- إنضم
- 24 أبريل 2013
- رقم العضوية
- 147
- المشاركات
- 455
- مستوى التفاعل
- 40
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
LV
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالَمين وجعله مثلاً كاملاً وأسوة حسنة للمؤمنين، وحجة على خَلقِه أجمعين، حيث جعل رسالته عامة للناس كافة، والصلاة والسلام على نبينا الرؤوف بالمؤمنين،الذي بُعث بمكارم الأخلاق للناس أجمعين .. وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدِّين..
سنتحدث اليوم عن أعظم الخلق وأطهرهم.. عمن ضحى براحته من أجل أمته ..سنتحدث عن عظيم قرن الله كمال الإيمان بمحبته وطاعته سنتنقل بين صفاته ومآثره ...نسعدُ بالحديث عنه ..والإستماع إلى روعة أخلاقه.. وننهل من معين سيرته الصافي فننتقل كالنحلة التي تنتقل بين الورود..فترشف من ذا الرحيق وترشف من ذاك ..
قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..
فقالوا له : ما يبكيك يا أبا بكرإنها آية مثل كل آية نزلت على الرسول ..
فقال :هذا نعي رسول الله .
وعادالرسول.. وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلت آخر آية منالقرآن
( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال : أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال : السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق )
وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
قالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال اشتقت إلى إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانكيا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) ..
اللهم أنا نسألك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة
فقال: ( اجمعوا زوجاتي )
فجمعت الزوجات ،
فقال النبي : ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟ )
فقلن : نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي صلى الله عليه وسلم
وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مرة ..
فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع : ماذا أحل برسول الله صلى الله عليه وسلم .. ماذا أحل برسول الله .
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.
فبدأ العرق بتصبب من النبي صلى الله عليه وسلم بغزارة
فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .
فتقول : كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول :فأسمعه يقول : لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات )
.فتقول السيدة عائشة : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد إشفاقا على الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) ..
فقالوا : يا رسول الله ، يخافون عليك .
فقال احملوني إليهم ) ..
فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتى يفيق . فحمل النبي صلى الله عليه وسلم وصعد إلى المنبر.. آخرخطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم و آخر كلمات له
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أيها الناس، كأنكم تخافون علي )
فقالوا : نعم يا رسول الله .
فقال : ( أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم) .
ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة
بمعني استحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة ، وظل يرددها
ثم قال : (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا)
ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله ، فاختار ما عند الله )
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة ، وكان يقصد نفسه
سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه، ووقف وقاطع النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : فديناك بآبائنا ،فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا
وظل يرددها..
فنظر الناس إلى أبو بكر ، كيف يقاطع النبي صلى الله عليه وسلم ..فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدافع عن أبي بكر
قائلا : ( أيها الناس ، دعوا أبا بكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبا بكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل ، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا)
وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم
فقال : (أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهة للأمة من على منبره قبلنزوله
قال : (أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة) .
وحمل مرة أخرى إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر إلى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت .
تقول السيدة عائشة :ثم دخلت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ادني مني يا فاطمة )
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبي : (أدني مني يا فاطمة)
فحدثها مرة أخري فيأذنها ، فضحكت .....
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت : قال لي في المرة الأولي : ( يا فاطمه ،إني ميت الليلة ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .
تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( أدني مني يا عائشة)
فنام النبي صلى الله عليه وسلم على صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء
ويقول : ( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) ...
تقول السيدة عائشة : فعرفت أنه يخير.
دخل سيدنا جبريل علي النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك ..
فقال النبي ائذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت على النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
ووقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : أيتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول : فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذاعثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنى ويسرى وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه
وقال : وآآآخليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.
ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدًا قدمات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ... ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول : فعرفت أنه قد مات...ويقول : فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....
ودفن النبي
والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي صلى الله عليه وسلم .... ووقفت تنعي النبي
وتقول : يا أبتاه ،أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ،يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .
ترى، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايارسول الله صلي الله عليه وسلم لك في آخر كلمات له ؟؟
في حفظ الله..
التعديل الأخير بواسطة المشرف: