الفقرة الثالثة والأخيرة : كتابة نهاية مختلفة للقصة || فعالية القسم ❤️ (1 زائر)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

إنضم
1 يوليو 2016
رقم العضوية
6695
المشاركات
11,626
الحلول
3
مستوى التفاعل
46,294
النقاط
204
أوسمتــي
31
العمر
23
توناتي
367
الجنس
أنثى
LV
7
 
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png]






















[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]

at153159692827874.png

[/TBL]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png][/tbl][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعًا ؟ إن شاء الله كلشي بخير ش11ق1
و أخيرًا وصلنا للمرحلة الأخيرة من مسابقتنا ق1
والتي هي عبارة عن " كتابة نهاية مختلفة للقصة "

أعتقد واضحة جدًا ولا تحتاج شرح ؟ ض2




شروط المرحلة الثالثة :



1) عدم تشابه نهاية قصة المشترك مع نهاية قصة مشترك آخر.

2) نهاية للقصة تضعونها في ردود هذا الموضوع .

يعني ما رح تكون مثل المرحلة الأولى تعملون مواضيع وتعطونا روابطهم
بهالمرحلة الملخص تعملوه هنا بدون صنع أي موضوع في القسم أو وضع طقم له .

3) أخر موعد لتسليم ملخصاتكم 2018/9/01 يوم السبت ، لا يقبل أي تسليم بعد هذه المدة خ111



القصة :

أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر، وفجأة أحس أنه سعيد للغاية: فجأة
لم تعد يداه وقدماه تؤلمه وأصبحت دافئة جدا، دافئة كما لو كانت على مدفأة؛ ثم اجتاحت
القشعريرة كل جسمه، لا بد أنه كان نائما. كم هو جميل أن تنام هنا!. أخذ يفكر"سوف أجلس
هنا قليلا وانظر إلى الدمى مرة ثانية،" قال الصبي ذلك وابتسم وهو يفكر في الدمى.
"تماما كما لو كانت حية ترزق!..". وفجأة سمع أمه تغني من فوقه. "أمي، أنا نائم؛ كم هو جميل أن أنام هنا!".
"تعال إلى شجرة عيد ميلادي، أيها الصغير"، همس صوت ناعم من فوق رأسه.
لقد ظن أن هذه كانت لا تزال أمه، لكن لا، لم تكن هي. من كان يناديه، لم يرى شيئا،
لكن شخصا ما انحنى فوقه وعانقه في الظلام؛ ومد يديه إليه، و.. وفي الحال.. أوه، يا له
من ضوء ساطع! أوه، يا لها من شجرة عيد ميلاد! أين كان هو الآن؟ كل شيء كان
ساطعا ومشرقا، وكان كل ما يحيط به دمىً؛ لكن لا، لم تكن دمىً، لقد
كانت أولادا وفتيات صغاراً، فقط ساطعة ومشرقة جداً. جاءت كلها تطير حوله،
أخذت جميعها تقبله، أخذته وحملته معها، وكان هو نفسه يطير، ورأى أن أمه كانت
تنظر إليه وهي تضحك ببهجة غامرة. "أمي،أمي؛ أوه، كم هو جميل هذا المكان،
أمي!". ومرة ثانية أخذ يقبل الأطفال، وأراد أن يخبرهم في الحال عن تلك الدمى التي
رآها في نافذة المتجر. "من أنتم أيها الصبية؟ من أنتن أيتها الفتيات؟؟" سأل وهو يضحك معجبا بهم.
أجابوه "هذه شجرة عيد ميلاد المسيح، للمسيح دائما شجرة عيد ميلاد في هذا اليوم
للأطفال الصغار الذين لا يملكون شجرة خاصة بهم..". لقد اكتشف أن كل هؤلاء
الأولاد والفتيات هم أطفال مثله تماما؛ وأن البعض قد تجمد في السلال التي
كانوا يملكونها كأطفال رضع ألقي بهم على عتبات منازل أثرياء مدينة بطرسبيرج،
والآخرون تم إخراجهم مع نساء فنلنديات من قبل دار اللقطاء وماتوا اختناقاً،
وآخرون ماتوا على صدور أمهات كن يتضورن جوعاً (أثناء مجاعة سمارا)،
وآخرون ماتوا داخل عربات الدرجة الثالثة في القطارات من جراء الهواء الفاسد.
ومع ذلك، فقد كانوا جميعا هنا، كانوا جميعا مثل الملائكة حول المسيح الذي كان
بينهم ورفع يديه لهم ومنحهم ومنح أمهاتهم الخاطئات بركته... ووقفت أمهات
هؤلاء الأطفال على جانب يبكين؛ كل واحدة عرفت ولدها أو ابنتها، وطار الأطفال
إليهن وقبلوهن ومسحوا دموعهن بأيديهم الصغيرة، وتوسلوا لهن ألا يبكين لأنهم كانوا في غاية السعادة.
وفي الصباح وجد البواب جسد الطفل الصغير المتجمد ميتاً على كومة الخشب
في الأسفل؛ وبحثوا عن أمه أيضا.. لقد ماتت قبله.. لقد التقيا أمام الله في السماء!
لماذا قمتُ بتأليف هذه القصة؟ من باب الاحتفاظ بمفكرة عادية، مفكرة كاتب
قبل كل شيء؟ وقد وعدتُ بتأليف قصتين تتعاملان مع أحداث حقيقية! لكن
هذا ما جرى تماماً، إنني لا أنفك أتخيل أن كل هذا يمكن أن يكون قد حدث في
الواقع .. أي، ما حدث في القبو وعلى كومة الخشب؛ لكن بالنسبة إلى شجرة عيد ميلاد المسيح،
فلا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت قد حدثت أم لا.




at153159692829965.png



أي سؤال تفضلوا لملفي أو ملف ميرو-تشي ق1
هنا لوضع نهاية القصة فقط ض2ق1




[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327503162.png]


[/TBL]
[/TBL][/TBL]
 

إنضم
1 يوليو 2016
رقم العضوية
6695
المشاركات
11,626
الحلول
3
مستوى التفاعل
46,294
النقاط
204
أوسمتــي
31
العمر
23
توناتي
367
الجنس
أنثى
LV
7
 

Beilin:)

~ Mayar ~
إنضم
16 يونيو 2018
رقم العضوية
9127
المشاركات
214
مستوى التفاعل
885
النقاط
250
أوسمتــي
1
توناتي
190
الجنس
أنثى
LV
0
 
{القصة (حتى السطر الذي سابقيه كما هو)}

أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر



{النهاية المختلفة}

بينما كان غارقا في مخاوفه شعر بدفئ كبير, لم تعد اصابعه تؤلمه ،بل على العكس, اصبح يشعر انها ستشتعل من الحرارة! ما سر هذا الدفئ بحق الجحيم؟
نظر امامه ليعرف سر هذا الدفئ واذ بتلك الدمى الثلاث تعزف وتومئ, ابتسم لا تلقائيا ولكن ابتسامته اختفت فجأة, لقد تذكر ذلك الفتى الشرير الذي خطف قبعته, كان سيبكي ولكن تلك الدمى التي بدأت تعزف بقوة اكبر وحماسه اكثر استطاعت نشر الفرح في نفسه البريئة، وكانها تشعر به.
كانت تلك الدمى الممتعه تنشر الدفئ مع كل حركة, تردد الصبي لوهلة في سأل الدمى عن سبب وجودها هي وهذا الدفئ, اجتجمع شجاعته وكان سيسألها ولكن تلك الدمى اختفت, يا الهي ما هذا؟ ظهر مكان تلك النصف بشرية منزل كبير, مزين ومضاء
ارتعب الصبي من الخوف: من اين اتى هذا البيت؟ واين ذهبت تلك الدمى؟ دخل الصبي الى المنزل الدافئ فرأى الكثير من الاشياء، طعام، شراب، العاب، اموال بأختصار: كل ما يحتاج اليه الانسان!
تردد الصبي في البقاء في ذلك المنزل الذي خرج من العدم، ولكن.. هل هناك شيء يغلب ذاك الدفئ؟!
نام الصبي بعد ان سمع تلك الموسيقى الهادئة التي كانت تصدرها الدمى السحرية!!

استيقظ في اليوم التالي ليجد امامه شيء لا تصدقه العين: ان الطعام مجهز والبيت دافئ .
اعتاد الصبي على المنزل واصبح يعيش هناك -وكالعاده- في كل ليلة تأتي تلك الدمى السحرية وتعزف له ليغط في نوم عميق
كبر الصبي وتعلم واصبح معروفاً في ذلك المجتمع الغني! كيف لا وقد اصبح لديه كل شيء في ليلة وضحاها؟ لكنه
حائر حتى الان، من اين اصبح له كل هذا؟ ما سر تلك الدمى؟ هل هي معجزة من المسيح؟ لا احد يعلم...

{النهاية}
 
التعديل الأخير:

زهورة الملكة

:: مشرفة سابقة ::
إنضم
14 أكتوبر 2016
رقم العضوية
7220
المشاركات
1,149
مستوى التفاعل
1,643
النقاط
399
الإقامة
iq
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر
وفجأة أحس أنه سعيد للغاية: فجأة
لم تعد يداه وقدماه تؤلمه وأصبحت دافئة جدا، دافئة كما لو كانت على مدفأة؛ ثم اجتاحت
القشعريرة كل جسمه، لا بد أنه كان نائما. كم هو جميل أن تنام هنا!. أخذ يفكر"سوف أجلس
هنا قليلا وانظر إلى الدمى مرة ثانية،" قال الصبي ذلك وابتسم وهو يفكر في الدمى.
"تماما كما لو كانت حية ترزق!..". وفجأة سمع أمه تغني من فوقه. "أمي، أنا نائم؛ كم هو جميل أن أنام هنا!".
"تعال إلى شجرة عيد ميلادي، أيها الصغير"، همس صوت ناعم من فوق رأسه.
لقد ظن أن هذه كانت لا تزال أمه، لكن لا، لم تكن هي. من كان يناديه، لم يرى شيئا،
لكن شخصا ما انحنى فوقه وعانقه في الظلام؛ ومد يديه إليه، و.. وفي الحال.. أوه، يا له
من ضوء ساطع! أوه، يا لها من شجرة عيد ميلاد! أين كان هو الآن؟ كل شيء كان
ساطعا ومشرقا، وكان كل ما يحيط به دمىً؛ لكن لا، لم تكن دمىً، لقد
كانت أولادا وفتيات صغاراً، فقط ساطعة ومشرقة جداً. جاءت كلها تطير حوله،
أخذت جميعها تقبله، أخذته وحملته معها، وكان هو نفسه يطير، ورأى أن أمه كانت
تنظر إليه وهي تضحك ببهجة غامرة. "أمي،أمي؛ أوه، كم هو جميل هذا المكان،
أمي!". ومرة ثانية أخذ يقبل الأطفال، وأراد أن يخبرهم في الحال عن تلك الدمى التي
رآها في نافذة المتجر. "من أنتم أيها الصبية؟ من أنتن أيتها الفتيات؟؟" سأل وهو يضحك معجبا بهم.
أجابوه "هذه شجرة عيد ميلاد المسيح، للمسيح دائما شجرة عيد ميلاد في هذا اليوم
للأطفال الصغار الذين لا يملكون شجرة خاصة بهم..". لقد اكتشف أن كل هؤلاء
الأولاد والفتيات هم أطفال مثله تماما


النهاية المختلفة -:

وبعد الاحتفال عشية عيد الميلاد كان الانهاك يسيطر على جسد الصبي البارد واخذ النعاس يتسلل الى تلك العينين
لم يكن لديه الا ذلك الزقاق المقابل كان يبدو دافئآ بعض الشيئ وبعد ان جعل الارض فراشآ له ..غط في نوم عميق
وعند الصباح.. تمتد يداه لكنه يتفاجئ بالغطاء الدافئ اللذي يغطيه
لم يكن يرتعش من البرد .. ولم يكن ضهره متشنجآ من فراشه المتصلب
تفاجئ كثيرا واضفت خيوط الشمس المتسلله من نافذه البيت الذي يحتويه
انبهارآ مما رآه فقد كان متفاجئ حقــآ بدأ يتسائل اين انا ..ازاح الفراش بلطف لينهض وبدأ يمشي في ارجاء المكان اقترب من غرفه
كانت تبدو كمطبخ صغير.. تقف فيه امرأه هادئه بعد ان احست بخطواته التفتت لتقول هل استيقضت ؟
انني اعد الفطور لك يا صغيري..وقف الفتى مذهولا لم يكن ليعرف ما يفعله فهو حقآ متفاجئ بكمية الحنان التي تلقاه بين ليلة وضحاها
سألها بكل عفويه وبرائه وعيناه تبعثان الحب اللذي تلقاه قائلآ و عيناه تشعان دفئآ
من انتي؟
اقتربت منه ووضعت يديها على خده فردت مع ابتسامه تعلو وجهها وعينين تترقرقان بالدموع ..
انت تشبه ابني كثيرآ
فرد عليها وأين هو ؟..انني لا اراه
قالت ..لقد توفي منذ سنوات واريدك وانا اعلم بأنه لا يوجد مكانا او احدا لتلجأ اليه ان تحل محله اريد منك ان تجعله يحيى من جديد ..
نضر في عينيها وشفتاه تتوسعان لترسمان بسمه جميله ..مع ايمائه توحي بالايجاب
حضنته المرأه التي ستكون أمه
وبينما تحتضنه فكر بأنها بدايه ونهايه سعيده بعد الذي عانى منه ..

"النهاية"
 

LEVI

سبحان الله و بحمده ❤️
إنضم
25 يوليو 2018
رقم العضوية
9274
المشاركات
1,183
مستوى التفاعل
1,973
النقاط
350
أوسمتــي
5
العمر
30
الإقامة
قلب امي ❤️
توناتي
2,110
الجنس
أنثى
LV
1
 
أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر، وفجأة أحس أنه سعيد للغاية: فجأة
لم تعد يداه وقدماه تؤلمه وأصبحت دافئة جدا، دافئة كما لو كانت على مدفأة؛ ثم اجتاحت
القشعريرة كل جسمه، لا بد أنه كان نائما. كم هو جميل أن تنام هنا!. أخذ يفكر"سوف أجلس
هنا قليلا وانظر إلى الدمى مرة ثانية،" قال الصبي ذلك وابتسم وهو يفكر في الدمى.
"تماما كما لو كانت حية ترزق!..". وفجأة سمع أمه تغني من فوقه. "أمي، أنا نائم؛ كم هو جميل أن أنام هنا!".
"تعال إلى شجرة عيد ميلادي، أيها الصغير"، همس صوت ناعم من فوق رأسه.
لقد ظن أن هذه كانت لا تزال أمه، لكن لا، لم تكن هي. من كان يناديه، لم يرى شيئا،
لكن شخصا ما انحنى فوقه وعانقه في الظلام؛ ومد يديه إليه، و.. وفي الحال.. أوه، يا له
من ضوء ساطع! أوه، يا لها من شجرة عيد ميلاد! أين كان هو الآن؟ كل شيء كان
ساطعا ومشرقا، وكان كل ما يحيط به دمىً؛ لكن لا، لم تكن دمىً، لقد
كانت أولادا وفتيات صغاراً، فقط ساطعة ومشرقة جداً. جاءت كلها تطير حوله،
أخذت جميعها تقبله، أخذته وحملته معها، وكان هو نفسه يطير، ورأى أن أمه كانت
تنظر إليه وهي تضحك ببهجة غامرة. "أمي،أمي؛ أوه، كم هو جميل هذا المكان،
أمي!". ومرة ثانية أخذ يقبل الأطفال، وأراد أن يخبرهم في الحال عن تلك الدمى التي
رآها في نافذة المتجر. "من أنتم أيها الصبية؟ من أنتن أيتها الفتيات؟؟" سأل وهو يضحك معجبا بهم.
أجابوه "هذه شجرة عيد ميلاد المسيح، للمسيح دائما شجرة عيد ميلاد في هذا اليوم
للأطفال الصغار الذين لا يملكون شجرة خاصة بهم..". لقد اكتشف أن كل هؤلاء
الأولاد والفتيات هم أطفال مثله تماما؛ وأن البعض قد تجمد في السلال التي
كانوا يملكونها كأطفال رضع ألقي بهم على عتبات منازل أثرياء مدينة بطرسبيرج،
والآخرون تم إخراجهم مع نساء فنلنديات من قبل دار اللقطاء وماتوا اختناقاً،
وآخرون ماتوا على صدور أمهات كن يتضورن جوعاً (أثناء مجاعة سمارا)،
وآخرون ماتوا داخل عربات الدرجة الثالثة في القطارات من جراء الهواء الفاسد.
ومع ذلك، فقد كانوا جميعا هنا، كانوا جميعا مثل الملائكة حول المسيح الذي كان
بينهم ورفع يديه لهم ومنحهم ومنح أمهاتهم الخاطئات بركته... ووقفت أمهات
هؤلاء الأطفال على جانب يبكين؛ كل واحدة عرفت ولدها أو ابنتها، وطار الأطفال
إليهن وقبلوهن ومسحوا دموعهن بأيديهم الصغيرة، وتوسلوا لهن ألا يبكين لأنهم كانوا في غاية السعادة.
وفي الصباح وجد البواب جسد الطفل الصغير المتجمد ميتاً على كومة الخشب
في الأسفل؛ وبحثوا عن أمه أيضا.. لقد ماتت قبله.. لقد التقيا أمام الله في السماء!
لماذا قمتُ بتأليف هذه القصة؟ من باب الاحتفاظ بمفكرة عادية، مفكرة كاتب
قبل كل شيء؟ وقد وعدتُ بتأليف قصتين تتعاملان مع أحداث حقيقية! لكن
هذا ما جرى تماماً، إنني لا أنفك أتخيل أن كل هذا يمكن أن يكون قد حدث في
الواقع .. أي، ما حدث في القبو وعلى كومة الخشب؛ لكن بالنسبة إلى شجرة عيد ميلاد المسيح،
فلا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت قد حدثت أم لا
.

النهاية المختلفة /

كان الفتى يحلم بالاحلام الغريبة و لم يستطع ان يخرج من تلك الاحلام لانه كانت ترلوده بان امه ماتت و انه يعيش حياة بالية و لكنه في الحقيقة امه حية و يعيش حياة المترفين و احس بالم لرؤيته الاطفال اليتامى و هكذا تخيل امامه في ذلك للحلم فقد راى بانه يتسول و ياكل طعاما ليس له و انما خبز يابس فقرر الطفل بان يتبرع نقوده للملجا و ان يعيش حياة بسيطة من دون ترف لان علم بان الحياة فقير صعب جدا و لن يتحمل اي حد احد ان يكون بدلا منه

النهاية
 

MAYURA

i'm a geek, the big paradox
إنضم
2 يونيو 2018
رقم العضوية
9084
المشاركات
4,108
مستوى التفاعل
25,571
النقاط
575
أوسمتــي
10
توناتي
1,250
الجنس
أنثى
LV
2
 
السلام عليكم

القصة

أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر

النهاية المختلفة

جلس الطفل خلف كومة الأخشاب، لم يكن يفكر في شيء سوى ألم يديه الذي كاد يجمد فؤاده البريء، هذه هي الحياة.. القوي يأكل الضعيف.. و بعد ذلك ما الذي يفعله القوي؟ هل يستمتع بمشاهدة الدمى المتحركة اللطيفة مدى الحياة؟ إذا كان هذا هو ثمن مشاهدتها فهو مستعد، أجل إنه مستعد ليصبح قويا.
إنه لم يعد يريد أن يكون في صف الضعفاء، إنه يريد أن يكون في صف الأقوياء، روحانية ميلاد المسيح لا يشعر بها الضعفاء، الأقوياء فقط هم الذين يحسون بها، القفازات الدافئة المطرزة بشكل لطيف لا يستحقها إلا الأقوياء، أما الضعفاء، فتتجمد أصابعهم و تصير قرمزية اللون و لا أحد بشعر بهم سواهم! ثم.. تلك الدمى.. آه من تلك الدمى!
قام من مكانه، لقد أتعب التفكير عقله الصغير الذي لا يقوى على كل هذا، عاد إلى القبو الذي يسكنه عسى أن يجد شيئا يسد به جوع هذا اليوم.. لكن القبو لم يعد له وجود في عالم الصبي، لقد ضاع بين الشوارع، حتى نباح ذاك الكلب الجبار لم يعد يرشده إلى القبو مأواه الذي صار بعيدا عن مهواه.
لقد أصبح ضعيفا و بلا ملجإ أيضا، لقد تعب حقا من أن يكون بين الضعفاء!
عاد إلى مكان الدمى، رأى الصبي الذي تنمر عليه واقفا يتأملها و هو يضع القبعة التي سرقها منه قبل قليل، تقدم بخطى ثابتة، ناداه بصرخة ضعيفة لكنها كانت بالنسبة له أقوى ما يمكنه فعله بشفتين زرقاوين كهاتين، و رئتين ضعيفيتين كاللتين يمتلكهما، استدار المتنمر، و بحركة خاطفة، استطاع الطفل استرجاع ما له و الهرب به بخطى سريعة خفيفة، و سرعان ما اختفى من المكان قبل أن يستوعب المتنمر ما حصل.
شعر الطفل بالنصر، تلك السادية الحيوانية التي انتابته قبل قليل و هو يسترجع ما له كانت بالنسبة له تعادل الدنيا و ما فيها، إنه يشعر.. بالقوة.
عاد الطفل إلى العملة التي علقت بين السلالم، استرجعها و لم تتركه يموت جوعا، بل أعطته دفعة ليتقدم، و منذ ذلك اليوم، بدأت سلسلة جرائم لا تنتهي، و من هنا بدأت الصحف تندد : "سفاح يهاجم المتاجر الخاصة ببيع حاجيات عيد ميلاد المسيح و يقتل كل من رآه فيه، و كإشارة على جرائمه يترك عملة كوربيك قرب شجرة الميلاد الموجودة بالمكان"
و لم يعلموا أن هذا السفاح قد كان يوما ما يطمح فقط إلى مشاهدة الدمى المتحركة.. آه من الدمى المتحركة!
و هكذا يتحول بريء يريد الشعور بروحانية العيد إلى وحش ينتقم ممن يشعر بتلك الروحانية!
 

شوشـاآيةة.

والله وليٌ قلبكَ إن كُسر.
إنضم
7 أغسطس 2014
رقم العضوية
2561
المشاركات
7,848
مستوى التفاعل
9,003
النقاط
989
أوسمتــي
12
الإقامة
الـمـغـرب.
توناتي
235
الجنس
أنثى
LV
3
 
لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب ...

...
شعر بظل فوقه وجده البواب و بيده عصا أدرك نيته فركض هاربا قبل أن يهوي بها على رأسه، عاد من حيث أتى إلى شوارع المدينة الفارهة، وجدها أكثر ازدحاما من قبل أصبح يدور حول نفسه وأصابه الدوار من المشاعر التي سيطرت عليه ،وبدأ الناس بالتجمهر حوله مستغربين المنظر أمامهم.

ضياع خوف رعب غربة يا إلهي ماهذه الأحاسيس التي تنتابني
أي عالم هذا ماهذا الصخب ماهذا الضجيج مهلاً إن أقدامكم تكاد تدوسني

هل أنا غير مرئي ؟!! أهذا الجوع الذي يمزق أحشائي جعلني ضئيلاً لدرجة أنكم لا ترونني وتدوسونني .. ابتعدوا أكثر ألا تخافون أن تؤذي أصابع يدي المتجمدة أجسادكم الدافئة ؟ وماذا عن عظام وجنتاي البارزة من شدة الجوع ألا تخافون أن تؤذي أيديكم التي تحط عليها بقسوة ؟ أنت يا والد هذه الصبية ألا يؤذيك منظري أنا طفل مثل ابنتك نعم نختلف في كلشيء لكن تجمعنا الطفولة نعم أنا طفل أتعي قولي ؟ وانتِ سيدتي لما نظرتك القاسية بقسوة جليد سانت بطرسبرغ هذه الليلة، لا تجعلي منظري يقرفك مني ملابسي الرثة ليست من شيء سوى أنني لا أجد شيئا أرتديه ليخفف عني هذا البرد القاسي، وعظام وجنتاي البارزة لا تعني بشاعتي وإنما الجوع أخفى ملامح وجهي الطفولية فقط، مهلا لا ترتعبي من أصابع يدي المنتفخة والمحمرة هذا فقط الجو الساقع أحب أن يزينها ويضع بصمته عليها ليذكرني بكم وبأجوائكم.
لم يدرك أن شفتيه كانت تعبر عن أفكاره ومشاعره بصوت مسموع للمتلتفين حوله، وبين عين تنظرله له بالشفقة والرحمة وعين ظلت على جمودها ذلك وقسوتها ولم تبالي .. انسحبت تلك الأخيرة من الذي كان بالنسبة لهم مجرد "عرض" مر مرور الكرام بينما تقدم البعض منه، منهم من مسح على رأسه ومنهم من قدمله بضع نقود وانصرف
خلف التكتل البشري ذلك حول الطفل الذي نسي الكل أنه طفل كان رجل بقبعة ومعطف أسودين انتظر إلى أن انسحب الجميع وتقدم منه ساحبا إياه من يده دون أن ينطق شيء والصبي وراءه مسير لا يدري إلى أين وجهته ولا مصيره فقط الخوف يسيره إلى أن أوصله ذلك الغريب إلى دار أيتام وتركه هناك تحت وصايته ورحل. مع دخوله "الدار" وجد سيدة وجهها يوحي بالشر ويبدو أنها المسؤولة عن "الدار" أرسلت له نظرات متسربلة بالقسوة تخبره ببداية قصة تراجيدية جديدة له هناك.
 

R A V E N

🕷️𝕴𝖙 𝖎𝖘 𝖌𝖊𝖙𝖙𝖎𝖓𝖌 𝖉𝖆𝖗𝖐 𝖎𝖓 𝖙𝖍𝖎𝖘 𝖑𝖎𝖙𝖙𝖑𝖊 𝖍𝖊𝖆𝖗𝖙 𝖔𝖋 𝖒𝖎𝖓𝖊🕸️
إنضم
4 مايو 2013
رقم العضوية
199
المشاركات
2,186
مستوى التفاعل
7,974
النقاط
1,295
أوسمتــي
16
الإقامة
Underworld
توناتي
2,194
الجنس
أنثى
LV
4
 
أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرةتستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع.

كانت إحدى السيدات تنظر إلى النافذة وقد رأت وجهه الصغير المتجمد من البرد يطل عبر النافذة فابتسمت له
شعر أنها اشارة منها أن انت مرحب بك و تعالى إلى هنا تشاركنا البهجة والطعام، وقد كان صبيا صغيرا غض الروح و يود أن يكون مثل بقية الأطفال فأخذ يزحف رويدا نحو الباب ،
وفجأة فُتح له ودخل..
أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج لكنها لم تضعها مباشرة بين يديه الصغيرتين فأخذت تلك القطعة تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! بينما تلك المرأة اللطيفة التي ابتسمت له كانت تحاول الإسراع نحو لتدخله أو على الأقل تعطيه شيئا من الطعام فقد بدى بائسا جدا وكان واضح على ملامحه الحزن و الأسى
لكنه كان مذعوراً جدا وأنطلق
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين ولم تقدر المرأة على اللحاق به وسيط الزحام في الشارع.
كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه.
كان قد وصل ساحة كبيرة بعد أن ركض مسافة لا بأس بها، وكان هناك يُعرض عرض بهلواني لمجموعة من الجراء الصغيرة ترتدي أزياءً لطيفة .. توقف لوهلة يراقبهم من بعيد ، وكان حول ذلك العرض مجموعة من الأطفال مختلفي الألبسة، كان قد بدأ يهدأ قليلا و زال خوفه بعدما انسجم مع الحركات المضحكة و المبهرة التي كانت تقوم بها الكلاب اللطيفة ، فاقترب قليلا نحو الجموع الصغيرة وانسجم معهم إلى حد كبير ... استمر العرض ربما لنصف ساعة ولم يتعب لا ذلك الرجل المشرف على الجراء ولا هم انفسهم تعبوا من القفز هنا وهناك ، بدأ بعض الصبية يغادرون مع أ
هاليهم فالوقت متأخر جدا للوجود خارجا ليلة رأس السنة ..
و لم يكن هناك يحلق بصاحب العرض و حيواناته -الذي يبدو وكأنه سيستمر طوال الليل و لربما يكون بديلا لشجرة العيد لهؤلاء البؤساء- إلا صبية يشبهون صبيَّنا هذا، لقد كانوا كلهم اطفالا مشردين أمضوا سنواتهم القليلة التي عاشوها في الشوارع، وكان واضحا جدا في لمعة أعينهم الأسى و القهر الذي ذاقوه مع حليب امهاتهم ..


كان هنالك في الشوارع الشبه خالية، سيدة بثوب أنيق تضع رداءً شتويا أسود ثقيلا فوق كتفيها و تغطي رأسها بالقلنسوة الكبيرة لذلك الرداء، تضع بين كفيها كفا صغيرة لطفلة ترتدي ملابس بالية و خفيفة، بدت أحد أطفال الشوارع المتواجدين في كل زقاق هنا بهته المدينة .. ولم يكن يُسمع في ذلك الليل الساكن إلا وقع خطواتهما المكتوم على الثلج الناعم ... شيئا فشيئا اقتربت من الساحة التي كان يجري فيها ذلك العرض البهلواني دون توقف كشريط تالف لم يتوقف عن إعادة التشغيل ...
حين وصلت عند الرؤوس الصغيرة التي تتابع الأداء المبهر و رفعت القلنسوة التي كانت تغطي نصف وجهها، فظهرت ملامحها الوسيمة رغم النور الهافت لعمود الإنارة ... كانت نفس تلك السيدة اللطيفة التي ابتسمت له في ذلك البيت بوجهها السميح ...
لم تكن إلا لحظات وقد حزم الرجل متاعه و أوقف كلابه ليهم بالمغادرة .. يبدو أن العرض قد توقف أخيرا .. علت وجوه الاطفال خيبة كبيرة و هموا هم أيضا بالمغادرة يبحثون عن مأوى هته الليلة .. إلا الصبي بقي يحدق إلى السيدة في شيء من الذعر، وكان سيركض مجددا لو لم تبتسم في وجهه ابتسامة لطيفة تنم عن الود مما بعث في قلبه راحة عجيبة .. سألته إن كان لديه مكان يذهب إليه الليلة فأجاب بالنفي، وهناك عرضت عليه الذهاب معها لمنزلها ..

كانت كف أخرى صغيرة تستقر في يدها، واتجهت صوب منزلها مع الصبي و الطفلة ..
حين دخل بيتها لفحه دفئ لطيف على وجهه الذي تجمد تماما و داعبت انفه الروائح الشهية لمختلف الأطعمة التي كان احد ما يجهزها هنا، انبهر بالشجرة التي تجاور موقدًا كبيرة تعلوه مدخنة غريبة شكل ، كانت شجرة صغيرة نسبيا لكنها مزينة بشكل بديع جدا .. أسفلها هدايا مختلفة الأحجام ...تركت السيدة يد الطفلين و أومأت لهما بإن يجلسا حيث احبا ويتناولا ماطاب لهما بينما ذهبت لمكان ما في هذا البيت .. أسرعت الطفلة نحو الشجرة تلاعب الأشرطة المعلقة بها لكن الصبي كام لايزال منبهرا بكل شيء و سعيد جدا بما يرى .. حينها تمنى لو كانت والدته معه تنعم بالدفء مثله .. قال في نفسه ربما سيأخذ لها شيئا فهته السيدة تبدو كريمة جدا .. وراح يملأ بطنه لأول مرة بهذا الشكل بعدما كادت تتقلص من الجوع ...
لم تكن إلا دقائق حتى بدأ النعاس يُثقل جفن الطفلين ، فغطا في نوم هني بين الهدايا على الارضية ..

حين افاق الصبي نوعا ما ، كان كل شيء ضبابيا أمامه، رائحة كريهة صدمت انفه، لم يستوعب جيدا المشهد لكنه كان يرى طرف الشجرة التي كان يأكل الكعك عندها قبل قليل ... هناك غير بعيد عند الموقد الكبير تقف مرأة معوجة الظهر عند قدر كبير تخلط ما به بعصًا طويلة، كانت ترتدي نفس ثوب السيدة إلا أن الجسد يختلف .. اعلى رأسها قبعة طويلة معقوفة عند القمة .. و كان واضح أنفها الطويل الذي ينتهي بثؤلول كبير .. كانت بشرتها كلها خضراء و عيناها حمراوتان، ذات وجه قبيح جدا و أسنان صفراء تشبه أسنان الأسود.. بينما مخالبها الضاربة للخضرة فطويلة بشكل بشع مملوءة بالأقذار ..
اتجهت نحو منضدة جنبها تضع عليها قنينات ما و اخذت شيئا بدا لحما لتضعه في القدر .. سقط من بين يديها شيء منه وتكور نحو وجه الصبي .. لقد كان رأس تلك الطفلة التي أتت معه إلى هنا تنظر إليه بذعر .. تنظر إليه بنظرة الموت.


-النهايةضش1-
 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل