- إنضم
- 7 مارس 2022
- رقم العضوية
- 12642
- المشاركات
- 3,054
- الحلول
- 1
- مستوى التفاعل
- 8,544
- النقاط
- 1,119
- أوسمتــي
- 12
- العمر
- 24
- الإقامة
- فِلسطين
- توناتي
- 11,266
- الجنس
- أنثى
MR.HERO - 17 - 05 - 2024
9 / مايو
نورت القسم
" ومُنذ ذلِك الوقت ، صارَ الأدبُ حدِيقتَها السريّة ،
جوازُ سفرِها إلى كُل مكان ،
وسِيلة غير مُتوقعة للخُروج مِن الدونيّة التي ألقتْ
بها الحَياة فِيها "
بها الحَياة فِيها "
- معلومات عامة
- سبب شهرته
- مقابلة مع الكاتب
- اقتباسات الأفلام والمسلسلات
- مؤلفاته
من الأحدث للأقدم
[1]مجهولة نهر السين
[2]أنجيليك
[3]حياة الكاتب السريّة
[4]الحياة رواية
[5]الصبية والليل
[6]شقة في باريس
[7]فتاة بروكلين
[8]اللحظة الراهنة
[9]سنترال بارك
[10]غداً
[11]بعد 7 سنوات
[12]نداء الملاك
[13]فتاة من ورق
[14]عائد لأبحث عنك
[15]لأنني أحبك
[16]هل ستكون هنا؟
[17]أنقذني
[18]وبعد
- الإهداء
- نبذة عن الكتاب
- اقتباسات
- مراجعات عن الكتب
- آراء القُراء
- رابط التحميل
-مساحة شخصيّة
- تواقيع وأغلفة
-الخاتمة
الاسم : غيوم ميسو
تاريخ الميلاد : 6 يونيو 1974 -50 سنة-
الجنسيّة : فرنسي
التعليم : جامعة نيس صوفيا ، جامعة مونبلييه
المهنة : روائي عالمي
أعمال بارزة : غداً ، سنترال بارك ، فتاة من ورق
مبيعات كتبه : بلغت 1.405.500 نسخة عام 2013
إنجازاته : كان المؤلف الأكثر قراءة في فرنسا لمدة 20 عام
الجوائز : كان أول مؤلف فرنسي يحصل على جائزة ريموند تشالندر
جائزة مارتن بيك ، نيشان الفنون والآداب من رتبة فارس
كتابه الأول : صدر Skidamarink عام 2001 ولم يحقق أي نجاح
الترجمة : ترجمت كتبه لـ 47 لغة منها العربية والانجليزية
الموقع الرسمي : Site officiel de l'auteur | Guillaume Musso
IMDB صفحته على :Guillaume Musso | Writer
إنّ من الأسباب التي تجعل من غيوم ميسو روائيًّا برتبة عالمية خمسًا ،
أول هذه الأسباب أنه رسام تُحسنُ ريشتهُ اقتناء ألوانها، فلكلّ رواية لون وصنف ،
وأشهر هذه الألوان هي الروايات الرومانسيَّة والبوليسيَّة والفانتازيا (الخياليَّة)،
فماذا لو اجتمعت هذه الألوان الثلاثة في قالب روائيٌّ واحد؟
فترى الرواية تداعب بأحداثها فضولك وتدق بخيالاتها طبول عقلك
ومن ثم تدعو قلبك للرقص في ساحات باريس .
وأمَّا ثاني الأسباب فهو الترتيب الزمانيّ ،فالروائيّ مهندس أدبيّ قبل كلّ شيء،
فهو يحسن تشييد الأحداث وتنسيق أزمنتها ، فتراه مثلًا يستر عنا حدثًا ما
لِيذكره في غير موضعه فيزيد الرواية جمالاً وإثارة .
وأمَّا ثالث الأسباب فهو لأنَّه بارع في طهو وصفته السرديّة واختيار استطراداته
التي تعطي للرواية طعمها الخاص، فتراه يستخدم لغة سرديّة بمفردات يسيرة على القارئ،
فهو يذكرُ لنا تفاصيل المكان والزمان حدّ أن يختطفك لدُنياه فتراه يذكر لك ماركة المعطف
ورقم الشارع وطعم القهوة وغيرها من المقبلات السرديَّة التي تخاطب حواسك الخمسة.
وأمَّا استطراداته فهي كالتوابل تُعطي للرواية طعمًا شهيًّا يحُثُنا على الاستمرار في القراءة،
فتراه يذكر لك خطوات الفحص الطبيِّ أو طريقة تحضير وجبة ما حتَّى أنَّهُ يوشك أنْ يذكر
لك خطوات عمليَّة جراحيَّة، إنَّ مثل هذه التفاصيل تمنح الرواية نكهةً واقعيَّةً ومذاقًا صادقًا
تكاد بعدها تحسبُ أنَّ ما يرويه قد حدث فعلًا، وهذا يدل على سِعة ثقافته.
وأمَّا رابع الأسباب فلأنَّه جنديّ يُحسن اقتناء الأسلحة، أليست الحبكة سلاحًا
يشهره الكاتب فيأسر به القُرَّاء؟ ولأنَّه أيضًا لا يكتفي بسلاح واحد فالحبكة مهما كانت متينة
ستضعف وتخمد نارها بعد تجاوزها مئة وخمسين صفحة على وجه التقدير، زاد هذا الرقم أو نَقُصَ،
ولـٰكن العجيب في الحبكة عنده أنها تتفرع لأفرع؛ فهو يخلق حبكة جديدة من صلب
الحبكة الأولى مما يزيد الرواية شبابًا وجمالًا فتشعر أنّ الرواية متعددة الحبكات وما هي بذلك.
وأمَّا خامس الأسباب فلأنَّه يُحسِنُ سياسة رواياته واقتناء الشخصيات وبناء الروابط
والعلاقات بينها، فالشخصيات عند غيوم ميسو ثلاث: الشخصيات الرئيسيَّة، والشخصيَّة الفانتازيَّة
(الخياليَّة)، والشخصيات الثانويًة؛ فالشخصيات الخياليّة تقوم بخلق المشكلات في حياة الشخصيَّات
الرئيسيَّة التي تبدأ في البحث عن الحلول، وهذا يخلقُ صراعًا بين هذه الشخصيَّات في فصول الرواية.
فتأتي الشخصيَّات الثانويَّة في آخر أجزاء الرواية كحل للحبكة حين تتحول لرئيسيّة مطلقة الحلول
بربط الأحداث المبعثرة مع بعضها البعض فلا تعجب لعدم إلقاء الضوء عليها أو لعدم ذكرها
فهذه حيلة مباحة للراوي، والعجيب أنّ حل المشكلة لا يتمّ إلاّ بعد أن تترابط الشخصيّات مع بعضها،
فلكلّ شخصيَّة علاقة بكلّ الشخصيّات الأخرى، ولكلّ شخصيّة عالمها الخاص ومشكلتها
التي لا يبخل علينا غيوم ميسو في سردها، فكل شخصيَّة جزء من اللوحة الروائيَّة
المبعثرة التي تجتمع لتكوِّن الحلّ، وهذه هي العبقريَّة اللّغويَّة التي يحتاجها الكتّاب .
كيف صرت كاتبًا؟
سبقت القراءة الكتابة كما هو حال أغلب الكتّاب .
أغرمت بالروايات منذ سن العاشرة ، كانت أمي وقتها أمينة مكتبة، لكن الكتب أشعرتني بالملل
حتى تلك اللحظة؛ ومن باب الصدق فقد أحببت الكتب المصورة!
ثم في يوم ما، قرأت رواية أمتعتني: "مرتفعات وذرنغ" لإملي برونتي. ومن وقتها ،
أمضيت أغلب إجازاتي الصيفية جالساً أقرأ في ركن بالمكتبة بدلًا من الذهاب
إلى الشاطئ. لم أتردد في دفع نفسي إلى ماراثونات قراءة. أتذكر قراءة "الحرب والسلم"
و"آنا كارنينا" و"التربية العاطفية" و"مدام بوڤاري" واحدة تلو الأخرى..
فوُلدت رغبة بالكتابة من حب القراءة. كانت الشرارة عبارة عن مسابقة في القصة القصيرة
بتنظيم مدرسة اللغة الفرنسية في الصف العاشر، وكتبت قصة رومانسية مطعّمة بعناصر
خارقة الطبيعة ، فزت فيها ، كنت متفاجئًا من أن قصتي أثارت اهتمام آخرين،
مما شجعني على مواصلة الكتابة.
هل تشعر بأنك كنت منذورًا للكتابة؟ هل الكتابة ضرورية بالنسبة لك؟
قالت أناييس مرة إننا نكتب كي نخلق عالمًا يمكننا العيش فيه، وهذا ما أؤيده تمامًا.
فالكتابة امتداد للقراءة، الطريقة التي أفضلها للهروب من الواقع والحياة اليومية ومصاعبها.
والحقيقة أن الإحباط الذي أعيشه في العالم الواقعي هو ما يدفعني إلى الكتابة، فهو ملهمي.
كيف تعثر على الحكايات لرواياتك؟ من أين ينبع إلهامك؟
يكتب ستيڤن كينغ بحكمة في كتابه "حول الكتابة: سيرة صنعة":
"يبدو أن القصة الجيدة تأتي حرفيًا من العدم، مبحرة إليك مباشرة من السماء الخاوية".
لدي عدة مصادر للإلهام: تجاربي الخاصة، والأحداث الحالية، والقصص والروايات بكل الأشكال.
كما أني أستمتع بمراقبة الناس: في المطاعم والمقاهي والمترو والأسواق.
أسميه "تذوق الآخرين" مثل فيلم [جان پيير] باكري. يساعدني ذلك على الإحساس
بأجواء [النص] وعلى القبض على المواقف والحوار والمشاعر...
وما إن يستحوذ شيء ما على انتباهي، أدونه على حاسوبي الآلي أو في دفتري،
وفي مرحلة ما تلتقي الأفكار فتتكون حبكة.
علي القول رغمًا عن ذلك إن العملية الإبداعية تبقى غامضة جدًا: شرارة،
ومضات من النور تأتي معًا، أفكار تلتئم مع بعضها؛ وشيئًا فشيئًا
تجتمع الأفكار فتكون أساسًا لقصة.
كيف تشيد قصصك؟ كيف تعمل؟
أبقي دائمًا على مبدأ أساسي في البال: ألف كُتبًا ترغب في قراءتها.
وليس هناك وصفة له! إذ لن تعمل وسُتعطب متع الكتابة. فبدلًا عن اتباع نظام محدد
من القواعد، أحاول حكي قصة "صادقة" تعبر عما أشعر به في ذلك الوقت.
أما عملية كتابة نوع الرواية على أرض الواقع، فعلي حتمًا تشييد أساس قوي
والتأكد من أن الحبكة متماسكة، فقد أمضيت عدة أشهر في تشذيب شكل الكتاب
حين كتابة رواياتي الأولى، إذ احتجت لمعرفة هدفي حتى ولو لم أعرف طريقة الذهاب إليه دومًا.
يمكن أن يكون تركيب هذا الشكل، بدقة تشبه دقة الساعة، مستهلكًا للوقت بشدة:
العمل على سلاسة الفصول، وسرد الأفكار ببطء، ووضع منعطفات الحبكة وتقسيم المشاهد
كما لو أنه فيلم..في نفس الوقت، أكِد في العمل على شخصياتي الرئيسية،
إذ علي معرفتهم أكثر فأكثر كي أتعرف عليهم فتحدث الكيمياء الغامضة المؤدية
إلى الشعور السليم مباشرة في نهاية عملية الكتابة.
هل تغيرت عاداتك في الكتابة بمرور السنين؟
آخذ فني بقوة شأني شأن الحِرفي.
لدى قصصي حبكات أكثف ولدى شخصياتي عمق أكبر.
بيد أني متعلق أكثر بالتأكد من كون قرائي مستمتعين برواياتي ويرونها مهربًا.
أهم أولوياتي هي جعل القصة باعثة على الإدمان. أستعمل تقنية سرد حديثة تسحب
القرّاء إلى عالمي كي أدخل في الحكاية بسرعة كبيرة.
أدع الحبكة تتكشف وأثق بنفسي في القدرة على العثور على حل جيد حين تعلق الأمور،
وأتأكد من تضمين العديد من الانعطافات والانقلابات والمفاجآت.
الجديد علي هو العفوية والثقة بالحدس. رغم أن ذلك يدفعني إلى الشك أكثر إلا أنه أحيانًا
يدفعني إلى استخدام غرائزي، مما يمتعني في الواقع! أمتع اللحظات هي المفاجآت.
فحين تحاول الشخصيات الهروب من سلطتي وتولي زمام الأمور،
تحدث أشياء لم أتوقعها من قبل.
ما هي عادات الكتابة لديك؟ أين تعمل؟ هل تستمع للموسيقى؟
هل تكتب على الورق أم الحاسوب؟
يشبه يوم عملي يوم العامل الحرفي.
أحاول الكتابة كل يوم والانضباط في ذلك دون التعلق بطقوس مفرطة الصرامة.
أحاول العمل في كل مكان: المكتب والمقاهي والقطارات والطائرات.
لاحظت أن العديد من أفكاري تطرأ علي حين الانتظار في المطارات
أو خارج البلاد أكتب فصلًا تلو الآخر
(دائمًا على حاسوب بنظام "ماك" وببرنامج معالجة كلمات مضبوط بدقة)
ثم أخوض عملية تصحيح طويلة على الورق وبعدها على الحاسوب،
وهكذا ذهابًا وإيابًا وبقدر الضرورة فقط.
من تفضل في الأدب؟
تعجبني الكُتب أكثر من [المسيرة الأدبية] للمؤلفين، فمن بين الكُتب الكلاسيكية:
"عاشقها" لألبرت كوهين، "كائن لا تحتمل خفته" لميلان كونديرا،
"الفارس على السطح" لجان جونو.
أما في الشعر، فـ[لويس] أراغون و[غيوم] أبولينيير.
بين الكتاب الحديثين: "الوصمة البشرية" لفيليپ روث ، "حقيبة عظام" لستيڤن كينغ،
الذي تعجبني قدرته على بث المفجع في العادي، "القارئ" لبرنارد شلينك، "نهر الغموض"
لدينيس ليهاين، "لحظة البصمة" لإياين پيرس، "الكفارة" لإيان مكيوان،
"الفتاة المختفية" لجيليان فلين.
وحين يتعلق الأمر بالكتاب الفرنسيين، فأنا معجب بالإثارة في كل صفحة
يكتبها جان كريستوف غرانج وبعالمية شخصيات تونينو بيناكويستا.
تحضر المشاعر بقوة في قصصك ، ما تعريف الحب لديك؟
الحب مرتكز كل كتبي، وأصدقك القول إني لا أتخيل كتابة رواية بلا قصة حب فيها.
فالحب أحد أكثر الأشياء إثارة للاهتمام، أليس كذلك؟
وفي نهاية المطاف، لا يقود غالب السلوك البشري إلا وجود الحب أو انعدامه،
وكما يقول كريستيان بوبان:
"الحب سبب معاناتنا دومًا، وحتى وإن كنا نخال أننا لا نعاني إطلاقًا".
لماذا تجري أغلب قصصك في الولايات المتحدة؟
ليس لدي هوس محدد تجاه الولايات المتحدة، فأنا أعيش في فرنسا وأحب بلدي،
لكن الصحيح أن العديد من قصصي تجري في نيويورك.
مكان الرواية مهم لأنه يساهم بخلق مصداقية القصة عبر تكوين الديكور،
ونيويورك مكان نُحِس أن أي شيء فيه يمكن أن يحدث:
أروع قصص الحب وأكثر المآسي فظاعة.
أعرف هذه المدينة جيدًا بما أنني عشت وعملت فيها عدة أشهر حين كنت 19 عاماً.
غادرت إليها دونما خطة واضحة، وفي يوم ما عثرت على وظيفة بائع آيسكريم،
وعملت لمدة 70 و80 ساعة في الأسبوع! وقد عشقت مانهاتن رغمًا عن ظروف العمل الشاق،
وكلما عدت إلى الماضي عاودني نفس الانبهار بسيرته الأولى .
أول هذه الأسباب أنه رسام تُحسنُ ريشتهُ اقتناء ألوانها، فلكلّ رواية لون وصنف ،
وأشهر هذه الألوان هي الروايات الرومانسيَّة والبوليسيَّة والفانتازيا (الخياليَّة)،
فماذا لو اجتمعت هذه الألوان الثلاثة في قالب روائيٌّ واحد؟
فترى الرواية تداعب بأحداثها فضولك وتدق بخيالاتها طبول عقلك
ومن ثم تدعو قلبك للرقص في ساحات باريس .
وأمَّا ثاني الأسباب فهو الترتيب الزمانيّ ،فالروائيّ مهندس أدبيّ قبل كلّ شيء،
فهو يحسن تشييد الأحداث وتنسيق أزمنتها ، فتراه مثلًا يستر عنا حدثًا ما
لِيذكره في غير موضعه فيزيد الرواية جمالاً وإثارة .
وأمَّا ثالث الأسباب فهو لأنَّه بارع في طهو وصفته السرديّة واختيار استطراداته
التي تعطي للرواية طعمها الخاص، فتراه يستخدم لغة سرديّة بمفردات يسيرة على القارئ،
فهو يذكرُ لنا تفاصيل المكان والزمان حدّ أن يختطفك لدُنياه فتراه يذكر لك ماركة المعطف
ورقم الشارع وطعم القهوة وغيرها من المقبلات السرديَّة التي تخاطب حواسك الخمسة.
وأمَّا استطراداته فهي كالتوابل تُعطي للرواية طعمًا شهيًّا يحُثُنا على الاستمرار في القراءة،
فتراه يذكر لك خطوات الفحص الطبيِّ أو طريقة تحضير وجبة ما حتَّى أنَّهُ يوشك أنْ يذكر
لك خطوات عمليَّة جراحيَّة، إنَّ مثل هذه التفاصيل تمنح الرواية نكهةً واقعيَّةً ومذاقًا صادقًا
تكاد بعدها تحسبُ أنَّ ما يرويه قد حدث فعلًا، وهذا يدل على سِعة ثقافته.
وأمَّا رابع الأسباب فلأنَّه جنديّ يُحسن اقتناء الأسلحة، أليست الحبكة سلاحًا
يشهره الكاتب فيأسر به القُرَّاء؟ ولأنَّه أيضًا لا يكتفي بسلاح واحد فالحبكة مهما كانت متينة
ستضعف وتخمد نارها بعد تجاوزها مئة وخمسين صفحة على وجه التقدير، زاد هذا الرقم أو نَقُصَ،
ولـٰكن العجيب في الحبكة عنده أنها تتفرع لأفرع؛ فهو يخلق حبكة جديدة من صلب
الحبكة الأولى مما يزيد الرواية شبابًا وجمالًا فتشعر أنّ الرواية متعددة الحبكات وما هي بذلك.
وأمَّا خامس الأسباب فلأنَّه يُحسِنُ سياسة رواياته واقتناء الشخصيات وبناء الروابط
والعلاقات بينها، فالشخصيات عند غيوم ميسو ثلاث: الشخصيات الرئيسيَّة، والشخصيَّة الفانتازيَّة
(الخياليَّة)، والشخصيات الثانويًة؛ فالشخصيات الخياليّة تقوم بخلق المشكلات في حياة الشخصيَّات
الرئيسيَّة التي تبدأ في البحث عن الحلول، وهذا يخلقُ صراعًا بين هذه الشخصيَّات في فصول الرواية.
فتأتي الشخصيَّات الثانويَّة في آخر أجزاء الرواية كحل للحبكة حين تتحول لرئيسيّة مطلقة الحلول
بربط الأحداث المبعثرة مع بعضها البعض فلا تعجب لعدم إلقاء الضوء عليها أو لعدم ذكرها
فهذه حيلة مباحة للراوي، والعجيب أنّ حل المشكلة لا يتمّ إلاّ بعد أن تترابط الشخصيّات مع بعضها،
فلكلّ شخصيَّة علاقة بكلّ الشخصيّات الأخرى، ولكلّ شخصيّة عالمها الخاص ومشكلتها
التي لا يبخل علينا غيوم ميسو في سردها، فكل شخصيَّة جزء من اللوحة الروائيَّة
المبعثرة التي تجتمع لتكوِّن الحلّ، وهذه هي العبقريَّة اللّغويَّة التي يحتاجها الكتّاب .
كيف صرت كاتبًا؟
سبقت القراءة الكتابة كما هو حال أغلب الكتّاب .
أغرمت بالروايات منذ سن العاشرة ، كانت أمي وقتها أمينة مكتبة، لكن الكتب أشعرتني بالملل
حتى تلك اللحظة؛ ومن باب الصدق فقد أحببت الكتب المصورة!
ثم في يوم ما، قرأت رواية أمتعتني: "مرتفعات وذرنغ" لإملي برونتي. ومن وقتها ،
أمضيت أغلب إجازاتي الصيفية جالساً أقرأ في ركن بالمكتبة بدلًا من الذهاب
إلى الشاطئ. لم أتردد في دفع نفسي إلى ماراثونات قراءة. أتذكر قراءة "الحرب والسلم"
و"آنا كارنينا" و"التربية العاطفية" و"مدام بوڤاري" واحدة تلو الأخرى..
فوُلدت رغبة بالكتابة من حب القراءة. كانت الشرارة عبارة عن مسابقة في القصة القصيرة
بتنظيم مدرسة اللغة الفرنسية في الصف العاشر، وكتبت قصة رومانسية مطعّمة بعناصر
خارقة الطبيعة ، فزت فيها ، كنت متفاجئًا من أن قصتي أثارت اهتمام آخرين،
مما شجعني على مواصلة الكتابة.
هل تشعر بأنك كنت منذورًا للكتابة؟ هل الكتابة ضرورية بالنسبة لك؟
قالت أناييس مرة إننا نكتب كي نخلق عالمًا يمكننا العيش فيه، وهذا ما أؤيده تمامًا.
فالكتابة امتداد للقراءة، الطريقة التي أفضلها للهروب من الواقع والحياة اليومية ومصاعبها.
والحقيقة أن الإحباط الذي أعيشه في العالم الواقعي هو ما يدفعني إلى الكتابة، فهو ملهمي.
كيف تعثر على الحكايات لرواياتك؟ من أين ينبع إلهامك؟
يكتب ستيڤن كينغ بحكمة في كتابه "حول الكتابة: سيرة صنعة":
"يبدو أن القصة الجيدة تأتي حرفيًا من العدم، مبحرة إليك مباشرة من السماء الخاوية".
لدي عدة مصادر للإلهام: تجاربي الخاصة، والأحداث الحالية، والقصص والروايات بكل الأشكال.
كما أني أستمتع بمراقبة الناس: في المطاعم والمقاهي والمترو والأسواق.
أسميه "تذوق الآخرين" مثل فيلم [جان پيير] باكري. يساعدني ذلك على الإحساس
بأجواء [النص] وعلى القبض على المواقف والحوار والمشاعر...
وما إن يستحوذ شيء ما على انتباهي، أدونه على حاسوبي الآلي أو في دفتري،
وفي مرحلة ما تلتقي الأفكار فتتكون حبكة.
علي القول رغمًا عن ذلك إن العملية الإبداعية تبقى غامضة جدًا: شرارة،
ومضات من النور تأتي معًا، أفكار تلتئم مع بعضها؛ وشيئًا فشيئًا
تجتمع الأفكار فتكون أساسًا لقصة.
كيف تشيد قصصك؟ كيف تعمل؟
أبقي دائمًا على مبدأ أساسي في البال: ألف كُتبًا ترغب في قراءتها.
وليس هناك وصفة له! إذ لن تعمل وسُتعطب متع الكتابة. فبدلًا عن اتباع نظام محدد
من القواعد، أحاول حكي قصة "صادقة" تعبر عما أشعر به في ذلك الوقت.
أما عملية كتابة نوع الرواية على أرض الواقع، فعلي حتمًا تشييد أساس قوي
والتأكد من أن الحبكة متماسكة، فقد أمضيت عدة أشهر في تشذيب شكل الكتاب
حين كتابة رواياتي الأولى، إذ احتجت لمعرفة هدفي حتى ولو لم أعرف طريقة الذهاب إليه دومًا.
يمكن أن يكون تركيب هذا الشكل، بدقة تشبه دقة الساعة، مستهلكًا للوقت بشدة:
العمل على سلاسة الفصول، وسرد الأفكار ببطء، ووضع منعطفات الحبكة وتقسيم المشاهد
كما لو أنه فيلم..في نفس الوقت، أكِد في العمل على شخصياتي الرئيسية،
إذ علي معرفتهم أكثر فأكثر كي أتعرف عليهم فتحدث الكيمياء الغامضة المؤدية
إلى الشعور السليم مباشرة في نهاية عملية الكتابة.
هل تغيرت عاداتك في الكتابة بمرور السنين؟
آخذ فني بقوة شأني شأن الحِرفي.
لدى قصصي حبكات أكثف ولدى شخصياتي عمق أكبر.
بيد أني متعلق أكثر بالتأكد من كون قرائي مستمتعين برواياتي ويرونها مهربًا.
أهم أولوياتي هي جعل القصة باعثة على الإدمان. أستعمل تقنية سرد حديثة تسحب
القرّاء إلى عالمي كي أدخل في الحكاية بسرعة كبيرة.
أدع الحبكة تتكشف وأثق بنفسي في القدرة على العثور على حل جيد حين تعلق الأمور،
وأتأكد من تضمين العديد من الانعطافات والانقلابات والمفاجآت.
الجديد علي هو العفوية والثقة بالحدس. رغم أن ذلك يدفعني إلى الشك أكثر إلا أنه أحيانًا
يدفعني إلى استخدام غرائزي، مما يمتعني في الواقع! أمتع اللحظات هي المفاجآت.
فحين تحاول الشخصيات الهروب من سلطتي وتولي زمام الأمور،
تحدث أشياء لم أتوقعها من قبل.
ما هي عادات الكتابة لديك؟ أين تعمل؟ هل تستمع للموسيقى؟
هل تكتب على الورق أم الحاسوب؟
يشبه يوم عملي يوم العامل الحرفي.
أحاول الكتابة كل يوم والانضباط في ذلك دون التعلق بطقوس مفرطة الصرامة.
أحاول العمل في كل مكان: المكتب والمقاهي والقطارات والطائرات.
لاحظت أن العديد من أفكاري تطرأ علي حين الانتظار في المطارات
أو خارج البلاد أكتب فصلًا تلو الآخر
(دائمًا على حاسوب بنظام "ماك" وببرنامج معالجة كلمات مضبوط بدقة)
ثم أخوض عملية تصحيح طويلة على الورق وبعدها على الحاسوب،
وهكذا ذهابًا وإيابًا وبقدر الضرورة فقط.
من تفضل في الأدب؟
تعجبني الكُتب أكثر من [المسيرة الأدبية] للمؤلفين، فمن بين الكُتب الكلاسيكية:
"عاشقها" لألبرت كوهين، "كائن لا تحتمل خفته" لميلان كونديرا،
"الفارس على السطح" لجان جونو.
أما في الشعر، فـ[لويس] أراغون و[غيوم] أبولينيير.
بين الكتاب الحديثين: "الوصمة البشرية" لفيليپ روث ، "حقيبة عظام" لستيڤن كينغ،
الذي تعجبني قدرته على بث المفجع في العادي، "القارئ" لبرنارد شلينك، "نهر الغموض"
لدينيس ليهاين، "لحظة البصمة" لإياين پيرس، "الكفارة" لإيان مكيوان،
"الفتاة المختفية" لجيليان فلين.
وحين يتعلق الأمر بالكتاب الفرنسيين، فأنا معجب بالإثارة في كل صفحة
يكتبها جان كريستوف غرانج وبعالمية شخصيات تونينو بيناكويستا.
تحضر المشاعر بقوة في قصصك ، ما تعريف الحب لديك؟
الحب مرتكز كل كتبي، وأصدقك القول إني لا أتخيل كتابة رواية بلا قصة حب فيها.
فالحب أحد أكثر الأشياء إثارة للاهتمام، أليس كذلك؟
وفي نهاية المطاف، لا يقود غالب السلوك البشري إلا وجود الحب أو انعدامه،
وكما يقول كريستيان بوبان:
"الحب سبب معاناتنا دومًا، وحتى وإن كنا نخال أننا لا نعاني إطلاقًا".
لماذا تجري أغلب قصصك في الولايات المتحدة؟
ليس لدي هوس محدد تجاه الولايات المتحدة، فأنا أعيش في فرنسا وأحب بلدي،
لكن الصحيح أن العديد من قصصي تجري في نيويورك.
مكان الرواية مهم لأنه يساهم بخلق مصداقية القصة عبر تكوين الديكور،
ونيويورك مكان نُحِس أن أي شيء فيه يمكن أن يحدث:
أروع قصص الحب وأكثر المآسي فظاعة.
أعرف هذه المدينة جيدًا بما أنني عشت وعملت فيها عدة أشهر حين كنت 19 عاماً.
غادرت إليها دونما خطة واضحة، وفي يوم ما عثرت على وظيفة بائع آيسكريم،
وعملت لمدة 70 و80 ساعة في الأسبوع! وقد عشقت مانهاتن رغمًا عن ظروف العمل الشاق،
وكلما عدت إلى الماضي عاودني نفس الانبهار بسيرته الأولى .
التعديل الأخير: