- إنضم
- 17 يوليو 2014
- رقم العضوية
- 2445
- المشاركات
- 243
- مستوى التفاعل
- 44
- النقاط
- 185
- العمر
- 25
- الإقامة
- خيالي?
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
[TBL=" [url]http://im46.gulfup.com/MS9QwH.png[/url] "]
[/TBL][TBL=" http://im46.gulfup.com/6M1x4c.png"]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد، من رَغَّبَ بالعَملِ للجنانِ، وحذر من سلوك الطريق الموصل للنيرانِ. وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
{ تابع لسوق الاضحيات }
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (توفي سنة 21 هـ / 642م) صحابي
وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول. اشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين
في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر
في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636. يعد أحد قادة الجيوش
القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في
معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم
في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من
الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية
وحلفائهم، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك ا
ليمامة وأُلّيس والفراض،
وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك.
قبل إسلامه، لعب خالد بن الوليد دورًا حيويًا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد،
كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق. ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية،
شارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة. وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية،
عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به ،
فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه ، ثم انتقل إلى حمص
حيث عاش لأقل من
أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.
نسبه
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء،
ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء
. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة.
مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري،
لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر.
وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف،
ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر،
وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما
عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في
الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال،
وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.
قبل إسلامه
لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة للإسلام في مكة. وبعد
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين
وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين،
والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه
هشام لفداء الوليد في يثرب، إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم الوليد وهرب إلى يثرب.
كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى
فيها قيادة ميمنة القرشيين. لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين،
فقد استطاع تحويل دفة المعركة، بعدما استغل خطأ رماة المسلمين
، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في
بداية المعركة. انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف
حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش المسلمين،
مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى نصر.
شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق
،وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش
في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون.
كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية.
إسلامه
بينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في عام 7 هـ،
وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية، أرسل الرسول
إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: «ما مثل خالد
يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين
على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره.»
أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام
ولإدراك ما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض
على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل
الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه،
إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على
عثمان بن طلحة العبدري،
فوافقه إلى ذلك. وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، التقوا
عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه،
فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم،
وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".
فلما وصل يثرب، قصّ خالد على أبي بكر رؤية رأها في نومه
كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال
له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".
خالد بن الوليد سَيفُ اللهِ المسلول في غزوة مؤتة:
عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال: لما كان يوم مؤتة وقتل الأمراء
أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح: يا للأنصار، فجعل الناس يثوبون إليه،
فنظر إلى خالد بن الوليد، فقال خذ اللواء يا أبا سليمان، فقال لا ءاخذه،
أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا، فقال ثابت: خذه أيها الرجل
فوالله ما أخذته إلا لك، وقال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد؟
قالوا: نعم، فحمل اللواء وحمل بأصحابه ففض جمعًا من
جمع المشركين. ولي سيدنا خالد أمره الجيش، بعد أن كان
وضع المعركة أصبح واضحًا فضحايا المسلمين كثيرون،
وجيش الروم في كثرته الساحقة كاسح، جرار،
ولكن صاحب القلب الشجاع والبصيرة النافذة، رمق أرض المعركة الواسعة بعينين
كعيني الصقر وأدار الخطة العسكرية في بديهته بسرعة مذهلة، فقسم جيشه، والقتال دائر،
إلى مجموعات، ثم وكل إلى كل مجموعة مهامها وراح يستعمل فنه العجيب ودهاءه البليغ حتى
خرج بجيش المسلمين سليمًا معافى. وفي هذه الغزوة أنعم الرسول صلى الله عليه وسلم على
خالد بن الوليد بهذا اللقب العظيم سيف من سيوف الله.
خالد بن الوليد في فتح مكة:
تنكث قريش عهدها مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة
، وعلى الجناح الأيمن من الجيش يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أميرًا،
ويدخل خالد مكة واحدا من قادة الجيش المسلم، بعد أن شهدته سهولها وجبالها قائدًا
من قواد جيش الوثنية والشرك زمنًا طويلاً، وينتفض تحت روعة المشهد وجلاله،
مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل ءاثار التعذيب والتنكيل، يعودون إلى
البلد الذي أخرجوا منه بغيًا وعدوانًا، يعودون إليه على صهوات جيادهم، وتحت
رايات الإسلام الخفاقة. ويشهد سيدنا خالد هذا الفتح العظيم المبارك وهو بطل من أبطاله.
خالد بن الوليد في حروب الردة:
بعد أن توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وحمل أبو بكر رضي الله
عنه مسؤولية الخلافة، هبت أعاصير الردة ونشبت نيران الفتنة في قبائل
أسد غطفان وعبس وطيء وذبيان، ثم في قبائل بني عامر وهوازن
وسليم وبني تميم وصارت جيوشًا جرارة قوامها عشرات الألوف من ا
لمقاتلين، وواجه الإسلام محنة خطيرة، ولكن كان هناك أفضل أولياء أهل الأرض من البشر ب
عد الأنبياء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه الذي عبأ المسلمين وقادهم إلى حيث كانت قبائل بني
عبس وبني مرة وذبيان قد
خرجوا في جيش كبير، وانتصر المسلمون.
ثم إلى معركة ثانية يكون فيها سيدنا خالد بن الوليد أمير لواء،
وقد قال له سيدنا أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: « نعم عبد الله،
وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله
على الكافرين والمنافقين »، ومضى خالد إلى سبيله ينتقل بجيشه
من معركة إلى معركة ومن نصر إلى نصر حتى كانت المعركة الفاصلة
« باليمامة » حيث كان بنو حنيفة ومن انحاز إليهم من القبائل قد جيشوا
أخطر جيوش الردة قاطبة يقودها مسيلمة الكذاب، وقد جاء الأمر من
سيدنا أبي بكر الصديق للقائد البطل خالد بن الوليد أن سِرْ إليهم، وسار
سيدنا خالد ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق إليه حتى
أعاد تنظيم جيشه ليكون خصمًا رهيبًا وخطرًا حقيقيًا ضد جيوش الحق.
ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في
خيلائه وبغيه وبصفوف جيشه الكثير العدد، وسلم خالد الألوية
والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار قتال وسقط العديد
من المسلمين شهداء، ثم أبصر خالد رجحان كفة الأعداء فاعتلى
بجواده ربوة قريبة ونظر إلى سير المعركة وصار ينادي فيالق
جيشه وأجنحته، ثم صاح بصوته: امتازوا لنرى اليوم بلاء كل حي.
فمضى المهاجرون تحت رايتهم والأنصار تحت رايتهم، واشتعلت الأنفس حماسة،
وامتلأت عزمًا، وخالد يرسل بين الحين والحين تكبيرة أو
تهليلة أو صيحة يلقي بها أمرا، وفي دقائق معدودة تحول اتجاه المعركة و
راح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، وقتل مسيلمة الكذاب وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال،
وطويت راية الكذاب تحت التراب.
ثم أرسل أبو بكر الصديق توجيهاته إلى خالد بن الوليد أن يمضي بجيشه نحو العراق.
ولقد استهل عمله في العراق بكتب أرسلها إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على
ألوية العراق ومدائنه جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم: من خالد بن الوليد … إلى مرازبة فارس….
سلام على من اتبع الهدى… أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم،
ووهن كيدكم…فوالذي لا إله غيره لأبعثنَ إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة.
وجاءت طلائعه التي بثها في كل مكان بأنباء الزحوف الكثيرة التي
يعدها له قواد الفرس في العراق، فلم يضيع وقته فاستولى بسرعة كبيرة
على الأبلة، والسدير، والنجف، والحيرة، فالأنبار، فالكاظمية، مواكب نصر تتبعها
مواكب ترتفع فيها رايات الإسلام. وسار بجيشه الظافر يصحبه النصر حتى وقف
على تخوم الشام لمحاربة الروم.
خالد بن الوليد في معركة اليرموك:
وجند الخليفة الصديق لهذه الغاية
جيوشًا عديدة واختار لإمارتها نفرا من القادة المهرة،
فأرسل أبا عبيدة بن الجراح،
وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان.
وأعد الروم للقتال جيشًا قوامه مائتان وأربعون ألفًا.
في هذه الأثناء أرسل سيدنا أبو بكر إلى خالد
بن الوليد ليأتي إلى الشام فامتثل سيدنا خالد و
أطاع وترك على العراق « المثنى بن حارثة » وسار مع قواته التي اختارها
حتى وصل مواقع المسلمين بأرض الشام، ونظم
الجيش ونسق مواقعه في وقت وجيز،
ووقف سيدنا خالد خطيبًا فحمد ربه وأثنى عليه وقال: إن هذا يوم من أيام الله،
لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم.
وقد دار قتال ليس لضراوته نظير كما قيل،
وأقبل الروم في فيالق كالجبال، وبدا لهم من المسلمين ما لم يكونوا يحتسبون،
وأبدى المسلمون شجاعة تبهر الألباب، وأقترب أحدهم من أبي عبيدة بن الجراح
رضي الله عنه والقتال دائر، وقال له: إني قد عزمت على الشهادة، فهل لك من
حاجة من رسول الله حين ألقاه، فقال له أبو عبيدة: نعم قل له: يا رسول الله
إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، ويندفع الرجل كالسهم المقذوف يضرب بسيفه،
ويضرب بالسيوف حتى يرتفع شهيدا وكان هذا عكرمة ابن أبي جهل
. وخرج سيدنا خالد بن الوليد مع مائة من الأبطال الأفذاذ ينقضون
على ميسرة جيش الروم وعددها أربعون ألف جندي، وخالد يصيح في
المائة الذين معه: والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر
والجلد إلا ما رأيتم وإني لأرجو من الله أن يمنحكم أكتافهم.
خالد بن الوليد وأحد أمراء الروم:
يروى أن أحد أمراء جيش الروم ويدعى «جرجة بن بوذيها» خرج من الصف واستدعى
« خالد بن الوليد» رضي الله عنه للمبارزة فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما،
فقال جرجة: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني
فإن الكريم لا يخادع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاكه فلا تسله
على أحد إلا هزمتهم؟ قال: لا! قال: فبم سميت سيف الله؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه
فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه
وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به
وبايعناه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنت سيف من سيوف
الله سله على المشركين » ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على الكافرين.
فقال: يا خالد إلى ما تدعون ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل. قال: فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية،
قال: فإن لم يعطها، قال نؤذنه بالحرب ثم نقاتله. قال: فما منزلة من يجيبكم
ويدخل في هذا الأمر اليوم ؟ قال: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا. قال
جرجة: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر؟
قال: نعم. قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟ فقال خالد: إنا قبلنا
هذا الأمر وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء
ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع،
وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا،
ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية
كان له فضل كبير.
فقال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني؟ قال: تالله لقد صدقتك وإن الله ولي ما سألت عنه،
فعند ذلك قلب جرجة الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام، فقال له خالد:
قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله فتشهد جرجة ودخل في دين الإسلام،
فمال به خالد إلى فسطاطه فصب
عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين. ثم زحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب
فيهم خالد وجرجة من لدن
ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب وأصيب جرجة رحمه الله واستشهد ولم يصل لله إلا تلك ا
لركعتين مع خالد رضي الله عنهما.
وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه:
دخل عليه أبو الدرداء يزوره بسبب مرضه فقال له سيدنا خالد:
« إن خيلي وسلاحي على ما جعلته عليه في سبيل الله عز وجل. وداري
بالمدينة صدقة، قد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب، ونعم العون هو على الإسلام،
وقد جعلت وصيتي وإنفاذ عهدي إلى عمر ».
فقدم أبو الدرداء بالوصية على سيدنا عمر فقبلها وترحم عليه، ومات البطل العظيم
خالد بن الوليد سنة إحدى وعشرين، وحكى من غسله أنه ما كان في
جسمه موضع صحيح من بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم.
وقيل لقد قال كلمات عند موته: لقد لقيت كذا وكذا زحفًا وما في جسدي شبر
إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعن برمح وها أنا أموت على فراشي
حتف أنفي فلا نامت أعين الجبناء.
رضي الله عن سيدنا خالد بن الوليد ورحمه وأسكنه الفراديس العلى. وصلى الله وسلم على
من رباه وأدبه وعلمه وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين. والحمد لله أولا وءاخرًا.
شخصيته في الأدب والإعلام
أدبيًا، تناولت العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية شخصية خالد بن الوليد سواء بالعرض أو النقد أو التحليل،
منها كتاب "سيف الله المسلول: خالد بن الوليد - حياته وحملاته" للجنرال الباكستاني أغا إبراهيم إكرام،
الذي تناول فيه حياته وتحليل حملاته من وجهة نظر عسكرية، وكتاب "عبقرية خالد" للكاتب عباس محمود العقاد الذي تناول فيه الشخصية في نطاق تحليلي أدبي،
وكتاب "خالد بن الوليد" للمؤلف "صادق إبراهيم عرجون"
الذي تناول الشخصية بالسرد التاريخي مع التحليل والتنقيح للروايات المختلفة التي وردت في
أمهات الكتب حول الأحداث التي كان خالد في خضمها، متأثرًا بكتابي "الصديق أبو بكر" و"الفاروق عمر"
لمحمد حسين هيكل.
إضافة إلى كتاب للمؤرخ العسكري العراقي محمود شيت خطاب بعنوان "خالد بن الوليد المخزومي"،
وغير ذلك الكثير من الكتيبات التي تناولت سيرة خالد بن الوليد.
إعلاميًا، جُسدت شخصية خالد بن الوليد في بعض الأعمال الفنية مثل خالد بن الوليد الذي جسد فيه
حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد عام 1958، وخالد بن الوليد الذي جسد فيه باسم ياخور
دور خالد في جزئه الأول، وجسدها سامر المصري في جزئه الثاني، والذي تعرض للعديد من الانتقادات سواء على
المستوى السياسي أو الديني.كما تم تجسيد شخصيته كأحد شخصيات الرسالة حيث جسدها محمود سعيد
في نسخته العربية
و"مايكل فورست" في نسخته الإنجليزية.
في السينما والتلفاز
اسئل الله لكم كل خير
تحياتي لكم
{ تابع لفعالية سوق الاضحيات }
[/TBL]
[/TBL][TBL=" http://im46.gulfup.com/6M1x4c.png"]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد، من رَغَّبَ بالعَملِ للجنانِ، وحذر من سلوك الطريق الموصل للنيرانِ. وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
{ تابع لسوق الاضحيات }
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (توفي سنة 21 هـ / 642م) صحابي
وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول. اشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين
في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر
في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636. يعد أحد قادة الجيوش
القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في
معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم
في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من
الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية
وحلفائهم، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك ا
ليمامة وأُلّيس والفراض،
وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك.
قبل إسلامه، لعب خالد بن الوليد دورًا حيويًا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد،
كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق. ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية،
شارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة. وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية،
عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به ،
فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه ، ثم انتقل إلى حمص
حيث عاش لأقل من
أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.
نسبه
- هو : خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن
- مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
- بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة،المكنّى بأبي
- سليمان، وقيل: أبو الوليد. يلتقي في النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول.
- أبوه : الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد بطون
- قريش، رفيع النسب والمكانة حتى أنه كان
- يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس
- خاصة في مواسم الحج وسوق عكاظ،
- وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى
- أنه سمّي "بالوحيد" و"بريحانة قريش"،
- لأن قريش كانت تكسو الكعبة عامًا ويكسوها
- الوليد وحده عامًا. أمه: لبابة الصغرى بنت الحارث
- الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة
- من هوازن، وهي تلتقي في النسب مع
- الرسول في مضر بن نزار الجد السابع عشر للرسول.
- جده لأبيه :
- المغيرة بن عبد الله سيد بني مخزوم، الذي
- كان الرجل من بني مخزوم يؤثر الانتساب إليه تشرفًا،
- والذي كان له من الأبناء الكثير، أشهرهم الوليد أبي خالد
- و"الفاكه" الذي كان له من كرمه بيت ضيافة يأوى
- إليه بغير استئذان، و"أبو حنيفة" أحد الأربعة الذين
- أخذوا بأطراف رداء الرسول يوم أن اختلفت قريش
- عند بناء الكعبة، و"أبو أمية" الملقب "بزاد الركب"
- لأنه كان يكفي أصحابه مئونتهم في السفر،
- وهو أبو أم المؤمنين أم سلمة والصحابي
- المهاجر بن أبي أمية، و"هشام" قائد بني مخزوم في
- حرب الفجار، والذي أرخت قريش بوفاته، ولم تقم سوقًا
- بمكة ثلاثًا لحزنها عليه، وهو أبو أبو جهل،
- و"هاشم" جد الصحابي عمر بن الخطاب لأمه.
- جدته لأمه : هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، التي قيل عنها أنها
- "أكرم عجوز في الأرض أصهاراً"،
- فهي أم أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث
- وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة وأم الفضل
- "لبابة الكبرى بنت الحارث" زوج العباس بن عبد المطلب
- و"أروى بنت عميس" الخثعمية زوج حمزة بن عبد المطلب وأسماء بنت عميس
- زوج جعفر بن أبي طالب ثم أبي بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب.
- إخوته : ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث ،
- منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إ
- لى عمارة بن الوليد الذي عرضته قريش بدلاً
- على أبي طالب ليسلمهم محمدًا، وهو ما رفضه أبو طالب.
- قبيلته : بنو مخزوم وهي البطن الذي كان له
- أمر القبة التي كانت تضرب ليجمع فيها ما
- يجهّز به الجيش، وأعنة الخيل وهي
- قيادة الفرسان في حروب قريش.
- كان لمخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا في
- ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى بطون قريش وهو ما
- كان له أثره في اضطلاعهم وحدهم ببناء ربع الكعبة بين
- الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء
- بقية الأركان، وقد اشتهر منهم الكثير في الجاهلية والإسلام و
- منهم الشاعر عمر بن أبي ربيعة والتابعي سعيد بن المسيب.
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء،
ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء
. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة.
مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري،
لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر.
وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف،
ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر،
وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما
عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في
الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال،
وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.
قبل إسلامه
لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة للإسلام في مكة. وبعد
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين
وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين،
والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه
هشام لفداء الوليد في يثرب، إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم الوليد وهرب إلى يثرب.
كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى
فيها قيادة ميمنة القرشيين. لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين،
فقد استطاع تحويل دفة المعركة، بعدما استغل خطأ رماة المسلمين
، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في
بداية المعركة. انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف
حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش المسلمين،
مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى نصر.
شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق
،وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش
في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون.
كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية.
إسلامه
بينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في عام 7 هـ،
وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية، أرسل الرسول
إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: «ما مثل خالد
يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين
على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره.»
أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام
ولإدراك ما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض
على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل
الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه،
إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على
عثمان بن طلحة العبدري،
فوافقه إلى ذلك. وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، التقوا
عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه،
فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم،
وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".
فلما وصل يثرب، قصّ خالد على أبي بكر رؤية رأها في نومه
كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال
له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".
خالد بن الوليد سَيفُ اللهِ المسلول في غزوة مؤتة:
عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال: لما كان يوم مؤتة وقتل الأمراء
أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح: يا للأنصار، فجعل الناس يثوبون إليه،
فنظر إلى خالد بن الوليد، فقال خذ اللواء يا أبا سليمان، فقال لا ءاخذه،
أنت أحق به، لك سن وقد شهدت بدرا، فقال ثابت: خذه أيها الرجل
فوالله ما أخذته إلا لك، وقال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد؟
قالوا: نعم، فحمل اللواء وحمل بأصحابه ففض جمعًا من
جمع المشركين. ولي سيدنا خالد أمره الجيش، بعد أن كان
وضع المعركة أصبح واضحًا فضحايا المسلمين كثيرون،
وجيش الروم في كثرته الساحقة كاسح، جرار،
ولكن صاحب القلب الشجاع والبصيرة النافذة، رمق أرض المعركة الواسعة بعينين
كعيني الصقر وأدار الخطة العسكرية في بديهته بسرعة مذهلة، فقسم جيشه، والقتال دائر،
إلى مجموعات، ثم وكل إلى كل مجموعة مهامها وراح يستعمل فنه العجيب ودهاءه البليغ حتى
خرج بجيش المسلمين سليمًا معافى. وفي هذه الغزوة أنعم الرسول صلى الله عليه وسلم على
خالد بن الوليد بهذا اللقب العظيم سيف من سيوف الله.
خالد بن الوليد في فتح مكة:
تنكث قريش عهدها مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيتحرك المسلمون تحت قيادته لفتح مكة
، وعلى الجناح الأيمن من الجيش يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أميرًا،
ويدخل خالد مكة واحدا من قادة الجيش المسلم، بعد أن شهدته سهولها وجبالها قائدًا
من قواد جيش الوثنية والشرك زمنًا طويلاً، وينتفض تحت روعة المشهد وجلاله،
مشهد المستضعفين الذين لا تزال جسومهم تحمل ءاثار التعذيب والتنكيل، يعودون إلى
البلد الذي أخرجوا منه بغيًا وعدوانًا، يعودون إليه على صهوات جيادهم، وتحت
رايات الإسلام الخفاقة. ويشهد سيدنا خالد هذا الفتح العظيم المبارك وهو بطل من أبطاله.
خالد بن الوليد في حروب الردة:
بعد أن توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وحمل أبو بكر رضي الله
عنه مسؤولية الخلافة، هبت أعاصير الردة ونشبت نيران الفتنة في قبائل
أسد غطفان وعبس وطيء وذبيان، ثم في قبائل بني عامر وهوازن
وسليم وبني تميم وصارت جيوشًا جرارة قوامها عشرات الألوف من ا
لمقاتلين، وواجه الإسلام محنة خطيرة، ولكن كان هناك أفضل أولياء أهل الأرض من البشر ب
عد الأنبياء سيدنا أبو بكر رضي الله عنه الذي عبأ المسلمين وقادهم إلى حيث كانت قبائل بني
عبس وبني مرة وذبيان قد
خرجوا في جيش كبير، وانتصر المسلمون.
ثم إلى معركة ثانية يكون فيها سيدنا خالد بن الوليد أمير لواء،
وقد قال له سيدنا أبو بكر: سمعت رسول الله يقول: « نعم عبد الله،
وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله
على الكافرين والمنافقين »، ومضى خالد إلى سبيله ينتقل بجيشه
من معركة إلى معركة ومن نصر إلى نصر حتى كانت المعركة الفاصلة
« باليمامة » حيث كان بنو حنيفة ومن انحاز إليهم من القبائل قد جيشوا
أخطر جيوش الردة قاطبة يقودها مسيلمة الكذاب، وقد جاء الأمر من
سيدنا أبي بكر الصديق للقائد البطل خالد بن الوليد أن سِرْ إليهم، وسار
سيدنا خالد ولم يكد مسيلمة يعلم أن ابن الوليد في الطريق إليه حتى
أعاد تنظيم جيشه ليكون خصمًا رهيبًا وخطرًا حقيقيًا ضد جيوش الحق.
ونزل خالد بجيشه على كثيب مشرف على اليمامة، وأقبل مسيلمة في
خيلائه وبغيه وبصفوف جيشه الكثير العدد، وسلم خالد الألوية
والرايات لقادة جيشه، والتحم الجيشان ودار قتال وسقط العديد
من المسلمين شهداء، ثم أبصر خالد رجحان كفة الأعداء فاعتلى
بجواده ربوة قريبة ونظر إلى سير المعركة وصار ينادي فيالق
جيشه وأجنحته، ثم صاح بصوته: امتازوا لنرى اليوم بلاء كل حي.
فمضى المهاجرون تحت رايتهم والأنصار تحت رايتهم، واشتعلت الأنفس حماسة،
وامتلأت عزمًا، وخالد يرسل بين الحين والحين تكبيرة أو
تهليلة أو صيحة يلقي بها أمرا، وفي دقائق معدودة تحول اتجاه المعركة و
راح جنود مسيلمة يتساقطون بالعشرات، وقتل مسيلمة الكذاب وملأت جثث رجاله وجيشه أرض القتال،
وطويت راية الكذاب تحت التراب.
ثم أرسل أبو بكر الصديق توجيهاته إلى خالد بن الوليد أن يمضي بجيشه نحو العراق.
ولقد استهل عمله في العراق بكتب أرسلها إلى جميع ولاة كسرى ونوابه على
ألوية العراق ومدائنه جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم: من خالد بن الوليد … إلى مرازبة فارس….
سلام على من اتبع الهدى… أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم،
ووهن كيدكم…فوالذي لا إله غيره لأبعثنَ إليكم قوما يحبون الموت كما تحبون الحياة.
وجاءت طلائعه التي بثها في كل مكان بأنباء الزحوف الكثيرة التي
يعدها له قواد الفرس في العراق، فلم يضيع وقته فاستولى بسرعة كبيرة
على الأبلة، والسدير، والنجف، والحيرة، فالأنبار، فالكاظمية، مواكب نصر تتبعها
مواكب ترتفع فيها رايات الإسلام. وسار بجيشه الظافر يصحبه النصر حتى وقف
على تخوم الشام لمحاربة الروم.
خالد بن الوليد في معركة اليرموك:
وجند الخليفة الصديق لهذه الغاية
جيوشًا عديدة واختار لإمارتها نفرا من القادة المهرة،
فأرسل أبا عبيدة بن الجراح،
وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان.
وأعد الروم للقتال جيشًا قوامه مائتان وأربعون ألفًا.
في هذه الأثناء أرسل سيدنا أبو بكر إلى خالد
بن الوليد ليأتي إلى الشام فامتثل سيدنا خالد و
أطاع وترك على العراق « المثنى بن حارثة » وسار مع قواته التي اختارها
حتى وصل مواقع المسلمين بأرض الشام، ونظم
الجيش ونسق مواقعه في وقت وجيز،
ووقف سيدنا خالد خطيبًا فحمد ربه وأثنى عليه وقال: إن هذا يوم من أيام الله،
لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم.
وقد دار قتال ليس لضراوته نظير كما قيل،
وأقبل الروم في فيالق كالجبال، وبدا لهم من المسلمين ما لم يكونوا يحتسبون،
وأبدى المسلمون شجاعة تبهر الألباب، وأقترب أحدهم من أبي عبيدة بن الجراح
رضي الله عنه والقتال دائر، وقال له: إني قد عزمت على الشهادة، فهل لك من
حاجة من رسول الله حين ألقاه، فقال له أبو عبيدة: نعم قل له: يا رسول الله
إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، ويندفع الرجل كالسهم المقذوف يضرب بسيفه،
ويضرب بالسيوف حتى يرتفع شهيدا وكان هذا عكرمة ابن أبي جهل
. وخرج سيدنا خالد بن الوليد مع مائة من الأبطال الأفذاذ ينقضون
على ميسرة جيش الروم وعددها أربعون ألف جندي، وخالد يصيح في
المائة الذين معه: والذي نفسي بيده ما بقي من الروم من الصبر
والجلد إلا ما رأيتم وإني لأرجو من الله أن يمنحكم أكتافهم.
خالد بن الوليد وأحد أمراء الروم:
يروى أن أحد أمراء جيش الروم ويدعى «جرجة بن بوذيها» خرج من الصف واستدعى
« خالد بن الوليد» رضي الله عنه للمبارزة فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما،
فقال جرجة: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني
فإن الكريم لا يخادع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاكه فلا تسله
على أحد إلا هزمتهم؟ قال: لا! قال: فبم سميت سيف الله؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه
فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه
وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به
وبايعناه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنت سيف من سيوف
الله سله على المشركين » ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على الكافرين.
فقال: يا خالد إلى ما تدعون ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل. قال: فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية،
قال: فإن لم يعطها، قال نؤذنه بالحرب ثم نقاتله. قال: فما منزلة من يجيبكم
ويدخل في هذا الأمر اليوم ؟ قال: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا. قال
جرجة: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر؟
قال: نعم. قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟ فقال خالد: إنا قبلنا
هذا الأمر وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء
ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع،
وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا،
ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية
كان له فضل كبير.
فقال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني؟ قال: تالله لقد صدقتك وإن الله ولي ما سألت عنه،
فعند ذلك قلب جرجة الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام، فقال له خالد:
قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله فتشهد جرجة ودخل في دين الإسلام،
فمال به خالد إلى فسطاطه فصب
عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين. ثم زحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب
فيهم خالد وجرجة من لدن
ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب وأصيب جرجة رحمه الله واستشهد ولم يصل لله إلا تلك ا
لركعتين مع خالد رضي الله عنهما.
وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه:
دخل عليه أبو الدرداء يزوره بسبب مرضه فقال له سيدنا خالد:
« إن خيلي وسلاحي على ما جعلته عليه في سبيل الله عز وجل. وداري
بالمدينة صدقة، قد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب، ونعم العون هو على الإسلام،
وقد جعلت وصيتي وإنفاذ عهدي إلى عمر ».
فقدم أبو الدرداء بالوصية على سيدنا عمر فقبلها وترحم عليه، ومات البطل العظيم
خالد بن الوليد سنة إحدى وعشرين، وحكى من غسله أنه ما كان في
جسمه موضع صحيح من بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم.
وقيل لقد قال كلمات عند موته: لقد لقيت كذا وكذا زحفًا وما في جسدي شبر
إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعن برمح وها أنا أموت على فراشي
حتف أنفي فلا نامت أعين الجبناء.
رضي الله عن سيدنا خالد بن الوليد ورحمه وأسكنه الفراديس العلى. وصلى الله وسلم على
من رباه وأدبه وعلمه وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين. والحمد لله أولا وءاخرًا.
شخصيته في الأدب والإعلام
أدبيًا، تناولت العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية شخصية خالد بن الوليد سواء بالعرض أو النقد أو التحليل،
منها كتاب "سيف الله المسلول: خالد بن الوليد - حياته وحملاته" للجنرال الباكستاني أغا إبراهيم إكرام،
الذي تناول فيه حياته وتحليل حملاته من وجهة نظر عسكرية، وكتاب "عبقرية خالد" للكاتب عباس محمود العقاد الذي تناول فيه الشخصية في نطاق تحليلي أدبي،
وكتاب "خالد بن الوليد" للمؤلف "صادق إبراهيم عرجون"
الذي تناول الشخصية بالسرد التاريخي مع التحليل والتنقيح للروايات المختلفة التي وردت في
أمهات الكتب حول الأحداث التي كان خالد في خضمها، متأثرًا بكتابي "الصديق أبو بكر" و"الفاروق عمر"
لمحمد حسين هيكل.
إضافة إلى كتاب للمؤرخ العسكري العراقي محمود شيت خطاب بعنوان "خالد بن الوليد المخزومي"،
وغير ذلك الكثير من الكتيبات التي تناولت سيرة خالد بن الوليد.
إعلاميًا، جُسدت شخصية خالد بن الوليد في بعض الأعمال الفنية مثل خالد بن الوليد الذي جسد فيه
حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد عام 1958، وخالد بن الوليد الذي جسد فيه باسم ياخور
دور خالد في جزئه الأول، وجسدها سامر المصري في جزئه الثاني، والذي تعرض للعديد من الانتقادات سواء على
المستوى السياسي أو الديني.كما تم تجسيد شخصيته كأحد شخصيات الرسالة حيث جسدها محمود سعيد
في نسخته العربية
و"مايكل فورست" في نسخته الإنجليزية.
في السينما والتلفاز
- 1958 : فيلم خالد بن الوليد عن قصة حياته بطولة حسين صدقي.
- 1977 : فيلم الرسالة عن قصة الرسالة النبوية التي جاءت بالإسلام بطولة عبد الله غيث. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل محمود سعيد.
- 2002 : مسلسل رجل الأقدار عن قصة حياة عمرو بن العاص بطولة نور الشريف. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل ياسر علي ماهر.
- 2006 : مسلسل خالد بن الوليد (ج1) عن قصة حياته بطولة باسم ياخور.
- 2007 : مسلسل خالد بن الوليد () عن قصة حياته بطولة سامر المصري
- 2012 : مسلسل رايات الحق بطولة أيمن زيدان. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل ياسر المصري.
- 2012 : مسلسل عمر بن الخطاب عن قصة حياة عمر بن الخطاب بطولة سامر إسماعيل. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل مهيار خضور.
اسئل الله لكم كل خير
تحياتي لكم
{ تابع لفعالية سوق الاضحيات }
التعديل الأخير: