- إنضم
- 24 مارس 2020
- رقم العضوية
- 10875
- المشاركات
- 3,267
- الحلول
- 1
- مستوى التفاعل
- 12,400
- النقاط
- 778
- أوسمتــي
- 16
- العمر
- 18
- الإقامة
- قلب فير
- توناتي
- 6,142
- الجنس
- أنثى
S A L W A | 5/7/2023
أسطورة حاملة سيف أردريس التالية..
المعروفة بلقب وريثة النصل القرمزي أو هذا ما يشاع عنها من طرف أبناء هذه القرية.. الفتاة ذات العيون الذهبية المتوهجة والشعر البني القاتم، مع سيفها الذي لا يفارق غمده خصرها، لطالما كانت شعاراً للمقاومة والصمود..
لن احدثكم عن معالم النبل والخير فهذا ليس موضوعنا.. لكن لنقل انني سأختصر لكم اسطورة إليندا اردريس..
. . .
العاصمة الملكية، داخل أساور ذلك المكان ذي البناء الرفيع الذي صبغ قرميده بلون أحمر قاتم، يغطي جدرانه لون ابيض يميل للاصفرار مع شعار يزين باب مدخله الضخم ذي اللون المشابه للون القرميد، انه شعار العائلة المالكة.. تماما انه القصر الملكي لمملكة اردريس..
إنها الساعة الواحدة ليلا.. تستيقظ إليندا على أصوات ضوضاء بالخارج لتفتح باب غرفتها وتطل برأسها لترى مايجري.. لكن كل مارأته عندها كان اللون القرمزي لألسنة اللهب التي راحت تلتهم كل شيء بالمكان.. كان كل شيء يحترق.. لمحت عن بعد ظل شخص قادم باتجاهها.. ظل شخص كان كأنه يعاني في السير نظرا لكونه كان متشبثا بالجدار.. لقد كانت السيدة جانيت التي كانت مصابة!! كانت تزحف من أجل تحذير الفتاتين.. وبمجرد أن لمحت إليندا حتى راحت تصرخ بما بقي لديها من قوة مخاطبة إياها:
– إليندا.. اهربي.. بـ بسرعة آآه.. ارجوكِ اهـ..ر..
لم تستطع السيدة جانيت اكمال كلامها بسبب الطعنة التي تلقتها بسيف أحدهم من الخلف كان شخصا ملثما حتى ملامحه لم تكن ظاهرة لإليندا التي وقفت مصعوقة في مكانها لهول ما رأته.. فبعد كل شيء إنها مجرد فتاة في 14 من عمرها..
لم تمسك إليندا نفسها عن صراخ والنحيب بل راحت تنادي السيدة جانيت لربما تجيبها، لكنها كانت ميتة بالفعل.. لاحظت اقتراب ذلك الشخص منها، كان أول ماخطر لها هو صورة أختها التوأم..
– مارلين.. لا، مارلين..علي الاسراع..
رغم ثقل جسدها راحت ترغم نفسها على التحرك.. هرولت باتجاه باب غرفة مارلين الذي يقبع على بعد خطوات قليلة من باب غرفتها
لتفتحه بسرعة وهي ترى اختها التي كانت على مقربة من الباب.. لقد كانت مارلين قد استيقظت بالفعل لتتحقق من مصدر الصوت في الخارج حتى اقتحمت أختها المكان..
تسرع إليندا لإمساك يد اختها وسحبها معها خارج الغرفة.. مارلين التي لم تفهم سبب تصرف أختها بتلك الطريقة، امتنعت عن سؤالها عندما رأت عيني أختها المليئتين بالدموع، وقررت مجاراتها فحسب..
إلتفت مارلين الى الخلف لترى مايحصل، ليقع بصرها على ذلك المنظر الشنيع الذي أصبح عليه القصر والرجل ذا البنية الضخمة الذي واصل اللحاق بهما.. لتصل حينها رسالة الى عقلها بخطورة الوضع..
أسرعت الفتاتان إلى مكتب والدهما، وأقفلتا الباب خلفهما باحكام.. كلتاهما كانتا ترتجفان، وقفتا إلى جانب الحائط حيث كان هناك سيف موضوع على حامله بجوارهما..
كانت مارلين تختبئ خلف ظهر إليندا ممسكة إياها بشدة فقد كانت مرعوبة للغاية....
– إليندا.. انا خائفة للغاية انا حقا...خائفة.
– اهدئي مارلين، سنكون بخير.. لاتقلقي..
– لكن ماالذي يحصل؟!
لم تستطع إليندا تهدءت أختها المذعورة لأن حالها هي الاخرى لم يكن يختلف عن حال مارلين... ثم يأتي ذلك الصوت من الخارج، صوت اِرتطام شخص بباب الغرفة وتلك القعقعة التي يحدثها.. الأولى.. الثانية.. الثالثة وكان الباب قد خلع بالفعل..
– يالكما من فتاتين مشاكستين.. كان ليكون أسهل لو بقيتما في مكانيكما دون حركة، سيجعل هذا مهمتي أسهل حقا.. لكنكما من قررتما الهرب.. لذلك لن يكون الأمر سهلا علينا جميعا..
كان ذلك الشخص الذي لاحقهما من قال هذا..
لوح الرجل بسيف باتجاه إليندا التي لم تستطع الحراك من مكانها.. لم تكون قادرة حتى على تحريك قديمها لتحاول تجنبه.. ثم اختها التي تحتمي خلفها.. أغلقت إليندا عينها منتظرة مصيرها..
لكنها لم تشعر بشيء بالفعل، عندما فتحتهما رأت أختها التي تدخلت بينها وبين سيف ذلك الشخص الملثم، رأتها وهي تقع على الارض.. تلك الدماء التي لطخت وجهها وملابسها البيضاء الخاصة بالنوم.. كانت إليندا مصدومة حقا، أختها مارلين التي لطالما كانت من تقوم بحمايتها بسبب ضعفها وخوفها من أي شيء، تتدخل الآن لتحميها.. الآن هي مجرد جثة هامدة تقع إلى جانب قدميها بدون حراك ..
– هذا غريب.. كيف أصبحت هذه هنا، كان من المفترض أن تكوني الاولى.. ها، هذا لا يهم الآن لأن دورك هو التالي..
أكمل الشخص كلماته وتقدم باتجاه إليندا لقتلها..
كانت مشاعر إليندا مزيجا بين الغضب والحزن.. الحقد واليأس.. في تلك اللحظة..
و بطريقة ما وصل مقبض السيف الموضوع الى جانبها الى كف يدها.. رفعته وراحت تزيل غمده..
شيء ما غريب.. عينا الفتاة الذهبيتان راحتا تلمعان بطريقة غريبة.. والسيف أصبح يتوهج.. هالة بلون قرمزي مشابه لألسنة اللهب التي تنتشر في المكان أصبحت تحيط بنصل السيف الذي بين يدي الفتاة..
و تلك الرغبة الشديدة في التخلص من الشخص الذي يقف أمامها التي اجتاحتها الآن جعلتها تثب من مكانها.. ألقت الغمد ليسقط على الأرض واندفعت بقوة باتجاهه.. صدت كل ضربة كان يوجهها لها ثم أحكمت امساك المقبض بكلتا يديها ثم طعنته.. كل ذلك حدث خلال لحظة لم يستطع فيها عقله استيعاب مايحصل الى أن سقط ممددا على الأرض..
.....
لقد مر وقت إلى أن استعادت إليندا وعيها.. وسط ذلك الجحيم الذي ظنت أنه كان مجرد كابوس ستستيقظ منه قربيا، و لكن ذلك لم يكن ليحدث..
حاولت تحريك جسدها لكنها لم تستطع، لم يكن ذلك من فعل الجاثوم، بل شعرت بأن جميع عظامها قد تحطمت حقا.. بقدر ما حاولت رفع جسدها عن الارض كان يأبى التحرك... أغمضت عينيها وقد عادت الأحداث الى عقلها.. ماحدث قبل قليل.. الرجل الملثم وتوأمها.. مارلين التي تدخلت في آخر لحظة... وحملها للسيف لأول مرة و.. و...
لم تكن تتذكر ماحصل بعدها إلى أن استيقظت توا..
– لكن ماذا حدث بعد ذلك؟!... لحظة.. مارلين..
فتحت عينيها بسرعة ورفعت الجزء العلوي من جسدها عن الارض باحثة عن أختها... ذلك الألم الذي شعرت به لرفع جسدها المنهك بسرعة كان فظيعا للغاية.. وضعت يدها بسرعة على فمها لتنزلها بعدها وقد تلونت بدماءها التي راحت تخرج من جوفها.. رؤيتها كانت ضبابية للغاية.. ومع ذلك رفعت رأسها وراحت تتفحص المكان محاولة البحث عن أختها.. كانت قد لمحتها ممددة بجانب الحائط المقابل لمكتب والدها.. نظرا لعدم اِستطاعتها على الوقوف واصلت الزحف حتى وصلت إليها.. لكن جثة مارلين كانت قد بدأت بالتيبس بالفعل..
لم تتمكن إليندا من منع نفسها من البكاء هي حتى لم تسوعب بعد ماحدث في القصر، ثم مقتل السيدة جانيت أمامها، والآن أختها..
أحاطت جثة أختها بذراعيها وراحت تبكي بحرقة عليها..
لم تفهم كيف نجت من الموت للتو.. لكن رؤيتها لإنتشار النار في الغرفة قد جعلها تستسلم بشأن الهروب، هي حتى لم تعد قادرة على النهوض..
لكن شيء ما يحدث للسيف الملقي إلى جانبها.. راح يهتز بطريقة غريبة.. شعرت إليندا بشيء غريب يحدث معها.. بدأت تشعر بصداع فظيع..
حتى أنها راحت تضغط على رأسها بشدة محاولة السيطرة على ذلك الألم.. بدأت تسمع صوتا يشبه الصدى بشكل متقطع.. كان ذلك سيجعلها تصاب بالجنون.. كانت تلك الكلمات تدوي في رأسها، صوت لشخص لم تسمعه من قبل:
– أجل.. حرريني.. سأساعدك.. فقط افتحي الغمد مجددا.. دعينا نتحد، أنا وأنتِ... سأجعلك أقوى.. ألا تريدين الانتقام من الذين فعلوا هذا بكِ؟ اجعليني حرا وسأساعدك بالمقابل..
– هيا إليندا.. هيا فلتفعلي ذلك..
لم تعرف إليندا ماتقوم به حتى، وجدت نفسها بالفعل تستجيب لذلك الصوت كانت قد أمسكت مقبض السيف مجددا و..
وثبت لتقف على قدميها راحت تجر السيف الذي أمسكته بيدها اليمنى على الأرض فيما راحت تقهقه بطريقة هستيرية:
– ها..هاهاهاها.. أنا حر مجددا.. أستطيع الآن رؤيته.. لون الدماء الذي يغطي المكان.. أستطيع رؤيته..
خرجت إليندا من الغرفة وراحت تسير في ممرات القصر كل من قابلها انتهى به الأمر ميتا بعد ذلك.. قتل الناس والضحك بطريقة هستيرية.. الدماء التي راحت تغطي لباسها وبعض القطرات التي تناثرت على وجهها.. كل من قد يرى إليندا في هذه الحالة كان ليشك في حالتها العقلية..
~~~~~
خارج أسوار القصر الذي راح العديد يقفون حوله محاولين إخماد الحريق كانت إليندا تقف الى جانب احدى الأشجار، راقبت الوضع بصمت للحظات.. قبل أن تغادر تاركة كل شيء خلفها..
أشرقت الشمس لترمي بخيوط أشعتها على وجه إليندا التي تستفيق مجددا لتجد نفسها ملقاة على ضفة النهر.. إنه نفس الألم الذي شعرت به سابقا.. ثم ذاكرتها، هي لا تتذكر سوى أنها كانت داخل القصر فما الذي أحضرها إلى ضفة النهر..
اقتربت ببطء من النهر وراحت تشرب القليل الذي استطاعت غرفه كل مرة بيدها الصغيرة.. لاحظت انعكاس صورتها في المياه.. وجهها الذي لطخته الدماء.. عقلها كان بالفعل قد تخدر من كثرة الصدمات التي تعرضت لها إضافة الى آثار الصداع الذي مازالت تحس به.. انسحبت ببطء باتجاه احدى الاشجار لترمي ينفسها مستندة عليها أغلقت عينيها وراحت تتنهد ببطء:
– لا زلت لا أفهم ما حصل معي.. لا أعرف حتى ما الذي أحضرني إلى هنا.. بطريقة ما أشعر وكأن أحدهم يشارك جسدي معي.. حتى الألم الذي كان في جسدي حينها أشعر انه أخف قليلا الآن..
أنزلت رأسها وراحت تراقب يدها التي كانت تقوم بقبضها وبسطها باستمرار... لاحت بعد لحظات نظرها الى الافق لترى ذلك السيف.. تستند على جذع الشجرة لتقف على قدميها.. ثم راحت تقترب ببطء منه الى أن وصلت إليه انزلت نفسها قليلا لتنحني وتمسك به.. كان يشبه أي سيف عادي من الخارج.. باستثناء الزخارف التي كانت تزين كلا من الشارب والغمد الذي يلفه..
اِتكأت عليه بقليل من القوة لتقف مجددا ثم راحت تجر القدم تلوى الأخرى مستخدمة اياه كمسند لها..
بلغت قرية صغيرة لم تكن بعيدة عن النهر كثيرا.. كانت تعج بالنشاط كل الناس يتحركون في الأنحاء.. أخذت أحد الأزقة الضيقة حتى لاتجذب الأنظار لنفسها... كانت تتنفس بصعوبة، جسدها مرهق للغاية لكن لابد لها من ايجاد مكان تأوي إليه... استمرت بالزحف ثم ارتمت على الارض مسندة ظهرها الى الجدار لتستريح قليلا..
كانت قد حصلت على بعض النوم فعندما استيقظت كان الظلام قد عاد مجددا.. سمعت صوت أحد يتكلم في نهاية الزقاق الذي كانت به فأسرعت لإخفاء نفسها من جديد:
– سيكون علينا نقل البضاعة قريبا.. سنستغل فرصة الفوضى التي سببها قطاع الطرق في القصر الامبراطوري وسنغادر الحدود..
– حسنا ياسيدي.. لكن الوضع مازال غير آمن تماما..
– أجل أعرف ذلك ولكن سيكون علينا الاسراع.. أعلم الباقين أننا سنتحرك الليلة.
– حاضر..
صوت شهقة قد هربت بالفعل من فم أحدهم.. منع ذلك الرجل من المغادرة.. رماه الآخر بنظرات آمرة، ليوجه بذلك نظره باتجاه مصدر الصوت.. اقترب ببطء من مجموعة البراميل التي كانت مصفوفة إلى جانب مدخل أحد المنازل.. خرجت الفتاة محاولة الهرب لكنه بالفعل كان قد لاحظها.. قام بدفعها الى الحائط بقوة جعلتها تتوقف عن المقاومة قليلا..
– ربما كان عليك الهرب منذ البداية.. دون النظر خلفك..
كانت فتاة صغيرة ذات شعر أسود قصير وعينين رماديتين... لم يتفانى الرجل في سحب سكين من جيبه وتوجيهه الى عنق الفتاة..
كانت تتنفس بصعوبة أكبر.. الصداع الفظيع عاد لملازمة رأسها.. حالة الديجافو التي مرت بها إليندا.. رؤية جثة أختها تسقط أمام ناظريها، والشخص الذي حاول مهاجمتها.. كل تلك الذكريات الفظيعة جعلت إليندا تشعر أن رأسها على وشك الانفجار في حين راحت تصرخ بشكل متألم.. كانت تصرخ بطريقة هستيرية:
– لا..لاا.. أرجووك لا تفعل..
انتبه الرجلان على وجود إليندا التي كانت بالفعل خائرة على الارض ممسكة رأسها بشدة بكلتا يديها... إليندا التي كانت تعتقد أنها تعيش تلك المأساة للمرة الثانية أمام ناظريها.. لقد لعبت المصابيح ذات الوهج البرتقالي بالمكان دورها حقا.. ذكريات المكان الذي راح يحترق.. وجثة مارلين المرمية على الارض كل ذلك جعلها تصرخ بأعلى صوتها:
– توقف.. توقف.. لااا ماارليييييين..
الوهج من جديد عاد الى عينيها وقفت بعدم اتزان ساحبة في يدها ذلك السيف.. خصلات من شعرها البني القاتم كانت قد غطت جزءا من وجهها..
راحت تقترب منهما ببطء... الرجل الذي كان ممسكا بالفتاة قد افلتها بالفعل.. الهالة المخيفة التي كانت ترسلها إليندا جعلت حواسهما تتنبه لخطورة الوضع..
ثم. . .
تستعيد إليندا وعيها بعد بضع دقائق من انتهاء الأمر .. لترى بركة الدماء التي تحيط بها.. وهي تتوسط كل تلك الفوضى... لتنتفض من مكانها محاولة الهرب من كل ذلك.. راحت تركض بسرعة.. لم تحاول حتى استيعاب ما يحصل.. استمرت فقط بالركض و الركض.. ثم أخيرا توقفت بعد أن ابتعدت قدر المستطاع عن مكان الناس..
جسدها كان قد ارتخى لتسقط على الأرض نتيجة التعب.. مظهر الدماء عاد الى ذاكرتها.. راحت تنظر الى كلتا يديها الملطختين بالدماء..
– مستحيل.. أنا لم افعل ذلك.. يستحيل أن أكون من فعل ذلك... أنا لم أقتل أحدا.. لست الفاعلة.. لست.. الفاعلة..
راح صوتها يصبح أجش بسبب بكاءها.. أحاطت نفسها بكلتا يديها .. مع محاولتها لكتم صوت بكاءها رغم غزارة دموعها..
انتبهت بعد لحظات إلى السيف الذي كان إلى جانبها.. لم تعرف حتى كيف وصل إلى هناك.. لعلها سحبته معها عندما كانت تهرب..
– هذا السيف.. هذا السيف انه السبب.. لم يكن علي أخذه منذ البداية.. لم يكن علي ذلك..
~~~
– واااو.. آيلي أتعرفين شيئا عن هذا السيف؟
– أتقصدين سيف اردريس؟.. لنقل انني قرأت عنه، يقال أن هذا السيف هو من يختار من يحمله، فليس أي شخص قادر على استيعاب المانا الخاصة به، حمل السيف من طرف شخص غير الذي اختاره بنفسه قد يؤدي لتدمير ذلك الشخص، لكن أيضا إذا تم اختيارك من قبل السيف فلن تستطيعي التخلص منه.. امم، قرأت أيضا ان من يحمل هذا السيف عليه أن يكون متمرسا فيما يخص المانا وطريقة التحكم بها.. ليسهل عليه استخدام هذا السيف... لذلك فأجل، إياك وأن تلمسي ذلك السيف..
تنهي كلامها موجهة إياه لأختها التي كانت على وشك وضع يدها على مقبض السيف الذي كان موجودا بمكتب والدهما..
– حسنا، يبدو ذلك مخيفا.. لكن هناك كتابات غريبة على قبضة السيف..
– أوه.. معك حق.. لا أعرف هذه اللغة، لكنها ربما قد تكون اللغة القديمة..
– اللغة القديمة؟
– أجل.. فنظرا لأن هذا السيف يعود للبطل اردريس مؤسس الامبراطورية قبل 300 عام فربما كانت تلك اللغة التي كانوا يستخدمونها حينها..
– وااو.. أختي أنتِ مذهلة حقا.. أنتِ تعرفين كل هذه الأشياء..
– لو أنك فقط كنت أكثر تركيزا خلال دروس السيدة جانيت كنت لتفهمي ذلك..
– لكن شرحها ممل للغاية..
~~~
عادت تلك اللحظات الى عقل إليندا..
لتأخذ السيف عن الأرض وتحاول الوقوف ببطء مجددا.. تحركت بصعوبة من مكانها وراحت تسير باتجاه الغابة..
– سأتخلص منه.. نعم سأرميه فحسب وأغادر..
توغلت قليلا ثم ألقته واستدارت للمغادرة.. لكنها عادت بعد بضع دقائق لأخذه والخروج من المكان.. كان جسدها يتصرف من تلقاء نفسه..
في كل مرة أرادت بها التخلص من السيف كان يعود إليها بطريقة ما حتى عندما ألقته بالنهر و راقبت السيل يأخذه بعيدا وكانت في طريقها لتعود أدراجها كان ملقا على الأرض في طريقها.. كانت دائما تجد نفسها غير قادرة على التخلص منه.. بغض النظر عن عدد المرات التي حاولت فيها ذلك..
كان السيف مرتبطا بها بشكل أو بآخر..
استسلمت إليندا لحالها.. أخذت السيف ومضت الى داخل القرية مجددا.. توارت عن الأنظار وسرقت لنفسها بعض الطعام.. لم يكن الكثير، كان مجرد رغيف خبز .. بعد أن انهته بدأت بالتفكير فيما ستفعله بعدها كيف ستواصل حياتها.. لقد عاشت حياة مترفة، والآن هي هكذا.. كانت في حالة مأساوية.. كان مظهرها فوضويا للغاية.. ملابسها المليئة ببقع الدماء.. وشعرها الذي أصبح في حالة فوضى.. تنهدت بعمق:
– حقا.. كيف انتهى الامر بي هكذا؟
لم يمضي الكثير من الوقت حتى سمعت أحدهم ينادي بأعلى صوته:
– قطاع طرق.. هناك مجموعة من قطاع الطرق قادمون الى القرية.. الجميع فلتجدوا مكانا لتحتموا به..
على أثر هذه الكلمات عمت الفوضى المكان، الجميع يركض في الأنحاء.. صوت صراخ قادم من كل مكان.. وقفت إليندا من مكانها هي الاخرى لتحاول الهرب إذ بذلك السيف الذي تحمله بيدها اليمنى يسحبها باتجاه الدخلاء... أحكمت امساكه بكلتا يديها محاولة سحبه الى الخلف، لكنه استمر بسحبها.. أعطت اشارة الى عقلها بتركه لكن يديها أبتا إفلاته .. كأنه أصبح ملتصقا بها.. كانت تُسحب ببطء.. ثم فجأة عادت تلك الاصوات الى رأسها.. صوت الصدى الغريب الذي راح يتردد داخل رأسها..
– افتحي ذلك الغمد.. حرريني... دعينا نفعل ذلك..
– ليس مجددا.. ليس مجددا... لا.. ليس ذلك... فقط توقف.. توقف..
فقط توقف عن الصراخ..
قالت إليندا بصوت مرتجف بعد أن سقطت على الأرض بسبب عدم قدرة قدميها على الصمود أكثر...
– هاه؟.. أنسيتي بالفعل ما فعلته؟!.. حسنا سأكون كريما هذه المرة وأخبركِ.. أنتِ قد قمتي بقتلهم.. جميع من في القصر.. ثم الرجلان قبل مدة... هممم.
– ليس صحيحا.. هذا ليس صحيحا.. أنا لست قاتلة... أنا.. لم أفعل شيئا..
– لقد حدث ذلك بالفعل..
– أنا لم أفعل..
– كل ذلك بسبب هذا السيف... نعم كله بسببك..
– هييي ليس الأمر وكأنني من أرغمك على حملي منذ البداية.. ثم أنا فقط أتخلص من أولئك الذين يعبثون بالأرجاء محاولين إيذاء الآخرين.... لذا أسرعي وافتحي ذلك الغمد..
– أنا لن أقتل أحدا.... أنا لست بقاتلة، أفهمت؟
– آآآه.. أ أخبرك احد بأنك مفسدة للمتعة؟
– متعة؟ هاااه، متعة؟ أ قتل الناس أمر ممتع بالنسبة لك؟ أيا كنت.. أيا كان هدفك فتوقف عن أخذ جسدي كوعاء لفعل ماتشاء.. أنا لن أقتل أحدا..
– بجدية أنتِ فتاة غريبة أطوار.. أخبرتك أنني أقتل الأشرار فقط.. قولك هذا يجعلني أبدو بمظهر السيء هنا.. ثم انتِ من استخدمني للانتقام.. أيضا لاتخبريني أنكِ نسيتي مافعلته للرجل الذي حاول مهاجمتك؟
لم يحصل ذلك الصوت على أي اجابة من إليندا نظرا لكونها قد كانت في صدمة مما تراه أمامها الآن... مجموعة من الأشخاص ضخام البنية يحملون بأيديهم خناجر كانوا يقتربون.. ملثمين... لقد أصبحت تراهم الآن... كان الجميع بالفعل قد غادروا المكان.. أو احتموا داخل بيوتهم.. الساحة فارغة الآن... باستثناء إليندا التي كانت على الارض لا أحد بالجوار..
سمعت صوت ذلك الصدى داخل رأسها مجددا..
– أترين أولئك الأشخاص؟ ألا يذكرك هذا بشيء ما؟
– آآه..قاتل.. قاتل مارلين!!
– أجل بالضبط.. هؤلاء منهم.. رأيتهم إلى جانب القصر قبل أن ينهار جسدك..
لم ترد إليندا بشيء لذلك هو تابع كلامه:
– هيا أين رغبتك في الانتقام التي أظهرتها سابقا.. فقط توقفي عن كبحها.. انتقمي لمقتل عائلتك.. فلتفعلي ذلك.. (يصرخ)
جمعت إليندا شتات نفسها و وقفت بشكل مترنح متراجعة بضع خطوات للخلف...
لقد سئمت بالفعل من هذا الوضع هي لا تريد الموت هنا.. وكذلك هي لا ترغب بقتل أحد.. ذلك الصوت المزعج داخل رأسها لايكف على حثها على القتال.. صرخت قائلة بنفاذ صبر:
– أخبرتك أنني لن أكون قاتلة.. أفضل الموت على ذلك..
سمعته يتنهد.. ذلك الصوت قد تنهد..
– افعلي مايحلو لك... إن قُتلتي هنا من قبلهم فأنا لست مسؤولا..
لاحظ صمتها وإصرارها على عدم الاقدام على ماطلبه منها
تنهد مجددا قبل أن يقول:
– أنتِ فعلا فتاة حمقاء...
صمت قليلا ثم تابع كلامه:
– اقرئي الكلمات على مقبض السيف... ستكون تلك خسارة بالنسبة لي، موتك هنا لن يكون ذا فائدة لي.. فأنا لن أكون حرا لفترة اخرى من الزمن إن قتلتي الآن..
لم تفهم إليندا المغزى من ثرثرته لكنها فعلت ماطلب منها.. رفعت السيف ناحيتها... وراحت تقرأ ما نقش على مقبضه... حتى هي كانت محتارة من كونها تستطيع قراءة ماكتب بتلك اللغة الغريبة.. شعرت فجأة بأن جسدها يصبح أخف.. صداع رأسها اختفى.. و.. و...
وقبضة السيف.. إنها تشع.. الكلمات التي كانت محفورة عليه.. أصبحت تشع بلون قرمزي.. سحبت ببطء الغمد ليظهر لها نصل السيف الذي كانت تحيط به هالة قرمزية تماما كتلك التي على قبصته.. تماما كأول مرة أخذت بها السيف.. لكن الأمر مختلف هذه المرة، أصبح بإمكانها التحكم به.. وزنه أصبح أخف كذلك وصار استخدامه سلسا بالنسبة لها.. عندما لوحت به قليلا..
كان قطاع الطرق قد اقتربوا منها بالفعل.. بضع أمتار فقط كانت تفصل بينهم..
لم تنتظر إليندا أكثر بل اندفعت نحوهم دون تردد.. لم تكن إليندا من يتحكم بجسدها.. كانت واعية لكن جسدها يتحرك غريزيا.. هي لم تكن تنوي قتلهم كانت تستهدف مناطق غير حيوية بأجسادهم.. سعت فقط لمنعهم من مهاجمة القرية رغم أن لا دخل لها بذلك..
كانت سريعة.. ولم يكن عددهم كثيرا فقط ثمانية رجال.. ظنت أن بامكانها صدهم... ثم.. ثم توقفت.. جسدها كله قد تخدر.. ركزت السيف على الأرض وراحت تسعل دما.. الدماء التي راحت تلوث يدها التي وضعتها على فمها راحت تتسرب أكثر من بين اصابعها لتلطخ الأرض أيضا..
– لم يقل أحد أن الامر سيكون سهلا... جسدك ضغيف.
كان الصوت داخل رأسها مرة أخرى.. تمتمت إليندا بصعوبة:
– ليس الآن.. لكن ألست سيفا أسطوريا؟ أهذه هي قوتك؟
– هااه.. أنتِ حتى لا تعرفين كيفية التحكم في المانا.. وتريدين مني مساعدتك؟! الأمر ليس له علاقة بقوتي بل بقوة تحمل جسدك لم يكن قادرا على تحمل كل تلك المانا التي حررتها بقولك لكلمات العقد.. لكنك تمكنتي من الصمود جيدا حتى الآن.. سيهتم أحدهم بالباقي..
لم تفهم إليندا آخر جملة من قوله، لكنها لمحت ذلك السهم الذي مر بجانب رأسها.. متجها تماما نحو قلب أحد قطاع الطرق.. الثاني.. والثالث... لاحظت تراجعهم للخلف.. ثم رؤيتها أصبحت ضبابية لم تعد قادرة على الصمود أكثر بسبب مقدار الدم الذي فقدته، جسدها أصبح متعبا جدا..
كانت قد سمعت صوت أحدهم يقترب..
ثم إليندا أغمي عليها...
~~~~
استيقظت مرتعبة من مكانها.. شعرت ببعض الألم نتيجة نهوضها بتلك الطريقة... راحت تدير رأسها في انحاء المكان.. كانت تجلس على السرير الذي وضع إلى جانب النافذة.. وقد كان سيفها موضوعا على الأرض الى جانبها.. توجد ملابس جديدة على حافة السرير.. سارعت بتغيير ثيابها وأخذت سيفها وغادرت.. إلتفت حولها لترى إن كان هناك أحد بالجوار لكنها لم تلحظ أحدا.. راحت تسير ببطء إلى أن اختفت عن الأنظار داخل الغابة الكبيرة..
لم تعلم إليندا حقا هوية من قام بمساعدتها.. حملها للسيف اضطرها الى الاستمرار بالتدرب على استخدامه، و يقال أن على حامل السيف أن لا يترك أحدا في ورطة.. العقد الذي ربط السيف بإليندا نتيجة قراءتها لتلك الكلمات المحفورة عليه جعلها مرغمة على ذلك.. في مقابل أن السيف سيمنحها قوته..
تقول الشائعات أن إليندا أردريس لاتزال تعيش في أنحاء هذه المملكة.. بمكان ما لا يعرفه أحد.. هي لازالت تتجول بحثا عن ذلك الشخص الذي ساعدها وفي مقابل ذلك فهي تستمر بحمايتنا من أي خطر.. مع سيفها الاسطوري... تساعد كل شخص تجده في خطر..
تعددت القصص التي تروى عنها في كل مكان...
سبب عدم عودتها إلى القصر الملكي لا زال مجهولا.. ربما بسبب المأساة التي حدثت لها هناك، فهي لم ترغب بالعودة..
ومع ذلك فلا احد يعرف الحقيقة الكاملة عن ماحدث لها..
لكنها بالتأكيد كانت أحد الأشخاص الذين ساهموا في حماية هذه المملكة..
النهاية..
. . .
انتهت المسرحية التي كانت تعرض في وسط المهرجان المقام بساحة القرية... تعالت أصوات التصفيق من طرف الجمهور الذي كان يشاهد..
أدار الشخص الذي كان يقف الى جانب النافورة ظهره مغادرا المكان بعد أن كان يشاهد تلك المسرحية من بعيد.. شخص ذو عباءة تغطي كامل جسده.. تبسم وراح يتمتم ببعض الكلمات بسخرية:
– ما الهراء الذي يتناقله الاشخاص هذه الأيام... بجدية، انها ليست حتى القصة الحقيقية.. آآه، على الأقل بعض أجزاءها..
سحب بأطراف أصابعه حافة الرداء الذي يضعه، بحيث تصبح ملامحه غير واضحة لمن قد يراه، كان هناك بريق ذهبي في عينيه أخفاه بواسطة قلنسوة ردائه...
أنزل يده اليسرى ليضعها على قبضة السيف المعلق على خصره... ثم تابع طريقه حتى اختلط مع بقية الاشخاص في المهرجان.
#_ملهم_ رقم ثلاثة
التعديل الأخير بواسطة المشرف: