- إنضم
- 1 يونيو 2013
- رقم العضوية
- 350
- المشاركات
- 974
- مستوى التفاعل
- 131
- النقاط
- 286
- الإقامة
- القصـر الرئيسي♔
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
يا ماشاء الله عليك ساتو ببساطة أنت جمال راقي للحروف إذا ما حملتِ القلم لا أدري ما أقول آ9
ختم شهر 04 ~ شهد
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1460674886661.jpg"]ختم شهر 04 ~ شهد
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1460674553551.jpg"]
*مقدمة
بغض النظر عن مغزى القصة
احب اقول انو اسلوبها مايتوافق مع القصة القصيرة بصورة خاصة
لهيك اقرأوها كـ قصة وليس كـ قصة قصيرة
*
*
*
*جهـاد*
أنا رجل في الثلاثين من عمري أعملُ قاضياً في محكمة المدينة ذات نهار
وبينما كنت أتصفح إحدى كتب المحاماة خاصتي والتي كنت اجد فيها لـذّة لاتختلف عن تلك التي
اجدها في مهنتي,قاطعني صوت خطوات تهرع متلعثمة وخائفة ليتبين لي في النهاية أنها اختي
الصغرى والوحيدة كانت بالكاد تلتقطُ أنفاسها المنهكة وتجمع كلماتها المهشمة والتي بدت كـقطة يلاحقها
بائع السمك الغاضب بعباءتها السوداء الملتوية وبدا غطاء رأسها المنسدل كما لو أنه يعاقبها لقاء هرولتها
المتعبة فكشف شيئا من خصلاتها البرونزية وكانت عيناها الصفراوتان تدور برعب في ارجاء الغرفة قبل
ان يقع ناظرها علي لتتحول نظراتها من مرعوبة لـمترجية ومتوسلة كهارب وجد ضالته
أخيراً..
وقبل ان تلتقط انفاسها اخرجت صوتا متعباً ولاهثاً..
_أخي!..ساعدني، كن لي محامياً!
والعرق يهوي كجواهر تزيد وجهها الشاحب نورا
وبينما افقد الخوف نبضاتي المتسارعة لذة الانتظار كانت قد قررت
ان تقفز وتقرا مايجول في خلدها قبل ان تنطقه هي ولكني لم اشأ ان ازيد
الوضع حدة فاجبتها بهدوء تام ..
_مالأمر أختاه؟!..التقطي أنفاسك، اجلسي و استريحي..
بالكاد جعلتها تجلس والرعب المخيف حولها لم يجلس ولم يختف
ولم يقل شيئا،أحضرت لها كأساً من الماء وتركتها حتى تهدأ شيئا
فـشيئاً..ثم بدأت بالاستماع لها وانا اغلي على نار تشب فوق بحر
من حطب واذعنت اجيب عليها بترو تام وانا امثل دور الاخ الكبير الحكيم الوقور..
لهثتْ قائلة برجاء
_لم أعد أريده..لا أريد العيش معه..لماذا زوجتموني به؟
_مالذي حصل,اختاه!؟ خيرا؟؟
_أنا لا أريده يا أخي، عليك أن تسعى لأمر انفصالنا حالا،
سيتوقف نبض قلبي إن بقي الحال هكذا...
_لماذا هل من سبب يؤدي بي لأسعى لنفصالكما يا اختي وقد اخترته
لك من بين الاف الرجال ووافق ابي وهو الذي لم يكن يرضى بأن
تحضي برجل لايملك من المال شيئا قـط..لكنه وافق..وافق لانه رجـل.
_اوه يا اخي..ليته لم يوافق,فلم أعد أحتمله ،هذا الرجل إنه لا يعود
إلا متأخرا ،ولا يخرج إلا باكرا،يعمل 24ساعة..ولا يأخذ إجازة
إلا حين يشتد عليه مرضه وانا الوحيدة التي تعتني به! لماذا؟لا
أهل له ،لا اخت ولا أم؟؟لماذا أنا فقط لماذا؟
الأطفال بالكاد يعلمون أن لهم أباً على قيد الحياة...كأنهم يتامى..بل
ربما هم بالفعل كذلك،الطلاق أهون،انه اهون من الترمل مع زوج على قيد الحياة.
