رد: رذاذ ماطر
علمتني الحياة أن لا أجزم بصحة كلام الآخرين عن شيء لم يسبق لي التعامل معه شخصيًا
كلٌ يُعبّر بما اعتراه من مشاعر قد يظنها هي الصائبة من وجهة نظره .. وأنا لا أستفيد شيئًا
وأخرج بعقل مشحون وقلب وجل وقد أخذت أسوء انطباع عن هذا الشيء
قبل أن أن أعرف طبيعته
أقولها عن إحدى التجارب الواقعية التي حدثت لي وتتمثل ببساطة : بتخويف الآخرين لي من
مواد العلوم الطبيعية التي لم أتعلمها في المرحلة الثانوية .. كلهم نعتوها بالصعبة والمعقدة
وغيرها من عبارات التحطيم .. أصابني الخوف صدقًا وكرهت هذه المواد بشدة
وكثيرًا ما تذمرتُ من تعنت النظام التابع لكليتي والذي يفرض علينا دراسة هذه المواد جبرًا
علمهًا أنها بعيدة غاية البُعد عن مواد تخصصي المختار ولا تمت لها بأي صلة
لكن ولدهشتي بعد أن سمعت شرح المحاضرات بتركيز وانتباه وقرأت الدروس واستوعبت أهميتها
أحببتُ مواد الكيمياء والفيزياء والبيئة والفلك والأحياء وإن أتعبتني مسائل الكيمياء قليلاً
فعلاً استمتعتُ بدراستهم .. وأكثر ما كان يثير تعجبي ويجعلني أهتف في سري : بسبحان الله !
هي المعلومات عن الخلايا ومكوناتها ومم تتركب وكذلك قسم الفلك .. نظام دقيق عجيب ، حقًا لا يملك المرء
إلا أن يقول سبحان الله
كما تقول أستاذتي : كل العلوم تحمل الفائدة في طياتها
استفدتُ فعلاً رغم أنها كما قلتُ سابقًا مواد لا تمت لمواد تخصصي بأي صلة
احم لكن أعترف .. في الاختبار النهائي " جبت العيد " كما يقولون
لا لشيء سوى أني لم أذاكر جيدًا .. وإلا فإني كنتُ سأحرز درجات أعلى لو اجتهدت أكثر
وذاكرت جميع المنهج .. فعلاً لكل مجتهد نصيب
الخلاصة : لا تُكَوّنوا أنطباعًا أوليًا سيئًا عن أشياء لم يسبق لكم التعامل معها
لمجرد أن الآخرين أخبروكم بذلك .. بإمكانكم إصدار الأحكام والآراء بعد أن تجربوا بأنفسكم .