رواية * كذبة بنفسجية * violet lie (1 زائر)


إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
مرحباً جميعاً و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...

رواية كذبة بنفسجية هي أول مشاركاتي هنا .. لكنها ليست أول ما أكتب , أرجو أن تنال اعجابكم

التصنيف : مصاصي دماء , خوارق , خيال علمي

مقتطف بسيط منها : أنت كاذب يا صديقي !!!
أستطيع أن أرى كذبة ما وراء زهرتي البنفسج الذابلتين في عينيك ! ... كذبة تختلط مع نظراتك الارجوانية الهادئة ! ...
و لكن ... ماذا تكون ؟!


و الآن أترككم مع البارت الأول ...


جلس وحيداً في الحديقة يحدق في جميع أولئك الأطفال الذين يستمتعون بوقتهم ... نهض ليطالع الأزهار بعينيه البرئتين الزمرديتين لتختطف نظراته أزهار البنفسج الساحرة فأخذ يحدق بها بكل اعجاب ...

لفت انتباهه طفل بنفس عمره يحدق أيضاً بالأزهار بشرود ... أخذ يحول نظره بين تلك الأزهار الجميلة و الفتى و كأنه يقارن بينهما ... قطف احدى الأزهار بخفة و اقترب من الفتى ليعطيه اياها ... فقطب الآخر جبينه باستغراب ليرد صاحب الزهرة بابتسامة جميلة :

( عيناك بنفسجيتان ... انهما يشبهان تلك الزهرة ! )

انتقلت الابتسامة الى الطفل الآخر لا شعورياً ليرد بعفوية :

( و أنت عيناك خضراء يشبهان غصنها ! )

مرت السنوات و المشهد ذاته يتكرر كل يوم و كان الطفلان يقضيان وقتهما معاً في حديقتهما ... و في أحد الأيام أخذ ذو العينين الخضراء يقلب بأحد الكتب بحماس شديد و هو لا يتوقف عن الكلام :

( دايمون ! أتعلم لم مصاصي الدماء أعمارهم طويلة ؟! )
رد الآخر بعدم اهتمام ( لا أعلم و لا أهتم )

لكن ذلك الرد لم يخفف من حماس الفتى الذي يمسك بالكتاب ... بل بدا كأنه لم يسمعه أصلاً ...

( أعمارهم ليست طويلة حقاً ! و لكن هناك نسبة قليلة جداً منهم يستطيعون السفر عبر الزمن لذا يظهرون في عصور مختلفة ! )
صمت لدقائق ثم تابع ( أريد حقاً أن التقي بواحد ! بل و أريد أن أسافر في الزمن ! )

نظر دايمون نحوه بجدية ... ثم انقض عليه ليثبت يديه على الأرض : ( هل تريد أن أحولك الى مصاص دماء يا آيرون ؟! )

رمقه آيرون بملل ثم تحدث بسخرية ( و كأن فاشلاً مثلك يستطيع أن يكون مصاص دماء ! )

ابتعد دايمون عنه و هو يضحك بخفة ...

مرت سنوات ... ليقف الاثنان في الحديقة ذاتها ينظران نحو شجرتهما الكبيرة التي قضيا أغلب طفولتهما تحتها .. اقترب آيرون ليتلمس أحد الخطوط المحفورة عليها ليبتسم
( لقد كنتَ قصيراً حقاً يا دايمون ! )

اقترب دايمون ليربت على رأسه : ( و أنت أيضاً ! )

عاد آيرون الى منزله في ذلك اليوم ليجده هادئاً كعادته حيث يعود والده متأخراً من عمله كل يوم ... بينما والدته رحلت و تركته حين كان طفلاً ... تركته دون عودة ... لكنه دائماً و منذ طفولته أقنع نفسه أنها تراقبه من الأعلى و تتمنى له الحظ السعيد مع كل خطوة ...حاول ألا يفتقد حنانها كثيراً فهو قد امتلك من يحاول تعويضه ... و حتى ان لم يكن هناك من يستطيع أن يحل محل الأم لكن مجرد رؤيته لمحاولات أخته الكبرى أن تغمره بحنانها كان كافياً ...

لكن الغريب حقاً هذه الأيام أن أخته لا تفارق سريرها ... تبدو مرهقة جداً و خصوصاً نفسياً ... طرق باب غرفتها بخفة فلم يسمع رداً ... رفع كتفيه بلا مبالاة ( لن أنتظر الرد ... سأدخل و حسب ) ...

دخل ليفاجأه المنظر الذي يراه ... أخفض عينيه و رأسه و تراجع للخلف برعب ليصطدم بالجدار ... لكن ما آلمه حقاً هو جدار الواقع الذي اصطدم به حين رفع عيناه مجدداً ليرى الدماء القرمزية القانية تتسلل بخفة من جسد أخته الشاحب الى الأرض التي كانت بيضاء ... اختلط شعرها الأشقر الناعم مع دماءها ليشكلا لوحة دموية كتب لها أن تبقى في متحف ذكريات أخيها ...

( لماذا ؟! )

قالها بصوت مرتجف خافت حين اقترب و رآها تمسك بالسكين المغروس في رقبتها ... و قد كان واضحاً له أنها هي من فعلت ذلك بنفسها ... لقد انتحرت !

( آسفة ! لم يكن يجب أن تراني هكذا ... )
قالها صوتها الرقيق الواهن ...

أراد أن يلمسها ... مد يده ... و لكنه كان يخشى بأن تتلاشى من أمامه ! فسحب يده ليضعها على عينيه و الأخرى على قلبه و هو يجثو على الأرض بنبضات مرتجفة و أنفاس مضطربة و دموع حارقة ...

جاءه ذلك الصوت الضعيف مجدداً ( لا تكره الحياة ... لا تدفن نفسك فيها لأنك فقدت أشياء أردتها ... لا تنظر الى الماضي ... و لا تلمني لقراري هذا ... )

قالت جملتها الأخيرة بخفوت شديد لتبدو له كالكلمات المتقاطعة عديمة المعنى ، ليختفي بعدها صوتها نهائياً ... و يفقد آيرون وعيه بعدها بلحظات ...

هو لم يفهم وقتها لماذا أقدمت على قرار قاسٍ كهذا ... اختارت الموت ... لكن لأجل ماذا ؟! ... ما هو الخيار الآخر الذي كان أمامها و رفضته لتختار بدلاً عنه الموت ؟! ... هي بالطبع اختارت أن تموت كانسان بشري على أن تعيش لترى ذلك اليوم الذي تتحول فيه لشيء ما يتغذى على دماء غيره ! ... و هو قد فهم ذلك حين كبر .
 
التعديل الأخير:

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

مرحباً مجدداً ^_^ ... رمضان كريم و مبارك على الجميع ان شاء الله ..

أترككم مع البارت الثاني ...

من تلك الغرفة الصغيرة ... لا يمكنك سوى أن تسمع أصوات تحطيم كل يوم صباحاً ... و مجدداً في صباح ذلك اليوم كما هي العادة رمى ذلك الفتى المنبه ليرتطم بالجدار و يتحول الى قطع ، و لو كان المنبه حياً لشعر بالندم أنه يرن !

استمر بتذمره الصباحي المعتاد دون أن يفتح عينيه .. سرق بضعة دقائق اضافية من النوم و بعدها فتح عينيه متكاسلاً ليضيقهما بعد أن اصطدمت أشعة الشمس بعينيه الزمرديتين .. أدار وجهه ليطالع الساعة المعلقة على الجدار ، نهض بفزع ليغير ثيابه بسرعة و يبعثرها في أنحاء الغرفة و على سريره المهمل الترتيب ليرتدي زيه الرسمي الأسود ، وضع ربطة عنقه الزرقاء الفاتحة التي تتلائم مع لون عينيه الربيعي على قميصه محاولاً ربطها .. يحاول و يحاول لكن لا فائدة ! عقدها بطريقة سيئة بغضب و لا مبالاة ... ثم أخذ يحدق بنفسه في المرآة و هو يصفف خصلات شعره السوداء المتمردة لعله يبدو بمظهر جاد أكثر ... لكن في النهاية أعلنت تمردها فبعثرها مستسلماً للأمر الواقع ...

نفض رأسه لينسى اعجابه بنفسه مؤقتاً و ينتبه الى الوقت الذي سيفوته بالفعل ... ركض خارج غرفته ليسرق قطعة من الخبز من المطبخ ثم تابع سباقه مع الوقت خارج المنزل ...

أخذ يحدق بعينين دامعتين بالحافلة التي فاتته ... ثم انقلب مزاجه نحو الغضب و أخذ يتذمر بصوت مسموع :

( تباً لتلك الحافلة ! كيف تغادر هكذا و تتركني ؟! سأتأخر أكثر بسببها )

لحظات ليستعيد هدوءه و يتابع : لا مهلاً ! ... هي تغادر في الوقت المحدد من كل صباح ... انه ذنبي لتأخري من البداية ...

لكنه عاد للغضب مجدداً : لا يهم ! انه ذنب الحافلة فقط ! حتى لو كنت أنا من تأخر فاللوم ليس علي ! ...

ثم انتبه الى المارة الذين ينظرون اليه باستغراب ... انها عادته السيئة بأن ينطق أحياناً ما يجول في فكره بصوت مرتفع ... لذا لطالما أخبره كل من يراه أنه مجنون بالفعل ! ...

* في مكان آخر و في الوقت ذاته :

استيقظ باكراً كعادته و بكل هدوء رتب غرفته ... ثم ارتدى ثياب العمل الرسمية و نظر في المرآة لتنعكس صورة لفتى أنيق ذو شعر داكن و عينان بنفسجيتان ... مع هدوء شخصيته كانت عيناه تبدوان كأزهار البنفسج الذابلة ... ، تأكد أن كل شيء مثالي كالعادة ... ثم غادر المنزل ليصل الى وجهته قبل الوقت المحدد ...

شق الفتى صاحب العينين اللتان تبدوان كغصن أخضر ناضج تواً في بداية الربيع طريقه مسرعاً الى أن وصل الى المبنى العملاق المنقوش عليه بفخامة ( مركز قيادة الأمن العام ) ... تسلل وسط الموظفين محاولاً الا ينتبه أحد لقدومه المتأخر ... دخل مكتب اجتماعات فريقه و هو يتمنى ألا يكون الرئيس قد حضر ... لكنه فتح الباب ليرى رئيسه بكل فخامته و شخصيته المغرورة أمامه ... تذمر بصوت مسموع دون قصد ... فرمقه الرئيس بنظرات حادة :

- هل تعلم أن التأخير ممنوع ؟!

ارتسمت ابتسامة غبية على وجهه بينما يضع يده على رأسه و أجاب ببراءة طفولية محاولاً كسب تعاطف رئيسه القاسي : لسوء الحظ ، أعلم

- و هل تعلم أنك متأخر الآن ؟!

رد مجدداً و بنفس الملامح التي يبدو أنها لم تلامس قلب رئيسه أبداً : لسوء الحظ نعم

- و هل تعلم أمام من أنت تقف الآن ؟!

- لسوء الحظ ... أمامك !

ضرب رئيسه الطاولة أمامه و الغضب يشع من عينيه الرماديتين : تأخر مجدداً و لن تبقى حياً للتذمر من حظك ! ...

بعد تلقيه التوبيخ أدار وجهه نحو أحد زملائه الجالسين و أغلق احدى عينيه و هو يخرج لسانه كالأطفال ، فتنهد رفيقه و رمقه بنظرات تعني أن الأمل مفقود منه ...

نهض رئيسهم ليحضر ملف المهمة الجديدة ،هدفهم الجديد الذي سينقضون عليه ، لينهض ذلك الفتى الهادئ ذو العينين البنفسجيتين نحو الفتى الآخر الذي كان يجلس بملل ، اقترب منه و جره من ربطة عنقه ليجعله يقف أمامه ، فابتسم الآخر و لم ينطق بشيء بينما انشغل الأول بتعديل ربطة عنق رفيقه المعقودة بطريقة سيئة و هو يقول بتأنيب :

( آيرون ! متى ستتعلم فعلها لوحدك ؟! )

رفع آيرون كتفيه بلا مبالاة ( لن أفعل ! أنت موجود دائماً لتعديلها لذا لا حاجة لأن أتعلمها بنفسي )

رفع احدى حاجبيه بغضب ليتسائل ( و هل تراني خادماً لك ؟! )

و بنبرة ساخرة رد آيرون ( سيكون هذا رائعاً فأنا أغرق كل يوم في فوضى غرفتي ! )
صمت للحظات حين لاح له طيف ابتسامة أخته الكبرى حين كانت ترتب ثيابه دائماً ، أنزل رأسه بحزن لينطق ( شكراً دايمون ! )

ابتسم دايمون بلطف واضعاً يده على كتف صديقه ( لا بأس ،حتى ان رحل الجميع سأبقى أنا ! ...
لمح نظرة آيرون الحزينة ليتابع بسخرية ( لأزيل فوضاك للأبد أيها المهمل ! )

( أنت كاذب يا دايمون ! أستطيع أن أرى كذبة ما وراء زهرتي البنفسج الذابلتين في عينيك ! ... كذبة تختلط مع نظراتك الارجوانية الهادئة ! ... و لكن ... ماذا تكون ؟! )

أسرها آيرون في نفسه دون أن ينطق بها .

رفع رأسه و قد استعاد طبيعته و كأنه رمى حزنه على الأرضية الصلبة لعله يكسره ، و لكنه كان كالمطاط كلما رماه ارتد اليه مجدداً ليخترقه بقوة ! فأخفاه كعادته خلف ابتسامته الطفولية ...

عاد رئيسهم و هو يحمل ملفات وزعها على الجالسين ليبدأ بشرح مهمتهم الجديدة ... فريستهم المستقبلية !

نعم فهم كما اسمهم تماماً ( مكتب الأمن العام ) ... و لطالما كان اسم هذه المنظمة الأمنية كفيلاً بجعل جميع من يسمعه يرتجف خوفاً ... فهي لطالما اشتهرت بمحققيها و عملائها أصحاب القدرات الجديرة ... و لكن ضد من ؟! ... ليس ضد البشر فهم لم يكونوا ليهدروا وقتهم على مجرمين اعتياديين ... بل ضد مصاصي الدماء التي تثبت تهمهم ... و في ذلك الوقت لم يكن وجود مصاصي الدماء أمراً غريباً بل شائعاً يتداوله الجميع ! حيث وضعت لهم قوانين خاصة تنظم سير حياتهم و تغذيتهم و الأغلب منهم لم يكونوا يحتاجون للاقتيات على الدم حتى ... فلا يتغذى على الدم سوى مصاص دماء مكتمل ... و هكذا فقد كان لهم عالمهم الخاص و قوانيهم الخاصة أيضاً ... فمن يولد من عائلة مصاصي دماء يحمل الجينات التي تؤهله للتحول الى مصاص دماء مكتمل فقط ان تذوق دماء بشرية ... و ان لم يفعل طوال حياته فهو سيحتفظ ببقائه بشرياً ... مما يعني أن تحول أي شخص هو اختياري بالكامل ! ...

لماذا سيرغبون بالتحول بإرادتهم ؟! هذا بالطبع لأن من يحمل جينات مصاص الدماء يملك احتمالاً ... و لو ضئيلاً ... بأن يحمل معها قدرة التنقل في الزمن ... و ان اكتمل تحوله فهو سيملك السيطرة عليها ... و على كل حال فإن ظهورها من الأساس نادر ! و لكن مع ذلك فإن الطمع يعميهم ليكملوا تحولهم ...
 

sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

مرحبا.....
الرواية هووااي حلوه اتمنى تكمليها باقرب وقت....بالانتظار
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

شكراً ... الرواية مكتملة بالفعل لدي و سيتم نشر بارت كل يوم ان شاء الله
 

sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

اوكي بالانتظاارر6
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

البارت الثالث ...

بينما استمر رئيسهم بتغذيتهم بالمعطيات المتوفرة لديه ... استرخى آيرون على الكرسي يستمع بملل لما يجري حوله و عيناه تجولان في كل مكان لعله يبدد ملله الطاغي حيث أنه لم يركز و لا حتى بحرف واحد مما يقال ... فهو كعادته لا يهتم للخطط الموضوعة و يكسر القوانين دائما بتهوره مما يثير غضب الجميع لكنه يشتري صمتهم و هدوءهم بالنتيجة النهائية و هي ... نجاح تام !
و لهذا لطالما اعتقد أن الطريقة غير مهمة حين تكون النتيجة مرضية في النهاية .

بينما كان دايمون على عكسه تماماً يستمع لكل شيء و يتقيد حرفياً بالنظام ...

( الغاية تبرر الوسيلة )

نطق بها آيرون بهدوء دون أن يقصد و هو ينهض عن كرسيه بعد أن كان قد اكتفى من شرح قائده ... الشرح الذي لم يركز به أبداً ...

فانتبه الجميع نحوه ... و هو أيضاً انتبه الى نفسه ليستعيد قناع المرح الذي يحاول ارتداءه دائماً في مسرح الحياة مخفياً نظراته الغامضة الباردة ! ، رسم ابتسامة مزيفة و ضحك بخفة : آسف لمقاطعتك سيدي .. سأعيد قراءة التقرير لاحقاً ، أنا متحمس لذا سأبدأ بتجهيز نفسي من الآن !

تنهد رئيسه بغضب ثم أشار له نحو الباب دون أن ينطق ... سامحاً له بالمغادرة .

انتهى الاجتماع و كان الوقت المقرر لبدأ مهمتهم التي تم التخطيط لها بعد خمس ساعات ...

عاد الى منزله ليغير ثيابه الرسمية الى أخرى اعتيادية ... وضع أمامه مسدسه الفضي و انشغل بتنظيفه و تلميعه فهو يعتني به أكثر من نفسه حتى ! ... جهز رصاصاته الفضية التي انعكست أمام عينيه الخضراء الداكنة راسمة مشهداً يتخيله أمامه ... مشهد اختراق تلك الرصاصات لضحيته القادمة ...

بينما طرق الباب فنهض ليفتحه بتثاقل ... فتحه ليجد دايمون أمامه بثيابه العادية أيضاً اذاً هو ليس هنا بأمر من الرئيس ... فدخل و لم ينطق أي منهما بشيء .

بدا آيرون وقتها مرهقاً ... متعباً من كل شيء ... نفسياً قبل أن يكون جسدياً ، متعباً من الاستمرار بالتظاهر بشيء ما هو لا يشعر به حقاً ... السعادة !

لطالما لم يفهمه أحد و ظنوا أنه مزاجي جداً حيث كانت تنقلب حالته بشكل مفاجئ من السعادة و المرح الى نظرات فارغة لا مبالية ... متقلباً بين برود شديد و غضب يشتعل بسهولة ! ... هو ببساطة لم يكن مزاجياً بل كان يكذب على الآخرين و قبلها على نفسها ... لتظهر بعدها بلحظات شخصيته الحقيقية دون أن يشعر فيسارع مجدداً لدفنها تحت أنقاض ابتساماته الكاذبة ...

ارتمى على سريره بينما جلس دايمون أمامه ... تحدث ليكسر زجاج الصمت الذي أحاط بهما :

هل ستنام مجدداً ؟! ألا يكفي أنك أتيت متأخراً صباحاً ؟!

لم يرد آيرون ... ليتابع الآخر و هو يحرك الملف الذي بيده :

على الأقل عليك أن تعرف بشأن الخطة ...

اعتدل في جلسته على سريره و بابتسامة ساخرة مد يده ليأخذ الملف من دايمون الذي سحب يده و رفعها مع الملف قائلاً ( ليس هذه المرة ! ... لن تمزقه ! )

اتسعت ابتسامة آيرون ليرد : اذاً تعرف أني ما كنت لآخذ شيئاً مملاً كهذا دون تمزيقه ! وفر العناء على كلينا ... تعلم أن بعد عدة ساعات سيتم وضع ختم ( تمت ) على المهمة في هذا الملف دون أن أقرأ منه حرفاً واحداً !

رد عليه دايمون بقلق : ليس هذه المرة ... من الأساس و لأول مرة سنقدم على مهمة بشأن وكر لمصاصي الدماء ... و رئيسهم مجهول القدرات نوعاً ما .
نظر نحوه بغضب و عتاب ليكمل : و لأنك خرجت باكراً من الاجتماع ... صوت الجميع في النهاية على جعلك طعماً !

قلب الآخر شعره بغرور ليرد : بل قل لأن الجميع يثقون بي !

ضحك دايمون بسخرية : آسف لتحطيم آمالك و لكن بدا كأنهم أرادوا التخلص منك !

قطب آيرون حاجبيه ليرد بغضب طفولي : يا مفسد المرح !

رد عليه دايمون بجدية : انها ليست لعبة يا آيرون ... انها مسألة حياة أو موت ... ليس هناك مرح بشيء كهذا !

( بل هنا ستجد أن المرح الحقيقي يتكثف ! لن يكون الأمر ممتعاً ان لم تكن حياتك على المحك ... و ان لم تسر على ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل كليهما ! )
قالها ليرسم ابتسامة غامضة على شفتيه ... بينما أشعرت تلك الكلمات دايمون بالقلق ...

شرح له ملخصاً عن الخطة و هو أن المنزل الذي هو مكان تجمع مصاصي الدماء المشبوهين بقيامهم باختطاف البشر يحوي أجهزة حماية في الخارج ... سيعمل دايمون بنفسه على اختراق أنظمة حمايتهم الكترونياً فهو بارع جداً بأشياء كهذه ... و بعدها ب 15 دقيقة يدخل آيرون وحيداً للاستطلاع ... يحميه من الأعلى ثلاثة قناصين ...

أنهى شرح الخطة ليردف : لا نريد أي تصرفات عنيدة هذه المرة ... على كل حال المهمة بعد أربع ساعات .

بقيت عينا دايمون تنظران في أرجاء الغرفة المبعثرة مثل صديقه الذي ارتمى على سريره مجدداً ... فقال بغضب :
متهور و كسول و فوضوي ! أنا حقاً أستسلم أمامك !

صمت آيرون و هو ينظر الى دايمون الغارق في ترتيب الغرفة ... بينما استولى النوم عليه ليأخذه الى رحلة في قطار الأحلام التي كانت متداخلة كشباك العنكبوت لا يفهم منها شيئاً ...
 

إنضم
27 نوفمبر 2013
رقم العضوية
1411
المشاركات
1,639
مستوى التفاعل
176
النقاط
330
أوسمتــي
4
الإقامة
مدينه الابداع
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
1
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

toon1483110105097.png


السلام عليك اختي كيف حالك
ان شاءالله بخير وعافيه

اسف على الرد المتئخر
ماشاءالله عليكي لدي مهاره مبدعه في كاتبه الروايات
صراحه قرائت كل البارتات الموجوده في الموضوع
ولقد تحمست للمزيد لقت اندمجت مع القصه حتى شعرت اني شخص منها
ههههههههههه
واعجبني ايضا طريقه انقالق بين الكلمات بشكل
يشد القارئ للمزيد
وايضا مع الوقت سوف تتحسين في نتسيق وترتيب الموضوع
وان شاءالله ارى المزيد من بارتات هاذه الروايه الجميه
ارجو ان تستعجلي في البارت القادم لاني لا اطيق انتضار
اعرف اني اطلت الحديث هههههه يعطيكي الف عافيه على الطرح الرائع

وفي انتضار جديد ان شاءالله
في امان الله وحفضه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

شكراً ... يسعدني أن لها قراء هنا ايضاً و يسعدني أن الأسوب أعجبكم , ان انتهيت من نشر هذه سأضع البقية ايضاً ان شاء الله ... لكن بالنسبة للتنسيق في النشر أنا حقاً لست جيدة به لأني جديدة في المنتديات و حتى الردود لم أعرف كيف أضع رداً لصاحب التعليق نفسه هههههه لذا تحملوني بينما أعتاد
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

"]هنا ستبدأ القصة تتحدث عن جانب آخر منها ... لذا لا تستغربوا اختلاف الشخصيات , سننسى أمر دايمون و آيرون مؤقتاً ... لكن بالطبع سيكون هناك ربط بين الجميع و بين كل شيء ...

البارت الرابع ...

*** في مكان و زمان آخر ***


كان يبدو داكناً كالليل و هو يجلس في سجنه المظلم الذي لا يستقبل كثيراً من ضوء الشمس بل يطرده كضيف غير مرغوب ... بدا داكناً حقاً مع ثيابه السوداء و شعره الأسود أيضاً الذي ينساب على عينيه ليخفيهما ... عيناه اللتان كانتا بالكاد تبدوان واضحتين لكنهما في زرقتهما كمحيط لا يزال يحمل آثار عاصفة أخيرة حلت به ...

نهض بتعب لينظر من النافذة الصغيرة نحو العالم الخارجي الذي لم يره منذ سنوات لكن اتخذت عيناه مساراً نحو قيوده مجدداً ... فجلس مانعاً نفسه من التطلع خارجاً ... عض على شفتيه متناسياً نفسه ليسيل القليل من الدم منها ثم همس :

( يكفي أحلاماً محطمة !!! )

*************************

هي تشبه الكرز حقاً ! ... لا بد أن يتذكره كل من يراها ... كانت تبدو كلوحة ارتسمت بألوان سحرية و هي تقف الى جوار شجرة الكرز حيث اختلط شعرها بلون أزهاره ... بينما تلونت عيناها كالثمرة الحمراء الصغيرة ذاتها ...

أرجعت شعرها الوردي الطويل الناعم للخلف ثم تقدمت بخطوات واثقة ذات رنين مميز بسبب اهتزاز السيف الذي تعلقه في حزام على خصرها .

تقدمت نحو ذلك الفتى المستلقي على النهر ... استلت سيفها و غرسته بالقرب من وجهه لينهض بفزع :
هذا فظيع ايلي ! حقاً حين تفزعين شخصاً نائماً هكذا قد يموت !

ردت عليه : أنت مزعج نيل ! المزعجون لا يموتون بطرق عادية لذا فكرت بابتكار طريقة جديدة أثناء نومك ! ...

اعتدل في جلسته مبعثراً شعره لعله يتنشط ... حدق بها بنظرات جادة بعينيه التي تزينت بلون العسل الطازج لتمنحه تناسقاً مع شعره البني : اذاً ؟! تكلمي ... أنا أستمع ...

ابتسمت بخفوت لأنه يعرف عادتها ... لم تكن لتتكلم ان لم يسألها و يخبرها أنه يستمع : أخبرني قائد الحرس الملكي أني أحد المرشحين لمنصب نائبه ، وضع اسمي في الاختبار .

اتسعت عيناه ليبين لها كم هو فخور و سعيد : هذا رائع ! أليس هذا ما عملتِ بجد لأجله ؟! اذاً لماذا ألمح الحزن يختفي خلف ظلال كلماتك ؟! ...
صمت لحظات ليكمل : خائفة من الفشل ؟!

أخفضت رأسها لتجيب : ربما ! ... و كما تعلم نجاحي و حصولي على مركز نائب قائد الحرس الملكي هو وعد قطعته على نفسي ، رهان مع الملك ... و متعلق بمصير أحدهم ، لو كنت وحدي في الغالب سأثق كثيراً ... لكنه اختبار لقدرات القيادة قبل أن يكون اختباراً للقدرات الفردية ... أحتاج لشخصين آخرين لتكوين فريق أقوده معهما و هنا تكمن المشكلة ...فأنا لا أثق بأحد لأنهم يعرفون هدفي و قد يحاولون جعلي أفشل كي لا أحققه !

تنفس بعمق ليجيبها : و بالطبع أنا لست خياراً متاحاً ، من المستحيل أن يقبلوا بنائب قائد الجيش العام شريكاً لكِ في اختبار كهذا ...

أومأت برأسها موافقة على كلامه ، ثم شرد كلاهما بداخل أفكاره باحثاً عن حل ما ...

عم الصمت بينهما ... فسألها بنبرة شك :
ايلي ... أنت واثقة أنك ترغبين حقاً بتحريره ؟! ما حصل معه ، و عزلته كل هذه السنوات ربما أحالته لوحش ، و ربما امتلأ قلبه حقداً ... عليكِ بالذات !

انزعجت من سماع تلك الكلمات ... فالمتكلم هو صديق طفولتها وأكثر من يعرفها ، كيف له أن يقول شيئاً كهذا ؟!
عكست نبرتها و كلماتها غضبها : من تقول عنه وحشاً ضحا بنفسه لأجلي دون أن يعرفني ! لو لم يكن موجوداً تلك الليلة لانتزعت منه أنا لقب الوحش الآن ! ،
عانيت كثيراً و تركت حياة الأميرات المدللات لسنوات لأنضم الى الفرسان و أصبح قوية كي أصل لهذا المركز و أحقق شرط والدي الملك لتحريره ، و لست نادمة أبداً على ذلك !

ابتسم بمكر ... فهو قد حقق هدفه ... سألها متعمداً ليثير أعصابها و يجعلها تخرج ما بداخلها و تذكر نفسها بهدفها لتتشجع ، قطبت جبينها حين رأت ابتسامته ثم أدارت وجهها بعيداً عنه لتبتسم هي أيضاً بخفوت دون أن يلاحظ ... فهي قد فهمت ما أراده حقاً ...

لم تكن لتصل الى فرسان الحرس الملكي أصلاً لولا وجود نيل الى جانبها ... لطالما عاملها بعفوية افتقدتها حين كانت أميرة فهو كأخيها الكبير و الفارق بينهما ثلاثة أعوام ... مد لها يد العون و علمها القتال لتصبح سيافة و فارسة محترفة ... قسا عليها أحياناً ليمنح شخصيتها القوة و يترك فيها طابعاً خاصاً ... و لطالما كانت طرقه غريبة في رفع معنوياتها كأن يخبرها طوال الوقت أنها فاشلة و ضعيفة ، لتعانده هي و تثبت له العكس ، و لم تخذله قوتها و لا حتى مرة واحدة !

أبعدت سيفها عنها و ربطت شعرها نحو الخلف مبعدة اياه عن عينيها ثم ارتمت بتعب على سريرها الصغير في منزلها الخشبي المتواضع بعد أن قضت يومها بالتدريب الشاق و تحدثت مع نيل ليطمأنها و ينسج حول قلبها مزيداً من خيوط الثقة ... استلقت على جانبها واضعة كفيها تحت رأسها لتتحول الى مجرد فتاة عادية مرهقة ... فتاة عادية قست عليها الحياة لتذيقها المر بدلاً عن حلاوة السكر الذي من المفترض أن تعيشه .

قبضت يديها بقوة ثم نهضت قبل أن تستولي عليها تلك الأفكار فهي من اختارت بنفسها أن تذيب قطعة السكر و تسكبها بعيداً رافضةً أي أثر لها !

احتضنت سيفها بإحدى ذراعيها بينما ضربت بقبضتها الأخرى على قلبها كما في ذلك اليوم الذي أقسمت فيه أمام والدها الملك و دخلت في رهان مشروط معه ...

 
التعديل الأخير:

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

البارت الخامس ...

ركبت الزورق الصغير لتبحر في محيط ذكرياتها ... المحيط الذي شابه لونه عينا ذاك الفتى الذي أنقذها !

قبل عدة أعوام كانت تلك الأنانية تبتلع كل شيء أمامها ... تلك الأنانية التي كان والداها هما الطمع و الشر ... تلك التي تمت تربيتها على لعبة الدمار الذي تخلفه وراءها ما ان تلامس قدماها الأرض لأجل أولى خطواتها ...

( تلك التي تسمى بالحرب ! )

كانت الحرب مشتعلة بين البشر و مصاصي الدماء الذين لم تعرف عقولهم سوى جملة ( حب السيطرة ) ... لكن ليس و كأن البشر استسلموا ! على الرغم من كل استهانة مصاصي الدماء بهم لضعفهم ... الا أن هذا الضعف ذاته كان نقطة قوتهم ! ... فقد كان يأتي من بعده دائماً ضوء الأمل المشرق ...

لا تعرف ايلي الكثير عن الحرب فهي لم تكن سوى أميرة مدللة في أحضان والدها في ذلك الوقت ... طفلة كثيرة البكاء تلجأ لذلك كلما رفض أحد ما طلباً لها ... لا تهتم سوى لتنسيق ألوان فساتينها ... و هذا ما كان يزعج والدها فهي وحيدته و يجب أن تملك شخصية قوية و تصنع لنفسها الاحترام بين الجميع فهي وريثة العرش من بعده ... و هي كانت ترفض تلك الفكرة رفضاً قاطعاً كلما سمعتها ... و ما شأنها بإدارة المملكة و مسؤوليتها ؟!

في ذلك اليوم كادت المملكة تسقط تحت وطأة ضغط مصاصي الدماء فخرج والدها الملك ليقود الجيش بنفسه ... لكنهم كانوا قد وصلوا الى القصر الملكي بالفعل ... أخذت أمها تبحث بجنون عنها في أرجاء القصر لتتفاجأ و تشهق برعب ثم تكتم صرختها و تطلق دموعها حين رأت ابنتها ايلي بين يدي مصاص دماء متوحش ، أرادت التدخل لكن قبض على يدها واحد آخر ذو نظرات خبيثة تعني أنه يريد منها أن تشاهد موت ابنتها أمام عينيها ... حاولت ايلي أن تقاوم لكن لا فائدة ... خصوصاً أن ذلك الوحش رأى فيها مشروعاً مستقبلياً ناجحاً لوحش مثله ، فتراجع عن قرار قتلها ممسكاً بكفها الصغير ليحدث شقاً فيه جعلها تطلق صرخة متألمة ... ثم جرح كفه و ما يجول في عقله هو خلط دمائه ذات اللعنة المتوحشة مع دمائها ...

في تلك اللحظة انطلق سكين حاد من بعيد ليغرس في معدة ذلك الوحش ليبعد تفكيره عن ايلي قليلاً و ينشغل بنفسه و بخصمه الصغير الذي تجرأ على فعلها ... ذلك الفتى ذو الشعر الأسود الذي لم يكن يكبر ايلي بالكثير ... نظراته الحادة زادت حقد مصاص الدماء تجاهه ، ليرمي ايلي بعيداً و ينقض عليه محدثاً جرحاً في رقبته بمخالبه الحادة رافعاً اياه من رقبته تحديداً مكان ذلك الجرح بيده المجروحة أيضاً لتختلط دماؤهما معاً ناقلة تلك اللعنة الى الفتى المتألم ...

ركضت ايلي بخطوات متعثرة نحو والدتها المحبوسة أيضاً من قبل مصاص دماء آخر ... ذلك الذي شعر بالملل و أخذ يهيأ مخالبه لقتلهما معاً ...

اصطبغت أرض القصر الملكي بالأحمر ... الأحمر الوحشي من مصاصي الدماء بعد أن حضر الملك في اللحظة المناسبة تماماً ليطعن ذلك الذي يمسك بزوجته و ابنته ... و فارس آخر تولى أمر مصاص الدماء الذي يمسك بالفتى ... ليتحرر الجميع ...

سقط الفتى على الأرض ينازع لالتقاط أنفاسه و يمسك برقبته المتألمة شاعراً بالألم في جسده كله نتيجة تلقيه لتلك الدماء و بدأت حرارته تتصاعد .

لاحظ الملك ذلك عالماً أنها آثار التحول ... وقف أمام الفتى بكل هيبته لينطق بحدة :

ما اسمك يا فتى ؟!

رد الآخر بصوت بالكاد استطاع اخراجه :

شين !

بنظرات باردة رفع الملك سيفه ليهوي به على رقبة الفتى ... لكن أوقفته ايلي التي أفلتت بسرعة من بين ذراعي والدتها لتقف أمام ذلك السيف ...

رمقت والدها بنظران حادة بعيدة عن نظراتها المعتادة و كأن شخصيتها انقلبت تماماً لتشابه قوة و هيبة والدها الملكية ...

( لن تفعل ! )
قالتها بكل حدة و غضب ...

أنزل والدها سيفه و لكنه لم يغير نظراته الباردة ... ضيق عيناه ليرد عليها بنفس حدتها :
انتصرنا بالحرب ... محونا مصاصي الدماء بشكل شبه كلي ...
صمت لحظات ليكمل : هذا الفتى قد تم تحويله ... ما ان يلامس شفتيه قطرة دماء بشرية حتى يتحول لمصاص دماء كامل ... لن يبقى حياً !

ردت عليه معترضة : لقد أنقذني ! لو لم يفعل لكنت
أنا من تحول عوضاً عنه !

لم تستطع استيعاب كلمات والدها الباردة :
( لو كنتِ أنتِ من تحول لما تهاونت معكِ أيضاً ! ضحينا و فقدنا الكثير ... فهل سنتراجع بسبب بعض المشاعر عديمة القيمة ؟! ... مشاعر أميرة مدللة لم تهتم لشعبها يوماً و لا تريد حتى استلام الحكم ؟! )

أرادت والدتها أن تتكلم لكن نظرات زوجها أوقفتها ... تلك النظرات الصامتة التي كانت تعني ( اتركيها لتخرج من عالمها الوردي لترى ألم غيرها و تنضج ! )

اجتمعت تضحية شين أمامها مع كلمات والدها لتشكل حبلاً يقيدها بقسوة و يجرها لجرف الواقع بعيداً عن بحر الأحلام الجميلة ...

ابتسمت بألم و خفوت : هكذا اذاً ! ... لنعقد اتفاقاً ... رهاناً بيني و بينك يا سيدي الملك !

منذ تلك اللحظة هي قد توقفت عن مناداته بوالدها ... صار بالنسبة لها ( سيدي الملك ) و حسب ...

ابتسم بخفوت أيضاً بعد أن رأى تغير شخصيتها تماماً سامحاً لها أن تكمل كلامها ...

تابعت : سأتولى الحكم ! هذا ما تريده أليس كذلك ؟! ... لكن في المقابل أنت لن تقتل شين ! ...

رد عليها بهدوء : موافق ! لكن عليكِ أن تثبتي استحقاقك و جدارتك أولاً ... انضمي للفرسان و تقدمي لتصلي الى فرسان الحرس الملكي ... و بعدها يجب أن تتخطي الاختبار لتصبحي نائبة القائد !

حدقت بذهول لتقول بسرعة : لكن هذا يحتاج سنوات كثيرة ! ماذا سيحل ب شين خلالها ؟!

نظر نحو الحارس بجانبه و أومأ له نحو شين : الى السجن !

أرادت الاعتراض لكن أسكتتها نظرات والدها المخيفة : لا تعترضي ! وعدتكِ أني لن أقتله ... لكن لم أقل بأني سأعطيه الحرية ! ... يحصل على حريته فقط حين تثبتين جدارتكِ و تصبحي نائبة قائد الحرس الملكي ...

اتجهت نحو شين قبل أن يهم الحارس بأخذه ... مزقت ثوبها المفضل و أخذت تجفف الدماء عن رقبته وسط نظراته المتألمة ... ابتسمت له : لا تقلق ... أعدك أن أحررك ، و أنا عند وعدي !

وقفت أمام والدها بكل ثقة و انحنت بركبة واحدة على الأرض واضعةً قبضة يدها على قلبها كما يغعل الفرسان : سيدي الملك ، أتنازل عن لقب أميرة المملكة ... و أتنازل عن كل حياة الرفاهية ... و أعدك بأني سأشق طريقي لأكون فارسة تفخر بنفسها ... و سأعود لك يوماً ما لتفي بالجزء الذي يخصك من الاتفاق ... تحرير شين !

قلب شعره الأسود الذي تخلله بعض الشيب المبكر الى الخلف و نظر نحوها بعينين رماديتين ماكرتين : فاليكن !

منذ ذلك اليوم تخلت عن كل ما يربطها بالقصر ... أحرقت فساتينها الراقية و لم تعد ترتدي حتى البسيط منها بل اكتسبت شخصية صبيانية ... و شقت طريقها الصعب لتصل الى ما هي عليه الآن بعد سنوات من التدريب صانعة لنفسها اسماً لامعاً بين الفرسان و مكتسبة قوة الشخصية و ذلك الحضور الطاغي الذي لا يقل عن والدها بكثير ... كان اسمها يخيف الكثيرين ليس لأنها ابنة الملك فلم يكن أحد يعرف بذلك سوى مصادفة ... بل لقوتها هي بحد ذاتها ! ...

 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل