجبة بذلك كافة سبل النور عن الأرض تاركة إياها في سباتها الذي دام الليل بطوله.
في هذه الأثناء يجلس السيد "راين" الأربعيني أمام مائدة الإفطار يقرأ جريدته اليومية التي حصل عليها سالفا ذاك الصباح، بينما زوجته "ماريا" تحضر وجبة الإفطار له و لابنهما "بيلي" ذي السبع سنوات الذي كان بدوره في الطابق الثاني بغرفته يتجهز للمدرسة كأي بداية أسبوع عادية، بعد برهة وجيزة من حمل "راين" الجريدة إذ بملامحه تنقلب رأسا على عقب لتعبر عن القلق و الاستياء، مفصحا عما شغل باله لزوجته: اختفت فتاة البارحة أيضا، هذه حالة الاختفاء الخامسة هذا الشهر. تبدو على "ماريا" علامات الذعر و الخوف بعد سماع الخبر المفجع، لترد قائلة: بدأت أقلق بالفعل على "بيلي"، كيف لنا أن نضمن أنه لن يكون التالي في لائحة هذا ..الخاطف المختل! يقاطع جو التوتر "بيلي" و هو نازل من على الدرج بلهفة متسائلا: هل جهز الإفطار؟ ترد أمه بابتسامة: تعال اجلس لقد حضرت طبقك المفضل. يرد بكل ما أوتي من براءة: وافلز؟! تحمل "ماريا" طبقا به حلوى الوافلز المزينة بالزبدة و العسل: تدااا! خمس طبقات تماما كما تحبها. تتسارع خطوات "بيلي" نحو الطاولة ليجلس أمام والده الذي بادله بابتسامة دافئة، يلتفت "راين" لزوجته" مخاطبا إياها بنبرة ضاحكة: خمس طبقات؟ أليس هذا الكثير من السكر؟ ترد عليه قائلة: كان ولدا مطيعا هذا الأسبوع يستحق ذلك. يسعد "بيلي" بسماع مديح أمه و يمد يديه لاستلام طبق الوافلز لينقض عليه مهمشا طبقات السكر و العسل حاشرا إياها في فمه، ينظر إليه والداه بارتباك إلا أنهما سرعان من انفجرا ضحكا من شراهة ابنهما.
يتجشأ "بيلي" بعد أن لعق أصابعه المدهونة عسلا ثم ينظر إلى والديه و ابتسامة علت محياه: كان هذا لذيذا شكرا على الطعام، سأذهب الآن كي لا أتأخر عن حافلة المدرسة. و بينما "بيلي" يعدل أحزمة حذاءه مستعدا للذهاب إذ ب"ماريا" ترمق زوجها بعينين جاحضتين و تأحئح لافتة انتباهه، سرعان ما يلتفت "راين" إليها متسائلا ليستوعب من نظراتها ما كان عليه فعله في تلك اللحظة: هاي يا صاح، فكرت في أن أصطحبك أنا للمدرسة اليوم. يستقبل "بيلي" اقتراح والده بملامح مستغربة قائلا: هذا ليس من عادتك يا أبي، اعتدت أن أذهب في الحافلة مع أصدقائي. يرد "راين" بنبرة مرتبكة قليلا: أعلم أنك تحب أن ترافق أصدقائك للمدرسة لكن..أمم.. فكرت في أن أصطحبك اليوم لأني.. سأشتري لك الغداء في الطريق! يصمت "بيلي" لبرهة ليلمح بعد لحظات على رف المطبخ صندوق طعامه الذي اعتدت والدته كل صباح على تحضيره له، تتنبه "ماريا" التي كانت واقفة بجانب صندوق الطعام لملاحظة ابنها فتتقدم خطوة سريعة لجهة اليمين حاجبة بذلك الصندوق، يقطع الصمت الغريب صوت "راين" الصاخب: هيا هيا لا نريدك أن تتأخر. ثم ينهض من مكانه مستلما مفاتيح سيارته المتواجدة على المنضدة و يتوجه مباشرة لباب المنزل الرئيسي، تتقدم "ماريا" صوب ابنها لتمنحه قبلة وداع: اعتني بنفسك، و لا تنسى مظلتك قد تمطر و أنت في المدرسة. يبادلها "بيلي" القبلة و يلتفت إلى والده الواقف أمام الباب محكما قبضته على مقبضه ليفتحه مستعجلا.
تتفاجئ الأسرة من المنظر الذي بدا لهم بمجرد فتح "راين" الباب، إذ بهرة سوداء ذات لوني عينين مختلفين تحدق في عيني"بيلي" ببؤبؤين واسعين، يعجب "بيلي" بشكل الهرة الفريد و يتقدم نحوها بلهفة لتسبقه "ماريا" و تحاول ركلها بعيدا بقدمها: هوش هوش! ما بال هذا الحي صار يعج بالهررة؟! لا تقترب منها! يرد "راين" بنظرات استغراب موجهة للهرة: خاصة السوداء منها.. تتراجع الهرة بعيدا من استجابة "ماريا" العدوانية و يغادر بعدها "بيلي" و والده المنزل حاملين مظلتيهما متوجهين إلى سيارة "راين"، و "بيلي" لا يزال يحدق في الهرة السوداء الواقفة في بقعة بعيدة و هي تتأمله بتمعن إلى أن يركب السيارة لينطلقا صوب المدرسة.
بعد حوالي عشرين دقيقة من القيادة يركن "راين" سيارته في الموقف المتواجد مقابل المدرسة ليلتفت إلى ابنه الذي مكث في موضعه و ملامح العتاب و التساؤل ملأت محياه: ماذا عن غدائي؟ يستوعب "راين" حجم ورطته و يضرب كفه على جبينه قائلا: آخ لما لم تخبرني سلفا؟ يدخل يده في جيبه ساحبا عشرين دولارا و يقدمها إلى "بيلي": خذ عشرين دولارا، اشتري ما طاب لك من طعام الكافيتيريا، سآتي لأقلك بعد انتهاء الدوام لذا انتظرني حسنا؟ يستلم "بيلي" العشرين دولار بوجه خالي التعابير و بعد برهة من الصمت إذ به يكسر حاجز الصمت قائلا: لقد رأيت صندوق الطعام خاصتي على رف المطبخ، لما لم تعطني أمي إياه؟ يتعقد لسان "راين" من سؤال ابنه الغير متوقع ليجيب بارتباك حاد: هاه؟ لقد..لقد كان..لقد كان فارغا. على تأخرت عن دوامي أراك لاحقا يا صاح! يفتح "بيلي" باب السيارة نازلا لينطلق "راين" بأقصى سرعة نحو الطريق تاركا ابنه في حيرة من أمره..
1/3
التعديل الأخير: