الختم الفضي قصّة || موتٌ تحت المطر (1 زائر)


إنضم
5 أكتوبر 2024
رقم العضوية
14433
المشاركات
45
مستوى التفاعل
73
النقاط
6
العمر
22
الإقامة
اليمن
توناتي
215
الجنس
أنثى
LV
0
 
at_171637627978684.gif

الختم الفضّي للمبدعة !
عاشَ قلمكِ و دامَت أوتارُ أناملكِ صامدة
حتى لا تتوقفي عن كتابة مثل هذه الكgمات !! ق12
-
25\11\2024
S a n d r a


-




المدخل :


طفلٌ بريءٌ يمشي ليلاً والظلامُ حالِك

يمشي وحيداً خائفاً وضَوءُ البدرِ ساطِع

وحيدٌ لا صديقَ له، في أرضِ ربي ضائِع

شجاعٌ لا يهابُ شيئاً خِلتُهُ كفارِس

فلا مأوىً يأويه من ضِرارِ البردِ القارِس

طفلٌ يغطي جِسمَهُ بعضٌ من القماشِ

أحلامُه تبخّرَت مصيرُها التلاشي

اليومُ باردٌ والليلُ دامِسٌ ظلامُه

والطفلُ شارِدٌ وقد تمزقَت آلامُه



القصة :


غيومٌ تُلبِدُ السماء حاجبةً القمر عن الأنظار ومنذرةً بِسقوطِ المطر رغم أن السواد يحيط بالأرض .. في ذلك الزقاق ثلاثة جدران حيث الجرذان والقطط والقمامة يقبع جالساً وكأن الظلام يحتضنه يده تضمُ قدميه رأسه يرتاح عليها .. صوت الأنين يشق ذلك الزقاق الضيق .. تدمع الغيوم مواسيةً إياه رفع رأسهُ لتظهر عيناه المليئتين بالدموع وقطراتُ المطرِ تداعبُ وجهه بِحنو جسده بدأ يبرد فقد ابتل من رأسهِ حتى أخمص قدميه وتلك القماشة إتخذت قراراً بحمايةِ جسده من البلل والبرد إلا إنها فشلت في ذلك فها هي قطرات المطر تتساقط للتصطدم بصفحات جسده كما ترتطم بالأرض ..


رعد ٌ يسبقهُ برق ذلك الضوءٌ الذي أنارَ الدنيا تبعهُ صوتٌ مدويٍ وكأن الجو إنقلب ضده .. دموعه المتساقطة ألهبت خده المحمر وقلبه ينزف الدم ألماً ولوعةً .. ألهذه الدرجة هو منبوذٌ عن العالم؟ ألهذا هو يُعاملُ بشفقةٍ وقسوةٍ؟ .. هناك مئات الصرخات والألام محجوزة في أعماقه .. أراد الصراخ والبكاء بصوتٍ يشق الأفاق ولكنه نظر حوله بفراغ ناهضاً يمشي خارج ذلك الزقاق والرعد لايزال في ثورته المعهودة .. فقد شعور الإحساس حتى إنه لم يعد يشعر بيديه توقف أمام تلك اللافته ناظراً إلى محتواها ضوء البرق ساعد على رؤيتها بوضوح نطق بسخريةٍ يحدث بها نفسه : الأحلام شئٌ محرم عليّ فقد عشت بما فيه الكفاية ولا أريد أي أحلام .. قواي خارت ولم أعد أستطيع المتابعة. رفع رأسه ينظر للسماء التي تبكي عليه ثم مشا قاطعاً الطريق بعد أن نظر أمامه ضوءٌ قادم من الجانب الأيمن للفتى إنها سيارة تشابه السماء في ظلمتها تجمد في مكانه ولم يستطع الحراك فقد تحتم مصيره على تلك الأرضية ارتسمت نهايته وشريط الماضي يمر أمامه سقط وتشوشت الرؤية ألمٌ ينخِرُ أضلاعه لم يقوى على رفع رأسه من على الإسفلت البارد. آخر ماسمعه كان صوتاً بعيداً جداً رغم أن صاحبه كان ينحني بإتجاههِ قائلاً وهو يمسك الهاتف : هناك حالة طارئة في الطريق ..

إستيقظ ينظر حوله محدثاً ذاتهُ : أين أنا؟ وماذا جرى؟ ثم لماذا رأسي يؤلمني؟ تحركت يده لتتلمس رأسه ليستشعر ذلك القماش الذي يلف رأسه ثوانٍ قليلة لتعاد عليه تلك الأحداث بمجرياتِها .. جلس بصعوبةٍ يبحث عن شئ ما وعندما وجده أمسكهُ و...

دخل الطبيب الغرفة مسرعاً فقد أشار الإنذار إلى أن المريض يعاني من مشكلةٍ ما رأه يمسك القلم والورقة بيده بينما الأخرى تموضعت ناحية قلبه .. رأى إبتسامة تزين وجهه بينما جهاز قياس ضربات القلب يعلن عن توقف نبضاته أبعد القلم والورقة عنه وغطاه جيداً ثم خرج ..

أعطى الطبيب تلك الورقة لذلك الرجل الذي ارتسم العزاء على وجهه ، وقف يتسلم تلك الورقة فتحها أملاً أن يجد ما يتمنى .. إنسكبت دموعه على كل حرف خطته تلك اليدان الصغيرتان وكم تألم لتلك الكلمات [ أشكرك لأنك أنقذتني أتمنى منك سيدي أن تقيم مبنى للأيتام يعيشون فيه بأمان فأنا لا أريد لما حدث معي أن يتكرر لغيري ( آثار دموع تمركزت بعد هذه الكلمة ) الأحلام ليست محرمة على أحد لكن البشرية تعتقد أن من لديه المال والجاه فهو الذي يستحق الأحلام والأماني بينما اليتيم والفقير المعدوم ليس له الحق في التمني ورسم المستقبل ] كانت هي آخر كلمات قالها وسطرها في تلك الورقة .. صرخ بأعلى صوته مجلجاً المكان إثر ذلك الألم الذي يشعر به ألم يعتصر قلبه على ذلك الصغير ومازالت صورته كطيف يبتسم له ( شعرٌ أسود عينانِ واسعتانِ حمراوتين أنفٌ صغير فمٌ ممتلئ ووجهٌ دائري )
رحل ورحلت معه أحلامه .. تبخرت طموحاته بسبب قانون الحياة


( النهاية )

المخرج :


لا تلُمني إن كنتُ أكثرتُ الصراخَ

فحالي حين قُطِّعَت أوتارُهُ تراخى

من جائَني رحيماً بادلتُهُ احتراما

لكنكم لم تفعلوا كي تفعلوا الحرامَ

والراحمونَ رحمةٌ من ربّنا تأتيهِم

أطفالُكم أمانةٌ من السما فاحميهِم

وها أنا حدثتُكم فلتفقهوا كلامي

رسالتي مكتوبةٌ بدمعةِ الأيتامِ
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل