- إنضم
- 23 مايو 2020
- رقم العضوية
- 11115
- المشاركات
- 1,343
- مستوى التفاعل
- 7,750
- النقاط
- 467
- أوسمتــي
- 9
- العمر
- 19
- الإقامة
- Tokyo
- توناتي
- 3,030
- الجنس
- ذكر
~اللوحة الملعونة~
كانت الساعة السابعة و الربع صباحا ، حيث لا تزال الشمس تختبئ خلف الأفق ، في هذا
الوقت ، كان "ألبرت" يقود سيارته رفقة زوجته "سمانثا"، يدل مظهر سيارتهما على أنهما
ذو منصب عال أو عمل راق ، فقد كانت سوداء تلمع من جودة هيكلها.
"ألبرت": لا أصدق أن الفنانة "لويزا" قد وافقت على أن نصور مقابلة صحفية معها.
"سمانثا": هذا صحيح ، فهي عادة ما ترفض ذلك.ثم التفتت نحو المقعد الخلفي: أنظر إلى
"باتريك" يبدو متحمسا للتصوير.
باتريك :"في الواقع أنا غير مرتاح لهذا نوعا ما ، يقال أن كل من ترسمه "لويزا"
يختفي فجأة بعد ذلك...
"سمانثا"مبتسمة : لا تقلق لن نطلب منها أن ترسمك كي لا تختفي.
"ألبرت" : ما سنفعله هو أننا سنقوم بسؤالها عن حياتيها الشخصية و المهنية ثم نقوم
بجولة في منزلها بينما تقوم أنت بتصوير المقابلة ، ثم نغادر.
بعد نصف ساعة ، وصل الثلاثة إلى منزل الفنانة "لويزا" الذي يبدو و كأنه قصر ، لكنه
كان قديم الطراز في نفس الوقت ، نزل الزوجان و المصور من السيارة ثم اتجهوا نحو
بوابة المنزل الكبيرة.
"سمانثا" : لماذا لا يوجد أي حراس عند البوابة؟ هذا غريب بالنسبة لمنزل كبير كهذا
فهو يحتاج إلى حراس لحمايته.
ألبرت :"ربما يوجد حراس داخله ، سأضغط على الجرس حتى ندخل.
قام "ألبرت" بضغط الجرس الموجود جانب البوابة ، وبعد بضع لحظات فتحت البوابة على
مصرعيها لتكشف عن امرأة أربعينية ترتدي فستانا رماديا طويلا ، وقبعة سوداء بها ريشة
أرجوانية على جانبها الأيسر ، نعم إنها الفنانة "لويزا".
لويزا :"أهلا و سهلا بكم في منزلي المتواضع ، أرجوكم تفضلوا بالدخول.
دخل الثلاثة إلى منزل "لويزا" التي قادتهم نحو غرفة فخمة ذات أثاث أنيق لكي يحتسوا
الشاي.
"لويزا" : لا بد أنكم متعبون ، أظن أن الرحلة كانت طويلة حتى تصلوا إلى هذه المنطقة
المعزولة.
"ألبرت" محتسيا الشاي :"شكرا على حسن الاستضافة ، و شكرا لموافقتك على إجراء هذه
المقابلة معك ، فالجميع بحاجة إلى معرفة فنانة موهوبة مثلك.
"لويزا" : هذا لطف منك ، يسعدني أن أستضيف صحفيين مشهورين مثلكما ، يمكننا البدء
بعد انتهائكم من احتساء الشاي.
حان وقت التصوير ، جهز "باتريك" الكاميرا و معدات الصوت و الإضاءة ، و جلس الزوجان
أمام "لويزا" مستعدين لبدء المقابلة الصحفية.
باتريك :"سنبدأ بعد ثلاثة ، اثنان ، واحد ، تصوير...
سمانثا :"أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الأعزاء في برنامجنا الصحفي ، اليوم سنقوم بإجراء
مقابلة صحفية مع الفنانة الموهوبة التي طلب الكثير منكم استضافتها في هذا البرنامج
إنها الفنانة "لويزا".
إستمر التصوير ساعتين متواصلتين ، حيث كان الزوجان يقومان بسؤال "لويزا" عن حياتها
و مسيرتها المهنية.
"ألبرت" : هذا آخر سؤال ثم ننهي الحلقة ، هناك إشاعة حول لوحاتك قد تداولهاالعامة
مؤخرا ، وهي أن جميع الأشخاص الذين ترسمينهم يختفون فجأة بعد ذلك ، هل لديك
شيء لتقوليه حول هذا الموضوع؟
ارتبكت "لويزا" بعض الشيء و بدا على ملامحها القلق ، و بعد لحظات أجابت :
عادة ما أقوم برسم بعض الخدم و حراس المنزل ، وأحيانا أرسم حيواناتي الأليفة ، لذا
أعتقد أن الإشاعة قد ارتبطت باختفاء الخدم و الحراس و الحيوانات ، في الواقع قد قمت
بإعطائهم إجازة هذه الفترة لذا فكما تريان المنزل فارغ ، أما بالنسبة لاختفاء
حيواناتي الأليفة فقد ماتت منذ مدة.
"سمانثا" :و لكن ، ألا تعتقدين بأن بقاء المنزل دون حراس قد يعرضك للخطر؟
"لويزا" : قد يبدو هذا المنزل قديم الطراز ، لكنه يتميز بنظام دفاعي متطور،
فكما تعلمان ، يحتاج الحراس أحيانا إلى راحة.
"ألبرت" : حسنا إذن ، نشكرك على الأجابة عن أسئلتنا ، أما الآن ، هل يمكننا إلقاء
نظرة على فنك و لوحاتك؟
"لويزا" : بالطبع ، تفضلا معي رجاء.
توجه الصحفيان رفقة "لويزا" بينما يقوم "باتريك" بحمل الكاميرا للتصوير نحو غرفة
واسعة للغاية بها عدد هائل من اللوحات الفنية ، والتي قد أثارت استغراب "ألبرت"
و "سمانثا" نوعا ما ، فقد كانت الرسومات حول أناس و حيوانات ، جميع اللوحات كانت
ذات خلفية سوداء ، ولكن الغريب في الأمر هو أن الناس و الحيوانات رسموا بتعابير
وجوه جعلتهم يبدون أنهم خائفين و مرعوبين.
"لويزا" : كما أخبرتكما سلفا ، أنا أرسم حراسي و خدمي وحيواناتي الأليفة.
"ألبرت" : أحببت طابع الرعب الذي وضفته في لوحاتك.
"لويزا" : شكرا لك أفضل الفن ذو المفهوم السوداوي.
"باتريك" محاورا نفسه : هل ترسم خدمها وهم خائفين أم ماذا؟
و بعد ساعتين من التجول بين لوحات "لويزا" السوداوية ، انتهى تصوير المقابلة أخيرا
أي أن وقت مغادرة الصحفيين و مصورهما قد حان ، لكن "سمانثا" قد أصرت على بقائهم.
"سمانثا" : هل ستغادرون بهذه السرعة؟ لقد جهزت لكم الإفطار قبل مجيئكم ، لن تغادروا
حتى تتناولوه.
هم "ألبرت" برفض العرض ، لكن غرغرة معدته قد سبقت لسانه : حسنا إن كنت تصرين...
في هذه الأثناء ، سمع "باتريك" أصوات همسات خفيفة تقول : ثلاث وجبات...ثلاث وجبات...
كانت الهمسات صادرة من باب خشبي موجود في زاوية غير مكشوفة من الغرفة ، توجه
"باتريك" الفضولي نحو الباب ثم قام بفتحه ، ليرى لوحة ينسدل عليها ستار أبيض ،
أجبره فضوله على إبعاد الستار ، لينصدم مما رأته عيناه ، لوحة بها كيان غريب
ذو ملامح فارغة و بشرة شاحبة ،و بعد لحظات أدار الكيان رقبته موجها ملامحه الفارغة
نحو "باتريك" الذي تجمد الدم في عروقه من الذعر...
لم ينتهي الرعب هنا ، كان الكيان يتحرك داخل اللوحة بشكل مخيف و متقطع ، ثم أخرج
رأسه فجأة من اللوحة يليه ذراعاه الطويلتان و يداه ذوا المخالب الحادة ، يليه باقي
جسده النحيف ، وقف الكيان أمام "باتريك" ثم قام بفتح فمه الكبير الذي كان فراغا أسود
هامسا : الوجبة الأولى ... الوجبة الأولى...
و قبل أن يقوم "باتريك" المرعوب بأي حركة للفرار ، اتسع فاه الكيان ساحبا إياه
داخل جوفه في لحظة خاطفة!
هم الزوجان و "لويزا" بالخروج من الغرفة ، لكن "سمانثا" لاحظت اختفاء "باتريك".
"سمانثا" : مهلا ، أين هو "باتريك"؟
"لويزا" : لا بد أنه ذهب إلى الحمام أو إلى غرفة المعيشة كي يستريح ... هيا اتبعوني
يمكنكم أن تستريحوا في غرفة الضيوف ريثما أضع الإفطار على المائدة.
اتجه الزوجان إلى غرفة المعيشة لأخذ قسط من الراحة ، فتعبهما جعلهما يغطان في نوم
عميق . و بعد مدة وجيزة ، استيقظ "ألبرت" لكي يسأل "لويزا" عن مكان الحمام ، وبعدما
اشارت له عن مكانه توجه "ألبرت" نحوه حيث كان عليه المرور بغرفة الفن ، وبمجرد
أن مر بجانبها سمع صوت همسات داخلها : وجبتان...وجتان...
"ألبرت" : باتريك؟ هل هذا أنت؟
دخل "ألبرت" الغرفة محاولا معرفة مصدر الصوت ، و أثناء ذلك رأى لوحة أمام الباب
الخشبي الذي كان مفتوحا ، وكان "باتريك" مرسوما في تلك اللوحة حيث بدا خائفا.
"ألبرت" مستغربا : متى تسنى لها الوقت لرسم "باتريك"؟
قاطع حبل تساءلاته تلك اليد الشاحبة التي ظهرت خلف اللوحة مبعدة إياها ، ليخرج ذلك
الكيان من خلف الباب الخشبي ليقف أمام "ألبرت" الذي شعر بأن قواه قد خارت أمامه ،
همس الكيان بعد أن قام بفتح فمه الواسع : الوحبة الثانية...الوجبة الثانية...
"ألبرت" : لماذا... لا أستطيع... التحرك؟؟
ابتلع الكيان "ألبرت" بسرعة البرق ثم قام ببصق لوحة من فمه وعاد أدراجه خلف الباب
الخشبي ، نعم... كان "ألبرت" مرسوما في تلك اللوحة!
فتحت "سمانثا" عينيها لتجد "لويزا" توقضها : سمانثا ، الإفطار جاهز هيا انهضي.
"سمانثا" فاركة عينيها: أين "ألبرت"؟
"لويزا" :أعتقد أنه يتسكع مع "باتريك" في غرفة المعيشة ، اذهبي إلى المطبخ ، سأذهب
لأناديهما.
غادرت "لويزا" بينما جلست "سمانثا" على مائدة الإفطار منتظرة الجميع ، مرت ربع
ساعة ، ولم تأتي "لويزا" ب"باتريك و"ألبرت" ، لذا قررت "سمانثا" إيجادهم لمعرفة
سبب هذا التأخير.
"سمانثا" متجولة في أنحاء المنزل : "ألبرت"؟ "باتريك"؟ سيدة"لويزا"؟
"وجبة واحدة...وجبة واحدة..."
هذا ما سمعته "سمانثا" بعد أن مرت أمام غرفة الفن والتي دخلت لمعرفة مصدر هذه
الهمسات ، قادتها هذه الأصوات إلى الباب الخشبي ، ولكن "سمانثا" نسيت أمر
الهمسات حين رأت لوحة "ألبرت" و لوحة "باتريك".
"سمانثا" : هل ذهبت "لويزا" لمناداتهما أم لرسمهما، ولكن مرت ربع ساعة فقط كيف لها
أن ترسمهما بهذا الإتقان؟ هناك أمر مريب...
"لويزا" :"سمانثا" أنت هنا.
التفتت "سمانثا" لترى "لويزا" واقفة خلفها فسألتها : ألم تذهبي لمنادة زوجي
و"باتريك"؟ ، أين هما؟
"لويزا" :إنهما في المطبخ ، لكنني لم أجدك لذا شعرت أنك هنا.
"سمانثا" : إذا كانا في المطبخ ، فمتى رسمتهما؟ سيدة "لويزا" أخبريني ماالذي تخفينه؟
أين "باتريك"؟ أين هو زوجي؟؟
"لويزا" بنبرة مرتبكة : لا خيار لدي! إنه جائع يجب أن أطعمه ... إنه عهد بيننا!
"سمانثا" : من تقصدين ب"إنه جائع"؟
خرجت "لويزا"من الغرفة و همت بإقفال الباب : أنا آسفة.
"سمانثا" : سيدة "لويزا"!!
"الوجبة الأخيرة...الوجبة الأخيرة..."
التفتت "سمانثا" خلفها لتصرخ بأعلى صوتها وتتحول إلى لوحة فنية...
#ملهم_رقم واحد.
التعديل الأخير: