- إنضم
- 10 يوليو 2013
- رقم العضوية
- 728
- المشاركات
- 15,344
- الحلول
- 1
- مستوى التفاعل
- 22,905
- النقاط
- 1,542
- أوسمتــي
- 20
- العمر
- 28
- الإقامة
- GAZA
- توناتي
- 3,425
- الجنس
- أنثى
LV
5
قصه مؤثره و جمييله جدا..المركز الثاني بالمسابقه ^^
.
.
.
هروب الاسطح ..~
كنت في الـ 15 من عمري عندما أتى الإحتلال لقريتي هادما بقدومه احلام بريئة لكل من كان يحلم بمستقبل مزهر من النجاح .
لا أدري هل هي احلامي فقط التي سحقت أم أنني انا تخليت عنها لرفض ان يقوم الاحتلال بإذلالنا ..
كل ما أعلمه هو أنني أرفض قيودهم و رؤيتهم يسرحون ببلادي ببال مطمئن
و لا أحد قادر على الوقوف أمام اسلحتهم و مراكبهم الضخمة التي أشعر و كأن زلزال قادم و ليس مركبة
انها تهز الأرض من تحتها هزا ، أول أيام الإحتلال قاموا بجمع جميع رجال قريتي في ساحة القرية االكبيرة
وكانوا يجرون بنا جرا من ثيابنا و يشهرون أسلحتهم في وجوهنا !!
بعد ان تم جمع كل رجال القريه شبابا و رجال و مراهقين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر !!
و هنا في هذه الساحه الكبيرة التي اتسعت لعددنا الكبير لكنها لم تتسع أبدا لصرخات الألم التي خرجت من افواهنا
لا بل السماء ايضا لم تتسع لصرخات الألم !!
مع ان صرخاتنا تبددت بإتساعها !! يا الله !! يا رب ما هذا الألم !! آرحمنا يا رب !!
لا ادري هل ضربنا بالدبسات و سلاسل الحديد نوع جديد من الألم ام نوع جديد من التعذيب
ام هو شكل جديد للترحيب بأنفسهم بإحتلال أرضنا أم انهم يريدون أن يروننا قوتهم ؟!
لكن ببساطة كل ما علمته هو أنهم بدون قلب او ذرة رحمة و أكاد اقسم على هذا !!
بعد هذا العذاب الذي لن يصفه ابدا اي لسان بل التجربة وحدها تستطيع ان تدلل ما اقول !
تم اخلاء سبيل الجميع ليعودون على بيوتهم بأمر من كبير الجنود بلغة عرببة مفككة
تدل على لسان قذر لا يحق له ابدا حتى بنطق كلمة عربية واحده و هي لغة القرآن الكريم!
عندما عدت الى منزلي انا و ابي و اخي ثلاثة اشياء رسخت بعقلي
اولا هذه ليست نهاية العذاب
ثانيا ينتظرنا غدا يوم اصعب سنذوق به ألم مشابه لما اشعر به الأن
ثالثا لن اصمت أبدا عن كل ما يجري فدمي و شخصيتي و وطني كلنا أحرار و لن نقبل القيود ابدا
عندما عدنا الى المنزل وجدنا امي قد فقدت وعيها بسبب خوفها علينا
و عندما رأتنا عدنا سالمين نوعا ما من الموت و لكن ليس من بعض الرضوض الجروح انسدل وابل الدعوات على الأعداء
وانشغلت أمي بمداواة جروحنا الظاهرية التي ستندمل بسرعه
لكنني اتسائل هل سيأتي اليوم الذي ستندمل فيه
جروح قلوبنا الممزقه بحب الوطن ؟!
أكاد أجزم بأن كل شخص في قريتي نام هذه الليلة ليس قرير العين بل من الألم !
آالا أنا لن استطع النوم رغم الألم و التعب .
في اليوم التالي وكما توقعت تماما استيقظنا جميعا ! ليس فقط عائلتنا بل كل القرية على طرق عنيف على ابوابها
و بأمر من كبير الجنود تم جمع رجال القرية من جديد في الساحة الكبيرة
و بدأ نهارنا بضرب ربما اقل من يوم البارحه لكن من قال بأن العذاب سينتهي هنا فقط ؟!
بعد الضرب الذي اقتصر فقط على ظهورنا أعطي لنا أمر باللغه العربية المفككة
بتنظيف شوارع المدينة بأيدينا !!
شوارع مدينتنا كانت من الرمال و ليس مرصوفه و لا استطيع أن أصف لكم كيف تكون الرمال حارقة بهذا الوقت
من الصباح و ما زاد الأمر سواءا اننا سنسير حافي الأقدام على الرمال الحارقة .
ربما كنا سنحتمل الشمس الحارقة و كل أمر أخر من الطبيعه
لكن ما لا يحتمل حقا هو قيام الجنود بالدوس على أيدينا
ونحن نعمل تحت الشمس و كأن كل ما يحدث لنا من عذاب لا يملئ كؤوسهم ابدا .
وبعد ذلك النهار الشاق و الألم عدنا للمنزل مرة اخرى و وجدنا امي قد فقدت وعيها ثانية
< أظنها ستصبح عادة او امر طبيعي في ظل هذه الظروف التي لا تطاق .
و أيضا كالليلة السابقه لم استطع النوم و أرق اللبل اخذ مكانا بين جفوني ليستريح فيه !!
مع ان الدراسة و المدرسة تنتظرني باكرا لكن من سيهنئ له دراسة او اكل او شرب
والاحتلال لا ينفك يدمر كل شبر من أرضه و يسرق ببطئ احلامنا ؟!
بعد تفكير عميق نمت من ألم رأسي و لا اظن التفكير فارقني حتى بمماماتي !!
استيقظت مبكرا للذهاب الى المدرسة كنت طالبا مجتهدا و لي أحلام كبيرة اسعى لتحقيقها بهمه قوية ...
لكن للاسف المدارس قد عطلت بأمر من الاحتلال !!
كان النبأ صدمة كبيرة لي و لكل الطلاب باالرغم من كره بعضهم للدراسة
الا انهم يفيقون على انفسهم بالنهاية و لا احد يتمنى ان يكون فاشلا ابدا
في هذا اليوم مر على وجود الاحتلال بأرضي شهران و نصف الاحوال كما هي
لا يوجد مدارس نستيقظ من الصباح على طرقات الاحتلال على ابوابنا و يبدأ الضرب و العمل الصباحي
و لكن الامر اختلف قليلا هذا اليوم فهناك من اعترض عن العمل و قام بمهاجمة جندي
و كان مصيره الموت بطلقه اودت به شهيدا برصاص احد الجنود
و كأن لا يكفيهم اهانتنا بل ايضا يسعون لقتلنا لاننا ندافع عن انفسنا و منذ ذلك اليوم أخذ عدد الشهداء
يتزايد يوما بعد يوم و بدأ اعتراض سكان القريه يتزايد و بدأ تشكيل الاحزاب لمقاومة الجنود
ومن هنا تغيرت معاملة الاحتلال لنا لقد اصلحت اعنف بكثير ..
فأي خطأ قد يقع به اي احد مهما كان صغيرا فإن مصيره سيكون السجن و الموت تعذيبا او الموت فورا
برصاصة قاتلة والخياران يقودون بالنهاية للموت
ولكني أفضل الخيار الثاني و لن أختار ذل تعذيب الجنود وهنا ربما قد تقع علي الكارثة ...!
.
.
.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: