
مضيت إليك علك تراني
لونت كلماتي علك تسمعني
ألبستها ثوب حروفك علك تَعَاني
كُسرت تحت ناظريك فهل سمعت صراخي ؟
قُطعت أوصالي فهل لأحد أن يسمع ندائي ؟
ألصوتنا صدى ؟ أم لم يغادر أرضنا أبدا ؟
و هل عساه قيما أم لم يستشعره إنس يوما ؟
ألأرواحنا ملاذ أم كتب عليها الفناء قطعا ؟
و هل عساها قيمة فيما تزهق أزلا ؟
ألآلامنا مدى أم لم تنفك تداس مختَزلَة ؟
ألأجسادنا مَدرك غير الركام مسكنا ؟
كسرت صومي فقلتم لم يعش الجوع قط
ابتسمت فقلتم لم ير الحزن قط
وقفت شامخا فقلتم لم ير الخوف قط
ألي انتباهكم لو جعت حزنت و جثوت راكعا خوفا ؟
أترونني فَدْم لا يفقه لأمره شيئا ؟
ضقت ذرعا من صمتكم ، من كمه أو زيغ يؤذيني
و لتشهد الأيام أنه لن ينهيني
عشت من المرار ما يكفيني
و تجرعت الظلم حتى صار يرويني
رأيت الموت حتى أدركته و قد أمسى أنيسي
و سمعت من الفواجع فما كفّت ترصيني
فهل تحسبونني لبطشكم ذليلُ ؟
و هل أنتظر منكم الإحسان دليلُ ؟
قدموا بغير دعوة و عاثوا في بلداتنا فسادَا
و ما كان منكم غير الدعم و التصفيق إثابَة
بينما لم تلق صيحاتنا منكم غير اللجم نكالا
و لا رأت أحزاننا منكم غير التهكم استهزاءَ
لم أر أضعف من القلم قط سلاحَا
بيد أن كلماتي زادت كفاحَا
فلم يكن لنا إلا أن نرفع قبضاتنا احتجاجا
أو أن نرفع أصواتنا البحة اعتصاما
ذقنا ذرعا من وعود تبرم نفاقا
و من كلمات ما لبثت تصيغ فخاخا
و من اتهامات يومية تلقى بهتانا
و من أناس عبدوا الخيانة إيمانا
ثم لبسوا ثوب الضحية افتخارا
و نالو بالزور العرفانَ
ما لم ننله بالدليل استشهادا
فيا أسفاه لنا ، من لم ير من أمته غير القذال مظهرا
من لم يجد من بني جلدته غير الحيم إهمالا
فما لمن يشتهي رحمة الذئاب غير أن يسقى دما
و ما لمن يرجو بصيرة الكفيف غير أن يذاق خيبةَ
و ما لمن يبتغي إنصات الأصم غير أن يجاب صمتا
و ما لمن يطمع اعتدال الظالم غير أن يرى غدرا
فسبحان من جعل في التوكل استجابَة
انتفاضا نلقى به الحرية لُعاعَا
أو إلى الجنة مثابَا
ثم الحمدلله الذي جعل لنا في أرضه موطنًا
و تحت ترابها بإذنه روضةًَ
ثم إلى ما بين يديه نقف مهابة
َأين تقف الخصوم يفصل بينها المؤخر خيرا وكيلا
التعديل الأخير: