@Kyouya
1/7/2024
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالها أنتيمتي ؟
عساك بخير وصحة وسلامة ؟
دائماً تبدعي في قسم الكتب
بحب مواضيعك كثير واختياراتك للكتب وتشاركينا الفائدة
عمر بن الخطاب كان من أولئك الذين لم يكتفوا بولادةٍ واحدةٍ
بل حاولوا دوماً أن يولدوا باستمرار ..
و تركت ولاداتهُ المتعددة أكثر من مجرَّد بصمةٍ على العالم
بل تركت العالم وهو غنيٌ بحضارةٍ جديدة
حضارةٍ كانت علامةً فارقةً بين الحضارات الإنسانيّة
حضارةٍ قامت على مبادئ قرآنية
المقدمة التي طرحتها أكثر من رائعة ، وعميقة وتلامس القلب والعقل وتجعلنا نقف عندها عدة وقفات ونحاسب أنفسنا باستمرار
هل أنا من أولئك الذين ولدوا ولادة بيولوجية فقط واكتفيت بها ؟ أم أنني تغيرت عند كل منعطف في حياتي ؟ طبعاً التغيير والاودة الجديدة تكون إلى الأفضل عن طريق مواصلة محاسبتها وتهذيبها بالاستقاء من الكتاب والسنة النبوية كما فعل عمر بن الخطاب والصحابة أجمعهم
ففي حقبة حكم عمر بن الخطاب كانت من أكثر الأوقات عدلاً
فهو الذي جاء رجل من الخارج يسأل عنه فرآه نائماً تحت شجرة فقال
( عدلت فأمنت فنمت ) لأنه تفاجأ بأن خليفة ونائم بدون حراسة ،عكسهم هم الكفار الذين يخافون على أنفسهم من الهواء الطاير ، حتى حكامنا اليوم نفس الشيء يخافون على أنفسهم كثيراً ، لم ؟ كل ذلك بسبب عدم عدلهم وحكمهم الجائر وظلمهم المستفحل في شعوبهم لذلك يخافون على أنفسهم كثيراً
ولكنهم لم يتعلموا من سيدنا عمر كيفيةالخوف من الله عند الحكم وكيف يجب على الحاكم أن يخاف الله ويخاف من عدم عدله والعقاب الذي ينتظره إن قصّر أو ظلم أحداً !
كل آيةٍ في القرآن مؤهلة لتحدث ولادة لكل واحد منا ..
كلُ آية مؤهلة لتترك فينا ما يجعلنا نترك بصمة على هذا العالم الذي يحتاج إلى الكثير من البصمات لإصلاحه ..
الآيات مُعدة لإحداث هذا التغيير فينا ..
بقي أن نكون نحن مستعدين لتقبل التغيير..
الآيات، الكثير منها تنتظرنا لنولد من جديد .. على أطرافها .. كما ولد عمر .
مثل ما حصل مع عمر عندما سمع أخته وزوجها يقرأون القرآن وقد تملكه الغضب ، ولكن سماعه للآيات حولته وانتشلته من ظلم الكفر إلى نور الإسلام ، كلما أتذكر قصة إسلامه تدمع عيني تأثراً ، رضي الله عنه وأرضاه
التسامح لا يعني أن تسامح في ثوابتك! أن تتنازل عنها !
التسامح لايعني أن تخفي هويتك كي لا ينزعج منها أحد.
على العكس ،
أن تكون معتزاً بها ، ثابتاً عليها ،
و لكن تعامل الآخرين بما علمه لك القرآن وما سنه نبيك
الدعاء الذي يلازمني دائما صباحاً مساءً هو
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك ، ويارب ثبتني على طريق الحق وأبعدني عن طريق الضلال
لأنه سبحان الله القلوب بيد الله ، فقد يصبح المرء كافراً بعد ما كان مؤمناً والعكس وارد
فلذلك لا يغتر الإنسان بنفسه ويدعو الله أن يثبته وأن يظهر هذا الثبات ولا يتنازل عن مبدأه كما ذكر الكاتب حتى وإن على قطع رقبته
لا يزال في العالم متسع لكي تكون أوﻻً في هذا المجال او ذاك ..
لا يزال الموتُ خير واعظ من أجل حياة أفضل ..
حياةٌ تترك فرقاً ، بين لحظتي دخولك وخروجك منها ..
لا داعي لنقش تلك الكلمات على خاتمك ..
انقشها على قلبك وعقلك ..
و أثبت ذلك في الحياة الفاصلة بين نقطتين ..
الكتاب مبدع جداَ
يأخذ كل تصرف لسيدنا عمر رضي الله عنه ويعلق عليه بطريقة أدبية جميلة
الموت أكبر واعظ لنا
وبالفعل لسنا بحاجة لنقشه ، لانه خاصة في هذه الأيام كثير من حولنا
خاصة في البباد المنتهكة عرضها مثل بلادنا ، وسوريا والسودان وغيرها
فالموت أين ما توجه وجهك ، فالمسلمين مستضعفين ، فمثل هذه الأحداث عليها أن تهذبنا وتجعلنا نتعظ ونرجع إلى الله إن كنا مقصرين
لقد راى عمر في بداية الأمر بل حتى قبل بدايته ما ستؤول له النهايات
و تلك هي الحكمة ان ترى و منذ البداية ما يعجز عن ادراكه الاخرون الا بالتدريج ..
و ربما يكونون قد عارضوك أول الأمر عندما طرحت رؤيتك ..
لكنهم سيجدون انفسهم بالتدريج و مع الوقت يفهمون ما كنت قد فهمته مبكراً عن نظرة ثاقبة
ترى شمولية الامر و تكامليته..
يستحضرني هنا موقف لسيدنا عمر بن الخطاب
عندما فتحت بلاد العراق في زمنه ، وكما نعرف أن الاراضي من المفروض تقسيمها على المجاهدين
ولكنه رأى بأنه من الأفضل أن توزع كل الغنائم على المجاهدين إلا الأرض فيبقيها بيد أهلها ويأخ عليها مبلغ من المال وهو الخراج
فلقد رأى بأنهم هم أهلها أخبر بها وفي رعايتها لأنها أرض صعبة والمجاهدون ليس لديهم الوقت للاعتناء بها ، وسينشغلون بالجهاد ويهملونها فلا يستفيد منها أحد ، فقرر إبقائها بيد أهلها ولقد لاقى رضي الله عنه معارضة شديدة جداً من الصحابة وأنه يجب أن تقسم ولكنه ثبت على رأيه وقال هذه أرض سواد وممتدة وواسعة وأهلها أخبر فيها كيف يستفيدوا منها ، ونفذ هذا القرار الذي فعلاً كان لمصلحة المسلمين ، رضي الله عنه وأرضاه ، دائما آراؤه في الصميم ولديه نظرة ثاقبة
القرآن ليس كتاب تاريخ .. ليس كتاب حكايات..
على العكس ..
إنه كتاب حاضر .. حاضر مستمر
و هو كتاب مستقبل أيضاً .. ليس للتنجيم و العياذ بالله..
ولكنه كتاب لصناعة المستقبل
أعجبت بالكاتب كثيراً لأفكاره الصحيحة تجاه ديننا
فيوجد كثير من الاراء بأن القرآن والاحكام الشرعية هي للزمن الماضي وبأنها لا تناسب عصرنا وهذا قمة في الخطأ
فالقرآن بكل ما فيه يناسب كل زمان ومكان وبه كل الأحكام الشرعية التي تسير حياتنا نحن المسلمون
صلاةُ الفتح سنةٌ حرمنا منها ، حرّمناها على أنفسنا،
منذ أن انسحبنا من الفتح، من مفاهيمه، من مقوماته،
علمونا كيف نصلي صلاة الخوف، ولكن لم يقولوا لنا أنّ هناك أيضا صلاةً للفتح .. صلاة للنصر .
عسى أن يرزقنا الله بخليفة راشد وعادل كعمر بن الخطاب نصلي من وراءه صلاة الفتح في المسجد الأقصى وما ذلك على الله بعزيز
سلمت الأيادي حبيبتي رو ، أبدعتِ جداً
في أمان الله