- إنضم
- 28 يوليو 2016
- رقم العضوية
- 6832
- المشاركات
- 1,180
- مستوى التفاعل
- 4,686
- النقاط
- 891
- أوسمتــي
- 6
- العمر
- 26
- الإقامة
- الجزائر
- توناتي
- 1,910
- الجنس
- أنثى
10 - JULY - 2023
S a n d r a - UNUSUAL
عِنْدَمَا تَلْتَقِطُ اللَّحَظَاتُ أَوْرَاقَ الذِّكْرَيَاتِ،
وَيَتَحَوَّلَ العَادِيُّ إِلى غَامِضٍ،
تَنْبَعِثَ الأَسْئِلَةُ مِنْ العُمْقِ وَتَخْتَفِي الإِجَابَاتُ فِي أُفُقِ اللَّاشَيْءِ.
هَكَذَا يَتَجَسَّدُ "المَأْلُوفُ اَلْمَنْسِيُّ". . .
تِلْكَ اَللَّحَظَاتِ اَلْفَرِيدَةِ حِينَ تَتَلَاشَى حَبْكَةَ اَلزَّمَنِ لِثَوَانٍ قَلِيلَةٍ.
لِتَكْتَسِح اَلْغَرَابَةُ عَتَمَةَ اَلْعَادَةِ،
وَتَنْطَوِي أَبْجَدِيَّاتُ اَلْوَعْيِ عَلَى أَسْرَارٍ لَا تَزَالُ تَتَعَهَّدُ اَلْكَشْفَ.
السَلام عَليكم وَرحمة اللّٰه وبَركاتُه
تَخيّل مَعي أنكَ:
تَجُوبَ فِي أَزِقَّةِ المَدِينَةِ التي تَعِيشُ فِيها مُنْذُ سَنَوَاتٍ، تسير بِثِقَةٍ وَثَبَاتٍ، فَأَنْتَ تَعْرِف كل شِبْرِ فِيها، كُل شَارِعٍ وَمَبْنًى، وَمَعَ كُل نَظْرَةِ تَلَقِّيهَا في كُلّ زَاوِيَةٍ ، تَرَى الوُجُوه المَأْلُوفَة لِلْأَصْدِقَاءِ وَالجِيرَانِ وَالمَارَّةِ، لَكِنَّ فَجْأَةً، تَجْتَاحُك رِيَاحُ الغَرَابَةِ وَالشَّك. يَتبدَّد الأَمَانُ الَّذِي كُنْتُ تَشْعُرُ بهِ تُجَاهَ تِلْكَ الوُجُوه، وَتَخْتَبِئ الأَمَاكِن المَأْلُوفَة وَرَاءَ سِتَارِ المَجْهُول. وَيَدعُوكَ كُل هَذَا لِلتَّسَاؤُل فِي ذُعْرٍ وَفَزَعٍ : مَنْ أَنَا ؟ أَيْنَ أَنَا؟ مَنْ هَؤُلَاء؟ وَمَا هَذَا اَلْمَكَانِ؟
تُدعى التجربة التي مررت بها الآن خلال تَخيُلك بِظاهرة "المألوف المنسي Jamais vu"، وهي إحدى الظواهر النفسية الغامضة، نادرة الحدوث والدراسات حولها قليلة، بهذا الموضوع سأُعرِفكم بها وبأسباب حدوثها.
أرجو لكم قراءةً مُمتِعة.
"المألوف المَنسي Jamais vu"هي ظاهرة نفسية عقلية تتمثل في الشعور بالغرابة وعدم التعرف على الامور والاشياء المعروفة ونسيان الاشخاص والمعالم على نحو مفاجئ.
تُعتبر ظاهرة "المألوف المَنسي" ظاهرة نادرة الحدوث ومحدودة الزمن، حيث تحدث على نحو مؤقت (لعدة ثوانٍ أو بضعة دقائق) قبل أن يعود الشخص إلى التعرف الطبيعي على الأشياء المألوفة. كما تُعتبر هذه الظاهرة جزءًا من التجارب العقلية المثيرة للاهتمام والتي تعكس مدى تعقيد العقل البشري وقدرته المدهشة على تشويش وتحوير الواقع المألوف بشكل مؤقت.
عندما يمُر الشخص بظاهرة "المألوف المَنسي"، يُمكن أن يَشعر بمزيجٍ مِن الاِرتباك والتشوش. حيث يتعرض لتجربة تفاعلية مختلفة عن التفاعلات المَألوفة التي اعتاد عليها، فالوجوه التي كان يعرفها تبدو غريبة والأماكن التي كان يعتبرها مألوفة تبدو غير مألوفة على نحوٍ مُحير. كما يفقد الشخص الشعور بالإرتباط بتلك الأماكن و يشعر بالضياع.
مع مرور الوقت، تتلاشى ظاهرة "المألوف المَنسي" عادةً بشكل تدريجي وتعود الأماكن والأشخاص إلى مكانها المألوف في عقل الشخص. ومع ذلك، تترك هذه التجربة الشخص في دوامة من الشك والتساؤلات حول سبب حدوثها والطبيعة الغامضة لتفاعلات العقل والذاكرة.
لا تزال تحتاج ظاهرة "المألوف المَنسي" إلى المَزيد مِن الدراسة والبحث لفهمها بشكل كامل وتحديد تفسيرها العلمي النهائي. ومع ذلك، هناك بعض النظريات والفرضيات العلمية التي تحاول تفسير هذه الظاهرة بشكل جزئي. وهذه أبرز التفسيرات المقترحة:
يُشير أحد التفسيرات إلى أن "المألوف المَنسي" قد تكون نتيجة عن عدم التناسق المؤقت في عملية التعرف والتذكر. قد يحدث انقلاب مؤقت في تفاعلات العقل ومعالجته للمعلومات المألوفة، مما يؤدي إلى تشوش في الذاكرة وصعوبة في استدعاء المعلومات المحفوظة بشكل صحيح.
هناك أيضًا اقتراح آخر يشير إلى أنها قد تكون نتيجة لتشوش في نشاط الدماغ. ويُعتقد أن هذا التشوش يؤثر على الاستجابة العصبية للأشياء المألوفة، مما يجعلها تبدو غريبة وغير مألوفة للمرء.
بينما تُرجح بعض الدراسات أن "المألوف المَنسي" قد ترتبط بالتوتر والإجهاد النفسي. حيث يمكن أن يؤثر التوتر المستمر والضغوط العاطفية على عملية التعرف والتذكر، مما يؤدي إلى تشوش مؤقت في الذاكرة وصعوبة في التعرف على الأشياء المألوفة.
ومع ذلك، تجدُر الإشارة إلى أن هذه الفروض والنظريات ما زالت قيد مرحلة الاستكشاف وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد صحتها وتحديد التفسير العلمي النهائي لظاهرة "المألوف المَنسي".
يجِب أيضًا الانتباه إلى أنه قد تكون هناك أسباب أخرى نادرة لهذه الظاهرة تتطلب تقييمًا طبيًا متخصصًا للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية أو عضوية أخرى.
الإجهاد والتعب، يُعتقد أن الإجهاد الشديد والإرهاق الذهني يُمكن أن يؤثر على قدرة الدِماغ على استرجاع المعلومات بشكل صحيح، مما يزيد من احتمالية حدوث ظاهرة "المألوف المَنسي".
العوامل العقلية والعاطفية، قد تؤثر العوامل العقلية والعاطفية مثل القلق، والتوتر، والضغوط النفسية، والاكتئاب على عملية استرجاع الذاكرة وتسجيل الأحداث السابقة، مما يمكن أن يساهم في حدوث ظاهرة "المألوف المَنسي".
انقطاع الانتباه أثناء تجربة الحدث الأصلية، إذا كان الشخص غير مُنتبه أو غير مُركِز أثناء تجربة الحدث الأصلية، فقد يؤدي ذلك إلى عدم تسجيل تفاصيل الحدث بشكل صحيح في الذاكرة، مما يجعله يشعر بالدهشة والغرابة عند مواجهته مرة أخرى.
وَهم سبق الرؤية (Déjà vu) والمألوف المنسي (Jamais vu) هما مصطلحان يُستخدمان لوصف تجارب معينة للذاكرة والإدراك. وعلى الرغم من أنهما يشتركان في الظاهرة العامة للاشتباه أو التوهان بشأن الذكريات، إلا أنهما يختلفان في الطريقة التي تظهر بها هذه التجارب. ويتمثل الفرق بينهما في:
وَهم سبق الرؤية (Déjà vu) | المألوف المنسي (Jamais vu) |
يُشير إلى الشعور بأن الشخص قد شهد أو عاش تجربة معينة في الماضي، رغم أن الحدث المعين يحدث في الواقع للمرة الأولى. يستطيع الشخص التعرف على الأماكن أو الأشخاص أو الأحداث، ويمكن أن يكون مصحوبًا بشعور بالتكرار أو الواقعية أو الاستعادة الدقيقة للتفاصيل. مثال: قد يزور شخص مكانًا جديدًا ويشعر وكأنه زاره من قبل ويتذكر تفاصيله بدقة، على الرغم من أنه يعلم بأنه لم يسبق له زيارته. | يشير إلى الشعور بالغرابة تجاه شيء مألوف أو معروف بالفعل. حيث يشعر الشخص بالعجز عن التعرف عليه أو فهمه. ويمكن أن يتمثل ذلك في النسيان المؤقت لكلمة مألوفة أو تجربة عدم الاعتراف بشخص أو مكان مألوف. مثال: قد ينظر شخص إلى صديق مقرب ويشعر بأنه لا يعرفه أو لا يعرف أي تفاصيل عنه، على الرغم من أنه يعرفه جيدًا. |
باِختصار، مصطلح وَهم سبق الرؤية يشير إلى الشعور بالتعرف على شيء جديد بشكل مألوف، بينما المألوف المنسي يشير إلى الشعور بالغرابة تجاه شيء مألوف.
مواقف لأشخاص قاموا بتدوينها على الانترنت:
الموقف الأول:
"عند دخولي غرفة الصف، لم أتعرف على زملائي، بما في ذلك أصدقائي. وجدت وجوهًا مألوفة، ولكن للأسف لم أتذكر أي معلومة عنهم. جلست على أحد المقاعد، اعتقدت أنه يعود لي، على الرغم من غرابته وعدم تعرفي عليه. حاولت بشدة تذكر أسماء أيٍّ منهم، ولكن لم استطع."
الموقف الثاني:
"شعرتُ بغرابة كبيرة عندما دخلتُ إلى غرفة نومي، إذ كانت تبدو مختلفة تمامًا عما اعتدتُ عليه. لم يكن لدي القدرة على التعرف عليها لولا دخول كلبي في تلك اللحظة. لم تزل الشقة تبدو غريبة وغير مألوفة حتى عثرتُ على بريدٍ وصلني باسمي يُوجَّهُ إلى هذا العنوان، فتأكدتُ بذلك أنها بالفعل غرفتي."
بالنسبة إليّ حدثت لي هذه الظاهرة مرتين، بالعام الماضي لكن بين المرتين فترة طويلة (عٍدة أشهر).
الموقف الأول:
كنت بالسوق بمفردي وكنت ذاهبة لمتجر يبيع لوازم الحلويات، المتجر معروف بمدينتي وموجود منذ سنوات وأعرفه جيدا وذهبت إليه مراتٍ عديدة، بذلك اليوم بينما اسير بالسوق فجأةً شعرت بالضياع والغرابة الشديدة لم استطع معرفة أين أنا ولا أين أنا متجهة وشعرت بالارتباك والخوف، حتى انني كنت خائفة من المارة ولم استطع ان اسأل احد عن الطريق، وعندما قررت ان ادخل احد المتاجر واسأله عن اين أنا الان وقبل ان افعل فجأةً وكأن ذاكرتي قد عادت! لكن شعور الارتباك كان لايزال ينتابني، كانت تلك المرة الأولى التي امر بها بموقف كهذا وظننت انني ربما على مشارف الاصابة بالزهايمر! عندما عدت للمنزل بحثت عن الامر وعثرت على معلومات حول ظاهرة "المَألوف المَنسي".
الموقف الثاني:
حدث ايضا بالسوق لكن لم اكن بمفردي، كانت معي اختي، كنا نسير بشارع انا اعرفه جيدا ولم تكن المرة الاولى التي اسير بها فيه، لكن فجأةً بدا الشارع غريبا وغير مألوف. سألت أختي: أين نحن؟ ظنت اختي بأنني امزح واجابت على نحو ساخر: نحن بالمريخ! عندها توقفت عن السير وسألتها مجددا بارتباك شديد: أين نحن؟ اظن بأننا ضعنا! استغربت اختي مني وادركت جِديّتي واخبرتني عن المكان الذي نحن به ثم فجأةً بدأت بتذكر معالم ذلك الشارع، الامر الوحيد المختلف عن الموقف الاول هو انني كنت اقل ارتباكا، لانني كنت على دراية عن ما امر به رغم عدم قدرتي على التعرف على المكان.
هل سمعتم من قبل عن "المَألوف المَنسي"؟ وهل مررتم بهذه الظاهرة من قبل؟ كيف شعرتم عند حدوثها؟ ومالذي تعتقدونه حول سبب حدوثها؟
بالختام أود أن أشكر مجددا @N E O N على الطقم الفخم جداً
يَغِيبَ كُلُّ شَيْءٍ وَرَاءَ سِتَارِ الغُمُوضِ،
وَتَتَحَوَّلَ المَألُوفِيَّة إِلَى سَاحَةِ مَعْرَكَةٍ بَيْنَ اَلصِّرَاعِ الدَّاخِلِيِّ وَالِانْفِصَالِ العَجَائِبِيِّ.
يَتَوَهَّجَ العَقْلُ بِأَنْوَارِ البَحْثِ عَنْ البَصِيصِ الضَّائِعِ،
وَبِإِيقَاعً مُتَسَارِعٍ يَتَرَقَّبُ القَلْبُ عَوْدَةَ العَالَمِ الَّذِي تَحْبِسُهُ الذَّاكِرَةُ فِي أرْكَانِهَا.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: