ومرت الأيام و أصحبت صداقتهما قوية أصبح أمجد يساعد عمر في عمله وكان يستمتعا كثيرا مرت 4 سنوات وعادت أوضاع عائلة أمجد إلى سابق عهدها بل وأفضل مما كانت عليه قرر الوالدين نقل أمجد إلى مدرسة غنية لكي يرتاح بها لقد كانا يعتقدان أن ابنهما كان يعاني في هذه الأربعة سنوات ولم يعلما أنها كانت أربعة سنوات سعيدة بالنسبة له ذهب الأب إلى أمجد ليخبره بأنه سوف ينتقل إلى مدرسة آخرى وعندما أخبره صرخ أمجد من كل قلبي قائلا : لاااااااااااااااااااا لا أريد الانتقال أريد البقاء في مدرستي مع أصدقائي حتى فاضت عيناه بالدموع خافت الأم من صراخ ابنها فذهبت إليهما مسرعه وعندما رأيت ابنها يبكي ذهبت إليه مسرعه وقامت باحتضانه وأخذ أمجد يبكي ويبكي ويردد قائلا : لا أريد أن انتقل إلى مدرسة آخرى أريد البقاء مع صديقي اندهش الوالدين فابنهما لمن يكن له صديق من قبل فقالت له أمه : حسنا يا عزيزي لا تبكي لن تنتقل إلى مدرسة آخرى إذا كنت لا تريد فهدأ أمجد قليلا حتى غلبه النعاس ونام وأصبح الوالدين يتحدثا مع بعضهما الأم : هل تصدق يا عزيزي ابننا الصغير أصبح لديه صديق وأنا التي كنت اتعجب من ابتسامته عند رجوعه من المدرسة فقال الأب : كم هذا غريب حتى أنه لم يخبرنا بأن له صديق فردت الأم قائلة : ما رأيك أن نذهب معه إلى المدرسة ونتعرف إلى صديقه ؟ فقال الأب : لا ، اتركيه حتى يأتي هو ويعرفنا على صديقه بنفسه وأما في بيت عمر عاد عمر من العمل متأخرا لكي يكسب مالا أكثر ولكن عند عودته سمع صوت صريخ أبيه وإخوته كانوا يقولون : يجب أن نقتله لا يمكن لك أن تلدي هذا الطفل يكفي علينا أربعة أولاد لا يمكننا الاهتمام به أبدا وتدخل عمر وصرخ قائلا : لا يا أمي ، لا تقتله ونظر إلى أبيه وإخوته وقال: هل أنتم خائفون من الفقر هل هذا سبب لكي تقتله؟ونظر إلى أمه وقال : أمي احضريه إلى هذه الحياة وأنا سوف أعمل ليلا نهارا لكي أجني المال لا تقلق أنا سوف أوفره لي و لأخي القادم فقال له والده : كيف ذلك يا بني وأنت ما زلت صغيرا وأكملت أمه قائلة : يا بني أنت لا تستطيع عملها فقال عمر : كيف لا أستطيع ؟ وأنا منذ أن كنت صغيرا كنت أعمل لكي أعيش وها أنا أعيش بمالي لمن أطلب منكما شيئا غير أن أكون معكما أنا أستطيع أرجوك يا أمي لا تقتل أخي الصغير وامتلأت عينا أمه بالدموع وقالت : حسنا سوف اهتم به لا تقلق يا بني لن اقتله سعدَ عمر كثيرا وفي اليوم التالي مر اليوم الدراسي مثل أي يوم وذهب عمر وأمجد إلى العمل كالعادة وعندما انتهى وقت العمل سلمهما الرجل راتبهما فقال عمر لأمجد : ما رأيك أن نذهب لنشتري بعض الدفاتر والأقلام ؟ فوافق أمجد وذهبا إلى أصغر مكتبة في الحي وأخذ عمر ما أراد أما أمجد فلم يشتري شيئا لأنه لم يكن ينقصه شيء فنظر إليه عمر وقال : ما بك ؟ لماذا لا تشتري ؟ فقال أمجد : ها لمن أجد ما أريد فقال عمر : ماذا تريد ؟ سوف أساعدك لكي تجده فقال أمجد مرتبكا : أريد دفتر مذكرات فأخذ عمر ينظر يمينا ويسارا ورأى دفتران أسودان كانا يشبهان الكنزين فقال لأمجد : ما رأيك بهذا ؟ لك واحد ولي الآخر نكتب فيه عن بعضنا البعض إذا حزنت مني يوما اكتب فيه ولا تقول لي وأنا سوف أفعل نفس الشيء وعندما نكبر ونصبح أجدادا نقرأه لبعضنا ما رأيك ؟ فوافق أمجد وقال له : أنا سأدفع هذه المرة فقال عمر : لا ، ماذا تقول أنا سأدفع لأني اشتريت كثيرا فقال أمجد : لكن أنا .... قاطعه عمر قائلا : اصمت أنا سوف أدفع وانتهى الأمر وعندما خرجا من المحل قال عمر لأمجد : أنا سعيد جدا يا صديقي أمي سوف تحضر لي أخا عندما يأتي إلى هذه الحياة أريد منك أن تأتي لزيارتي حسنا ؟ فرد أمجد قائلا:حقا! أنا سعيد جدا من أجلك لا تقلق سوف أحضر لزيارتك وبعد مرور 9 أشهر فرح عمر كثيرا بأخيه الصغير وذهب وأخبر أمجد فورا فرح أمجد كثيرا بفرح صديقه وأصبح يقول في نفسه : كم أنت فتى محظوظ يا عمر لك إخوة يحبونك جدا وبعد الانتهاء من المدرسة أخذ عمر صديقه أمجد إلى بيته وأحضر معه هدية بسيطة من راتبه القليل لمن يرد أمجد أن يطلب من والديه شيئا عندما وصل إلى منزل عمر صدم أمجد عندما رأى منزل صديقه لمن يتوقع أن صديقه يعيش في مكان كهذا لم يتوقع بأن صديقه شديد الفقر كهذا وعندما فتح أخ عمر الباب لهما نظر إلى عمر وقال : من تظن نفسك ؟ مليونيرا كيف تحضر أصدقاءك إلى هنا ؟ كيف سوف تتطعم صديقك وتلبي له ما يحتاج ؟ عندها ابتسم عمر وقال : لا تقلق يا أخي أنا جهزت كل شيء تفاجأ أمجد من ردت فعل صديقه وقال لنفسه : أنا الذي كنت أحسدك على إخوتك كم أنت رائع يا صديقي تتحمل كل هذا وتظل مبتسما وقطع صوت عمر حبل أفكار أمجد وقال له : هيا يا صديقي ما بك تعال وادخل ودخل أمجد وكان سعيدا جدا لأنها أول مرة يرى فيها مولودا وكان يقول : كم هو صغير جدا وضحكت عمر وقال : ماذا كنت تظن ؟ هل كنت تعتقد أنه بحجمنا ؟ فضحك أمجد وقال : لقد تفاجأت فقط عندما حان موعد الطعام نظر أمجد إلى الطعام وقال أين الشوكة والسكين فضحك عمر وقال : ليس هذا وقت المزاح كل بيدك وعلمه كيف يأكل بيده شعر أمجد بسعادة غامرة لم يكن يتوقع أنه سوف يجرب شيئا جديدا في حياته وعندما حان وقت رجوع أمجد إلى منزله قال لعمر : عمر أريد منك أن تأخذ راتبي لك فندهش عمر وقال :لا ، لن أخذه مالي يكفيني فقاطعه أمجد وقال : إذا كنت تعتبرني صديقك حقا فخذ مالي رجاء أريد أن أشعر بأن أخاك هو أخي فقال عمر : إذا كنت تريد ذلك حسنا لكن مالك سوف يكون لأخي ولن أخذ منه قرشا فوافق أمجد وودع صديقه وعندما عاد إلى المنزل أخذ يكتب في دفتره كم أنت رائع يا عمر كم أنا محظوظ لأنك صديقي ولكني اليوم أصبحت أكثر خوفا من قبل أصبحت خائفا من أن أقول لك أني أغنى منك وتتركني أرجوك سامحني لأني سأبقي الأمر سرا عليك وبعد مرور 8 سنوات وكانت هذه آخر سنة لهم في الدراسة كان أمجد خلال الثامنة السنوات يزور عمر كثيرا ويلعب مع أخاه الصغير (فارس) حتى شعر أنه جزء من هذه العائلة وكان يخبر والده بأن يساعدهم لكن دون أن يعلم أن هذه المساعدة من صديقه ووافق والده بشرط أن يعرفهم على صديقه ووافق أمجد وقال لوالده : في الوقت المناسب يا أبي سأعرفك عليه وفي خلال هذه الثامنة سنوات كان راتب عمر يزيد وكان عمر يظن بأن سيده في العمل تحسنت أوضاعه لهذا زاد من راتبه في يوم زار أمجد صديقه عمر كالعادة عمر قال له : ألم تمل من بيتي فرد أمجد قائلا : ولماذا أشعر بالملل ؟ فأنا سعيد جدا وقال عمر : إذا يجب أن أزورك يوما فتغيرت ملامح وجه أمجد فقال عمر : لا تقلق يا صديقي فبيتك لن يكون اسوأ من بيتي فنحن الأفقر في هذه المدينة لهذا لا تقلق وضحك قال عمر هذه الكلمات ليخفف عن صديقه ولكنه لمن يعلم أنه زاد صديقه جرحا وأن صديقه شعر بأن هذه الكلمات كالسهام على قلبه وبعد مرور 3 أيام قال عمر لأمجد : سوف نذهب إلى بيتك اليوم فابتسم أمجد وقال:حسنا لكن بشرط فأجاب عمر:وما هو شرطك ؟ فرد أمجد وقال أن لا تتركني إذا عرفت كيف أعيش فضحك عمر وقال:يا أحمق أنت أعز شخص لدي كيف لي أن أتركك وبعد أن انتهى اليوم الدراسي أخذ أمجد عمر لطريق العام ليأخذ سيارة أجرة (تاكسي) فقال عمر مندهشا : أأنت مجنون ؟ نحن لا نملك المال لسيارة الأجرة (التاكسي) فقال أمجد : يا صديقي لا تقلق أنا لدي المال ولا تتحدث كثيرا لأنك سوف تفهم كل هذا قريبا فوافق عمر لكنه كان مندهشا وعندما كانا في الطريق اندهش عمر من القصور التي كانا يمرنا بها فخطر في باله أن صديقه ابن هؤلاء الخدم الذين في يعيشون في هذه القصور ويخدمون الأغنياء فقال في نفسه : لهذا السبب يا صديقي لا تريديني أن أزورك كم أكرهكم أيها الأغنياء لا ترأفون بحالنا أبدا ونظر إلى أمجد وابتسم وقال في نفسه : ستظل صديقي مهما كنت وعندما وصلا إلى القصر اندهش عمر كثيرا وقال : ما أجمل هذا القصر! وعندما دخلا من بوابة القصر ذهب عمر إلى خلف القصر لأنه كان يظن أن منزل صديقه هناك فصرخ أمجد قائلا : يا أحمق إلى أن تذهب ؟ فنظر إليه عمر بتعجب وقال : أليس هذا هو طريق بيتك ؟ فرد أمجد قائلا : اتبعني فقط وعندما وصلا إلى باب القصر الكبير قال عمر في نفسه وهو ينظر إلى صديقه أمجد : هل هذا سبب حزنك الشديد ؟ تمر من بيت سيدك لتصل إلى بيتك ما هذا الألم الذي تتحمله وتشعر به كل يوم ... وقطع حبل أفكار عمر صوت فتح الباب ورأى الخادمة تقول لأمجد : مرحبا بك سيدي إن والديك بالداخل ينتظرانك هنا شعر عمر بأن صاعقة ضربته وأخذ يقول في نفسه : ما هذا ؟ هل أمجد غني أم أنا أحلم ؟ ثم دخلا إلى القصر كان أمجد ينظر فقط إلى صديقه المتعجب وعندما وصلا إلى الغرفة الأساسية رحبَ والدا أمجد بعمر ترحيبا حارا فهما كانا متشوقان جدا لكي يعرفا من هو صديق ابنهما وقالا له: أن البيت بيته وأخبراه أنه بمنزلة ابنهما أمجد ولكن عمر لم يخرج من صدمته فامسك أمجد بيده وقال له : تعال معي سوف أريك شيئا استأذن من والديه وأخذ عمر إلى غرفة الموسيقى وقال له : منذ أن كنت صغيرا وهذا البيانو هو صديقي إلى أن جاء اليوم الذي القيتك به ابتسم عمر وقال له : أمجد ما هو حلمك ؟ فرد أمجد متعجبا : أريد أن أصبح موسيقارا عالميا قال عمر بنبرة حزن : هل تعلم أني كنت أكره الأغنياء جدا ؟ كانوا يشعرونني بأن المال أهم شيء في هذه الحياة وأني لا أستطيع أن أعيش إذا لم يكن لدي المال لكن اليوم عندما علمت أنك غني شعرت أنك متخلف عن الباقين فأنت خلال هذه السنوات كنت تشاركني أحزاني وأفراحي أنت الوحيد الذي لم تكن تسخر مني وابتسم ابتسامة حزن فقال أمجد بابتسامة : وما هو حلمك أنت ؟ قال عمر : أريد أن أصبح أفضل طيار بهذا العالم وأجعل أبي وأمي يفتخران بي وإخوتي يشعرون بالغيرة مني ولكن حلمي بعيدٌ جدا عني فقال أمجد مازحا : أظن أن جميع الركاب سوف يشعرون بالخوف عندما يكونون معك فنظر إليه عمر وقال : سوف تكون أنت راكبي الوحيد فقال أمجد متعجبا : وكيف هذا ؟ فقال عمر: سوف أصبح طيارك الخاص فنظر أمجد بتعجب وقال : لماذا طياري الخاص فرد عليه عمر مازحا : لأني صديقك المفضل وسوف تزيد لي راتبي في العطل والمناسبات الخاصة ولا انسى عندما أسافر معك سوف نتجول كثيرا فقال أمجد مازحا : كم هي كبيرة هذه الأحلام التي سوف أجعلها كابوسا بالنسبة لك فقال عمرر: اعزف وسوف نرى من هو الذي سوف تتحول أحلامه إلى كوابيس وبدأ أمجد بالعزف وعندما انتهى صفق عمر وقال : أنت رائع أنا متأكد بأنك سوف تصبح موسيقارا عالميا وفي اليوم التالي أسرع عمر إلى أمجد وقال له : انظر دخلت إلى معهد تعليم القيادة وسوف أدخله بالمجان وسوف أتعلم القيادة قبلك ههههههه سوف أتفوق عليك فضحك أمجد وقال له : أنا أملك رخصة قيادة انصدم عمر وقال غاضبا : حسنا حسنا تملك رخصة قيادة ولا تخبرني بذلك فرد أمجد وقال : أنا آسف يا صديقي فقال عمر:سوف أسامحك لكن بشرط أن نذهب في نزهة بسيارتك فوافق أمجد وأصبح عمر يذهب إلى ذلك المعهد بانتظام ولكن أمجد لم يعجبه المعهد الذي يذهب إليه صديقه فسجل صديقه في المعهد الذي كان يذهب إليه وأخبر مدير معهد عمر بأن يعلم صديقه بأن هذه منحة خاصة له وقدم لمدير المعهد بعض المال لكي يقبل ووافق مدير المعهد وبعد أن خرج أمجد وغادر طلب المدير من عمر أن يأتي وقدم له المنحة فرح عمر كثيرا ولم يكن ليصدق أن هذا كان يمكن أن يحدث معه وذهب إلى أمجد فورا لكي يشاركه فرحته عندما وصل إلى أمجد قام باحتضانه قال له بفرح شديد : انظر انظر لقد حصلت على منحة في معهد ممتاز فابتهج أمجد كثيرا وقال له : هذا رائع مبارك يا صديقي ومرت الأيام وعمر كان سعيدا جدا بالمعهد الجديد وصديقه أمجد كان أكثر سعادة وبعد أن انتهى عمر من تعلمه في المعهد وأخذ رخصة القيادة غمرته سعادة كبيرة وفي اليوم التالي في المدرسة ذهب إلى صديقه أمجد وقال له : انظر أصبحت لي رخصة وأستطيع القيادة وليس أنت فقط لقد فزت عليك فضحك أمجد وقال : حسنا مبارك ماذا تريدني أنا افعل لك فأنت متأخر جدا فقال عمر بصوت حاد : أهكذا تهنئ صديقك أحمق فبتسم أمجد وصمت وفي نهاية الدوام كان أمجد يبحث عن عمر ولكنه لم يجده فشعر أنه قد جرح صديق بكلامه فقرر أن يخرج من المدرسة ويذهب إلى بيته ويعتذر ولكن عمر أتى من خلفه يركض وضربه على كتفه تفاجأ أمجد كثيرا ولم يحرك ساكنا عمر كان يلتقط أنفاسه بصعوبة وقال له : هل تريد أن تذهب إلى منزلك من دوني أيضا ؟ سوف أقتلك صدقني فبتسم أمجد وقال : كنت سأذهب إلى منزلك قال عمر : أحقا؟ فهز أمجد رأسه وكأنه يقول له نعم وقال : هيا بنا لنذهب وعند بوابة المدرسة شاهدا مجموعة من الطلاب مجتمعين وكانوا يقولون: واااااااااااااااااو كم هي رائعة؟ لمن تكون يا ترى؟ هل صاحبها في مدرستنا أم اخطئوا في العنوان ؟ فشعر عمر بالفضول وذهب إلى مكان التجمع أما أمجد فابتسم فقط عمر كان فضوليا جدا وقال لبقية الطلاب ابتعدوا ابتعدوا دعوني أرى وعندما وصل وجدا سيارة سوداء فخمة جدا فنظر إليها بتعجب وقال : اه كم هي جميلة لمن تكون يا ترى ؟ هل هي لصديقي أمجد ؟ لا ، لا يمكن أمجد سيارته فضية اللون هل هناك غني آخر في المدرسة ؟ وقطع هذه التساؤلات رؤيته للمفاتيح أمام عينه وصوت صديقه أمجد من الخلف يقول له : مبروك هذه هدية صغيرة مني اندهش عمر كثيرا وأخذ المفاتيح وقال : هل تمزح معي ؟ قال أمجد : ولما امزح ؟ فرح عمر كثيرا ولم يصدق ودخل السيارة وقال لأمجد اركب أنا سوف أوصلك وباقي الطلاب كانوا يترجونه أن يركبوا معه قال لهم : ليس اليوم في يوم آخر بإذن الله فركبا السيارة ومن شدة فرحة عمر كان فقط ينظر لها ولمن يقدها فقال أمجد : هل تريد أن نبقى طول اليوم في هذه السيارة فضحك عمر وقال : لقد سرحت قليلا أنا آسف عاشَ هذين الصديقان في سعادة غامرة كان أمجد يزور عمر وكان إخوة عمر يشعرون بالغيرة منه لأنه صديقه غني جدا كان أمجد يحضر الألعاب لفارس وأصبح فارس يرى أنه أخويه هما فقط أمجد وعمر كان يطلب من الاثنين فقط وهذا جعل أمجد يشعر بسعادة غامرة شعر أخيرا بمعنى الأخوة وكان عمر وفارس يزوران أمجد كثيرا كان فارس يحب اللعب في حديقة بيت أمجد وكان عمر دائما يستمع لموسيقى أمجد وكان بعض الأحيان يضغط على مفاتيح البيانو مما يغير اللحن فجأة وكان فقط يريد أن يثير غضب صديقه ومن بعدها يمزحان مع بعضيهما وكان أمجد يغضب بالفعل ولكنه كان يرى أن هذه الألحان التي يضيفها عمر رائعة ومرت الأيام إلى أن آتى يوم تخرجهما كان سعيدين جدا وكان أسعد عندما استلما الشهادة وعندما خرجا قال أمجد لعمر : ما رأيك أن نحتفل ؟ وافق عمر بسرعة و فقال : كم هذا رائع أخيرا تخرجنا وسوف أدخل الجامعة وسوف أصبح أفضل طيار في هذا العالم وعندما كانا يتحدثا رأى عمر فتاة صغيرا تحاول التقاط لعبتها من وسط الطريق وكانت هناك سيارة مسرعة فركض عمر بسرعة نحو الفتاة ودفعها بعيدا عن السيارة المسرعة ولكن هو لمن يستطع أن يبتعد فصدمته السيارة مرت هذه اللحظات أمام أعين أمجد بلمح البصر لمن يصدق ما رأته عيناه لمن يستطع التحرك كان فقط يرى الناس مجتمعين كانت الصدمة واضحة على وجهه إلى أن وصل الإسعاف وذهب أمجد معهم وكان يبكي بشدة و يقول : عمر لا تتركني وحيدا في هذا العالم عمر لا تذهب هيا استيقظ يا صديقي لتصبح أفضل طيار في هذا العالم ولكن عمر لم يرد على صديقه وفي المستشفى كان أمجد يصلي ويدعو لصديقه إلى أن أتت عائلته فارس حضن أمجد وقال له : أمجد أخي أين هو عمر ؟ لم يستطع أمجد أن يقول كلمة واحدة واكتفى باحتضان فارس والبكاء أما إخوة عمر فكانوا ينظرون إلى فخامة المستشفى ولمن يهتموا بأمر أخيهم أبدا وكانوا يهمسون : ما هذا ؟ كيف سندفع تكاليف هذه المستشفى ؟ أغضب هذا الكلام أمجد كثيرا وقال وهو يصرخ : أنا سأدفع جميع التكاليف أنا سأدفع تكاليف العلاج أيضا لا يهمني إن وصل المبلغ إلى البليون دولار سوف أخذه لكي يعيش معي سوف أجعلكم ترتاحون منه هل هذا جيد ؟ هل هذا يكفي ؟ كم أنتم حمقى أخوكم يصارع الموت في الداخل وأنتم تفكرون في المال فقط و فجاءه عما الهدوء المكان ظل عمر في غرفة العمليات لمدة 12 ساعة وبعدها خرج الطبيب ذهب إليه أمجد وقال لطبيب : كيف حاله ؟ و كان والدا عمر قلقين جدا ووالدا أمجد أيضا كان الطبيب ينظر إلى الأرض و قال : فعلنا ما كتبه الله ولكن الأعمار بيده أريدك أن تكون قويا صديقك انتقل إلى رحمة الله عظم الله أجرك كانت هذه الكلمات كالخناجر على قلب أمجد وصرخ قائلا وهو يهز الطبيب : أنت تكذب علي ؟ عمر لمن يمت عمر سوف يصبح طيارا مااااااافائدة كونك طبيبا أليس لتنقذ حياة الآخرين ؟ لماذا قتلته لماااذااااااااااا ؟ فتدخل والد أمجد وامسك بابنه وقال له : يا بني ، هذا قضاء الله وقدره اصبر لمن يستطع أمجد التحمل فبكى مثل الأطفال وأتى فارس من خلفه وقال : أخي أمجد أين أخي عمر ؟ لماذا تبكي يا أخي ؟ نظر إليه أمجد ولمن تستطع الكلمات أن تخرج وحضنه وقال له : ذهب يا فارس ذهب عمر وعندما اخرجوا جثة عمر لم يتحمل أمجد وحضن عمر وأخذ يبكي و يقول : عمر لماذا ؟ لماذا تركتني ؟ ماذا فعلت لك ؟ وكان الجميع متأثر بحالة أمجد كثيرا وبالقوة أبعدوا أمجد عن عمر وكان يصرخ و يقول : خذني معك لا أريد أن أعيش أريد أن أذهب معه ابتعدوا عني وبعد أن مر العزاء عاد أمجد إلى حالته السابقة عندما كان طفلا أصبح في غرفته يبكي ويكتب وتارة آخرى يذهب إلى غرفة البيانو ويعزف كان والديه يشعران بالحزن على ابنهما فقررا أن يجعلا والدهما يسجل للجامعة ربما تتحسن حاله ولكنه لم يكن يتحدث مع أحد كان كالحي الميت فقررا أن يغلقا غرفة البيانو وقال له : لن نسمح لك بالعزف إلى أن تسجل في الجامعة ولمن يعلما أنهما بهذا التصرف دمرا ابنهما لم يتكلم أمجد ولا كلمة كانت دموعه تكفي لتعبير عن مدى حزنه ذهب إلى غرفته وأغلق على نفسه الباب وكانت أمه تطرق الباب عليه كل يوم لكي يفتح ويتناول الطعام ولكن لم يستجيب مر أسبوع وأمجد لم يخرج من غرفته المعتمة شعر أمجد بالمرض كانت حرارته مرتفعة جدا وكان يشعر بالبرد كان يرجف كثيرا ولكن والديه لم يعلما بالأمر ولكن قلب الأم كان دليلها شعرت بوغزة في قلبها وقالت لوالد أمجد : أشعر بالخوف على ابننا قال لها : أنا أيضا ما رأيك أن نعيد له البيانو ونفتح باب غرفته بالمفاتيح الاحتياطية ؟ وافقت أم أمجد وأخبرا الخدم أن يبحثوا معهم عن مفاتيح غرفة أمجد وفيه أثناء بحثهم أمجد كان نائما وكان يحلم رأى نفسه في طائرة كانت فخمة جدا ولمن يعلم كيف وصل إلى هنا ولكنه اتجه إلى غرفة القيادة ووجد شخصا لكن لم يعلم من هو فسأل متعجبا : عفوا سيدي من تكون ؟ فالتفت الرجل إليه وابتسم وغمز له وقال : هل نسيت صديقك بهذه السرعة ؟ لم يصدق ما تراه عيناه فرح كثيرا وجلس بجانبه ابتسم عمر وقال : أين تريد الذهاب يا صديقي ؟ فقال أمجد : إلى أين مكان تريده ما دمت معك فأنا لا اهتم إلى أين سوف نذهب فقال عمر : ما رأيك أن نتحدث قليلا ؟ فقال أمجد بفرح غامر: ولما لا ؟ في هذه الأثناء استطاع والدا أمجد الدخول إلى غرفته وأسرعت أمه إليه وقالت : أمجد ابني حبيبي ؟ ووضعت يدها على رأسها فصرخت حرارته مرتفعة اتصلوا بالطبيب وكانت تسمعه يهذي باسم عمر اكمل حلمه قال له عمر : لماذا أصبحت هكذا بعد رحيلي ؟ لماذا تركت الجميع يقلقون عليك لماذا تركت أخي فارس ؟ إنه يحتاجك كثيرا عد أمجد الذي عرفته حقق حلمك صدقني سأكون سعيدا بذلك أنا لم أمت يا أمجد ما دمت حيا في قلبك هيا عد كما كنت وبدأ عمر يختفي فصرخ أمجد لا تذهب واستيقظ خائفا ويقول : لا تذهب لا تتركني أمه حضنته وقالت : نحن هنا يا بني اهدأ كان مجرد حلم اهدأ وفي هذه الأثناء أعطى الطبيب أمجد مسكن ألم وعاد إلى النوم لم يستطع والداه النوم بقيا عند ابنهما طول الليل وفي الصباح استيقظ أمجد و ايقظ والديه وقال لهما : اذهبا إلى الصلاة وناما في غرفتكما وأنا سوف اذهب إلى الجامعة فرح الوالدين كثيرا وأعطته أمه مفتاح غرفة البيانو فأخذه وقبَل رأس والديه وذهب وفي المساء عندما عاد إلى المنزل اتجه إلى غرفته فقالت له أمه : ألا تريد أن تأكل ؟ قال لها : شكرا يا أمي لقد أكلت قبل قليل سوف اذهب لكي ادرس قليلا شعر الوالدان بفرح كبير لأن ابنهما عاد لدراسة وعندما حل الليل شعر والدا أمجد بالفضول ما هي الجامعة التي اختارها ابنهما ؟ وكيف هي ؟ وأين تقع ؟ فقرر والد أمجد أن يتحرى الأمر وبعد نص ساعة انصدم الوالدان لأن ابنهما ارتدى جامعتين فنادى والد أمجد ابنه وقال له لماذا يا ابني ؟ لماذا دخلت جامعة الموسيقى وجامعة الطيران ؟ كيف سوف تنجز الأمر فقال له وهو مبستم : أبي أرجوك ثق بي فقط هذا الأمر يسعدني رجاء لا تحرمني منه فابتسم والده وقال : كما تريد يا بني قال أمجد : أمي أبي هل تسمحا لي بأن أساعد عائلة صديقي عمر رحمه الله فقال الوالدان : وكيف لا نوافق وعمر كان ابننا أيضا ؟ سعد أمجد كثيرا وفي اليوم التالي ذهب أمجد إلى بيت صديقه ودق الباب وفتح فارس له الباب فارس لم يصدق ما تراه عيناه عاد أمجد حضنه وبكى في حضنه وقال له : أين كنت يا أخي لقد بكيت كثيرا لقد عاينت كثيرا أين كنت ؟ أين أخي عمر ؟ وسمع صوت أم عمر تقول : فارس من على الباب وعندما رأت أمجد حضنته بشدة وقالت له : ادخل يا بني لما أنت واقف عند الباب شعرت أم عمر عندما رأت أمجد بأن ابنها عمر قد عاد فدخل أمجد وقدمت له القليل من الطعام وقالت له : أنا آسفة هذا ما أستطيع تقدمه لك فابتسم أمجد وقال : لا أريد شيئا أتيت للاطمئنان عليكم فقط فبكت أم عمر وقالت : يا بني من بعد أن اتوفى عمر أصبحنا في حال يرثى لها أبنائي الباقين أصبحوا يضغطون على والديهم كثيرا ويطلبون منه أن يبيع سيارة عمر ولكنه أبى هذه السيارة هي الذكرى الوحيدة المتبقية من ابني عمر ولا نريد أن تضيعكم من الرائع أن أراك أمام عيني اليوم وكأن ابني عاد من جديد ومسحت دموعها وأكملت : لدي شيئا لك وذهبت وأحضرت دفتر عمر الأسود وقدمته إلى أمجد وقالت : أظن أن هذا الدفتر من حقك أنت وحدك عندما رأى أمجد الدفتر امتلأت عيناه بالدموع عادت له ذكرياته مع صديقه عمر وأخذ الدفتر الذي اعتبره مثل الكنز وقال : شكرا لك وعاد فارس وسأل أمجد ببراءة الأطفال : أين أخي عمر ؟ قال أمجد : تعال واجلس بجانبي وجلس فارس بجانب أمجد فقال أمجد : عمر ذهب يلقى ربه قال فارس : حسنا لن يعود ؟ فقال أمجد : هو معك دائما يراقبك افعل كل الأشياء الجميلة لكي يسعد قال فارس : أنا سأدعو له كل ليلة لأني أمي قالت لي بأن عمر سوف يسمعني سأخبره بكل شيء فابتسم أمجد وقال : هذا رائع سوف يسعد عمر كثيرا وقتها عاد الأب للمنزل وسأل زوجته : من عندنا ؟ فابتسم وقالت : رائحة ابنك عادت فدخل مسرعا وعندما رأى أمجد سعد كثيرا لدرجة أن عيناه امتلأت بالدموع وقال : كيف حالك يا ابني ؟ فرد أمجد وقال : أنا بخير والحمد لله عمي أريد أن اطلب شيئا منك ولكن لا ترفضه رجاء فرد قائلا : وكيف أرفض وأنت الذي سوف تطلب فقال أمجد : انتقلوا إلى القصر الذي بجانب قصري أبي اشتراه لكم سوف أشعر بالراحة لقربكم مني ولقد وجد أبي عملا لك في الشركة وسوف تتحسن أوضاعكم بإذن الله رفض الأب بشدة فقال أمجد : رجاء يا عمي سوف أشعر بالراحة إذا قبلت فبكى والدا عمر كثيرا وقالا : كيف يمكن أن نرد جميلك هذا ؟ فقال أمجد : لا أريد شيئا غير أن أشعر أني فعلت ما يسعد صديقي عمر وفي اليوم التالي كان أمجد يساعد عائلة عمر في نقل أغراضهم إلى القصر فقال والد عمر لأمجد : يا بني أنت أوصل سيارة عمر تحتاج إلى تنظيف هل يمكنك تنظيفها ابتسم أمجد وقال : بكل سرور يا عمي أتى فارس وقال : سوف أساعدك فابتسم أمجد ووافق عندما كانا ينظفان السيارة قال فارس لأمجد : أمجد أريد أن أخذ سيارة عمر عندما أكبر هل أستطيع فقال أمجد : نعم تستطيع ولما لا ؟ وعندما فتح أمجد السيارة لينظفها من الداخل خرجت رائحة عمر شعر بالسعادة والحزن في نفس الوقت وجدا عطر عمر وبعض صور عمر مع أمجد نظر أمجد إلى فارس وقال له : هل يمكنني الاحتفاظ بها ؟ فقال فارس : نعم وعندما انتهيا وذهبا بالسيارة إلى القصر عاد أمجد إلى منزله ورأى دفتر عمر وأخذ يقرأ ما كتبه عمر ، كم كان اليوم جميلا مع أمجد وأخيرا استطعت أن اشتري له شيئا ، اليوم اكتشفت شيئا عجيبا إن صديقي غني ولكنه أحمق كيف كان يظن أني سوف أتركه يوما لسبب كهذا ، اليوم حصلت على رخصتي أنا سعيد جدا ولكن أمجد أشعرني بالغضب ولكن مفاجأته كانت جميلة جدا شكرا يا أمجد لا أعرف كيف أشكرك وظل يقرأ ويقرأ وكانت دموعه تنهمر وعندما انتهى قال : رحمك الله يا صديقي الحمد لله أني استطعت إسعادك ورش القليل من عطر عمر على دفتره ونام ودفتر صديقه بقربه ومن بعدها أمجد لا يمكنه النوم إلا إذا كانت دفتر صديقه بقربه بعد مرور 10 سنوات حقق أمجد نجاحا باهرا في مجال الموسيقى وأصبح أفضل موسيقار في العالم وكان دائما يضيف إلى مؤلفاته ألحان صديقه الطايشة وأصبح أفضل طيار اجتهد كثيرا ليحقق ما وصل إليه وفي لقاء صحفي له كان الصحفيون يسألنه : سيد أمجد لماذا تلتزم باسمك الحقيقي أمجد في مجال الموسيقى أما في الطيران فتفضل أن يناديك الجميع باسم عمر ؟ فقال مبتسما : لأن عمر هو الطيار وأنا هو الموسيقار لم يفهم الصحافة تصريح أمجد وسألوه ماذا تقصد بذلك ؟ فقال : احتفظ بالإجابة لنفسي وبعد الانتهاء من اللقاء الصحفي ذهب ليزور فارس وكالعادة عاد فارس متأخرا إلى البيت ولكن عندما رأى أمجد ذهب إليه فورا وقال له أمجد : لا تهمل دراستك إن سيارة عمر تشتكي منك اتركها قليلا وأدرس فرد فارس وقال : لا تقلق علي أن جيد في الدراسة ولا تطلب مني أن اترك سيارة أخي عمر فأنا أشعر أنه معي عندما اركبها وتحدثا كثيرا واستمتعا بوقتهما وبعدها خرج أمجد وذهب إلى قبر صديقه عمر وقرأ له سورة الفاتحة ودعا له وبعد أن انتهى قال : لقد أصبحت طيارا محترفا وعالميا أيضا هههه لقد أصحبت أزيد لك راتبك في المناسبات الخاصة وأعطيها لعائلتك أعلم أنك كنت سوف تعطيها لهم ، فارس كبر كثيرا وأصبح لا يترك سيارتك أبدا وإخوتك الباقين أصبحوا أكثر لطفا معه ولقد تغيروا كثيرا عمر أتمنى أن تكون فخورا بما أنجزناه مع بعضنا البعض وشعر أن عمر يبتسم له وقوله له : أنت أحمق كالعادة كيف لا يفخر بصديقي لا تقلق سوف أبقى بقربك دائما وعندها قال أمجد : ستظل بقلبي إلى أن أموت وأصبح بقربك جمعني الله بك في فردوسه الأعلى