_كلا يا اختي..أتعجزين من رجل يعمل الوقت كله ليكسوك ويكسو
اطفالك..ليطعمك ويطعم اطفالك..اخبريني هل قصّر معك في شيء؟
مال أو طلب لم يحققه !؟
قالت وقد بدا عليها اليأس من كلماتي
_كلا!
لكني استرسلت مأنباً لها مدافعا عنه
_هل آذاك؟..ضربك أو صرخ فيك وآلم قلبك..؟
_كلا ! ولكن التعب قد نال مني يا اخي..امسيت لا أعلم أ املك
زوجا حقا..ام اني اتوهم!!
حملقتْ في الفراغ قليلا..ثم اكملت ويكاد الدمع يفوح من يعنيها..
_لا تتعجب من شكواي ورغبتي في الطلاق ، أي عائلة هذه
والزوج فيها لايعرفه افراد عائلته وزوجته بالكاد تحفظ ملامحه
وكأن المرة الاولى التي رأيته فيها والاخيرة هي المرة التي
وقعنا فيها على عقد الزواج..ومن ثم حين ينكسه مرضه فقط..اخبرني
بالله عليك ان كان رجلا كيف يسبب كل تلك المعاناة لامرأته..هل
تسمي هذه رجولة!!لمَ لايدعني أرتاح..لمَ لايتركني وشأني؟؟
_الامر خارجٌ عن ارادته يا اختي العزيزة..ألا ترين انه يقاوم
مرضه كي يكسبكم لقمة العيش..مممم
اكملت وقد رسمت على وجهي شيئا من ملامح البهجة والاطمئنان..
_لننتظر حتى يعود من عمله ونجلس ونتفاهم
التفتت بيأس تام وقالت مقاطعة آمالي كلها..
_كلا!الامر كالعادة يا اخي..لقد نقلوه للمشفى بعد أن انهار
في العمل وقد قلت في نفسي انها المرة الاخيرة..لم اعد اطيق شيئا
من هذا انا لم اتربى لاخدم رجلا لاحول له ولاقوة ولا لكي اعتني
بالمرضى كان عليك ان تتفهم قابليتي يا اخي قبل ان تختار لي زوجا..
_كنت على يقين تام انه لن تتقبله امراة مثلك يا سارة
عندها بدأت ملامح الغضب واليأس ترتسم في عقد حاجبيها
الغضين وزمجرت بوجهي والحزن يملأ عينيها وكأن الكون كله قد
اوصد اوبابه بوجهها وقالت بنبرة شبه عصبية لكن هادئة جداً
_ماالذي تتفوه به يا اخي !أنا حقا زهدت البقاء بقربه أكثر !
رددت بأسى
_أحقا يُتعبك الاعتناء به لهذه الدرجة؟..
-لم أعد أطيقه !
رددت مأنبا
-أوَتحسبين الزواج جنة فقط !؟..
قطعتني كالواثقة
_أجل..أوليس من حق كل امرأة أن تعيش في جنة؟!
_لاتأتي الجنة بدون سعي ! هو يرى في عمله جزء الجنة ،
أما أنت فترين جزء الجحيم فيه !
_أجل إنه الجحيم بعينه !
_كلا يا أختي ، أنا أعرفه حق المعرفة، صحيح أني آخيته منذ
بضع سنين فقط ، الا أنني استطعت أن ألمس شفافية القلب ورقته
داخله، وجدت فيه إخلاص الصديق الحقيقي ووفاءه
دعيني اخبرك امراً حين فقدت كليتي اليسرى وعجز الأطباء عن
علاجي كان هو من تبرع بكليته لي، وكم تتوقعين الثمن الذي كان علي دفعه؟
قالت وقد اهلكها التذمر..
_الزواج بي طبعا ! لقد دفعتُ حياتي ثمنا لكليتك..مارأيك!!
فـواصلت بنفس النبرة
_كلا يا أختاه،قال لي: "أنا أهديك إياها ثمناً للسنين التي قضيتها بجانبي" ،
لقد رفضك حين عرضت زواجك عليه..قال : "سأؤذيها" ولكني
أصررت عليه وبشدة ، لقد أردتك عونا له ولحاله التي آل
اليها بسببي ، أنا من أصرّ وربما قد أجبرته !
عيناها التي كاد الدمع ان يفوح منها..فاضت وبدأت تنحب
واجابت بندم مشحون بنبرات غاضبة ومؤنبة
_ونتيجة اجبارك له معاملتي ببرود هكذا !؟ إنه حتى لا يتناول
الكثير مما أصنع اتسائل احيانا عن السبب الذي يجعلني
اعد الطعام له!..الذي يجعلني اهدر تلك الاموال التي اخبرتني
انه يكسبها لتطعمني..فكيف يهدرها هو؟!
واصلت ونظراتي لم تزل معلقة باتجاهها وهي تزيح راسها
تارة وتعود لتواجهني تارة
_أنت تعلمين جيدا أنه عاش وحيداً بعد أن سافر والده متخلِّياً
عنه ليستمتع مع زوجته الأخرى ! انت تعلمين ذلك ولكنك
تكتشفينه للمرة الاولى..أليس كذلك؟
ليس زوجك الا ابناً لزوجة أبيه المتوفاة،.. لذا فقد اعتاد
الاقتصاد في طعامه.
غطت وجهها بعد ان انهارت بالبكاء وهي تقول بصوت اجش
_وماذا عساني أفعل !...
ربت على كتفها ببطئ وقبل ان اواصل كلمات المواساة خاصتي
افزعنا صوت الهاتف وهو يرن
...رن...رن...
رددتُ بهدوء
-ألو؟؟عفوا ،ماذا؟...حاضر أنا قادم.
كانت مكالمة غير متوقعة رغم انها واردة انستني كل مادار بيننا
كان كل فكري بالمكالمة التي وردتني وبلا وعي
التقطت ثيابي
وقلت لاختي التي توقفت عن البكاء وهي تحملق
بحالي الذي
إلت اليه بعد هذه المكالمة
_لنذهب سريعا ،انهم يستدعوننا في المشفى...
قالت فزعة وكأن شكواها وطلبها الطلاق كانت محض اوهام
_جهاد؟
مع ذلك..ولا ادري كيف, اجبتها مؤنباً
_أجل زوجك العزيز !
واذا بها تخرج قبلي وتسبقني للسيارة وعلامات الفزع والشحوب
بادية عليها بوضوح تام
قدت السيارة بهدوء وحاولت تهدئة تلك المسكينة التي اصابها الذعر
حيث تم استدعاؤنا بمكالمة عاجلة ولاول مرة للمشفى حيث يرقد
جهاد، كما افعل دائما، أربتُّ على كتفها حتى تهدأ حتى استعاد
قلبها نبضه، اختي المسكينة..أنا أعلم أنها تحبه، والذي لا يمكنها
تحمله هو شقاءه الدائم فقط!ولهذا اخترتها لتكون زوجا له..علـها
تخفف من مشقته الدائمة
في المشفى، هرعنا لغرفة جهاد ،،بل ان اختي سبقتني اليها سبقتني
حتى اختفت من انظاري وهي تركض بخطوات ثقيلة مالبثت حتى
وصلت لغرفته فتعثرت وكأنها تحمل بين قدميها الفا طن من الحديد
لكنها استجمعت قواها بيأس شديد ولم تنتبه لصرخاتي وانا اسالها
ان تهدأ واصلتْ الجري وانا بالكاد الحق بها اجبرت خطواتي ان
تسرع لافاجأ بها تزاحم الممرضات لدخول غرفة الطوارئ حيث
جهاد وحيث تقبع بجانبه العديد من الاجهزة المعقدة التي توحي بالذعر
ركضت نحو اختي وانا افلتها بصعوبة من بين الممرضات
وحاولت تهدأتها وبصعوبة سحبتها بين ذراعي حتى لم يعد لها
اي قوة للمقاومة ومالبثت حتى التجأ بصرها لجهاد وبدأنا
نحملق بيأس ورعب فيه من خارج الزجاج ولكن ممرضة
اقتربت منا وطلبت مني ان ارافقها لكني رفضت ترك اختي
من بين ذراعي بحالتها تلك وليتني لم افعل فإضطرت لتخبرني
امام اختي إن حالته حرجة جدا ،وان أمامه ثلاث دقائق !
إذا لم يستيقظ...ثم توقفت واشاحت بنظرها للاسفل
........
اجبت بفزع واختي جحظت عيناها برعب وتحولت
باتجاه الممرضة
أنا:ماذا؟؟لماذا لم تخبرونا مبكرا !؟
قالت الممرضة بيأس:لقد فعلنا ولكن لم يتسنّى لنا إيجاد هاتف
المنزل وبالكاد اتصلنا بك
ثم واصلتْ..يبدو أن جسده ضعيف جدا وعملية نزع الكلى
كانت فكرة خاطئة منذ البداية لكنه تعلق بآخر أمل !
اوقفتني الصدمة عن الحراك لحظة حتى فجعني صوت اختي
وهي تصرخ والدمع أغرق عينيها وضعتْ يديها على رأسها صرخت
_كذب الامر برمته كاذب.
وانا تحولت لكتلة من صخر بالكاد تحملني ساقاي أما أختي
فيبدو ان جبلا من حديد صب فوقها فانهارت على الأرض
ودموعها خالطت عبائتها السوداء حتى ابتلت.ماعدت اسمع شي
ولا ارى الا جهاد القابع امام عيني مباشرة بجسد هزيل ووجه
شاحب وشعر اثلج كشعر عجوز اشمط اكل الدهر
عليه وشرب..
إنها المرة الاولى التي أشعر فيها أن شهيقي وزفيري لا يجدان
ما يأخذانه من هواء الدنيا ، ويكأن هواء المشفى فقد ذرات
الاوكسجين خاصته! ما عدت أعي شيئا مما يدور حولي ،
عيني تراقب صديقي العزيز الذي لم اكن لاتخيل مرور يوم
بدونه والثواني تمر وتتسارع ,ماالذي استطيع فعله لرجل انقذني
من مرض كان ليلازمني العمر كله ورافقني الحياة كلها
ولم اجده يتذمر او يشكو يوما..العجز الذي اصابني في تلك
اللحظة شل اطرافي وحواسي كلها فقدت الاحساس بالوقت
والزمن وحتى اني نسيت ان لي عقلا وقدرة على المشي
ونسيت اني كائن حي يبصر ويتنفس لم يُعد لي صوابي الا
صوت ارتطام جسد أختي على الارض.. فاقدةُ الوعي ! او ميتة؟
لم استطع التمييز..المسكينة لم تحتمل رؤية من خافت عليه
من نفسها يصارع الموت وحده وهي تكتفي بمراقبة جهاز
نبض القلب وهو يخفف من وطأته لقد بدأت اصرخ متخبطا
ما بين جسدها الملقى على الارض وجهاد الذي لم ينبس
بحركة قط أراقب هنا وهناك ، لعل تغييرا يحدث ! لعلــه
كابـوس استفيــق منه!الان او حتى بعد سنة..ها هي الدقيقة
الثالثه تقترب ثوانيها على الانتهاء ، منتصف الدقيقة الثالثة، وانا
أئن بكلمات لااعلمها حين اصدر جهاز نبض القلب صفيراً
معلناً توقفه وبدأ قلبي يتسارع نبضه كأنما يريد أن يتوقف
قبله..والأطباء يحضرون جهاز الإنعاش...ومحاولاتهم تبوء
بالفشل جميعها، لكن جهاز نبض القلب استمر صارخاً وجسده
النحيل يبرد ووجهه يصبح أكثر شحوبا و أنا أتهاوى جاثياً
على ركبتي أحاول تصديق ما أرى ، وبصوت هزيل أرجوهم
أن لا يغطوا وجهه ! آملا أن يفيق بأي لحظة أن اسمع منه
كلمة اخيرة أن يتفقد اختي قبل رحيله..ولكن لا مال ولا
احلام ولا حتى دموع اختي يمكنها ان تعيد شيئا من جهاد.
بغض النظر عن مغزى القصة
احب اقول انو اسلوبها مايتوافق مع القصة القصيرة بصورة خاصة
لهيك اقرأوها كـ قصة وليس كـ قصة قصيرة
*
*
*
*جهـاد*
أنا رجل في الثلاثين من عمري أعملُ قاضياً في محكمة المدينة ذات نهار
وبينما كنت أتصفح إحدى كتب المحاماة خاصتي والتي كنت اجد فيها لـذّة لاتختلف عن تلك التي
اجدها في مهنتي,قاطعني صوت خطوات تهرع متلعثمة وخائفة ليتبين لي في النهاية أنها اختي
الصغرى والوحيدة كانت بالكاد تلتقطُ أنفاسها المنهكة وتجمع كلماتها المهشمة والتي بدت كـقطة يلاحقها
بائع السمك الغاضب بعباءتها السوداء الملتوية وبدا غطاء رأسها المنسدل كما لو أنه يعاقبها لقاء هرولتها
المتعبة فكشف شيئا من خصلاتها البرونزية وكانت عيناها الصفراوتان تدور برعب في ارجاء الغرفة قبل
ان يقع ناظرها علي لتتحول نظراتها من مرعوبة لـمترجية ومتوسلة كهارب وجد ضالته
أخيراً..
وقبل ان تلتقط انفاسها اخرجت صوتا متعباً ولاهثاً..
_أخي!..ساعدني، كن لي محامياً!
والعرق يهوي كجواهر تزيد وجهها الشاحب نورا
وبينما افقد الخوف نبضاتي المتسارعة لذة الانتظار كانت قد قررت
ان تقفز وتقرا مايجول في خلدها قبل ان تنطقه هي ولكني لم اشأ ان ازيد
الوضع حدة فاجبتها بهدوء تام ..
_مالأمر أختاه؟!..التقطي أنفاسك، اجلسي و استريحي..
بالكاد جعلتها تجلس والرعب المخيف حولها لم يجلس ولم يختف
ولم يقل شيئا،أحضرت لها كأساً من الماء وتركتها حتى تهدأ شيئا
فـشيئاً..ثم بدأت بالاستماع لها وانا اغلي على نار تشب فوق بحر
من حطب واذعنت اجيب عليها بترو تام وانا امثل دور الاخ الكبير الحكيم الوقور..
لهثتْ قائلة برجاء
_لم أعد أريده..لا أريد العيش معه..لماذا زوجتموني به؟
_مالذي حصل,اختاه!؟ خيرا؟؟
_أنا لا أريده يا أخي، عليك أن تسعى لأمر انفصالنا حالا،
سيتوقف نبض قلبي إن بقي الحال هكذا...
_لماذا هل من سبب يؤدي بي لأسعى لنفصالكما يا اختي وقد اخترته
لك من بين الاف الرجال ووافق ابي وهو الذي لم يكن يرضى بأن
تحضي برجل لايملك من المال شيئا قـط..لكنه وافق..وافق لانه رجـل.
_اوه يا اخي..ليته لم يوافق,فلم أعد أحتمله ،هذا الرجل إنه لا يعود
إلا متأخرا ،ولا يخرج إلا باكرا،يعمل 24ساعة..ولا يأخذ إجازة
إلا حين يشتد عليه مرضه وانا الوحيدة التي تعتني به! لماذا؟لا
أهل له ،لا اخت ولا أم؟؟لماذا أنا فقط لماذا؟
الأطفال بالكاد يعلمون أن لهم أباً على قيد الحياة...كأنهم يتامى..بل
ربما هم بالفعل كذلك،الطلاق أهون،انه اهون من الترمل مع زوج على قيد الحياة.
_كلا يا اختي..أتعجزين من رجل يعمل الوقت كله ليكسوك ويكسو
اطفالك..ليطعمك ويطعم اطفالك..اخبريني هل قصّر معك في شيء؟
مال أو طلب لم يحققه !؟
قالت وقد بدا عليها اليأس من كلماتي
_كلا!
لكني استرسلت مأنباً لها مدافعا عنه
_هل آذاك؟..ضربك أو صرخ فيك وآلم قلبك..؟
_كلا ! ولكن التعب قد نال مني يا اخي..امسيت لا أعلم أ املك
زوجا حقا..ام اني اتوهم!!
حملقتْ في الفراغ قليلا..ثم اكملت ويكاد الدمع يفوح من يعنيها..
_لا تتعجب من شكواي ورغبتي في الطلاق ، أي عائلة هذه
والزوج فيها لايعرفه افراد عائلته وزوجته بالكاد تحفظ ملامحه
وكأن المرة الاولى التي رأيته فيها والاخيرة هي المرة التي
وقعنا فيها على عقد الزواج..ومن ثم حين ينكسه مرضه فقط..اخبرني
بالله عليك ان كان رجلا كيف يسبب كل تلك المعاناة لامرأته..هل
تسمي هذه رجولة!!لمَ لايدعني أرتاح..لمَ لايتركني وشأني؟؟
_الامر خارجٌ عن ارادته يا اختي العزيزة..ألا ترين انه يقاوم
مرضه كي يكسبكم لقمة العيش..مممم
اكملت وقد رسمت على وجهي شيئا من ملامح البهجة والاطمئنان..
_لننتظر حتى يعود من عمله ونجلس ونتفاهم
التفتت بيأس تام وقالت مقاطعة آمالي كلها..
_كلا!الامر كالعادة يا اخي..لقد نقلوه للمشفى بعد أن انهار
في العمل وقد قلت في نفسي انها المرة الاخيرة..لم اعد اطيق شيئا
من هذا انا لم اتربى لاخدم رجلا لاحول له ولاقوة ولا لكي اعتني
بالمرضى كان عليك ان تتفهم قابليتي يا اخي قبل ان تختار لي زوجا..
_كنت على يقين تام انه لن تتقبله امراة مثلك يا سارة
عندها بدأت ملامح الغضب واليأس ترتسم في عقد حاجبيها
الغضين وزمجرت بوجهي والحزن يملأ عينيها وكأن الكون كله قد
اوصد اوبابه بوجهها وقالت بنبرة شبه عصبية لكن هادئة جداً
_ماالذي تتفوه به يا اخي !أنا حقا زهدت البقاء بقربه أكثر !
رددت بأسى
_أحقا يُتعبك الاعتناء به لهذه الدرجة؟..
-لم أعد أطيقه !
رددت مأنبا
-أوَتحسبين الزواج جنة فقط !؟..
قطعتني كالواثقة
_أجل..أوليس من حق كل امرأة أن تعيش في جنة؟!
_لاتأتي الجنة بدون سعي ! هو يرى في عمله جزء الجنة ،
أما أنت فترين جزء الجحيم فيه !
_أجل إنه الجحيم بعينه !
_كلا يا أختي ، أنا أعرفه حق المعرفة، صحيح أني آخيته منذ
بضع سنين فقط ، الا أنني استطعت أن ألمس شفافية القلب ورقته
داخله، وجدت فيه إخلاص الصديق الحقيقي ووفاءه
دعيني اخبرك امراً حين فقدت كليتي اليسرى وعجز الأطباء عن
علاجي كان هو من تبرع بكليته لي، وكم تتوقعين الثمن الذي كان علي دفعه؟
قالت وقد اهلكها التذمر..
_الزواج بي طبعا ! لقد دفعتُ حياتي ثمنا لكليتك..مارأيك!!
فـواصلت بنفس النبرة
_كلا يا أختاه،قال لي: "أنا أهديك إياها ثمناً للسنين التي قضيتها بجانبي" ،
لقد رفضك حين عرضت زواجك عليه..قال : "سأؤذيها" ولكني
أصررت عليه وبشدة ، لقد أردتك عونا له ولحاله التي آل
اليها بسببي ، أنا من أصرّ وربما قد أجبرته !
عيناها التي كاد الدمع ان يفوح منها..فاضت وبدأت تنحب
واجابت بندم مشحون بنبرات غاضبة ومؤنبة
_ونتيجة اجبارك له معاملتي ببرود هكذا !؟ إنه حتى لا يتناول
الكثير مما أصنع اتسائل احيانا عن السبب الذي يجعلني
اعد الطعام له!..الذي يجعلني اهدر تلك الاموال التي اخبرتني
انه يكسبها لتطعمني..فكيف يهدرها هو؟!
واصلت ونظراتي لم تزل معلقة باتجاهها وهي تزيح راسها
تارة وتعود لتواجهني تارة
_أنت تعلمين جيدا أنه عاش وحيداً بعد أن سافر والده متخلِّياً
عنه ليستمتع مع زوجته الأخرى ! انت تعلمين ذلك ولكنك
تكتشفينه للمرة الاولى..أليس كذلك؟
ليس زوجك الا ابناً لزوجة أبيه المتوفاة،.. لذا فقد اعتاد
الاقتصاد في طعامه.
غطت وجهها بعد ان انهارت بالبكاء وهي تقول بصوت اجش
_وماذا عساني أفعل !...
ربت على كتفها ببطئ وقبل ان اواصل كلمات المواساة خاصتي
افزعنا صوت الهاتف وهو يرن
...رن...رن...
رددتُ بهدوء
-ألو؟؟عفوا ،ماذا؟...حاضر أنا قادم.
كانت مكالمة غير متوقعة رغم انها واردة انستني كل مادار بيننا
كان كل فكري بالمكالمة التي وردتني وبلا وعي
التقطت ثيابي
وقلت لاختي التي توقفت عن البكاء وهي تحملق
بحالي الذي
إلت اليه بعد هذه المكالمة
_لنذهب سريعا ،انهم يستدعوننا في المشفى...
قالت فزعة وكأن شكواها وطلبها الطلاق كانت محض اوهام
_جهاد؟
مع ذلك..ولا ادري كيف, اجبتها مؤنباً
_أجل زوجك العزيز !
واذا بها تخرج قبلي وتسبقني للسيارة وعلامات الفزع والشحوب
بادية عليها بوضوح تام
قدت السيارة بهدوء وحاولت تهدئة تلك المسكينة التي اصابها الذعر
حيث تم استدعاؤنا بمكالمة عاجلة ولاول مرة للمشفى حيث يرقد
جهاد، كما افعل دائما، أربتُّ على كتفها حتى تهدأ حتى استعاد
قلبها نبضه، اختي المسكينة..أنا أعلم أنها تحبه، والذي لا يمكنها
تحمله هو شقاءه الدائم فقط!ولهذا اخترتها لتكون زوجا له..علـها
تخفف من مشقته الدائمة
في المشفى، هرعنا لغرفة جهاد ،،بل ان اختي سبقتني اليها سبقتني
حتى اختفت من انظاري وهي تركض بخطوات ثقيلة مالبثت حتى
وصلت لغرفته فتعثرت وكأنها تحمل بين قدميها الفا طن من الحديد
لكنها استجمعت قواها بيأس شديد ولم تنتبه لصرخاتي وانا اسالها
ان تهدأ واصلتْ الجري وانا بالكاد الحق بها اجبرت خطواتي ان
تسرع لافاجأ بها تزاحم الممرضات لدخول غرفة الطوارئ حيث
جهاد وحيث تقبع بجانبه العديد من الاجهزة المعقدة التي توحي بالذعر
ركضت نحو اختي وانا افلتها بصعوبة من بين الممرضات
وحاولت تهدأتها وبصعوبة سحبتها بين ذراعي حتى لم يعد لها
اي قوة للمقاومة ومالبثت حتى التجأ بصرها لجهاد وبدأنا
نحملق بيأس ورعب فيه من خارج الزجاج ولكن ممرضة
اقتربت منا وطلبت مني ان ارافقها لكني رفضت ترك اختي
من بين ذراعي بحالتها تلك وليتني لم افعل فإضطرت لتخبرني
امام اختي إن حالته حرجة جدا ،وان أمامه ثلاث دقائق !
إذا لم يستيقظ...ثم توقفت واشاحت بنظرها للاسفل
........
اجبت بفزع واختي جحظت عيناها برعب وتحولت
باتجاه الممرضة
أنا:ماذا؟؟لماذا لم تخبرونا مبكرا !؟
قالت الممرضة بيأس:لقد فعلنا ولكن لم يتسنّى لنا إيجاد هاتف
المنزل وبالكاد اتصلنا بك
ثم واصلتْ..يبدو أن جسده ضعيف جدا وعملية نزع الكلى
كانت فكرة خاطئة منذ البداية لكنه تعلق بآخر أمل !
اوقفتني الصدمة عن الحراك لحظة حتى فجعني صوت اختي
وهي تصرخ والدمع أغرق عينيها وضعتْ يديها على رأسها صرخت
_كذب الامر برمته كاذب.
وانا تحولت لكتلة من صخر بالكاد تحملني ساقاي أما أختي
فيبدو ان جبلا من حديد صب فوقها فانهارت على الأرض
ودموعها خالطت عبائتها السوداء حتى ابتلت.ماعدت اسمع شي
ولا ارى الا جهاد القابع امام عيني مباشرة بجسد هزيل ووجه
شاحب وشعر اثلج كشعر عجوز اشمط اكل الدهر
عليه وشرب..
إنها المرة الاولى التي أشعر فيها أن شهيقي وزفيري لا يجدان
ما يأخذانه من هواء الدنيا ، ويكأن هواء المشفى فقد ذرات
الاوكسجين خاصته! ما عدت أعي شيئا مما يدور حولي ،
عيني تراقب صديقي العزيز الذي لم اكن لاتخيل مرور يوم
بدونه والثواني تمر وتتسارع ,ماالذي استطيع فعله لرجل انقذني
من مرض كان ليلازمني العمر كله ورافقني الحياة كلها
ولم اجده يتذمر او يشكو يوما..العجز الذي اصابني في تلك
اللحظة شل اطرافي وحواسي كلها فقدت الاحساس بالوقت
والزمن وحتى اني نسيت ان لي عقلا وقدرة على المشي
ونسيت اني كائن حي يبصر ويتنفس لم يُعد لي صوابي الا
صوت ارتطام جسد أختي على الارض.. فاقدةُ الوعي ! او ميتة؟
لم استطع التمييز..المسكينة لم تحتمل رؤية من خافت عليه
من نفسها يصارع الموت وحده وهي تكتفي بمراقبة جهاز
نبض القلب وهو يخفف من وطأته لقد بدأت اصرخ متخبطا
ما بين جسدها الملقى على الارض وجهاد الذي لم ينبس
بحركة قط أراقب هنا وهناك ، لعل تغييرا يحدث ! لعلــه
كابـوس استفيــق منه!الان او حتى بعد سنة..ها هي الدقيقة
الثالثه تقترب ثوانيها على الانتهاء ، منتصف الدقيقة الثالثة، وانا
أئن بكلمات لااعلمها حين اصدر جهاز نبض القلب صفيراً
معلناً توقفه وبدأ قلبي يتسارع نبضه كأنما يريد أن يتوقف
قبله..والأطباء يحضرون جهاز الإنعاش...ومحاولاتهم تبوء
بالفشل جميعها، لكن جهاز نبض القلب استمر صارخاً وجسده
النحيل يبرد ووجهه يصبح أكثر شحوبا و أنا أتهاوى جاثياً
على ركبتي أحاول تصديق ما أرى ، وبصوت هزيل أرجوهم
أن لا يغطوا وجهه ! آملا أن يفيق بأي لحظة أن اسمع منه
كلمة اخيرة أن يتفقد اختي قبل رحيله..ولكن لا مال ولا
احلام ولا حتى دموع اختي يمكنها ان تعيد شيئا من جهاد.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1460674553622.jpg"]
.
.
.
.
.
.
*تمت*
.
.
.
.
.
*تمت*
[/TBL]
التعديل الأخير بواسطة المشرف: