- إنضم
- 5 مايو 2013
- رقم العضوية
- 201
- المشاركات
- 556
- مستوى التفاعل
- 48
- النقاط
- 0
- الإقامة
- العراق
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
.•
كيف حالكم يا اعضاء منتدى انمي تون
أردت إفسادها فأنقذتني
داعية ولكن من نوع وتوجه آخر .. خط لنفسه طريقاً وهدفاً، ولكن كان يؤدي إلى الهلاك والفساد. فمضى في تنفيذ مخططه حتى سقط ضحية فتاة عرفت كيف تتعامل مع أمثاله.
ما أجمل الماضي وما أقساه!! صفتان إجتمعت في ذكرى رجل واحد، صفتان متضادتان أحاول أن أتذكر الماضي من أجل أن أرى طفولتي البريئة فيها، وأحاول أن أهرب من تذكره كي لا أرى الشقاء الذي عشته في عنفوان شبابي، فحيتما وصلت سن الخامسة عشرة كنت في أشد الصراع مع طريقين هما: طريق الخير وطريق الشر .. لكن من سوء حظي أنني إخترت طريق الشر، فقلدتني الشياطين أغلى وسام لديها، وصرت تبعاً لها، بل لم تمضي أيام حتى تمردت عليها فأصبحت هي التابعه لي، فأخذت مسلك الشر واستسقيت من منهاله المر الذي أشد من مرارة العلقم وأيم الله.. فلم أتخل يوماً عن المشاركة في تفتيت روابط القيم والشيم الرفيعة، ختى أصبح إسمي علماً من أعلام الغواية والضلال.
وذات مرة استرعت انتباهي فتاة كانت في الحي الذي أسكن فيه، ىوكانت كثيراً ما تنظر إلي نظرة لم أع معناها .. لكنها لم تكن نظرات عشق، ولا غرام، رغم أنني لا أعرف العشق ولا الغرام حيث لم يكن لي قلب وقتها.. وتغلغلت في أفكاري تلك النظرات التي استوقفتني كثيراً، جتى هممت أن أضع شراكي على تلك الفتاه، وبعد فترة أخذت منظومة شعرية يقولون إنها منظومة عشق، فأرسلتها لها عبر باب منزلها، ولكن لم أجد منها رداً بذلك ولا تجاوب .. وأخذتني بعدها العزة بالإثم لأغوين تلك الفتاة شاءت أم أبت، فكتبت فيها قصيدة شعرية من غير ذكر إسم لها .. حتى وصلها الخبر بذلك، ولكنها لم تتصرف ولم يأت منها شيء، وبذات ليلة كنت عائداً إلى منزلي الساعة الرابعة فجراً، فأنا ممن هو مستخف بالنهار وسارب بالليل .. وإذا بي أجد عند الباب كتاباً عن الأذكار النبوية، فاحمر وجهي لذلك واستحضرت جميع إرادات الشر التي بداخلي، حيث عرفت أن التي أرسلته لي هي تلك الفتاة .. وبهذا فهي قد أعلنت حرباً معي، ففكرت وقتها على أن أكتب قصيدة عن واقعة حب بيني وبينها وأنشرها بالحي، وبعدها أكون قد خدشت شرفها .. وجلست أستوحي ما تمليه الشياطين عليّ من ذكل الوحي الشعري، ففرغت من قصيدتي تلك وأرسلت بها إلى دارها مهدداً إياها بأن ذلك سوف ينشر لدى كل معارفك، وجائني المرسول الذي بعثت معه القصيدة بتمرات، وقال لي إن الفتاة صائمه اليوم وهي على وشك الإفطار وقد أرسلت معي هذه التمرات لك هدية منها لك على قصيدتك بها، وتقول لك إنها ستدعو الله لك بالهداية ساعة الإفطار، فأخذت تلك النمرات وألقيتها أرضاً، واحمرت عيناي بالشر، وأخذت أتصيد فترات روحاتها وجياتها للمسجد بإلقاء عبارات السخرية والإستهزاء بها، فكان من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك، ومع ذلك لم تحرك تلك الإستهزاءات ساكناً فيها، ومرت الأيام ورأيت أنني فشلت في محاولاتي تلك بأن أضل تلك الفتاة واستمرت هي بإرسال كتيبات دينية لي، كل يوم إثنين وخميس وهي الأيام التي كانت تصوم فيهما وكانت ترسل التمر لي، وكأن لسان حالها يقول: أنها قد انتصرت عليّ، هذا ما كنت أظنه من تصرفاتها تلك.
وماهو إلا أشهر وسافرت خارج البلاد باحثاً عن السعادة واللذات الدنيوية التي لم أرها في بلدي، ومكثت قرابة أربعة أشهر، وكنت وأنا خارج بلدي منشغل الفكر بتلك الفتاة، وكيف نجت من جميع الخطط التي وضعتها لها، وفكرت فور وصولي لبلدي أن أبدأ معها المشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر ةخبثاً ودهاءً، وقررت أنني سوف أردها عن تدينها واجعلها تسير على درب الشر، وجاء موعد الرحلة والرجوع لبلدي وكان يومها يوم خميس، وهو من الأيام التي كانت تصومها تلك الفتاة، وحينما قدم لنا القهوة والتمر بالطائرة أخذت بشرب القهوة أما التمر فألقيت به –حيث كان رمزاً للصائمين ويذكرني بها- وهبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن بها وكان الوقت الواحدة ظهراً، وركبت سيارة الأجرة متوجهاً لمنزلي، وهناك زارني أصدقائي فور وصولي، وكل منهم قد حصل على هديته مني وكانت تلك الهدايا كلها خبيثة، وكانت أكبرها قيمة وأعظمها شراً هدية خصصتها لتلك الفتاة، كي أرسلها لها، ولأرى ما تفعله بعد ذلك، وخرجت ذاهباً لأتصيد الفتاة عند مقربة من المسجد لأن به جمعية نسائية لتحفيظ القرآن، وما أن أذن المغرب وفرغ من الأذان وجاء وقت الإقامة، ولك أر الفتاة، استغربت، وقلت في نفسي قد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت عن تدينها ذلك، فعدت لمنزلي، وأنا كلي أمل بأن تكون توقعاتي تلك محلها، وأثناء ما كنت أقلب في كتبي وجدت مصحفاً مكتوباً عليه إهداء إليك لعل الله أن يهديك الى سراطه المستقيم، التوقيع/ اسم الفتاه .. فأبعدته عني وسألت الخادمة من أحضر هذا المصحف إلى هنا فم تجبني، وخرجت في يومي الثاني منتظراً الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياه وأقول لها أنا لست بحاجة إليه، كما أنني سوف أبعدك عنه قريباً، وانتظرت الفتاة عند المسجد ولكن لم تأتي. وكررت ذلك عدة أيام ولكن دون فائدة فلم أرها، فذهبت إلى مقربة من منزلها وسألت أحد الصبيان الصغار الذين كانوا يلعبون مع إخوة لتلك الفتاة، فسألتهم: هل فلانة موجودة؟ فقالوا لي: ولماذا هذا السؤال! ربما أنت لست من هذا الحي.
قلت بلى ولكن لدي رسالة من صديقة لها كنت أود أن تذهبوا بها لها، فقالوا لي إن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من شهرين.
عندها ما أدري مالذي أصابني، فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت أن أقع من طولي، ورق قلبي وأخذ الدمع من عيني يسيل، فعيناي التي لم تعرف الدمع دهراً سالت منها تلك الدموع بغزارة، ولكن لماذا كل هذا الحزن؟ أهو من أجل موتها وحسن خاتمتها أم من أجل شيء آخر؟ لم أقدر أن أركز وأعلم سبباً وتفسيراً لذلك الحزن الشديد.
أخذت بالعودة لمنزلي سيراً على الأقدام، وأنا هائم لا أدري أين هي وجهتي وإلى أين أنا ذاهب، وجلست أطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي، لقد نسيت كل شيء نسيت من أنا، أصبحت أنظر وأتذكر نظرات تلك الفتاة في كل مكان تلاحقني، وأيقنت بعدها أنها لم تكن نظرات خبث ولا شيء آخر، بل نظرات شفقة ورحمة عليّ.
فقد كانت تتمنى أن تبعدني هي عن طريق الشر، فقررت بعد وفاتها أن أعتزل أهلي، وفعلاً أعتزلت أهلي والناس جميعاً أكثر من سنة وسكنت بعيداً عن ذلك الحي وتغيرت حالتي، وصار خيالها دوماً أراه لم يتركني حتى في وحدتي، أصبحت أراها وهي ذاهبة للمسجد وحينما تعود، وحاول الكثير من أصدقائي أن يعرفوا سبب بعدي عن المجتمع وعن رغبتي واختياري للعيش وحيداً لكنني لم أخبرهم بالسبب، وكان المصحف الذي أهدتني إياه لا يزال معي، فصرت أقبله وأبكي، وقمت فوراً بالوضوء والصلاة لكنني سقطت من طولي فكلما حاولت أن أقوم أسقط، لأني لم أكن أصلي طوال عمري، فحاولت جاهداً فأعانني الله ونطقت باسمه، ودعيت وبكيت لله بأن يسامحني وبأن يرحم تلك الفتاة رحمةً واسعة من عنده، تلك الفتاة التي كانت دائماً ما تسعى لإصلاحي .. وكنت أنا أسعى لإفسادها، ولكن تمنيت لو أنها لم تمت لأجل أن تراني على الاستقامة، لكن لا راد لقضاء الله، وصرت دوماً أدعو لها وأسأل الله لها الرحمة، وأن يجمعني بها في مستقر رحمته، وأن يحشرني معها ومع عباده الصالحين.
وجعلنا الله واياكم من الصالحين
.•
.