قصص القرآن (2 زائر)


إنضم
6 يناير 2015
رقم العضوية
3225
المشاركات
927
مستوى التفاعل
140
النقاط
0
الإقامة
فوق الأرض مؤقتاً
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قصص القرآن

قصة أصحاب الرس


موقع القصة في القرآن الكريم:

قال تعالى في سورة الفرقان :

(( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )).

وقال تعالى في سورة ق:

(( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))

القصة:

كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , يقال لها ( شاهدرخت ) كان يافث بن نوح
غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا آب ).

وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض ، وذلك بعد سليمان عليه السلام
وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق ، وبهم سمي النهر ،
ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها، وذكر عليه السلام
أسماءها .

وكان أعظم مداينهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم , وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن
بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم عليه السلام ، وبها العين الصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة
من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين التي عند الصنوبرة ، فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة
وحرموا ماء العين والأنهار ، فلا يشربون منها ولا أنعامهم ، ومن فعل ذلك قتلوه ، ويقولون هو حياة آلهتنا
فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم ، وقد جعلوا
في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير
فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة ،ويشعلون فيها النيران بالحطب ، فإذا سطع
دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خرو سجداً يبكون ويتضرعون إليها
أن ترضى عنهم .!

فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا
نفساً وقروا عيناً.
فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج –
فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون.

حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربواعند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج
عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرةخارجاً من السرادق
ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم.

فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم
بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط
ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنا عشر يوماً لياليها بعدد أعيادهم
سائر السنة ثم ينصرفون.
فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره ، بعث الله نبياً من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب
فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته ، فلا يتبعونه.

فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى ، قال: يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي
وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع ، فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك.
فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها ، فهالهم ذلك ، فصاروا فرقتين .
فرقة قالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعمأنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم
عن آلهتكم إلى إلهه.
وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكمىحين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب
حسنها وبهاؤها لكي تغضبوا لها، فتنصروا منه .

وأجمع رأيهم على قتله، فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما فيها من الماء ، ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة
المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم ، وألقموا فاها صخرة عظيمة , ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا:
نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها
يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان.

فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي ،
فارحم ضعف ركني ، وقلة حيلتي ، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي ، حتى مات.

فقال الله جل جلاله لجبرئيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري
وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصانيولم يخش عقابي ،
وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالاً وعبرة للعالمين.

فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة ، فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم
إلى بعض ، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء ، فألقت عليهم كالقبة
جمراً يلتهب ، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار.
فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 
التعديل الأخير:

إنضم
6 يناير 2015
رقم العضوية
3225
المشاركات
927
مستوى التفاعل
140
النقاط
0
الإقامة
فوق الأرض مؤقتاً
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قصص القرآن

[TBL="http://www.7fth.com/img/1434319721431.png"]





















[/TBL][TBL="http://www.7fth.com/img/1434319722382.png"]






1434310776161.png


ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم.

قال الله تعالى(( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍقُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌوَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
))

1434310776212.png


إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.

لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد ، وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية.
وكان للملك ساحر يستعين به، وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاماً
يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر.

فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب، فجلس معه مرة وأعجبه كلامه.
فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر، وكان الساحر يضربه إن لم يحضر.
فشكى ذلك للراهب، فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل
حبسني الساحر.

وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس.
فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب؟!
ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.
ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم.
فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث، فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى،
فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.

وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض.
فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام وقال له:
أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى،
فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.

فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره.
فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك
وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه.
فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.

أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطباً: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغاً عظيماً،
حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل.
فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى.
فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.

فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك.
فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمنشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين.
ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك .
فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب.
ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام.
فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.

فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟
فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر،
ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.

فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام.
ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله:
كفانيهم الله تعالى.
ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به.
فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع،
ثم تأخذ سهماً من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام"
ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.

استبشر الملك بهذا الأمر.
فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم.
ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.

فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام ، فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه!
لقد وقع، لقد آمن الناس.

فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها، ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان،
أو إلقائهم في النار.
ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار.
فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.




[/TBL][TBL="http://www.7fth.com/img/1434319722793.png"]




[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
6 يناير 2015
رقم العضوية
3225
المشاركات
927
مستوى التفاعل
140
النقاط
0
الإقامة
فوق الأرض مؤقتاً
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
أصحاب الفيل


موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.

قال تعالى :

((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
))

القصة:

كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة.
وقام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب.
فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام. فكتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك
كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهم
عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم.
فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل، فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني!
وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها.
وأن بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة.

فعزم أبرهة على هدم الكعبة !!
وجهّز جيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود.
فعزمت العرب على قتال أبرهة.
وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف من اليمن يقال له ذو نفر.
دعى قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة، لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة.

ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي، وحارب أبرهة ، فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا ، وصار دليلاً لجيش أبرهة.
حتى وصلوا للطائف، فخرج رجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة –حتى لا يهدم بيت اللات
الذي بنوه في الطائف- وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة!
وكان اسم الرجل أبو رغال ،توفي في الطريق ودفن فيها، وصار قبره مرجماً عند العرب.

فقال الشاعر:

وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال

وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل.
وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها.
فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة، ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .

وبعث أبرهة رسولاً إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد، ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت،
فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم !
فإذا كان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك.
فلما أخبر الرسول عبد المطلب برسالة الملك، أجابه: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة.
هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام..
فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه, وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه.

ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة، وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم.
فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه، وأكرمه عن أن يجلسه تحته، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه.
فنزل أبرهة عن سريره، فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه.
ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك ؟
فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي.
فلما قال ذلك، قال أبرهة لترجمانه: قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني!
أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟
قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت رب سيمنعه .
فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني.
قال: أنت وذاك ! ..
فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله.

ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها.
ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه،
ثم ذهب هو ومن معه للجبل.

ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة.
إلا أن الفيل برك ولم يتحرك، فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه .!
فوجّهوه ناحية اليمن ، فقام يهرول.!
ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه.
ثم وجّهوه جهة الشرق، فتحرّك. فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك.

ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده, فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار:
حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحداً إلا هلك.
فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة.
فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب; ليدلهم على الطريق إلى اليمن.
فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته:

أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب

وقال أيضا:

حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا
فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا


وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى، حتى وصلوا إلى صنعاء,
فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات.

إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفها الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه (في ظلال القرآن):
فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .

وأول ما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين، ولو أنهم كانوا يعتزون
بهذا البيت،لقوة المعتدية.
وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام, حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة
في حمايته, بحميتهم الجاهلية.

كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده - أن يحطموا
البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة.
حتى والشرك يدنسه، والمشركون هم سدنته، ليبقي هذا البيت عتيقاً من سلطان المتسلطين,
مصوناً من كيد الكائدين.

 
التعديل الأخير:

إنضم
6 يناير 2015
رقم العضوية
3225
المشاركات
927
مستوى التفاعل
140
النقاط
0
الإقامة
فوق الأرض مؤقتاً
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قصص القرآن

[TBL="http://store1.up-00.com/2015-05/14323336541.png"]





















[/TBL][TBL="http://store1.up-00.com/2015-05/1432333659142.png"]


السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

كيفكم شعب أنمي توون الموقر ؟ عساكم طيبين وبخير وكل أموركم تمام التمام ق1













[/TBL][TBL="http://store1.up-00.com/2015-05/1432333659363.png"]




[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
6 يناير 2015
رقم العضوية
3225
المشاركات
927
مستوى التفاعل
140
النقاط
0
الإقامة
فوق الأرض مؤقتاً
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قصص القرآن

قال سبحانه و تعالى { كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ } 176 الشعراء

" الأيكه "

هي واحه تغض بالشجر والزرع ويكثر فيه الشجر المُلتف

قيل انها كانت غيضه بقرب مدين وقيل أرض معان من أطراف بلاد الشام

يسكنها طائفه وكانوا مشركين عابدين للأيكه والأصنام .


* * *


* ورود القصة في الكتاب الكريم *

وردت قصة النبي شعيب عليه السلام في القرآن الكريم في أربع سور هي ...
الأعراف * وهود * والشعراء * والعنكبوت يقول المولى تبارك وتعالى ...

يسم الله الرحمن الرحيم

{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
(سورة الأعراف 85 )

وقال تعالى ...
{ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ }
( سورة الشعراء الآيتين رقم 176 و 177 )

صدق الله العظيم







* قصة شُعيب وأصحاب الأيْكَة *

أرسل الله تعالى نبيه شعيباً عليه السلام إلى أصحاب الأيكة
وهم قوم مدين وهي مدينة على ساحل البحر الأحمر وتحاذي تبوك الآن
قال تعالى ... { وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [هود:84]

ولكنه لم يكن من أصحاب الأْيَكة، ولذلك لم يقل إذ قال لهم أخوهم شعيب في سورة الشعراء،
بل قال: { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 177]
ولم يقل لهم: يا قوم أوفوا الكيل، وقال: { أَوْفُوا الْكَيْلَ } [الشعراء: 181]

وكانت لأصحاب الأيْكَة عادة سيئه وهي انهم ينقصون المكيال ويتلاعبون بالميزان
ولأن ذلك يعد غشاً وكذباً وخداعاً والله لا يرضى بذلك

بعث الله لهم النبي شعيب عليه السلام الذي أعطاه الله ميزة المخاطبه الحسنه والأسلوب البليغ والمقنع
حتى قيل بأنه خطيب الأنبياء فدعاهم لعبادة الله وأوصاهم باقامة العدل و بشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم .
فلم يجبه القوم الا بالرد والعصيان والاستهزاء والسخريه

استمر شعيب يجادلهم بلطف مؤثرا استمالتهم باللين واجتذابهم بالرفق
ولكن القوم ضلوا في الضلال ممعنين وفي الغواية سابحين
فدعا عليهم نبي الله شعيب فاستجاب الله دعاه وابتلى القوم بالحر الشديد لايروي ظمأهم ماء
ولاتقيهم ظلال ولاتمنعهم تلال أو جبال ففروا هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلة عن حرارة الشمس
وحسبوها ستارا من شدة الحر فاجتمعوا تحتها وما أن اكتمل عددهم وصاروا كلهم تحت الغمامه
حتى بدأت الغمامه ترميهم بأسراب من الشرر واللهب
وجاءتهم الصيحه وعذاب الظله من السماء وزلزلت الأرض تحت أقدامهم حتى زهقت أرواحهم وهلكوا جميعا.







* تفسير أبن كثير *

قال تعالى: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) [الشعراء:177]
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (هؤلاء - يعني أصحاب الأيكة - هم أهل مدين على الصحيح،
وكان نبي الله شعيب من أنفسهم، وإنما لم يقل هاهنا - في الآية الثانية - أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة
وهي شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونها، فلهذا لما قال كذب أصحاب الأيكة المرسلين
لم يقل إذ قال لهم أخوهم شعيب إنما قال ...
إذ قال لهم شعيب فقطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه. وإن كان أخاهم نسباً

ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين
فزعم أن شعيباً عليه السلام بعثه الله إلى أمتين، ومنهم من قال ثلاث أمم...
والصحيح أنهم أمة واحدة وصفوا في كل مقام بشيء، ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان
كما في قصة مدين سواء بسواء، فدل ذلك على أنهما أمة واحدة،

ويذكر انهم عاشوافي بلدة مليئة بالماء والأشجار بين الحجاز والشام
وكانت حياتهم مرفهة ثرية فأُصيبوا بالغرور والغفلة فأدى ذلك إلى الإحتكار والفساد في الأرض

فبعد أن يئس من إِصلاحهم أصابهم حرٌّ شديد استمر لعدّة أيّام متصلة،
وفي اليوم الأخير ظهرت سحابة في السماء اجتمعوا في ظلها، ليتفيؤوا من حر ذلك اليوم
فنزلت عليهم صاعقة مهلكة فقطعت دابرهم عن آخرهم.

أما إسحاق بن بشر وغير جويبر قالا : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد . والله أعلم







* الانتقام اللإلهي من أصحاب الأيكة *

{ وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }
الحجر: 78-79

الظلم الأول ...
ظلم الشرك { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان : 13

الظلم الثاني ...
ظلم الناس لأنهم كانوا يُطفِّفون في المكيال والميزان ويبخسون الناس أشياءهم، ويعثون في الأرض مفسدين
ولأنهم كانوا ظالمين فانتقم الله منهم: { فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } عاقبناهم على ظلمهم بان أهلكناهم بشدة الحر،
{ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ } طريق وإنما سمِّي الطريق إمامًا لأن الإنسان يؤتم به حتى يبلغ الموضع الذي يريده .
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل