مرحبا
شاهدت في اليوتيوب فيديوهات تتكلم عن الأصول الجينية للشعوب تارة ولأشخاص يتكلمون عن اجرائهم لفحص حمضهم النووي تارة أخرى، أول ما خطر ببالي، هي فكرة التكبر. آثرت أن أفردها بطريقة عفوية.
البداية على شكل سؤال شديد اللهجة، على ماذا التكبر؟!
أوجه سؤالي هذا لمن يتنطع بقوله مُدعياً: نحن أصل وفصل! كناية عن أنه لا يقبل بالزواج من خارج العائلة أو القبيلة، كأنه ضامن أنه لم يختلط بدماء أخرى وأصول أخرى. أقول على شكل سؤال تهكمي: هل عاصرت جدك السابع لتعرف من تزوج وأين؟
نحن البشر خليط عجيب من الأصول. الحاصل، أنا لا أصدق أن هناك عائلة صافية، أو عرق صافٍ، لا تشوبها شائبة من دماء أجنبية من الجد السابع أو الثامن أو العاشر... فما بالك ببلدان مكونة من قطع جغرافية مرّ عليها بشر من أصول وألوان.
لو أجرى شخص واحد فحص الحمض النووي لرأيت في تركيبته العرقية تظهر دول غريبة عجيبة! وأمام كل دولة نسبة معينة. لو نظرت إلى الخريطة ونظرت إلى الحدود الوهمية المرسومة من قبل اتفاقية سايكس بيكو لصَعُب عليك تخيل ذلك وأنت في الوقت الحاضر، حيث تكاد الحدود تخنق، إلى جانب خنقها لأجسادنا، تحليقنا في عالم التصورّات والافتراضات على شاكلة: من نحن؟ من أين أتينا؟ من هم أجدادنا؟ ما هي أصولنا الممتدة؟ إلى آخره من التصورات.
من جهة أخرى، تجربة تحليل الحمض النووي للفرد والشعوب تعلمنا التواضع وأننا خليط ممتد إلى ما لا نتخيل من الدول والأعراق. في كل بلد تظهر خريطة جينية تُظهر أعراق وطوائف وألوان من الناس. برأيي الخاص، التحليل الجيني يدحض أي فكرة عنصرية بدافع من غرور شخص ما، أو دولة ما.
أصلا البلدان التي فيها تنوع عرقي تعلو وتزدهر. اختلاط الدماء بدماء أجنبية شيءٌ صحي. البلد الذي ينغلق على نفسه ولا يقبل بنسب وزواج إلا من نفسه فسوف يفنى. من الجميل حين تكون في الشارع ترى التنوع الجميل في أشكال وألوان الناس، وهذا ينعكس في الشارع، في المجتمع، في فريق كرة القدم.
أنتهي هنا من كتابة موضوعي البسيط وأختم بوضع أسئلتي، لا تنسى أن تشاركني بوجهة نظرك:
1- هل لديك فضول بمعرفة أصولك الجينية؟
2- ما رأيك بالفرد أو الشعب الذي يتمسك بقصة العرق النقي؟
3- هل تلاحظ حيثما أنت في بلدك التنوع الجيني الظاهر في الناس، أم لا؟