يوم الحرب، هو يوم الحصاد بالنسبة للشيطان، وليام هوك.
الحقيقة لم أحصِ أعداد كتب التاريخ والمقالات التي تتكلم عن الحروب بأنواعها وأشكالها، لكني أعتقد أنها كثيرة. أظن أن الإنسان بطبعه هو آلة حرب ليس إلا، ولو كان غير ذلك، فما تفسير كثرة الحروب عبر تاريخ وجود الإنسان على الأرض.
الحروب حدثت، وتحدث، وسوف تحدث ما دام الإنسان باقياً على الأرض. هذه الفكرة الجزئية لموضوعي، أما الفكرة الرئيسية فهي عبارة عن تساؤلات مضنية عن حال الباحث والقارئ المهتم والمتخصص أثناء قراءته لكتب مغرقة برائحة المذابح والمعارك الطاحنة:
- كيف يفصل القارئ شعوره وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب ضروس، دموية مروعة، تفنن الطرف المنتصر في التعذيب مما يثبت وحشية البشر التي فاقت وحشية الوحوش. ثم يطوي الكتاب، ويذهب ويجلس مع عائلته أو أصدقاءه ويرتشف الشاي ببساطة، أو يشاهد التلفزيون أو يتصفح هاتفه وكأن ما قرأه منذ قليل لم يحدث إلا في دنيا الخيال.
- هل يمكن للقارئ أن يفقد جزءا كبيراً من طُهْر روحه بعد قراءة كتاب يصور وقائع حرب؟ هل يكون الإنسان نفسه بعد قراءته لكتاب حرب؟
ألا تُسبب قراءة سرد تفصيلي لحرب ردة فعل كامنة غاضبة في نفس القارئ؟
ألن يجعله يرى الحياة بنظارة سوداوية ناقمة على كل شيء بعدما كان يراها بنظارة وردية ساذجة؟
ألا يتعجب القارئ عندما يقرأ كتاب تاريخ فيه رسومات توضيحية لعدة وعتاد جيشين متقابلين، وكأنها تشكيلة تكتيكية لمباراة كرة قدم لا حرباَ مُهلكة للجنود، مُهلكة للحرث والنسل.
هل يمكن للقارئ أن يتحيز لفريق دون الفريق الآخر وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب بين دولتين أو إمبراطوريتين؟ في زمن مضى.
ما يحيرني هو: تعامل كُتّاب ومؤرخون مع أحداث حروب مضت، بقلب بارد وحيادية عالية وصياغة مدهشة لاسيما حين يتطرقون لعدد الضحايا والقتلى، وكأنهم أرقام. لو كان هناك آلة تصوير فيديو تعود سنوات إلى الوراء لرأينا في الحروب كيف الزوجات يودِّعن أزواجهن، والبنات يوِّدعن آباءهن، والأمهات يودِّعن أبناءهن، والشقيقات يودِّعن أشقاءهن بدموع متدفقة وقلوب محروقة ومشاعر حزن متفجرة وهن يعرفن أنهن لن يرينَ رجالهن بعد ذهابهم إلى الحرب.
وأخيراً أقول: هل بالغت في هذه التساؤلات؟ هل جاءت إلى ذهنك أيها القارئ/ة الكريم/ة هذه التساؤلات نفسها؟
شاركوني بوجهات نظركم..gif)
.png)
الحقيقة لم أحصِ أعداد كتب التاريخ والمقالات التي تتكلم عن الحروب بأنواعها وأشكالها، لكني أعتقد أنها كثيرة. أظن أن الإنسان بطبعه هو آلة حرب ليس إلا، ولو كان غير ذلك، فما تفسير كثرة الحروب عبر تاريخ وجود الإنسان على الأرض.
الحروب حدثت، وتحدث، وسوف تحدث ما دام الإنسان باقياً على الأرض. هذه الفكرة الجزئية لموضوعي، أما الفكرة الرئيسية فهي عبارة عن تساؤلات مضنية عن حال الباحث والقارئ المهتم والمتخصص أثناء قراءته لكتب مغرقة برائحة المذابح والمعارك الطاحنة:
- كيف يفصل القارئ شعوره وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب ضروس، دموية مروعة، تفنن الطرف المنتصر في التعذيب مما يثبت وحشية البشر التي فاقت وحشية الوحوش. ثم يطوي الكتاب، ويذهب ويجلس مع عائلته أو أصدقاءه ويرتشف الشاي ببساطة، أو يشاهد التلفزيون أو يتصفح هاتفه وكأن ما قرأه منذ قليل لم يحدث إلا في دنيا الخيال.
- هل يمكن للقارئ أن يفقد جزءا كبيراً من طُهْر روحه بعد قراءة كتاب يصور وقائع حرب؟ هل يكون الإنسان نفسه بعد قراءته لكتاب حرب؟
ألا تُسبب قراءة سرد تفصيلي لحرب ردة فعل كامنة غاضبة في نفس القارئ؟
ألن يجعله يرى الحياة بنظارة سوداوية ناقمة على كل شيء بعدما كان يراها بنظارة وردية ساذجة؟
ألا يتعجب القارئ عندما يقرأ كتاب تاريخ فيه رسومات توضيحية لعدة وعتاد جيشين متقابلين، وكأنها تشكيلة تكتيكية لمباراة كرة قدم لا حرباَ مُهلكة للجنود، مُهلكة للحرث والنسل.
هل يمكن للقارئ أن يتحيز لفريق دون الفريق الآخر وهو يقرأ كتاب تاريخ يتكلم عن حرب بين دولتين أو إمبراطوريتين؟ في زمن مضى.
ما يحيرني هو: تعامل كُتّاب ومؤرخون مع أحداث حروب مضت، بقلب بارد وحيادية عالية وصياغة مدهشة لاسيما حين يتطرقون لعدد الضحايا والقتلى، وكأنهم أرقام. لو كان هناك آلة تصوير فيديو تعود سنوات إلى الوراء لرأينا في الحروب كيف الزوجات يودِّعن أزواجهن، والبنات يوِّدعن آباءهن، والأمهات يودِّعن أبناءهن، والشقيقات يودِّعن أشقاءهن بدموع متدفقة وقلوب محروقة ومشاعر حزن متفجرة وهن يعرفن أنهن لن يرينَ رجالهن بعد ذهابهم إلى الحرب.
وأخيراً أقول: هل بالغت في هذه التساؤلات؟ هل جاءت إلى ذهنك أيها القارئ/ة الكريم/ة هذه التساؤلات نفسها؟
شاركوني بوجهات نظركم.
.gif)
.png)