- إنضم
- 20 يونيو 2014
- رقم العضوية
- 2274
- المشاركات
- 1,220
- مستوى التفاعل
- 251
- النقاط
- 1
- العمر
- 31
- الإقامة
- Piltover
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
[TBL="http://im57.gulfup.com/lpG3Od.png"]
●
●
●
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا أحلى أعضاء بأحلى منتدى ؟!
إن شاء الله تكونوا بخير وصحة وسلامة يا رب ^^"
حبيت اعرض عليكم جديد كتاباتي ..
واعتبروه عودة لميدان الكتابة اللي كنت بعدت عنه شويتين ^^"
بس اطمنوا تقريباً الشهر الجاي هتتركز مواضيعي وكل اهتمامي هنا في الروايتين بتوعي وبس ..
بالاضافة لموضوع تاني مشترك ^^"
المهم ، كانت جوايا شوية طاقات سلبية حبيت اخرجها ، فكتبت هذه القصة القصيرة ،
يا رب تنال اعجابكم ..
~
●
●
●
[/TBL]
●
●
●
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا أحلى أعضاء بأحلى منتدى ؟!
إن شاء الله تكونوا بخير وصحة وسلامة يا رب ^^"
حبيت اعرض عليكم جديد كتاباتي ..
واعتبروه عودة لميدان الكتابة اللي كنت بعدت عنه شويتين ^^"
بس اطمنوا تقريباً الشهر الجاي هتتركز مواضيعي وكل اهتمامي هنا في الروايتين بتوعي وبس ..
بالاضافة لموضوع تاني مشترك ^^"
المهم ، كانت جوايا شوية طاقات سلبية حبيت اخرجها ، فكتبت هذه القصة القصيرة ،
يا رب تنال اعجابكم ..
~
الاسم : جنـون عاقل
النوع : قصـة قصيرة
زمن التأليف : نصف ساعة
التصنيف : دراما - نفسي
المؤلف : أحـمد سمير
~
صدقاً لا أعلم كيف انسقت إلى توسلاته الكثيرة وإلحاحه الكبير وقدمتُ معه إلى هنا ، لكن ها أنا أجد نفسي أمام منزله أصعد
ذلك الدرج خلفه في حرص وقلق ، بينما يصعده أمامي في ثباتٍ وسكون غريبين ، لقد ألبسه ذلك السكون حالته بعدما كان
يشتعل توتراً وقلقاً في محاولاته وهو يترجاني بأن آتي معه إلى منزله ، رفضتُ بقوة .. حتى الآن أنا رافضة لتلك الفكرة !
صحيح أنّنا أصدقاء منذ سبعة أعوام .. كلٌ منّا عـُرف في عمله بالانضباط والحيادية .. كلّ منّا ارتقى سلالم المجد سريعاً
ووصلنا إلى أعالي المراكز في عملنا .. وكلانا يعلم رفض الآخر لفكرة الزواج .. فكلّ منا لديه في حياته ما ينكر عليه
حقيقة زواج ناجح وعلاقة طيبة .. أعرفه منذ مدّة .. وموقنة أنا أنّه لا يكن مشاعر تجاهي .. ولا يريدني ليصارحني بشيء أو يخبرني بآخر ..
ليس بالرجل اللعوب الذي سيستدرج امرأة غير متزوجة مثلي لمنزله ثم تضارب وساوس الشيطان عقله بي
لم يدخل أحد منّا طيلة معرفتنا به منزله .. قال دائماً أنّه سرّه الأكبر .. !
دائماً ما صارعني وصارع الفضول غيري في معرفة سرّه الأكبر .. لكن دون جدوى ، لا دليل ولا شيء عنه مطلقاً
ظلّ ذلك الرجل ذا الصيت العالي في العمل صاحب أقل صيت في حياته الخاصة ..
لكنّ ذلك اليوم لم يكن فيه من عرفته طوال الأعوام المنصرمة .. لم يكن يتحلّى بهدوئه ووقاره ..
شعرتُ بأنّ قبسات الكحوليات قد غالبته لأول مرة .. هل يمكن أن يكون قد باع مبادئه ؟
لمَ يخسر كل شيء في لحظة ؟ أخلاقه وهدوءه وغموضه وسره الأكبر .. منزله !
لمّ رجاني للذهاب معه في منزله اليوم ؟ رغم قلقي من كل ما يظهر منه إلا أنّ فضولي كان أقوى من كل شيء ..
لقد انصرت على أقاويل ووساوس الناس ثلاثة عقود كاملة ، أنا امرأة قوية .. ولن أسقط في مخاوفي حتى أكشف سر ذلك الرجل
خصوصاً وقد كان جزءاً مني يشعر بالشفقة على حاله تلك ، ولم أعتد من كبرياءه أن يرجوني في السابق فلم أرغب في تركه بهذه الحالة ..
صعدنا الدرج ، ووقفنا أمام باب المنزل ، بينما همّ بفتح الباب إذا بأقدام تدّب بقوة على الأرض راكضة نحونا من خلف الباب
وصوت أنين أجش وخشن يأتي من وراءه .. فتح الباب .. فإذا بشاب في العشرينيات من عمره يقف أمامنا باكياً
لم يسكن في مكانه كثيراً فسرعان ما ارتمى في حضنه وازداد بكاؤه ، رغم صوته الخشن والصلب امتلأ هذا الشاب بملامح البراءة كلها
كان وسيماً جداً ، ربما كان جماله أروع ما رأته عيني .. لكن صديقي لم يبادله كل ذلك الحنان ..
فقد استمر هدوءه ولم يطبق حتى عليه ويحتضنه ..
ابتعد عنه الشاب ولا يزال باكياً ، ثمّ نطق " أين كنتَ يا أخي ؟ لمَ أطلت الغيبة لقد شعرتُ بالخوف دونك ! "
لم يرد عليه بكلمة ، نظر إليّ ودعاني إلى الدخول ..
عندها تلاقت عيناي بعينيّ الشاب ذاك ، نظر إليّ نظرة مطولة وببراءة شديدة قضب حاجبيه وأبرز شفتيه قائلاً :
" من أنتِ ؟ "
لم أتمالك نفسي من الضحك ثم أجبته .. " ولمَ تسألني ذلك وأنت حزين ؟ "
- " هل أنتِ حبيبته ؟ "
- " لا ، لا .. لستُ كذلك ، نحن مجرد صديقان "
ابتسم بعدها قائلاً " إذاً لستِ منافستي عليه ، أليس كذلك ؟ "
ضحكتُ كثيراً بعدها ثمّ أجبته " لا ، لستُ منافستك ، إنّ أخيك لك بأكمله "
فضحك ببراءته ضحكة عالية ثمّ شدّني من ذراعي بقوة وأرغمني على الدخول وأغلق الباب !
تركني بعدها وانطلق مسرعاً إلى نهاية الردهة حيث غرفة المعيشة في الشقة ..
كانت شقة فخمة كثيراً لكنّ ذاك الشاب منعني من تأمل نواحيها .. فقد كانت أفعاله البريئة لا تناسب عمره مطلقاً
لكنّ أكثر ما لفت نظري عندما ذهب مسرعاً وجلس وسط كومة من المكعبات الصغيرة ، وبدأ في ترتيبها ..
نظرتُ إليه وكلّي تعجّب ممّا يحصل هنا .. وفجأة فـُتح باب الغرفة المجاورة وخرج منها صديقي ..
نظر إليه الشاب ثم نهض من مكانه وأسرع ناحيته وهو يقول " لقد خفتُ يا أخي أن تكون هذه حبيبتك وتشغلك عني "
- " ليست كذلك " قالها ببرود شديد !
- " حسنُ ، هل يمكننا أن نتزوج يا أخي ؟ " قالها ببراءة
- " لا ، لا يمكننا ذلك "
- " لماذا ؟ " قالها بحزن
- " لأننا إخوة ، كما أنّ الرجل يتزوج من إمرأة فقط "
صمت حينها قليلاً ثمّ نطق وهو غاضب " هذا أفضل ، فلن أتحمّل صوت أنفك العالي أثناء نومك "
لم أتمالك نفسي حينها من الضحك بصوت عالي بينما كان ذاك الشاب مغتاظ وهم بالعودة إلى مكعباته ..
وبقي هو في بروده التام دون التغيير ..
فجأة أخرج من خلفه حقيبة امتلأت على آخرها .. جرها خلفه ثم قال لي :
" أنتِ أكثر من أثق به ، سأرحل من هنا ، واصطحبيه إلى أقرب دار رعاية "
ثم سحب الحقيبة وبدأ في الرحيل مسرعاً .. عندما استوعبتُ كلامه عدوتُ مسرعة أنا الأخرى وراءه
- " انتظر هنا ، هل تورطني في مشاكلك الخاصة وتهرب ؟ "
- " إن كنتِ لا تودين فعل ذلك فارحلي معي "
- " وماذا سيحلّ به ؟ إنّه متعلق بك .. ربما يموت من بعدك "
- " فليكن ذلك "
- " يا لك من قاسي القلب ! "
- " أنتِ لا تعرفين شيئاً "
- " حقاً ؟ ما الذي لا أعرفه ؟ "
عندها ألقى بالحقيبة على الأرض بقوة والتفت نحوي وقد امتلأ وجهه بالغضب ..
" لا تعرفين أنّه مجرد متخلف عقليّ توقف عمره عند الثلاثة أعوام بينما وصل إلى الخامسة والعشرين عاماً
لا تعرفين معنى أن تضيع حياتكِ كلها في خدمة طفل لا يكبر ، يظل يشكي ويبكي كل يومٍ دون انقطاع
لقد كرستُ حياتي كلها له ، لم أحب لم أتزوج لم أفكر في نفسي يوماً ما بداعي إخلاصي له وشفقتي عليه
وقد أبقيت ذاتي على صمودها بأنّه سيموت قريباً كما رجح كل الأطباء ..
لكنّه لم يمت .. ظل عالقاً شوكة في حلقي تجرحني وتمديني كل يوم .. سيظل يعكّر صفو حياتي
حتى يقتلني أنا .. وسيقف على قبري يومها لا يعلم إن كان سيضحك أم يبكي .. لقد سئمت منه ومن حياتي معه ..
صمت فجأة وقد انقطع ذلك الغضب الجارف دون سابق إنذار ، وقد تصمّرت عينه خلفي.
علمتُ ما أسكته ، لكنّي حاولتُ إنكار ما أيقنت ، في محاولة أخيرة لتجنّب المأساة القادمة ..
نظرتُ خلفي فوجدته هو .. واقفُ وقد استمع إلى كلام أخيه .. لا اعلم ما حالة قلبه الآن ..
لكنّني أجزم أن ما سمعه كان أقوى من ضربة رمح هرقل لو كانت قد سكنت قلبه !
أسرع إلى الأعلى وقد انفجر في بكائه وهو يقول صارخاً " يا رب أمتني ، لقد أغضبت أخي الأكبر منّي "
استمرّ يكررها وهو يصعد إلى الأعلى ..
التفتُ إلى أخيه وقد ملأت ملامح الخزي وجهه لكنّه استمرّ في طريقة إلى الأسفل ..
تصمّرت مكاني لحظة لا أعرف خلف من أعدو ، لكنّ قدمي انطلقت وحدها تجاه الصعود ..
أسرعتُ نحوه ودخلتُ الشقة فإذا به يراقب منظراً بكل دقة ..
لقد كان ذلك البناء المكعّبي الذي تعب في بنائه .. لقد كان يعلو البناء برجاً وضع فوقه تمثالين صغيرين
كتب على أحدهم اسمه والآخر اسم أخيه .. وبينما كان يعدو هزّت قدمه المبنى فسقط تمثال اسمه على الأرض
وقد كـُسر التمثال .. نظر إلى التمثال برهة .. وقد عرفتُ حينها ما يفكّر فيه ..
وقبلما أصل إليه .. كان قد فعلها !
صعد على تلك النافذة الواسعة .. وقفز منها .. أسرعتُ فنظرتُ منها صارخة ..
فإذا به قد سقط صريعاً .. تحت أقدام أخيه .. ،،
إن كان جُنون مجنون أضاع حياة ضمنياً ، فقد أضاعها فعلياً جنون عاقـل .
- انتهى -
النوع : قصـة قصيرة
زمن التأليف : نصف ساعة
التصنيف : دراما - نفسي
المؤلف : أحـمد سمير
~
صدقاً لا أعلم كيف انسقت إلى توسلاته الكثيرة وإلحاحه الكبير وقدمتُ معه إلى هنا ، لكن ها أنا أجد نفسي أمام منزله أصعد
ذلك الدرج خلفه في حرص وقلق ، بينما يصعده أمامي في ثباتٍ وسكون غريبين ، لقد ألبسه ذلك السكون حالته بعدما كان
يشتعل توتراً وقلقاً في محاولاته وهو يترجاني بأن آتي معه إلى منزله ، رفضتُ بقوة .. حتى الآن أنا رافضة لتلك الفكرة !
صحيح أنّنا أصدقاء منذ سبعة أعوام .. كلٌ منّا عـُرف في عمله بالانضباط والحيادية .. كلّ منّا ارتقى سلالم المجد سريعاً
ووصلنا إلى أعالي المراكز في عملنا .. وكلانا يعلم رفض الآخر لفكرة الزواج .. فكلّ منا لديه في حياته ما ينكر عليه
حقيقة زواج ناجح وعلاقة طيبة .. أعرفه منذ مدّة .. وموقنة أنا أنّه لا يكن مشاعر تجاهي .. ولا يريدني ليصارحني بشيء أو يخبرني بآخر ..
ليس بالرجل اللعوب الذي سيستدرج امرأة غير متزوجة مثلي لمنزله ثم تضارب وساوس الشيطان عقله بي
لم يدخل أحد منّا طيلة معرفتنا به منزله .. قال دائماً أنّه سرّه الأكبر .. !
دائماً ما صارعني وصارع الفضول غيري في معرفة سرّه الأكبر .. لكن دون جدوى ، لا دليل ولا شيء عنه مطلقاً
ظلّ ذلك الرجل ذا الصيت العالي في العمل صاحب أقل صيت في حياته الخاصة ..
لكنّ ذلك اليوم لم يكن فيه من عرفته طوال الأعوام المنصرمة .. لم يكن يتحلّى بهدوئه ووقاره ..
شعرتُ بأنّ قبسات الكحوليات قد غالبته لأول مرة .. هل يمكن أن يكون قد باع مبادئه ؟
لمَ يخسر كل شيء في لحظة ؟ أخلاقه وهدوءه وغموضه وسره الأكبر .. منزله !
لمّ رجاني للذهاب معه في منزله اليوم ؟ رغم قلقي من كل ما يظهر منه إلا أنّ فضولي كان أقوى من كل شيء ..
لقد انصرت على أقاويل ووساوس الناس ثلاثة عقود كاملة ، أنا امرأة قوية .. ولن أسقط في مخاوفي حتى أكشف سر ذلك الرجل
خصوصاً وقد كان جزءاً مني يشعر بالشفقة على حاله تلك ، ولم أعتد من كبرياءه أن يرجوني في السابق فلم أرغب في تركه بهذه الحالة ..
صعدنا الدرج ، ووقفنا أمام باب المنزل ، بينما همّ بفتح الباب إذا بأقدام تدّب بقوة على الأرض راكضة نحونا من خلف الباب
وصوت أنين أجش وخشن يأتي من وراءه .. فتح الباب .. فإذا بشاب في العشرينيات من عمره يقف أمامنا باكياً
لم يسكن في مكانه كثيراً فسرعان ما ارتمى في حضنه وازداد بكاؤه ، رغم صوته الخشن والصلب امتلأ هذا الشاب بملامح البراءة كلها
كان وسيماً جداً ، ربما كان جماله أروع ما رأته عيني .. لكن صديقي لم يبادله كل ذلك الحنان ..
فقد استمر هدوءه ولم يطبق حتى عليه ويحتضنه ..
ابتعد عنه الشاب ولا يزال باكياً ، ثمّ نطق " أين كنتَ يا أخي ؟ لمَ أطلت الغيبة لقد شعرتُ بالخوف دونك ! "
لم يرد عليه بكلمة ، نظر إليّ ودعاني إلى الدخول ..
عندها تلاقت عيناي بعينيّ الشاب ذاك ، نظر إليّ نظرة مطولة وببراءة شديدة قضب حاجبيه وأبرز شفتيه قائلاً :
" من أنتِ ؟ "
لم أتمالك نفسي من الضحك ثم أجبته .. " ولمَ تسألني ذلك وأنت حزين ؟ "
- " هل أنتِ حبيبته ؟ "
- " لا ، لا .. لستُ كذلك ، نحن مجرد صديقان "
ابتسم بعدها قائلاً " إذاً لستِ منافستي عليه ، أليس كذلك ؟ "
ضحكتُ كثيراً بعدها ثمّ أجبته " لا ، لستُ منافستك ، إنّ أخيك لك بأكمله "
فضحك ببراءته ضحكة عالية ثمّ شدّني من ذراعي بقوة وأرغمني على الدخول وأغلق الباب !
تركني بعدها وانطلق مسرعاً إلى نهاية الردهة حيث غرفة المعيشة في الشقة ..
كانت شقة فخمة كثيراً لكنّ ذاك الشاب منعني من تأمل نواحيها .. فقد كانت أفعاله البريئة لا تناسب عمره مطلقاً
لكنّ أكثر ما لفت نظري عندما ذهب مسرعاً وجلس وسط كومة من المكعبات الصغيرة ، وبدأ في ترتيبها ..
نظرتُ إليه وكلّي تعجّب ممّا يحصل هنا .. وفجأة فـُتح باب الغرفة المجاورة وخرج منها صديقي ..
نظر إليه الشاب ثم نهض من مكانه وأسرع ناحيته وهو يقول " لقد خفتُ يا أخي أن تكون هذه حبيبتك وتشغلك عني "
- " ليست كذلك " قالها ببرود شديد !
- " حسنُ ، هل يمكننا أن نتزوج يا أخي ؟ " قالها ببراءة
- " لا ، لا يمكننا ذلك "
- " لماذا ؟ " قالها بحزن
- " لأننا إخوة ، كما أنّ الرجل يتزوج من إمرأة فقط "
صمت حينها قليلاً ثمّ نطق وهو غاضب " هذا أفضل ، فلن أتحمّل صوت أنفك العالي أثناء نومك "
لم أتمالك نفسي حينها من الضحك بصوت عالي بينما كان ذاك الشاب مغتاظ وهم بالعودة إلى مكعباته ..
وبقي هو في بروده التام دون التغيير ..
فجأة أخرج من خلفه حقيبة امتلأت على آخرها .. جرها خلفه ثم قال لي :
" أنتِ أكثر من أثق به ، سأرحل من هنا ، واصطحبيه إلى أقرب دار رعاية "
ثم سحب الحقيبة وبدأ في الرحيل مسرعاً .. عندما استوعبتُ كلامه عدوتُ مسرعة أنا الأخرى وراءه
- " انتظر هنا ، هل تورطني في مشاكلك الخاصة وتهرب ؟ "
- " إن كنتِ لا تودين فعل ذلك فارحلي معي "
- " وماذا سيحلّ به ؟ إنّه متعلق بك .. ربما يموت من بعدك "
- " فليكن ذلك "
- " يا لك من قاسي القلب ! "
- " أنتِ لا تعرفين شيئاً "
- " حقاً ؟ ما الذي لا أعرفه ؟ "
عندها ألقى بالحقيبة على الأرض بقوة والتفت نحوي وقد امتلأ وجهه بالغضب ..
" لا تعرفين أنّه مجرد متخلف عقليّ توقف عمره عند الثلاثة أعوام بينما وصل إلى الخامسة والعشرين عاماً
لا تعرفين معنى أن تضيع حياتكِ كلها في خدمة طفل لا يكبر ، يظل يشكي ويبكي كل يومٍ دون انقطاع
لقد كرستُ حياتي كلها له ، لم أحب لم أتزوج لم أفكر في نفسي يوماً ما بداعي إخلاصي له وشفقتي عليه
وقد أبقيت ذاتي على صمودها بأنّه سيموت قريباً كما رجح كل الأطباء ..
لكنّه لم يمت .. ظل عالقاً شوكة في حلقي تجرحني وتمديني كل يوم .. سيظل يعكّر صفو حياتي
حتى يقتلني أنا .. وسيقف على قبري يومها لا يعلم إن كان سيضحك أم يبكي .. لقد سئمت منه ومن حياتي معه ..
صمت فجأة وقد انقطع ذلك الغضب الجارف دون سابق إنذار ، وقد تصمّرت عينه خلفي.
علمتُ ما أسكته ، لكنّي حاولتُ إنكار ما أيقنت ، في محاولة أخيرة لتجنّب المأساة القادمة ..
نظرتُ خلفي فوجدته هو .. واقفُ وقد استمع إلى كلام أخيه .. لا اعلم ما حالة قلبه الآن ..
لكنّني أجزم أن ما سمعه كان أقوى من ضربة رمح هرقل لو كانت قد سكنت قلبه !
أسرع إلى الأعلى وقد انفجر في بكائه وهو يقول صارخاً " يا رب أمتني ، لقد أغضبت أخي الأكبر منّي "
استمرّ يكررها وهو يصعد إلى الأعلى ..
التفتُ إلى أخيه وقد ملأت ملامح الخزي وجهه لكنّه استمرّ في طريقة إلى الأسفل ..
تصمّرت مكاني لحظة لا أعرف خلف من أعدو ، لكنّ قدمي انطلقت وحدها تجاه الصعود ..
أسرعتُ نحوه ودخلتُ الشقة فإذا به يراقب منظراً بكل دقة ..
لقد كان ذلك البناء المكعّبي الذي تعب في بنائه .. لقد كان يعلو البناء برجاً وضع فوقه تمثالين صغيرين
كتب على أحدهم اسمه والآخر اسم أخيه .. وبينما كان يعدو هزّت قدمه المبنى فسقط تمثال اسمه على الأرض
وقد كـُسر التمثال .. نظر إلى التمثال برهة .. وقد عرفتُ حينها ما يفكّر فيه ..
وقبلما أصل إليه .. كان قد فعلها !
صعد على تلك النافذة الواسعة .. وقفز منها .. أسرعتُ فنظرتُ منها صارخة ..
فإذا به قد سقط صريعاً .. تحت أقدام أخيه .. ،،
إن كان جُنون مجنون أضاع حياة ضمنياً ، فقد أضاعها فعلياً جنون عاقـل .
- انتهى -
●
●
●
التعديل الأخير: