الفاصلةُ هي "
كلامُ شَخْصِي " و ليسَت كلامًا شخصيًّا ( كلامٌ شخصيٌّ )
- بمعنًى آخر : لا شدَّة على الياء
يعنِي كلامُ نَفسيَ لكُم ~
-
مَفاهِيم
لا نجاح يأتي مرةً واحدة , بل هنالك نجاحٌ بعد فشل
ليسَ هنالك من يُتقن الشيء إلا بعد أن يجتهد لاتقانه
فلا يُركَّب كما يريد من أول مرة ولا يُصاغ كما يريد إلا بعد كرَّةٍ و كرَّة
.. فأعمالنا ليست إعجازًا إلهيًا كسَفينة سيِّدنا نوحٍ و التي أتقنها من أوَّل مرة!
فنوحٌ عليه السلام
نبيٌّ و
نحن بشر !
تُبهجني هذه الجملة .. نحن بشر ! يا الله ما أروع خِلقتنا
"
وَ خُلِقَ الإنْسانُ ضَعِيفَا "
نحنُ ضعفاءُ لا مهانةً و إنمَّا حقيقَة , فلا وجودَ لابنِ آدمَ لا يجزَع
ولا وجودَ لابنِ آدمَ لا يقلقْ , ولَا وجودَ لآخَر لا يجوعُ ولا يَعطَش
فهذه كلُّها صِفاتُ ضعفٍ وُجدْنَا عليها .. و عندما تتفكَّرُ فيها فيالَ روعتها
إنْ كنتَ إنسانًا ما زلتَ على الفِطرة مسلمًا مُوَّحدًا .. و حتى إن كنتَ إنسانًا ضائعًا بين ثناياتِ الكفر و الإلحاد
ففي يقينك تعلم بأن هنالكَ ربًا .. و على فطرتكَ الحقيقية التي لا يستطيع قلبكَ إلا أن يميل إليها ! فأنت متأكدٌ بأن لك ربًّا عظيمًا قاهرًا !!
و بأنه يقوَى على كلِّ شيء , و يعلم بكلَّ شيء
ولا يحيطُ بكَ شيءٌ ولا يمرُّ عليكَ إلا بعلمه .. فهو يراك و يسمعكَ و يعلَم بحالك
متقلّبات قلبِك و ألمِك , يعرف كل شيءٍ عنك من الألفِ الى الياءِ ..
ولا يخفَى عن علمهِ شيءٌ حتَّى لو كتمتَ ما في قلبكَ عن النَّاسِ
فَقَلبُكَ مكشوفً لعظمتهِ و جلالهِ و يعرفُ روحكَ و ما يُخفى فيها
ضعيفٌ تلجأ إليهِ عندمَا تشعرُ بالحاجةِ له .. لهذَا خلِقتَ ضعيفًا
حتى تَركُضَ إلى اللهِ عندمَا تتجرَّع الألم .. لكي يأويكَ و ينصركَ و يُخفِّف ألمك
تلجأ إليه عندمَا ترَى بأن الأبوابَ مغلَّقة حتى يَفتَحهَا لكْ
لأنَّك تعلمُ شأنَه و مَدَى قُدرته .. عليكَ بأن تُحِبَّ صفةَ الضَّعف هذه التي تقودُكَ إلى الله !!
فَهِيَ صفةٌ عظِيمة ..
-
"
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا , إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا , وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا , إِلَّا الْمُصَلِّينَ "
فالإنسانُ خُلقَ جَزوعَا و عُنِيَ أنَّه لا يصبرُ على بلاءه .. إذا حلَّ البلاءُ انتفض !
و هلَع ! , فخافَ و توَتَّر و فَقَدَ عقلَه و تركَه على جنَب , يفكرُ بالمصيبة لماذَا حلَّت عليهِ قبلَ أن يُفكِّر بكَيفُ يصبرُ عليها و يواكِبُها ..
و إذَا مسَّه الخيرُ نسبَه لنفسهِ من دونِ أن يأخذَ بالاعتبار بأنهُ رزقٌ مكتوبٌ من الله ! و بان خالقهُ من اوجدّهُ له
إلَّا المُصَلِّين ! صِفَةٌ عَظيمةٌ أخرى ..
أنتَ مُصلٍّ ؟ يالَعِظَمِ منزلتك , و يالَكُبرِها و رِفعتِها !
أمُلتزِمٌ بها ؟ رائعٌ أنتَ و مُدهشْ ! ثبَّتكَ الله و زادَكَ بركة !
أتُقَّطِّعُ في صلاتِك ؟ أتتثاقَلُ عليها ؟ أتصلِّي يومًا و تترُكُ آخر ؟
حَسَن .. لا تَقلقْ .. لا تَجزَع .. و الأهم ! لا تتركْ للأوهامِ و الوسَاوسِ نافذةً مفتوحَةً يلِجونَ بها إليك !
فكِّر .. أليسَ هذَا امتحانًا ؟ أليسَ هذا اختبارًا ؟ لمدى صدقي و رغبتِي بالالتزام ؟ و مدى تفكيري بأهمية هذا الفرضِ العظيم؟
فلْتتمعَّن يا أيُّها المتَكاسلُ المتثاقِل .. فلتنظُر لحالكَ عندما تصلّي الصلَاة في وقتها
كيف تكون مُرتاحًا .. لا تقلقُ و تظَّل تنظر للساعة و تقولُ : سأَذهب الآن لأدائهَا !
هه لا لا لن أتأخر ! فقط القليل و سأقومْ !
فدقيقةٌ وراءها دقيقة! ثمَّ ساعةً بعدَ ساعة !
حتَّى تضيعَ الصلَاةُ من بينِ يديكَ ! فتقولُ ياليتَني قدَّمتُ و لم أُؤَخِّر !
فالحَق نفسَكَ فالوقتُ يضيع ! ولا تَدْري متى تَقومُ قيَامتُك ..
و كَمَا ذكَرتُ آنِفًا .. فلَا يُتقنُ الشيءُ من أوَّلِ مرَّة ! فحاوِل و اسعَ !
و اعلم بأنَّ طريقَ النهاية و ما بعدَها سيُرضيك !! و اعلم بأنكَ ستتُقنُ تركَ الفتَن و الملَّذات و تتوَّجه إلى الله في آخرِ الأمر !
لأنها الحقيقةُ و الواقعُ الذي يجبُ ان تعيشه !!
كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاء و لكِن لا تتركِ الخطأ يتراكَمُ حتى يصير جبلًا بل الحقه و ابدأ بهدمه رويدًا !
حتَّى يصبح سهلًا مفتوحًا تُشرِقُ عليهِ الشمسُ بإبهَارْ !
و اعلم بأنَّ طريقُ رَبِّكَ هو السَّبيلْ !!
-
ملاحظَة : أنتُم تعلمونَ قصَّة نبيِّنَا نوحٍ عليه السلام , و مدى صبره و عزمه , لذا لا داعي لإخباركم بأنني قصدتُ
التكلم عن اتقان الشيء و السعي فيه .. هذه الجزئيَّة فقط