S A L W A | 5/7/2023
- خطوة -
.
.
.
- خطوة -
هنالك أساطير شتى تنتشر بين الناس في فترات الحروب
أساطير قد تكون صحيحة و قد تكون كاذبة
فليست كل أسطورة كاذبة ,و ليست كل أسطورة صحيحة .
هنالك تفاوت
و عند النظر لهذه الأسطورة و التمعن بها
فسنجد أشياء غريبة
أسطورة لا أصل لها ولا مرجع
أسطورة مبنية على الخيال بأكمله !!
أسطورة فارسِ الشفق !!
أسطورة الحامي !!
- خطوة -
لكن هنالك مشكلة
فلأنها أسطورة بنيت على لا شيء من الواقع
فلم يشهدها أحدهم من قبل
بل بقيت قصة تتناقلها الأجيال
و هنالك طريقة واحدة حتى تتحقق الأسطورة
وهي...
.
.
اليأس !
.
أحمَرٌ كَخطِّ الشَّفق !
بقلم : ساندرا
- فرسان الميمنة استعدوا !!
فرسان الميسرة إلى الخلف ! قوموا بتفعيل الحاجز !!
- أيها النائب ! لن نستطيع مواجهتهم أكثر من هذا !! إنهم خارقون !! لن نقوى عليهم !
فمهما كان مستوى سحرنا سنبقى مجرد بشر ! بشر !
. . . .
نحن في مأزق
الفرسان لم يعودوا يحتملون . . . أنا لم أعد احتمل
القائد لم يعد موجودًا بعد الآن لقد قتله ذلك الوحش بقبضته فقط
نحن على وشك الانهيار
هذا الجيش الذي اشتهر بجبروته على وشك الانهيار تمامًا
أنا حتى ولو كنت نائبًا للقائد لست بقادر على تحريك الأمور لتصبح أفضل
رؤية تلك الكائنات غير المعقولة و الذين يتجهون نحونا
بأعدادهم التي هي آلاف مؤلفة
مشهد مخيف , مشهد تقشعر له الأبدان
هيئاتهم الضخمة المدرعة بالكامل
و التي نحتاج لفريق كامل من الفرسان لقتلها
انها تتجه نحونا الآن , لتدمرنا ! لتقضي علينا !
لتهلكنا !
أنا لا أستطيع بعد الآن , أنا لن أقوى على ذلك ! ابدًا !!!!!!!
- استيقظ -
ماذا ؟
إنه صوت ؟ من أين يأتي ...
- تحمل -
أتحمل ؟ ....
و كيف ذلك ؟ هه
صحيح بأنني دائمًا تمنيت أن أكون قائدًا ولكن
هذه مسؤولية عظيمة
رؤيتهم جميعًا فقط ينظرون إلي بتلك الأعين الواهنة
ينتظرون فقط أي أمر حتى يقوموا بتنفيذه
كيف لي أن أقوم بإصدار أمر دون التأكد إن كان الخيار الأفضل !
أنا دائمًا كنت أتلقى الأوامر
لا أعلم حتى كيف علي ان أجاري الأمر !
أنا . . . . ضعيف
أنا . . . . . يجب علي أن استس-
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم !!!
إياك !
. . . .
لمعت عينا النائب فجأة
و تسارعت نبضات قلبه , لا تستسلم !
استمر ذلك الصوت بالعويل داخل رأسه يقول تلك الجملة بطريقة هستيرية وصوت جهور
شعر و كأن رأسه على وشك الانفجار حقًا !!
انهار ارضًا و أمسك برأسه بكلتا يديه و علا صوت صراخه
فاجتمع عليه بضعة جنود بدت عليهم علامات القلق حوله
فهم لا يريدون فقدان قائدهم الثاني فذلك سوف يحبطهم تمامًا
و قد يتجهون بنفسهم نحو تلك الوحوش العملاقة لكي يقدموا انفسهم على أطباق من ذهب
ليتم قتلهم ...
و فجأة اهتزت الأرض بعنف !
و كان ذلك إنذارًا لاقتراب الكائنات المهولة التي كانت و ما زالت تقترب
بعض الجنود فقدوا السيطرة على انفسهم و ابتدأوا بالصراخ
و البعض الاخر ارتسمت ملامح اليأس التام على وجوههم و شعروا و كأنهم على وشك
تمزيق جلودهم بانفسهم للتخلص من هذا الرعب الذي يعيشونه
لماذا ؟ لماذا نحن من وقع علينا الاختيار ؟ لماذا نحن من علينا الموت ؟
كان ذلك ما يفكرون به
فهذه الكائنات التي يواجهونها من المملكة القديمة
و هي مملكة كان معروف عنها بأنها قد غرقت برمال الصحراء منذ زمن طويييلٍ جدًا
و حصل قبل فترة أن تعرضت المنطقة التي تحتوي مملكتهم و تلك المملكة القديمة
لزلزال تسبب بانقشاع الرمال عنها لتظهر تلك المملكة مجددًا ...
ابتدأت حملات البحث و الاستكشاف في أمرها
فهل يعقل بأن هنالك أشخاصًا يعيشون عليها ؟
و بالفعل في إحدى الليالي الباردة
عاد أحد المستكشفين و الذي قد خرج مع فريق كبير حقًا كونه الناجي الوحيد
مصاب بإصابات لا يمكن الشفاء منها
يحمل أخبارًا لن تسر أحدًا أبدًا
بأن جيشًا عملاقًا خرج من هذه المملكة
جيشًا عملاقًا يسير في كل الاتجاهات , كانوا يخرجون منها و كأنه لا نهاية لهم !
و كأنهم مياه تخرج من نبع تفجر حديثًا ... أمرٌ مفجع لدرجة الجنون !!
قامت كل الممالك المجاورة بتجهيز جيوشها و لكن . . .
ذلك الشيء الذي ظنوا بأنهم بقادرين على مواجهته , ذلك الشيء . . . !
و الذي ظنوا بأنهم بقادرين على الصمود أمامه !!! كان عبارة عن كائنات ضخمة
مدرعة بالكامل من الرأس لأخمص القدمين , وكأنهم فرسان من صخور تتحرك !
قوتهم كانت لا تصدق ! كانوا ينهون أمر أقوى الفرسان بضربة من قبضتهم
فكان يتفجر و كأنه قنبلة من دماء . . . كان الأمر في البداية مفزعًا بالتأكيد
و بعدها حاولوا استجماع طاقتهم و بدأت حرب طاحنة
مات بها العديد من الفرسان الأقوياء و الأشداء
ممالك من أقوى و أعظم الممالك انتهت بكونها مكانًا منهارًا محطمًا لا حياة فيه
و مات أناس كثر !
بأعداد مهولة !
شعر العديد بأن هاته الجيوش ليس لها هدف سوا التدمير
لا يملكون أي هدف سوا الخراب و التحطيم
إنهم فقط يسيرون في الأرض ليعيثوا بها فسادًا و خرابا
. . . .
حمل النائب سيفه بعد أن جمدت تعابيره
و بدا و كأن اللهب يخرج من عينيه ...
أخرج سيفه من غمده و وقف بين الجنود حوله و غرس سيفه في الارض
و بدأ الحديث بصوت جهور
- أنا ! خائف مثلكم !
خائف على تلك الأرض التي تقبع خلف الأسوار
خائف على نفسي و على أهلي ! و خائف على بلدي من أن تندثر تحت التراب !
من أن يقتل ناسها , و أن تختفي هذه الحضارة العريقة التي نملكها من على الخريطة تمامًا
خائف لدرجة تمنعني من امساك سيفي جيدًا . . .
و لكن ليس أمامنا خيار سوا القتال
ألسنا نريد مجد الفوز ! ألسنا نبتغي الحصول على النصر !!
ألسنا نريد الحياة ! قفوا !!
قفوا حتى لو كانت هذه نهايتنا ! فلك الشرف أن تموت دفاعًا عن وطنك !
قفوا و لا تخافوا !! قفوا و اتركوا خوفكم الشائن هذا خلفكم و امسكوا بسيوفكم و انهضوا !!
أنتم الأبطال ! أنتم من سوف تمسكون برايتنا لترفرف و نؤكد بأننا قد صمدنا و بقينا !
لنكن الصامدين !!
.
.
لنكن الصامدين !! قفوا !!
كان كلامه و كأنه نار قد اشعلت قلوبهم
و كأنه أول صاعقة تنذر باقتراب العاصفة المدمرة
فوقف الجنود جميعهم , يشدون بقبضاتهم على تلك السيوف المغمدة
يخرجونها من مكانها و يرفعونها في الهواء يصرخون باسم النائب
و الذي قد استحق أن يصبح قائدًا الان بنظرهم ...
. . . .
ابتدأت الآن المرحلة الجديدة من تهيئة الجيش
و استعدادهم لاستقبال تلك الكائنات الغريبة تقترب منهم
فكان صوت النائب و الذي قد اصبح القائد
يصدح في الانحاء يلقي بالأوامر
ففريق السحرة قد تجهز
فرسان الميمنة و الميسرة على استعداد تام
أما فرسان المقدمة فكانوا على أشد الاستعداد مسلحين بالعزيمة
و بالتأكيد القوة السحرية التي سوف تسندهم في قتالهم و تعزز من مقدرتهم
أما فرسان المؤخرة فكانوا يعملون على تنقية طاقتهم ليبدأوا بعمل الحواجز التي سوف تحمي
الجميع من أي خطر
فكان أكثر خمسة آلاف جندي الآن تحت إمرة قائدنا والذي سوف يقودهم إلى النصر
نتمنى
دخلت أولى تلك الكائنات الضخمة للحيز المتاح لها أمام الجنود
- المقدمة !
بدأ جنود المقدمة بالترتب على شكل تكتيك قتالي . . .
بحيث يتقدم عدد معين منهم و ان لم يستطيعوا المجابهة فيعودون لينطلق فريق أخر
من هؤلاء الجنود لقتال هذا الكائن
أما الفريق السابق فيتم معالجته من قبل السحرة إن كان هنالك اصابات و تستمر الدائرة حتى يستطيعوا القضاء عليه
و يتم توزيع عدة مجموعات
فرجال المقدمة الف
مقسمون لعشرة مجموعات من مئة من الفرسان الاشداء
و كل مئةٍ مقسمة لعشر أفرقة من عشرةٍ من الفرسان
فكان النصيب الاول للفريق الاول
و ابتدأ القتال ففارس يضربه من الجانب بسيفه
و الآخر ينقض عليه بفأس كبيرة . . . و المنجنيق في الخلف يستعد للإطلاق.
بعدما أعاد الفارس ذو السيف هجومه , عاد الى الخلف قليلًا و كانت تعابير مرتعبة مترسمة على وجهه
.
.
.
- خطوة -
هنالك أساطير شتى تنتشر بين الناس في فترات الحروب
أساطير قد تكون صحيحة و قد تكون كاذبة
فليست كل أسطورة كاذبة ,و ليست كل أسطورة صحيحة .
هنالك تفاوت
و عند النظر لهذه الأسطورة و التمعن بها
فسنجد أشياء غريبة
أسطورة لا أصل لها ولا مرجع
أسطورة مبنية على الخيال بأكمله !!
أسطورة فارسِ الشفق !!
أسطورة الحامي !!
- خطوة -
لكن هنالك مشكلة
فلأنها أسطورة بنيت على لا شيء من الواقع
فلم يشهدها أحدهم من قبل
بل بقيت قصة تتناقلها الأجيال
و هنالك طريقة واحدة حتى تتحقق الأسطورة
وهي...
.
.
اليأس !
.
أحمَرٌ كَخطِّ الشَّفق !
بقلم : ساندرا
- فرسان الميمنة استعدوا !!
فرسان الميسرة إلى الخلف ! قوموا بتفعيل الحاجز !!
- أيها النائب ! لن نستطيع مواجهتهم أكثر من هذا !! إنهم خارقون !! لن نقوى عليهم !
فمهما كان مستوى سحرنا سنبقى مجرد بشر ! بشر !
. . . .
نحن في مأزق
الفرسان لم يعودوا يحتملون . . . أنا لم أعد احتمل
القائد لم يعد موجودًا بعد الآن لقد قتله ذلك الوحش بقبضته فقط
نحن على وشك الانهيار
هذا الجيش الذي اشتهر بجبروته على وشك الانهيار تمامًا
أنا حتى ولو كنت نائبًا للقائد لست بقادر على تحريك الأمور لتصبح أفضل
رؤية تلك الكائنات غير المعقولة و الذين يتجهون نحونا
بأعدادهم التي هي آلاف مؤلفة
مشهد مخيف , مشهد تقشعر له الأبدان
هيئاتهم الضخمة المدرعة بالكامل
و التي نحتاج لفريق كامل من الفرسان لقتلها
انها تتجه نحونا الآن , لتدمرنا ! لتقضي علينا !
لتهلكنا !
أنا لا أستطيع بعد الآن , أنا لن أقوى على ذلك ! ابدًا !!!!!!!
- استيقظ -
ماذا ؟
إنه صوت ؟ من أين يأتي ...
- تحمل -
أتحمل ؟ ....
و كيف ذلك ؟ هه
صحيح بأنني دائمًا تمنيت أن أكون قائدًا ولكن
هذه مسؤولية عظيمة
رؤيتهم جميعًا فقط ينظرون إلي بتلك الأعين الواهنة
ينتظرون فقط أي أمر حتى يقوموا بتنفيذه
كيف لي أن أقوم بإصدار أمر دون التأكد إن كان الخيار الأفضل !
أنا دائمًا كنت أتلقى الأوامر
لا أعلم حتى كيف علي ان أجاري الأمر !
أنا . . . . ضعيف
أنا . . . . . يجب علي أن استس-
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم
لا تستسلم !!!
إياك !
. . . .
لمعت عينا النائب فجأة
و تسارعت نبضات قلبه , لا تستسلم !
استمر ذلك الصوت بالعويل داخل رأسه يقول تلك الجملة بطريقة هستيرية وصوت جهور
شعر و كأن رأسه على وشك الانفجار حقًا !!
انهار ارضًا و أمسك برأسه بكلتا يديه و علا صوت صراخه
فاجتمع عليه بضعة جنود بدت عليهم علامات القلق حوله
فهم لا يريدون فقدان قائدهم الثاني فذلك سوف يحبطهم تمامًا
و قد يتجهون بنفسهم نحو تلك الوحوش العملاقة لكي يقدموا انفسهم على أطباق من ذهب
ليتم قتلهم ...
و فجأة اهتزت الأرض بعنف !
و كان ذلك إنذارًا لاقتراب الكائنات المهولة التي كانت و ما زالت تقترب
بعض الجنود فقدوا السيطرة على انفسهم و ابتدأوا بالصراخ
و البعض الاخر ارتسمت ملامح اليأس التام على وجوههم و شعروا و كأنهم على وشك
تمزيق جلودهم بانفسهم للتخلص من هذا الرعب الذي يعيشونه
لماذا ؟ لماذا نحن من وقع علينا الاختيار ؟ لماذا نحن من علينا الموت ؟
كان ذلك ما يفكرون به
فهذه الكائنات التي يواجهونها من المملكة القديمة
و هي مملكة كان معروف عنها بأنها قد غرقت برمال الصحراء منذ زمن طويييلٍ جدًا
و حصل قبل فترة أن تعرضت المنطقة التي تحتوي مملكتهم و تلك المملكة القديمة
لزلزال تسبب بانقشاع الرمال عنها لتظهر تلك المملكة مجددًا ...
ابتدأت حملات البحث و الاستكشاف في أمرها
فهل يعقل بأن هنالك أشخاصًا يعيشون عليها ؟
و بالفعل في إحدى الليالي الباردة
عاد أحد المستكشفين و الذي قد خرج مع فريق كبير حقًا كونه الناجي الوحيد
مصاب بإصابات لا يمكن الشفاء منها
يحمل أخبارًا لن تسر أحدًا أبدًا
بأن جيشًا عملاقًا خرج من هذه المملكة
جيشًا عملاقًا يسير في كل الاتجاهات , كانوا يخرجون منها و كأنه لا نهاية لهم !
و كأنهم مياه تخرج من نبع تفجر حديثًا ... أمرٌ مفجع لدرجة الجنون !!
قامت كل الممالك المجاورة بتجهيز جيوشها و لكن . . .
ذلك الشيء الذي ظنوا بأنهم بقادرين على مواجهته , ذلك الشيء . . . !
و الذي ظنوا بأنهم بقادرين على الصمود أمامه !!! كان عبارة عن كائنات ضخمة
مدرعة بالكامل من الرأس لأخمص القدمين , وكأنهم فرسان من صخور تتحرك !
قوتهم كانت لا تصدق ! كانوا ينهون أمر أقوى الفرسان بضربة من قبضتهم
فكان يتفجر و كأنه قنبلة من دماء . . . كان الأمر في البداية مفزعًا بالتأكيد
و بعدها حاولوا استجماع طاقتهم و بدأت حرب طاحنة
مات بها العديد من الفرسان الأقوياء و الأشداء
ممالك من أقوى و أعظم الممالك انتهت بكونها مكانًا منهارًا محطمًا لا حياة فيه
و مات أناس كثر !
بأعداد مهولة !
شعر العديد بأن هاته الجيوش ليس لها هدف سوا التدمير
لا يملكون أي هدف سوا الخراب و التحطيم
إنهم فقط يسيرون في الأرض ليعيثوا بها فسادًا و خرابا
. . . .
حمل النائب سيفه بعد أن جمدت تعابيره
و بدا و كأن اللهب يخرج من عينيه ...
أخرج سيفه من غمده و وقف بين الجنود حوله و غرس سيفه في الارض
و بدأ الحديث بصوت جهور
- أنا ! خائف مثلكم !
خائف على تلك الأرض التي تقبع خلف الأسوار
خائف على نفسي و على أهلي ! و خائف على بلدي من أن تندثر تحت التراب !
من أن يقتل ناسها , و أن تختفي هذه الحضارة العريقة التي نملكها من على الخريطة تمامًا
خائف لدرجة تمنعني من امساك سيفي جيدًا . . .
و لكن ليس أمامنا خيار سوا القتال
ألسنا نريد مجد الفوز ! ألسنا نبتغي الحصول على النصر !!
ألسنا نريد الحياة ! قفوا !!
قفوا حتى لو كانت هذه نهايتنا ! فلك الشرف أن تموت دفاعًا عن وطنك !
قفوا و لا تخافوا !! قفوا و اتركوا خوفكم الشائن هذا خلفكم و امسكوا بسيوفكم و انهضوا !!
أنتم الأبطال ! أنتم من سوف تمسكون برايتنا لترفرف و نؤكد بأننا قد صمدنا و بقينا !
لنكن الصامدين !!
.
.
لنكن الصامدين !! قفوا !!
كان كلامه و كأنه نار قد اشعلت قلوبهم
و كأنه أول صاعقة تنذر باقتراب العاصفة المدمرة
فوقف الجنود جميعهم , يشدون بقبضاتهم على تلك السيوف المغمدة
يخرجونها من مكانها و يرفعونها في الهواء يصرخون باسم النائب
و الذي قد استحق أن يصبح قائدًا الان بنظرهم ...
. . . .
ابتدأت الآن المرحلة الجديدة من تهيئة الجيش
و استعدادهم لاستقبال تلك الكائنات الغريبة تقترب منهم
فكان صوت النائب و الذي قد اصبح القائد
يصدح في الانحاء يلقي بالأوامر
ففريق السحرة قد تجهز
فرسان الميمنة و الميسرة على استعداد تام
أما فرسان المقدمة فكانوا على أشد الاستعداد مسلحين بالعزيمة
و بالتأكيد القوة السحرية التي سوف تسندهم في قتالهم و تعزز من مقدرتهم
أما فرسان المؤخرة فكانوا يعملون على تنقية طاقتهم ليبدأوا بعمل الحواجز التي سوف تحمي
الجميع من أي خطر
فكان أكثر خمسة آلاف جندي الآن تحت إمرة قائدنا والذي سوف يقودهم إلى النصر
نتمنى
دخلت أولى تلك الكائنات الضخمة للحيز المتاح لها أمام الجنود
- المقدمة !
بدأ جنود المقدمة بالترتب على شكل تكتيك قتالي . . .
بحيث يتقدم عدد معين منهم و ان لم يستطيعوا المجابهة فيعودون لينطلق فريق أخر
من هؤلاء الجنود لقتال هذا الكائن
أما الفريق السابق فيتم معالجته من قبل السحرة إن كان هنالك اصابات و تستمر الدائرة حتى يستطيعوا القضاء عليه
و يتم توزيع عدة مجموعات
فرجال المقدمة الف
مقسمون لعشرة مجموعات من مئة من الفرسان الاشداء
و كل مئةٍ مقسمة لعشر أفرقة من عشرةٍ من الفرسان
فكان النصيب الاول للفريق الاول
و ابتدأ القتال ففارس يضربه من الجانب بسيفه
و الآخر ينقض عليه بفأس كبيرة . . . و المنجنيق في الخلف يستعد للإطلاق.
بعدما أعاد الفارس ذو السيف هجومه , عاد الى الخلف قليلًا و كانت تعابير مرتعبة مترسمة على وجهه
ما هذا بحق خالق الجحيم ... إنه لا يخدش ! إنه لا يمكن خدشه ! سيفي ! لم يترك حتى أثرًا !! بحق الخالق !!
نظر صديقه إليه مستغربًا في البداية . . و لكن بعدما قذفت
الكرة الضخمة من المنجنيق متجهة نحو هذا الكائن الضخم
و بعد ان اصابته لتنفجر فيه و انتشر الدخان و بدأت الصورة تتوضح
ابتدأت التعابير المرتعبة ترتسم على وجوه الفريق بأكمله ...
حاولوا مجددًا فتوالت الضربات من جميع الاتجاهات , لكنه كان فقط يتحرك للأمام
و يلوح بقبضته فيطير احدهم حتى لا يستطيعوا رؤيته ابدًا او ان يصطدم بإحدى الصخور الضخمة
ليبصق الدماء و يبدأ بالنواح , و عندما أيقنوا بأنهم ليسوا بقادرين على المواكبة قرروا الانسحاب فجمعوا
أفرادهم و عادوا مباشرة ليستقبلهم فريق السحرة بتعابير مليئة بالقلق و يعطوا إشارة ليخرج الفريق الجديد ...
و بدأت الدوامة بالاستمرار , و لكن بأضرار أكثر من نتائج مفيدة ..
فابتدأ دور الميمنة و الميسرة بإطلاق القذائف اللانهائية
من المجانيق من صخور كبيرة أو قذائف متفجرة
أو قذائف مغلفة بطاقة سحرية قد تسبب الأضرار ..
و بالفعل ظهرت بعض النتائج
فكان المراقبون من على الجبال المحيطة يرون أن بعضهم كان يقع أرضًا
و يجر معه آخرين من خلفه في الوقوع فيقع صف كامل منهم
هذا كان يسبب تأخيرهم بالفعل و لكن لا يؤدي إلى الإضرار بهم جسديًا
" مستحيل "
فكر النائب و هو يحدق بهم و قد ابتدأت اعدادهم بالازدياد
كانت خطته ستجري جيدًا لو أنهم لم يكونوا كائنات خارقة كهذه
و لكن إنهم لا يتقدمون بأي شكل من الأشكال ...
لا فرق يحدث هناك ابدًا !!
كيف نستطيع هزمهم ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف؟؟؟؟!!!!
يجب علينا . . . يجب علينا
أن نجد
نقطة ضعفهم !!
تجول بنظره في الأنحاء
يراقب تحركاتهم يتابع كل صغيرة و كبيرة يقومون بها
بينما كانت المقدمة تهاجم
و الميمنة و الميسرة تدافع و المؤخرة تعزز الحواجز بطاقتها السحرية
الكرة الضخمة من المنجنيق متجهة نحو هذا الكائن الضخم
و بعد ان اصابته لتنفجر فيه و انتشر الدخان و بدأت الصورة تتوضح
ابتدأت التعابير المرتعبة ترتسم على وجوه الفريق بأكمله ...
حاولوا مجددًا فتوالت الضربات من جميع الاتجاهات , لكنه كان فقط يتحرك للأمام
و يلوح بقبضته فيطير احدهم حتى لا يستطيعوا رؤيته ابدًا او ان يصطدم بإحدى الصخور الضخمة
ليبصق الدماء و يبدأ بالنواح , و عندما أيقنوا بأنهم ليسوا بقادرين على المواكبة قرروا الانسحاب فجمعوا
أفرادهم و عادوا مباشرة ليستقبلهم فريق السحرة بتعابير مليئة بالقلق و يعطوا إشارة ليخرج الفريق الجديد ...
و بدأت الدوامة بالاستمرار , و لكن بأضرار أكثر من نتائج مفيدة ..
فابتدأ دور الميمنة و الميسرة بإطلاق القذائف اللانهائية
من المجانيق من صخور كبيرة أو قذائف متفجرة
أو قذائف مغلفة بطاقة سحرية قد تسبب الأضرار ..
و بالفعل ظهرت بعض النتائج
فكان المراقبون من على الجبال المحيطة يرون أن بعضهم كان يقع أرضًا
و يجر معه آخرين من خلفه في الوقوع فيقع صف كامل منهم
هذا كان يسبب تأخيرهم بالفعل و لكن لا يؤدي إلى الإضرار بهم جسديًا
" مستحيل "
فكر النائب و هو يحدق بهم و قد ابتدأت اعدادهم بالازدياد
كانت خطته ستجري جيدًا لو أنهم لم يكونوا كائنات خارقة كهذه
و لكن إنهم لا يتقدمون بأي شكل من الأشكال ...
لا فرق يحدث هناك ابدًا !!
كيف نستطيع هزمهم ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟ كيف ؟
كيف؟؟؟؟!!!!
يجب علينا . . . يجب علينا
أن نجد
نقطة ضعفهم !!
تجول بنظره في الأنحاء
يراقب تحركاتهم يتابع كل صغيرة و كبيرة يقومون بها
بينما كانت المقدمة تهاجم
و الميمنة و الميسرة تدافع و المؤخرة تعزز الحواجز بطاقتها السحرية
أول شيء يساعدهم هو ضخامتهم. . . يتحركون بسلاسة على الرغم من حجمهم و اوزانهم غير المعقولة . . . قبضاتهم كبيرة بعض الشيء لتساعدهم على القتال على الرغم من عدم حملهم لأية أسلحة , و أظن بأن ذلك في صالحنا , فنحن هكذا و نسحق كالذباب فكيف لوكان هنالك أسلحة ؟. . . إنهم مدرعون بالكامل لكن هنالك مناطق من جسدهم توجد فيها مساحات فارغة ,منطقة الكتفين و المفاصل . . . أذلك ليجعلوا حركتهم أسهل؟
اتسعت عيناه
و عنوة صرخ بالجنود قائلًأ : المفاصل !! ركبهم ! اكتافهم ! أكواعهم ! أقدامهم ! أيديهم !!
اهجموا هناك !!!!!!!!!
تلقى الجنود الأوامر لتبدأ تكتيكاتهم بالاختلاف ليوجهوا هجومهم
للأماكن التي قد تكون فيها قدرة على فصل الأجزاء عن الجسد الرئيسي
أو على الأقل أن يتضرروا ولو بضررٍ بسيط . . .
ولكن حدث شيء لم يكن بالحسبان
- أيها القائد !
كان صوتًا مبحوحًا مليئًا بالرعب آتٍ من الخلف ينادي على القائد
تعرف القائد على الصوت فالتفت بنظرة قلقة و غير مرتاحة يجهز نفسه لاستقبال الاسوء
و لكن هذا لم يكن الأسوء فقط. . . أبدًأ
فقد تمنى لو أن الزمن يتوقف حتى لا يستمر أي من هذا
- نحن محاطون بهم إنهم يأتون من كل مكان . . .
الجيش الذي يحمي المملكة من الخلف قد انهار . . .
و الذي من الشرق قد بدأ ينسحب نحو الأسوار - نحن الوحيدون الذين قد بقينا
انهم قد بدأوا بضرب الاسوار بقبضاتهم
نحن على وشك الموت -
قال و حدقتاه قد كانتا تهتزان بعنف و قد صغُرت حتى أصبحت
كحبة سمسم صغيرة من شدة الرعب
العينان الجاحظتان , و الوجه الشاحب و اليدان المرتجفتان كانتا خير دليل
على مدى خوفه . . .
الموت قالها بتشديد مبالغ به على الأحرف , و كأنهم سيموتون بالتأكيد و بلا أي شك
لقد توقف الوقت بالفعل أمام القائد
و شعر و كأن كل شيء يسير ببطء
توقف عقله عن العمل و شعر و كأن كل شيء قد انتهى
انهم يقتربون , حتى أنه يرى أحدهم الآن أمامه لا يفصل بينهما إلا بضعة أمتار
كل شيء . . كان يسير ببطء
حتى الأصوات لم تعد واضحة
رأى قبضة عملاقة ترتفع
و سمع صراخ أحدهم باسمه , لكن لم يفهم لماذا
حدق قليلًا بالقبضة المقتربة من رأسه
و عنوة صرخ بالجنود قائلًأ : المفاصل !! ركبهم ! اكتافهم ! أكواعهم ! أقدامهم ! أيديهم !!
اهجموا هناك !!!!!!!!!
تلقى الجنود الأوامر لتبدأ تكتيكاتهم بالاختلاف ليوجهوا هجومهم
للأماكن التي قد تكون فيها قدرة على فصل الأجزاء عن الجسد الرئيسي
أو على الأقل أن يتضرروا ولو بضررٍ بسيط . . .
ولكن حدث شيء لم يكن بالحسبان
- أيها القائد !
كان صوتًا مبحوحًا مليئًا بالرعب آتٍ من الخلف ينادي على القائد
تعرف القائد على الصوت فالتفت بنظرة قلقة و غير مرتاحة يجهز نفسه لاستقبال الاسوء
و لكن هذا لم يكن الأسوء فقط. . . أبدًأ
فقد تمنى لو أن الزمن يتوقف حتى لا يستمر أي من هذا
- نحن محاطون بهم إنهم يأتون من كل مكان . . .
الجيش الذي يحمي المملكة من الخلف قد انهار . . .
و الذي من الشرق قد بدأ ينسحب نحو الأسوار - نحن الوحيدون الذين قد بقينا
انهم قد بدأوا بضرب الاسوار بقبضاتهم
نحن على وشك الموت -
قال و حدقتاه قد كانتا تهتزان بعنف و قد صغُرت حتى أصبحت
كحبة سمسم صغيرة من شدة الرعب
العينان الجاحظتان , و الوجه الشاحب و اليدان المرتجفتان كانتا خير دليل
على مدى خوفه . . .
الموت قالها بتشديد مبالغ به على الأحرف , و كأنهم سيموتون بالتأكيد و بلا أي شك
لقد توقف الوقت بالفعل أمام القائد
و شعر و كأن كل شيء يسير ببطء
توقف عقله عن العمل و شعر و كأن كل شيء قد انتهى
انهم يقتربون , حتى أنه يرى أحدهم الآن أمامه لا يفصل بينهما إلا بضعة أمتار
كل شيء . . كان يسير ببطء
حتى الأصوات لم تعد واضحة
رأى قبضة عملاقة ترتفع
و سمع صراخ أحدهم باسمه , لكن لم يفهم لماذا
حدق قليلًا بالقبضة المقتربة من رأسه
صدى صوت خطوات في الأنحاء . .
كان هنالك كيان يمشي في ذلك الممر المليء بالأعمدة المتصافة
أعمدة تنعكس عليها الأضواء لتبدو ذهبية بشكل ما . .
كيان يرتدي درعًا صلبًا .
يحمل سيفًا فريدًا في يده اليسرى
كان شعره الأبيض يتطاير مع كل خطوة يخطوها
و كانت عينه الذهبية تقدح بشعاعها الآسر
- آه الموت أجل . . . إنه الحل الأفضل بالفعل أليس كذلك -
- خطوة -
اختفى البريق من عيني القائد , و انتظر فقط حتى يتفجر جسده بضربة من تلك اليد
كما حدث لقائده من قبل
- خطوة -
لقد غط فقط في اليأس
الذي رآه بالفعل في عيون فرسانه و جنوده قبل لحظات
- خطوة -
اليأس . .
يأس تام قد غطى عينيه . . .
.
.
.
.
لقد كان متأكدًا بأنه على وشك الموت
و شعر برغبة حقًّا الآن في مفارقة كل شيء لعل هذه المأساة تنتهي فقط
و لكن فجأة رأى ضوءً سريعًا
بدا و كأنه قد شق شيئًا أمامه
كان سريعًا كالبرق , و بلون أحمر كالشَّفق
. . .
اتسعت عيناه فجأة
و رأى ذلك الكائن العملاق أمامه
ينشق إلى . . .
نصفين !!
رأى الجزء العلوي يتزحلق من فوق الجزء السفلي
الذي قد فصل بينهما لينهار هذا الشيء الذي قد كان أمامه . .
ينهار تمامًا .
توقف كل شيء فجأة عن الحركة .
و بدأ الجميع ينظر إلى هذا الشيء الذي لا يصدق و الذي حدث توًّا
رأى القائد ضوءً أحمر يتوهج من جسد أحدٍ ما ,
كان كيانًا غريبًا يقف قريبًا . . . يحمل السيف الذي تخرج منه تلك الهالة الحمراء
و ذلك الشخص الغريب الذي كان يحدق بتلكما العينين الذهبيتين
كان وجهًا هادئًا صافيًا
يشع نورًا و بهية , ينظر بكل رقي إلى تلك المجموعة من الفرسان التي كانت تحدق به
بكل انبهار و ببعض الخوف
نظر نحو القائد , تمعن في حاله ثم رفع سيفه قليلًا يوجهه نحوه
كان القائد بدوره يحدق متعجبًا
ما هذا ؟ أو بالأحرى من هذا ؟ بحق الخالق لقد ظهر فجأةً بطريقةٍ غريبة ليخطف الأنظار نحوه
قوة غير معقولة , و بسيف فقط قسم ذلك الكائن العملاق القوي قسمين
إنه غير معقول
أنا - منبهر - حقًا
و لكن من هذا ؟
بعد أن نظر إليه مرة أخرى تذكر كلمات
كلمات قديمة قيلت له سابقًا
كانت قصة تناقلتها الأجيال عن كيان عظيم
يظهر في الحروب . . تحديدًا الحروب الصعبة و الشديدة
شعر أبيض كالثلج , و عينان ذهبيتان حادتان كعيني تنين جبار
سيف فريد و طويل حاد المقدمة يتوهج بالحمرة
ينظر بكل هدوء و سكينة . .
إنه هو
.
.
فارس الشَّفق
الفارس الحامي !
بينيثيوس !!
الفارس الشجاع و الأقوى على الإطلاق !
قوته لا تضاهى أبدًا . . خبير بالمعارك و القائد الأدهى
أسطورة رجل خالد
يظهر عندما يسيطر اليأس على الجيوش
يظهر عندما يفقدون الأمل في الحياة
عندما يبتغون الموت
يظهر عندما تبتدء النساء بالدعاء
و عندما تتعالى أصوات صراخ الأطفال
يظهر عندما تكتسي عتمة الليل ضوء النهار
عندما تختفي ملامح الحياة و يبدأ الموت بالانتشار في المكان
عندما تختفي آخر إبتسامة
و عندما تبدأ الدموع بالانهمار
يأتي ليطمئن الناس
بأن ما بعد الخوف إلا أمل
و أنه مهما طال الأمر , و مهما كان الظلام أشد قوة و بأسًا
إلا و في النهاية أن يظهر بصيص ضوء خافت
يكون كالشفق قبل طلوع تلك الشمس التي ستنير كل شيء
لتعود الحياة كما كانت . .
كانت تلك العيون الذهبية كما أشعة الشمس تحدق بالقائد
الذي كانت عيناه تهتز بعنف
تنتظر و تترقب أي إشارة على الخير . .
- لم يكُن علَيك الاستِسلَام -
لم يكن عليك الاستسلام . .
اتسعت عينا القائد , و تجمعت بعض الدموع في مقلتيه
شعر بغصة في صدره , و شعر بأنفاسه تتقطع
- صوته مهيب و لكنه دافئ بطريقة ما
إنه نفسه
هو من كان يصرخ في رأسي كي لا أستسلم
لكنني . .
- شد بقبضته على على صدره -
لكنني . . بكل بساطة استسلمت
و تركت كل شيء . . الجنود و الفرسان الذين وثقوا بي كي أقودهم
لقد خنتهم . . خنت ثقتهم
لم اهدئهم لم اشجعهم
بل فكرت بلو أنني مت سيكون وضعي أفضل
أنا وغد ! وغد حقير !
- بدأ بضرب الأرض بقبضتيه بعد أن جثى على ركبتيه و الحزن يثقل كاهله
كانت ضرباته تتزايد و تصبح أقوى و أقوى , أحد الرجال شعر بأنه سوف يكسر يده إن لم يتوقف
فاسرع نحوه يحاول ايقافه , و رأى تلك الدموع تنهمر من عيني قائده -
ارتسمت ابتسامة طفيفة على وجه
الكيان الذي كان يقف أمام القائد , ابتسامة دافئة
و كأنه قد فهم هذه المشاعر التي تجتاح ذلك الرجل الذي كان يقف أمامه
- اسعَد بنفسِك يا فتَى . .
و لا تخَف و لا تحزَن فها أنَا ذا معكُم الآن -
قالها بكل هدوء
فبثت الأمان في قلب القائد , ليمسح دموعه تلك ,
و يقف مواجهًا جيشه يود إخبارهم بشيء ما في قلبه
- سامحوني لأنني استسلمت لوهلة
و لكن أنا اعدكم بالفوز ! و اعلموا بأنني سأفي بوعدي !
فهلا أعطيتموني ثقتكم ! و مدوني بشجاعتكم !
لكي استطيع أن أقود هذا الجيش العظيم للنصر !
ابتدأت الهتافات تعلو . . يحيون اسم قائدهم
ليجهزوا عدتهم و يحفظوا سيوفهم مرة أخرى و تبتدء المعركة الجديدة . .
التفت القائد نحو بينيثيوس
انحنى له انحناءة بسيطة تدل على احترامه لوجود هذه الأسطورة تقف أمامه بذاتها
كانت عينا بينيثيوس دافئتين . . تنظران بكل هدوء تبث بهما الراحة و الطمأنينة في الأنفس
- يا فارسَ الشَّفق . .
أماء له الفارس ينتظر كلامه
- هل حقًا سنستطيع الفوز ؟
قال القائد ببعض القلق . . و بنظرة تبين مدى احتياجه لمعرفة الجواب
أما بينيثيوس فقد انشرح وجهه و بدا مرتاحًا أكثر
- ألم تعدهم بذاتِ نفسكَ بأنكَ ستفوز . .
إذن فلتفِي بوعدك أيُّها القائِد -
تنهد القائد براحة ثم ابتسم ابتسامة طفيفة
و التفت ينظر لجيشه ثم قال : أنا أطلب منك المساعدة لنحصل على النصر . .
أعطى القائد ظهره لبنيثيوس الذي كان ملتفًا معطيًا له ظهره هو الآخر , يقف على حافة الجرف
الذي يطل على الساحة الكبرى للمعركة و التي تتهافت عليها تلك الكائنات بسرعة أكبر من قبل
أومأ ببطء بينما يمسح بإصبعيه على سيفه , و من ثم قفز من على الجرف ناحية الأسفل
أما القائد فقد عاد لتبدأ مراسم استئناف المعركة
تشكلت الفرق كما كانت , و عادت الحواجز لحيويتها بالفعل و بشكل أقوى من ذي قبل . .
أما المقدمة فكان يتقدمها فارس الشفق
بهيبته
يمسك سيفه بكل رقي , يتنتظر اللحظر المناسبة للبدء
تعجب القائد قليلًا من أمره فلما لا يبدأ
فقد ابتدأ الجنود بالفعل بالتجهيز للقتال لكنه لم يتحرك ,
و فجأة التفت بينيثيوس للقائد ينظر له نظرة لم يفهمها بداية
لكن قد اجتاحته مشاعر غريبة عندما استوعبها
- إنه ينتظر مني أن أطلق الإشارة للبدء -
و بالفعل فقد رفع القائد سيفه ليصرخ بهم
- هجوم !!!!!
و حينها انطلق بينثيوس ليشهد هذا الجيش أعظم قتال في التاريخ
. . .
بحركات سلسة كان فارس الشفق يتحرك
يلوح بسيفه و كأنه يرقص رقصة هادئة
بدا الأمر عندما تنظر له و كأن المكان ساكن , لا أصوات هائجة
فقط مشهد بعرض بطيئ لتلك الحركات الجميلة التي يتخللها امتزاج ما بين الالوان الذهبية و الحمراء
و أشعة بيضاء في كل حين , و أكوام مكومة من بقايا الجثث الهامدة لكل العمالقة الذين قد اجتاحهم بسيفه
يسقطون الواحد تلو الآخر
رويدًا رويدًا . . .
شعره الأبيض يتطاير و عيونه الذهبية تراقب الأنحاء بكل دقة
يرفع سيفه كل حين و من ثم يلوح به بحركات بهية
بحركات خلابة تأسر النفوس و تخطف الأنفاس
العيون تراقب و القلوب تشتعل
و فجأة توقف بينيثيوس عن القتال
و توقف فقط أمام العدد الهائل الذي ما زال يقترب و الذي كأنه لا نهاية له
و الذي وصفناه بالفعل بالسيل الجارف , وقف وقفة مشدودة
يراقبهم بهدوء
تعجب القائد من أمره فلماذا يقف فجأة هكذا ؟
كان القائد طوال هذا الوقت يراقبه
يراقب حركاته الآخاذة
و الآن هو فقط ينتظر ما سيقدم بينيثوس عليه
فجأة رفع فارس الشفق سيفه
و بدأ يتمتم بكلمات غريبة ليست من نفس اللغة
كان التوهج حوله يزداد , و النور يسطع أكثر و أكثر
و ابتدأت الطاقة القوية بالالتهاب حوله و كأنها نيران حارقة
بعدها انفجرت هذه الطاقة لتنتشر في كل مكان , و بدا بينثيوس أكثر
توهجًا و أكثر قوة , و الحدة قد اشتدت في نظراته
أما تلك الطاقة التي قد بدت كاللهب فقد ابتدأت بالسير لتعبر
مشكّلة حلقة حول المملكة . . تشكل حاجزًا قويًا من الطاقة يمنع دخول أي من هذه الكائنات إليه
كثرت تمتماته و اتسعت عيناه أكثر
و ثم صرخ بصوت مهيب صدى في كل الأنحاء
فكان عاليًا جدًا لدرجة أن الجيش بأكمله قد استطاع سماع قوله
- فلتَهلِكُوا -
قال تلك الكلمة من جهة و أشار بسيفه للأمام من جهة أخرى ليرتسم خط طويل عبر الأفق كان أشبه بخط
الشفق , بلونه الأحمر المستعر , أغمض عينيه و لوح بسيفه
ليظهر ذلك الشق بشكل أكبر و يبدو كسطح بحر هادئ من دون أي موج
يعبر الأفق بأكمله , فتوهج الضوء الأحمر بشدة لينعكس على السماء فتبدو هي كذلك حمراء مستعرة
كان الأمر خلابًا
و غير معقول
و مدهش ! كل الكلمات لن تسعف لوصف هول ما رأوه !
تلاشى الضوء الأحمر تدريجيًا لتظهر تلك الكمية الخياليّة
من الجثث المرمية على الأرض و المنتشرة على مد الأفق . .
و كأن ذلك الضوء قد عبر الأرض بأكملها قاضيًا على كل فرد من هذا الجيش
. . . .
التفت بينثيوس إلى ذلك الجيش الذي يقف خلفه
و النظرة الهادئة و المريحة تسير عبرهم
و في النهاية ارتسمت ابتسامة طفيفة على وجهه يعيد السيف إلى غمده
و من ثم يغمض تلكما العينين الذهبيتين كأشعة شمس الصباح
ليبدأ كيانه بالتلاشي و كأن عرض ظهوره قد انتهى
كان القائد يراقب ذلك بكل هدوء
بينما كان الضوء الأحمر الذي قد صبغ السماء يختفي
و بالفعل و مع اختفاء فارس الشفق تمامًا
كانت الشمس قد بدأت بالطلوع بالفعل . .
-
#_ملهم_1
بخصوص القصة طلعت مش كثير طويلة
بس معليش اهم شي أنها حلوة
عطوني رأيكم
ان شاء الله انه القصة عجبتكم يعني اتمنى
فااااااا اشكركم جميعا
أشكر كل من مر و كل من سيمر
كانت معكم ساندرا حامية حمى البشرية ~
دمتم في آمان الله
التعديل الأخير: