حياة مخلوق الضوء🌠☄️ (3 زائر)

[أميرة السحاب]

فعالية الاسبوع ³

" تخيّل أنك تتأرجح بين نجمين، والفضاء من حولك هادئ وناعم… فجأة يقترب منك كائن صغير من الضوء ويجلس بجوارك على الأرجوحة. لو بدأ يحكي لك قصته، كيف ستكون حكايته؟
"

تبدأ الفعالية الاسبوعية بتاريخ 16/08 وتنتهي 23/08
بينما الشهرية مستمرة طيلة الشهر

المشاركون بالفعالية
@
@

​

 

[أميرة السحاب]

وسط الفضاء الفسيح المظلم ،وبين ملايين النجوم، كنت اجلس اتأرجح للوراء ثم الى الامام. اعيد الكرة مرارا و عقلي شارد يسبح في محيط الافكار كما تسبح النجوم من حولي. ضوءها كان باهتا لكنه قد اعطى للمكان قليلا من الحيوية. . مضت علي فترة طويلة وانا على على هذا الحال قبل ان المح بطرف عيني شيئا صغيرا منيرا يقترب ببطء.
لوهلة ظننته نجما اخر من نوع لم اره من قبل. ولكن حين تقلصت المسافة اكثر، اتضح لي ان لديه عينان وفم. اتسعت عيناي من الدهشة، انه كيان او بالأحرى مخلوق حي. فهو يتحرك ويتنفس لكن دون القاء كلمة..... وبعد ثوان معدودة من الصمت المقلق والمحرج بادرت ببدء الحديث
"مرحبا؟ أتستطيع الكلام؟"
حاولت ان لا ابدو مخيفة وانا اقولها
فرد مباشرة بأن هز رأسه مجيبا
"اجل" ثم اقترب اكثر مكملا " كنت قلقا من ان تكوني انتِ الغير قادرة على التكلم"
ضحكت من فكرته هذه قليلا، وسرعان ماتوقفت حين لاحظت الانزعاج البادي على وجهه
"اذن....ما اسمك؟"
سألته محاولة فتح موضوع للنقاش،فرد بـ
" لا املك اسما"
"حقا؟ كيف لاتملك واحدا؟"
"لم اعطى اسما من قبل لاني لستُ بحاجة اليه"
رد هذه المرة وقد اتخد مكانا بجانبي على الارجوحة، فأصبحت أارجح كلانا منتظرة ان يكمل كلامه
" ولستُ بحاجة الى معرفة اسمكِ كذلك ، فلا أظنني ساحتاجه"
اومئت له عندها
" كما تشاء....، مالذي جاء بك الى هنا؟"
"نفس السبب الذي جاء بكِ"
" افهم منك انك انت ايضا لاتستطيع النوم ؟"
"..ليس هذا ما قصدته..،بل الرغبة في الهروب"
ابديت اهتماما اكبر بعد كلامه هذا
" هروب؟ الهروب من ماذا؟"
"الهروب من حياتي، ولو لفترة بسيطة"
كان الحزن ظاهرا عليه حين قالها، فاثار فضولي ولكن في الوقت ذاته لم استفسر فلم اكن ارغب في التطفل عليه او فتح موضوع قد يكون حساسا. لكني لم احتج سؤاله عن الموضوع حيث انه بدأ التحدث دون ان ينتظر مني ذلك

" انا كيان متشكل من الضوء. نفس الضوء الذي تتشكل منه هذه النجوم والكواكب. عشتُ لالاف السنين، سنين رأيتُ فيها الكثير. للاسف لم يكن الآخرون من نفس جنسي على قدر التوقعات"

"ماذا تقصد بهذا؟"
سألته مخففة من سرعة تأرجحي

فتنهد واكمل
" كنتُ اتوقع معاملة البومارانج. ان اعطي لطفا فالقى مثله في المقابل، لكن تبين اني كنت مخطأ"

"أسفة بشأن ذلك.."

"حاولت ان اندمج معهم لكنهم رفضوني، كثيرا ما كان يُنظر الي بدونية، ولم افهم السبب. بداية ظننتُ انه بسبب تصرف خاطىء يمكن ان يكون قد بدر مني عن غير قصد، ولكني كنتُ مخطأ مجددا.فكلما حاولت التقرب و التودد منهم اكثر، ازدادت اساءتهم لي .."


"هذا فظيع، لكن لا يجب ان تلقي اهتماما بهم، فهذا النوع من الاشخاص موجودون في كل مكان، و لا يوجد شيء تفعله قد يفتح عقولهم فهم يستمتعون بما يفعلونه "

"معلوماتي عن البشر قليلة.هل هنالك من يفعل هذا ايضا منهم؟ "

هززت رأسي وتوقفت عن التأرجح
"اجل، وللاسف الكثير"

بدا عليه التعجب
" لم اكن اعرف هذا.."


"حسنا، صرت تعرف الان..."

"ولكن لماذا؟ الا يتبادر الى فكرك ان تصرفاتهم هذه قد تكون بسبب مشكلة بي ولو كانت بسيطة؟"

"انا لااعرفك جيدا لاحكم بذلك، الا انه مما يبدو لي انك لم تفعل شيئا قد يجعلهم يكرهونك"


فكر المخلوق للحظات قبل ان يردف
"اعتاد بعضهم على الانزعاج مني بسبب الضوء القوي المنبثق مني.."

"حقا؟ لا اراه قويا..انك مضيء بشكل معتدل"

"تظنين ذلك ؟"

اومئت له، فتابع
" لكنه يبقى رغم ذلك اقوى من ضوء بقية اقراني...وهذا يزعجهم. يقولون انه يؤءذي اعينهم. ربما يكون سبب كرههم لي..."

"انه سبب سخيف في نظري.."

"لقد حاولتُ ان اقلل سطوعه من قبل...لكن لم أفلح..."

"وكيف قد تفعل ذلك ؟"

"انها طرق طويلة معقدة،لكن لاداعي ان تعرفيها بما انها باءت كلها بالفشل.."

ساد بعدها صمت محرج اخر، كسرته بان قلت
"هذا مؤسف..لكني ارى بان نورك جميل، في الحقيقة، لقد لاحظت شيئا للتو"

"ماهو؟"

سأل رافعا بثره نحوي في فضول

فأشرت للامام باصبعي
"قبل ان تاتي، كان الظلام شبه طاغ على المكان، و لان ضوءك قوي استطعت ان المحك تاتي من مسافة بعيدة. ليس هذا وحسب، بل اني اقدر الان على رؤية النجوم بوضوح نتيجته"

القى المخلوق نظرة من حوله، ليتبين صحة كلامي، فقد خف الظلام المحيط بالمكان، و باتت النجوم اوضح ولمعانها اجمل. كان المشهد كأنه لوحة مرسومة باتقان وسغف.
جعله ذلك يبتسم

"ضوئي تسبب في هذا؟"

اومئت له مبتسمة بدوري
ثم قلت مازحة
" اظن انه علي ان اشكرك اذن؟"

فضحك بخفة

"اراهن على انهم يغارون منك ليس الا.. "تابعت كمحاولة لتلطيف الجو

"ربما.." وهكذا اجاب. بعد صمت قصير قضيناه في تأمل الفضاء نهض من على الارجوحة قائلا
"تاخر الوقت،علي العودة الان، وآمل ان نتقابل مجددا"
"آمل ذلك ايضا"
رددت ملوحة له، لم يلوح بدوره كونه لا يملك ايدي. ولكن مع ابتعاده شيئا فشيئا، كان من الواضح انه النجمة التي طغت على بقية النجوم هنا،شعاعه الاصفر الساطع بشدة جعله النجمة المميزة في هذا المكان.

 

[أميرة السحاب]

يا الهي استغرقني هذا وقتا اطول مما توقعت
آمل ان يكون قد اعجبكم، وان تكون الرسالة من هذه المدونة واضحة. انه اول موضوع اكتبه في المنتدى كمشاركة في فعالية هذا الأسبوع من اغسطس. اردت منذ مدة ان اكتب مدونة لكن لم تكن لدي افكار، وفكرة هذه الفعالية كانت مميزة وجميلة فقررتُ ان اشارك.
و دمتم في امان الله