آهٍ يا تاريخ! (2 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
363
مستوى التفاعل
1,286
النقاط
167
أوسمتــي
3
توناتي
3,505
الجنس
ذكر
LV
0
 
يوم الحرب، هو يوم الحصاد بالنسبة للشيطان، وليام هوك.

الحقيقة لم أحصِ أعداد كتب التاريخ والمقالات التي تتكلم عن الحروب بأنواعها وأشكالها، لكني أعتقد أنها كثيرة. أظن أن الإنسان بطبعه هو آلة حرب ليس إلا، ولو كان غير ذلك، فما تفسير كثرة الحروب عبر تاريخ وجود الإنسان على الأرض.

الحروب حدثت، وتحدث، وسوف تحدث ما دام الإنسان باقياً على الأرض. هذه الفكرة الجزئية لموضوعي، أما الفكرة الرئيسية فهي عبارة عن تساؤلات مضنية عن حال الباحث والقارئ المهتم والمتخصص أثناء قراءته لكتب مغرقة برائحة المذابح والمعارك الطاحنة:

- كيف يفصل القارئ شعوره وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب ضروس، دموية مروعة، تفنن الطرف المنتصر في التعذيب مما يثبت وحشية البشر التي فاقت وحشية الوحوش. ثم يطوي الكتاب، ويذهب ويجلس مع عائلته أو أصدقاءه ويرتشف الشاي ببساطة، أو يشاهد التلفزيون أو يتصفح هاتفه وكأن ما قرأه منذ قليل لم يحدث إلا في دنيا الخيال.

- هل يمكن للقارئ أن يفقد جزءا كبيراً من طُهْر روحه بعد قراءة كتاب يصور وقائع حرب؟ هل يكون الإنسان نفسه بعد قراءته لكتاب حرب؟

ألا تُسبب قراءة سرد تفصيلي لحرب ردة فعل كامنة غاضبة في نفس القارئ؟

ألن يجعله يرى الحياة بنظارة سوداوية ناقمة على كل شيء بعدما كان يراها بنظارة وردية ساذجة؟

ألا يتعجب القارئ عندما يقرأ كتاب تاريخ فيه رسومات توضيحية لعدة وعتاد جيشين متقابلين، وكأنها تشكيلة تكتيكية لمباراة كرة قدم لا حرباَ مُهلكة للجنود، مُهلكة للحرث والنسل.

هل يمكن للقارئ أن يتحيز لفريق دون الفريق الآخر وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب بين دولتين أو إمبراطوريتين؟ في زمن مضى.

ما يحيرني هو: تعامل كُتّاب ومؤرخون مع أحداث حروب مضت، بقلب بارد وحيادية عالية وصياغة مدهشة لاسيما حين يتطرقون لعدد الضحايا والقتلى، وكأنهم أرقام. لو كان هناك آلة تصوير فيديو تعود سنوات إلى الوراء لرأينا في الحروب كيف الزوجات يودِّعن أزواجهن، والبنات يوِّدعن آباءهن، والأمهات يودِّعن أبناءهن، والشقيقات يودِّعن أشقاءهن بدموع متدفقة وقلوب محروقة ومشاعر حزن متفجرة وهن يعرفن أنهن لن يرينَ رجالهن بعد ذهابهم إلى الحرب.

وأخيراً أقول: هل بالغت في هذه التساؤلات؟ هل جاءت إلى ذهنك أيها القارئ/ة الكريم/ة هذه التساؤلات نفسها؟

شاركوني بوجهات نظركم.و3ق10
 

Evaℓɪиє Nєss

كأنّ المدى ضيّق ، كأنّ دمي مُوثقُ
إنضم
9 مارس 2015
رقم العضوية
3689
المشاركات
1,637
الحلول
1
مستوى التفاعل
2,461
النقاط
1,245
أوسمتــي
11
توناتي
9,296
الجنس
أنثى
LV
2
 
at_171603461922141.gif


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلا أخي عبد الله ، شخبارك ؟
عساك بخير و كل أمورك طيبة بإذن الله
حياك بموضوع نقاشي فخم جديد كما اعتدناك
موضوع اليوم مثلما أشوف فييه جو كئيب كونه عن الحروب و الأرواح المزهوقة فيها
غالبا ما أقرأ عن الحروب رغم اني أميل لقراءة الكتب التاريخية
ببساطة لأنها مواضيع دسمة و التاريخ المكتوب أغلب الأوقات ما يكون موضوعي فكل كاتب يصور البلد اللي يميل له كضحية
أيضا كما يقال التاريخ يكتبه المنتصرون و تاريخ الحروب للأسف غالبا ما يركز على الخسارة البشرية و المعاناة نفسما يركز على النتيجة
طبعا ما ننكر أن الكثيرين أيضا كتبوا كتبا ركزت على معاناة المدنيين أثناء الحرب لكن شخصيا ما شفت كتاب تحدث عن معاناة الجانبين
غالبا الكل يحكي جانبه من القصة مثلا تاميكي هارا اللي كان أحد الناجين من القصف النووي كتاباته اتسمت باللامبالاة و الوحشية
مش لانه لا مبالي بس لأنه شاف الكثير لدرجة انه صار مخدر عاطفيا خصوصا لأن القصف جا بعد موت زوجته فكان أساسا في دوامة عاطفيا
فهنا كان من المتوقع أنه يحكي جانب قومه لا انه يحكي قصة اللي قصفو مسقط رأسه
هذا طبعا لا ينفي انه كشخص هش نفسيا مر بهالتجارب الوحشية كان يكره الحروب بكبرها و عدوه ما كان القاصف انما الحرب نفسها
عشان كذا أشوف اننا صعب نفصل مشاعر القارئ عن مشاعر الكاتب لأنه رح يتأثر بما كتبه
مثلا لو شفنا وثائقي عن أسد رح نفرح انه قدر يصيد غزال بعد يوم مضني بس لو شفنا وثائقي عن الغزال رح نحس بالأسف للغزال و نكره الأسد
اللي أقصده هنا اننا نتأثر بالنافذة اللي نشوف منها الفكرة فوجهة النظر اللي يعتمدها الكاتب غالبا ما تتجلى في كتاباته و تؤثر علينا بطريقة ما
كيف يفصل القارئ شعوره وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب ضروس، دموية مروعة، تفنن الطرف المنتصر في التعذيب مما يثبت وحشية البشر التي فاقت وحشية الوحوش. ثم يطوي الكتاب، ويذهب ويجلس مع عائلته أو أصدقاءه ويرتشف الشاي ببساطة، أو يشاهد التلفزيون أو يتصفح هاتفه وكأن ما قرأه منذ قليل لم يحدث إلا في دنيا الخيال
أتوقع الإجابة على هالسؤال واضحة بعد طوفان الأقصى ، لربما مشاعرنا ما تكون قوية اتجاه أحداث تاريخية فنحس لهم و ندعو لهم بس فيي بالنا هم ماضي و الله يرحمهم
لكن الوضع مختلف و احنا نشوف حرب اندلعت ضد مدنيين ، مش حرب انما إبادة
الواحد مستحيل يكمل حياته كأن ما صار شي ، من تجربتي الشخصية هالمشاهد تخلي الواحد يشوف العدو في اللي قربه و يدور الخونة بين أهله
هل يمكن للقارئ أن يفقد جزءا كبيراً من طُهْر روحه بعد قراءة كتاب يصور وقائع حرب؟ هل يكون الإنسان نفسه بعد قراءته لكتاب حرب؟

ألا تُسبب قراءة سرد تفصيلي لحرب ردة فعل كامنة غاضبة في نفس القارئ؟

ألن يجعله يرى الحياة بنظارة سوداوية ناقمة على كل شيء بعدما كان يراها بنظارة وردية ساذجة؟
بعد كتاب واحد لربما ما يحس باختلاف أساسا لكن اللي يقرأ أدب الحروب بكثرة أكيد رح يتغير
الحروب سيئة بس اذا شفناها على أنها صور من واقع بعيد أو من خيال مستحيل نتجاوب مع قد ايش الحروب مريعة
فأحس ان بكل كتاب و بكل معلومة الواحد يقرأها عن الدماء اللي زهقها الإنسان في حروبه رح يقرب أكثر من رؤية الصورة الواقعية للحروب
ما عاد تصير شي بعيد عنه إنما واقع يعرفه و قصص و أرقام
هنا أيضا نشوف أهمية الروايات لما نتكلم عن الحروب ، لربما بعد قراءة كتاب عن الحرب العالمية الأولى تقول يا حرام ماتو ملايين
لكن تخيل تقرأ عن طفل خسر عائلته لهالحرب و كبر فيها و قعد يخسر الناس اللي يحبهم ببطئ
في الحالة الأولى تشوفهم أرقام و في الحالة الثانية يتصوروا فعلا مبشر و قصص
هل يمكن للقارئ أن يتحيز لفريق دون الفريق الآخر وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب بين دولتين أو إمبراطوريتين؟ في زمن مضى.
سبق لي أن شفت فلم بطله مراهق بعمر 16 أثناء الحرب العالمية الأولى أو الثانية لفق عمره حتى يسجل كعداء في الجيش
كان معروف سابقا على أنه العداء اللي ينطلق واقف يعني بدون وضعية الانطلاق المعروفة
تعرف على أسرع عداء معروف ببلدهم و تصادق معه في النهابة كان لازم الجيش يختار واحد من الاثنين أثناء الحرب حتى يوصل رسائل
بينما الثاني بيصير في الخط الهجومي الأول و الأسرع أعطى المركز للثاني قبل تقرير هجوم مهم
لكن للاسف كان أبطأ بثانيتين و ما قدر يوصل قرار الأعلى في توقيف هجوم كان شبه انتحاري فماتت كل الفرقة اللي كان فيها صديقه
أكذب اذا قلت اني ما بقيت أو تعاطفت مع الجنود و بشكل غريزي مع الجهة اللي يحاربو فيها أساسا
أشوف انه صعب الواحد ما يتحيز في حال العمل الكتابي أو السينمائي كان أساسا متحز
أما إن كان الكتاب موضوعي غالبا ما يكون فيه تحيز إلى إذا القارئ آنفا متحيز لأحد الطرفين
ألا يتعجب القارئ عندما يقرأ كتاب تاريخ فيه رسومات توضيحية لعدة وعتاد جيشين متقابلين، وكأنها تشكيلة تكتيكية لمباراة كرة قدم لا حرباَ مُهلكة للجنود، مُهلكة للحرث والنسل.
ما أشوف داعي للتعجب إذ أن الكتب من هالنوع أساسا تعالج الحرب بطريقة استراتيجية
فالقراء اللي ممكن يقرؤو كتاب فيه هالتفاصيل غالبا بيكونو مهتمين أساسا بالأسباب و النتائج للمواجهة
فحتى تكتيكات و استراتيجيات الحروب التاريخية تعتبر موضوع جذاب للدراسة
و تلاقي أغلب قراء هالنوع منطقيين بدل عاطفيين أثناء قراءتهم
وأخيراً أقول: هل بالغت في هذه التساؤلات؟ هل جاءت إلى ذهنك أيها القارئ/ة الكريم/ة هذه التساؤلات نفسها؟
مع الواقع اللي يعيشه إخواننا اليوم من المسلمين في شتى بقاع العالم صعب الواحد ما يتسائل و هو يشوف تاريخ حروب جديدة يكتب على مرأى عينيه
لكن للأسف الحروب جزء من البشر أو على الأقل هذا رأيي بما اني أشوف السبب الرئيسي للحروب هو الطمع أو الغرور
لكن السؤال اللي يحيرني هل ربنا سبحانه بيحاسب الملوك و رؤساء الدول اللي يشنوا حروب مبنيية على طمعهم أو مصالحهم على كل الأرواح اللي ماتت
أو الجنود اللي يخدمو و يحاربو تحت راية هالنوع من الحكام ؟
كعادتك أخي موضوع قوي فتح باب نقاش مميز
عسى نشوف لك مواضيع جديدة و ما ننحرم من طلاتك الباهية

دمت في رعاية الرحمان و حفظه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل