رد: رذاذ ماطر
[ بين الظلام و
النور ]
كم عامًا يا أمي مرّ ؟ والذكرى ما زالت خلفي، تتبعني كظلي، تخنقني
تجعلني ميتًا بين الأحياء، لا أبصر ضوءًا، لا أعرف هدفًا، لا أمضي قدمًا !
خطواتي جامدة فوق رصيف الماضي .. إني أجهلني يا أمي !
كم أرثي نفسي، كيف انزلقتْ في هذا المنحدر المعتم ؟ وبقيتُ هناك بلا منقذ ؟!
قلبي ينبض لكني ميت .. أبدو في أحسن أحوالي للغير
لو علموا أني في قمة ضعفي، موتي، وتلاشي أحلامي ما حسدوني قطعًا
أمي ؟ هل يصل إليكِ صوتي ؟
عندي بشرى .. كان هذا حالي منذ سنين .. مأساويًا بحتًا
لكن لا شيء يظل على حاله .. انتشلتني كف من نور من قاع ظلامي وخيباتي
أهدتني كتابًا أملك مثله، لكني أبقيه في أقصى الرف المهجور في مكتبتي !
كلمات أحيتني فعلاً وبفضل الله هدتني ، غسلت قلبي بالماء البارد والثلج
جعلتني إنسانًا آخر !
الآن أعرف أهدافي، أعرف في أية موضع أثبت قدمي
صور الماضي المُقْعِد لم تتركني، لكني بت قادرًا على مواجهتها
دربي الآن محفوف بالورد وبالمشموم وبالعنبر
حمدًا لك ربي دومًا .. ثم أقول شكرًا لك يا أفضل صحبي يا أنور