أعطني دمك و سأمنحك...! (33 زائر)


إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

.....................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السّلام عليكم و رحمة الله

الفصل الحادي عشر.​

حينما عاد إياد إلى مكتبه اتّجه إلى الغرفة الدّاخلية حيث كان الباب مفتوحا، و بمجرّد أن دخل قال "أنت هنا إذن؟"
كان وئل جالسا هناك دافنا رأسه بين ذراعيه.
نظر إليه إياد ثمّ اقترب منه قائلا بهدوء "ما الّذي جاء بك؟ يُفترض أنّك في جامعتك فما الّذي تفعله هنا؟"
"لا دخل لك"
إكتفى وائل بها كإجابة فقال إياد "إذن غادر"
"لم تقف في صفّه دائما؟"
بدت نبرة صوت وائل مختلفة كثيرا عمّا كانت عليه حينما حاول إغاضة طارق، بل مظهره كلّه كان مختلفا كما لو أنّه في حالة من الحزن...
أطلق إياد نفسا عميقا ثمّ قال "لا أقف في صفّ أحد، لقد سئمتُ حقّا من شجاركما الدّائم"
رفع إياد يده ليلامس شعر وائل لكنّه فاجأه بأن ضربها بقوّة قائلا بعد أن رفع رأسه "إبتعد عنّي!"
إبتسم إياد و قال بتعبير ساخر "أأنت غاضب لأنّني ضربتك؟"
وقف وائل من فوره كما لو أنّه يهمّ بالرّحيل فأمسك إياد بذراعه قائلا "أجبني"
و دون أن يرفع نظراته إليه قال وائل بهدوء "لم فعلت ذلك؟"
"لأنّ هناك كلمات يجب أن لا ننطق بها مهما كان الموقف الّذي نمرّ به، كان ذلك درسا لك"
شعر وائل بأنّ إياد يسخر منه فانفلت منه قائلا بانفعال "و هل أنت وصيّ عليّ؟"
حينها قال إياد مبتسما "كنتُ كذلك أم أنّك نسيت؟"
بدا وائل مرتبكا ثمّ تراجع إلى الخلف و قال و هو يحدّق بإياد بنظرات غاضبة "أنا أعلم من كان يلحق به و لماذا، أخبره أنّه عليه أن يتوسّل إليّ كي أخبره، و هناك أمر آخر، لن أستمع منذ اليوم إلى أيّ كلمة منك كما كنتُ من قبل، و أحذّرك أن تقف في طريقي"
و بمجرّد أن أتمّ كلامه اختفى فورا. إياد اكتفى بالتّحديق إلى مكان تواجده ثمّ أطلق نفسا عميقا و شعر بالحيرة كما لو أنّه لا يجد طريقة لحلّ هذا الوضع المعقّد...
في هذا الوقت كان طارق و سامر يسيران بصمت غريب. سامر كان لا زال يحاول تمالك نفسه كي لا يجعل طارق يشعر بأيّ ذنب، مع أنّه لم يفهم ما حصل إلّا أنّه استطاع أن يخرج من ذلك الموقف بهدوء...
حينما طال الصّمت قال سامر بنوع من التردّد "إذن... من كان ذاك الشابّ؟"
"أكبر مزعج أخرق على وجه الأرض"
لم يستطع سامر أن يمنع نفسه من الضّحك ثمّ قال "أريد تعريفا صحيحا"
صمت طارق للحظات ثمّ قال "وائل، واحد من أعضاء المجلس، كان أقوى منافس لي على الحكم"
"أوه، إذن يكرهك لأنّك تغلّبت عليه؟"
"لم يكن الأمر هكذا من قبل، أو ربّما لم نكن نلتقي كثيرا، لكنّه قبل سنة صار يخالفني في كلّ ما أفعل و صرنا نتشاجر كلّما التقينا"
"ممم إذن ليس شخصا سيّئا؟"
صمت طارق لحظات كما لو أنّه يفكّر في إجابة ثمّ قال "لا أعلم"
توقّف سامر فجأة ثمّ قال و هو ينظر حوله "إلى أين نذهب؟"
حينها ردّ طارق دون أن ينظر إليه "سأوصلك إلى منزلك"
إبتسم سامر و قال ساخرا "و من طلب منك ذلك؟"
عبث طارق بشعره و كان واضحا أنّه مرتبك ثمّ قال بهدوء "ليس سيّئا أن أعرف أين يقع منزلك صحيح؟"
"لا أمانع"
قالها سامر ثمّ واصل سيره بينما تبعه طارق الّذي قال "أنا آسف..."
"أهذا ما يجعلك تبدو تائها منذ أن خرجنا من ذاك الزّقاق؟"
كان سامر قد توقّف ثانية ثمّ استطرد كلامه قائلا "أنظر إليّ"
حدّق به طارق و هي أوّل مرّة ينظر إليه مباشرة منذ أن افترقا عن إياد قبل قليل. إبتسم سامر وهو ينظر إليه ثمّ قال "ليس عليك أن تعتذر، لقد قلت أنّني تحت حمايتك و أنا أثق بك، لن أنكر أنّ قوّتك مخيفة و قد تجمّدتُ في مكاني لكنّني أعلم أنّك لن تؤذيني و لن تسمح لأحد بأذيّتي"
أشاح طارق بنظراته ثمّ قال بارتباك "إذن تعلم ما كان ذلك؟"
"ممم في البداية لم أفهم لكنّني فهمت الآن بعد أن هدأت، قدرة الجيل الأوّل على استخدام أمواج تكون بمثابة إنذار تهديد للخصوم، لم أتوقّع حقّا أنّني سأراها يوما أمامي"
"كان يجب أن أكون حذرا، يبدو أنّ الغضب أنساني وجودك"
"لا عليك..."
حينما وصل الفتيان إلى منزل سامر قال طارق بتردّد "أيمكن أن لا تخرج ليلا، فقط إلى أن أتأكّد أنّ كلّ شيء بخير"
"كما تريد"
إستغرب طارق إستجابة سامر السّريعة ثمّ ابتسم قائلا "يُفترض أن أشكرك صحيح؟"
"أنت حقّا تتقدّم، أراك غدا"
همّ طارق بالرّحيل ثمّ سمع سامر قد قال "ربّما عليك أن تتحدّث معه بهدوء"
إلتفت طارق و بدا أنّه لا يفهم فقال سامر "وائل ذاك، حاول أن تتحدّث معه، ليس كلّ النّاس مثلي و مثل إياد"
إبتسم طارق ثمّ قال "سأفعل"​

........................................................................................ يتبع.​

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
واهاااااااااااااااااا بسه2
الجزء جد هاااااااديء وعفوي بسه1
انتظر التّكملة يوي0
 

إنضم
26 مارس 2017
رقم العضوية
7884
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

toon1483110105097.png


لماذا انتَ دائما بصفه!!
أياد أحسسته بمثابة الأخ الكبير لوائل وقد يكون فعلا كذلك بعد هذا العتب أو ربما إياد شيء كبير في حياته لذلك أصيب بخيبة الأمل منه
طارق يتقدم فعلاً، كان يحتاج إلى دفعة بسيطة فقط، من داخله شخص طيب متسامح محب مبادر
شخص يلاحق طارق اممم، عدو ربما، لا تقولي ستدخلين المستذئبين ههه أتمنى علاقة لطيفة بينهم
انتظر القادم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
.............................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السلام عليكم و رحمة الله

I'm enjoying myself ضض1

الفصل الثّالث عشر​

إستمع سامر لجملته الأخيرة بهدوء و هو واقف بينما كان طارق جالسا أمامه، حدّق به لبضع لحظات فقط ثمّ لكمه بقوّة قائلا "سحقا لك"
ترنّح طارق في مكانه بسبب قوّة اللّكمة لكنّه لم يفعل شيئا و لم يقل شيئا بل اكتفى بأن وضع يده على خدّه الّذي بدأ ينزف...
إلتفت سامر إلى إياد و بدا كأنّه متوتّر لا يدري ما يفعل فقال إياد بعد أن اقترب منه و عبث بشعره بهدوء "لا بأس، يمكنك الذّهاب إن شئت، سأراك غدا"
إكتفى سامر بابتسامة امتنان على معاملة إياد له رغم ما فعله ثمّ غادر المكان.
حدّق إياد بطارق طويلا بعد أن رحل سامر ثمّ فاجأه بأن قال "لا أفهم لماذا ضربني..."
شعر إياد برغبة في الضّحك لكنّه تمالك نفسه و قال ساخرا "أنت لم تعطه خيارا بل كنت كمن يضعه أمام الأمر الواقع و بأسوء الخيارات، لكمة واحدة كانت أقلّ بكثير لتشبع غضبه"
وقف طارق و قال و هو يمسح أثر الدّم من على فمه "ربّما من الأفضل أن يبتعد عنّي"
"لا تأخذ قرارا متسرّعا تندم عليه"
قالها إياد ثمّ اقترب من طارق و أضاف "إذهب و استرح و لا تفكّر بالأمر الآن"
شعر طارق للحظة أنّ إياد لا يتصرّف على طبيعته، كان يتوقّع أنّه سيعاتبه و سيجعله يفهم أيّ نوع من الأخطاء هذا الّذي لا يفهمه و الّذي جعل سامر يغضب بتلك الطّريقة، لكنّه فاجأه بأن يطلب منه أن لا يفكّر بالأمر و كفى !
في اليوم التّالي تجنّب سامر النّظر إلى طارق كلّيا كما مرّ بجانبه عدّة مرّات دون أن يكترث لوجوده.
لم يتوقّع طارق أنّه سيكلّمه ببساطة بعدما حصل لكن لم يستطع أن يتوقّع كيف يكون الوضع بعد الشّجار مع أحدهم لأنّها أوّل مرّة بالنّسبة له !
كانت آخر حصّة فارغة و لهذا بقي بعض الطلّاب للدّراسة بما أنّ الامتحانات ستكون الأسبوع المقبل. كان طارق يجهّز نفسه للخروج و قد لاحظ أنّ سامر سيبقى للدّراسة مع رفاقه، و بمجرّد أن عبر الباب كاد أن يصطدم بفتاة ثمّ مرّ دون أن يلتفت إليها، و قبل أن يغادر سمعها قالت "أوه سامر"
كانت تلك ريحانة، حين رآها سامر وقف و اقترب منها قائلا "ما الّذي أتى بك إلى هنا؟"
نظرت الفتاة حولها ثمّ قالت "إعتدنا على احتلال قسمكم للدّراسة في مثل هذا اليوم، لكن يبدو أنّه محجوز هذه المرّة"
إبتسم سامر ثمّ قال "بسبب اقتراب الامتحانات، لكن لن يمكث الجميع لذا نستطيع أن نتشارك المكان"
إبتسمت ريحانة و قالت بحيوية "جيّد إذن سيأتي البقيّة بعد قليل"
كان طارق يراقب الإثنان ثمّ انتبه لنظرات سامر إليه فغادر المكان من فوره.
بعد أن جاء طلّاب السنة الثالثة أمضوا نصف الوقت بالدّراسة و النّصف الآخر بالثرثرة و بمساعدة طلّاب السّنة الثّانية في الدّراسة، كان وقتا ممتعا للجميع بما فيهم سامر...
حينما بدأ سامر بالاستعداد للرّحيل اقتربت منه ريحانة و قالت "يبدو أنّ طارق ليس معك اليوم"
"أكنتِ تراقبيننا إذن لتستغربي عدم وجوده معي اليوم؟"
ضحكت ريحانة ثمّ قالت مستغربة "أنت حقّا ذكيّ و ماكر"
و ليغيّر سامر الموضوع قال "ما الّذي تنوين دراسته في الجامعة؟"
"مممم لم أقرّر بعد"
"حقّا؟ مع أنّه لم يبق الكثير"
جلست ريحانة على الكرسيّ و قالت "لا أستطيع تحديد شيء الآن لأنّني أحبّ الكثير من الأمور في الحياة، أنا أعلم فقط أنّ الأمور الجيّدة ستأتي و سأكون مستعدّة لالتقاطها"
إبتسم طارق و حدّق بها مطوّلا فقالت و قد وقفت "أبدو غريبة الأطوار؟"
"على العكس، تروقني طريقة تفكيرك"
إبتسمت ريحانة فرحا بكلامه ثمّ ابتعدت عنه قائلة "أراك غدا"
بعد أن وصل طارق إلى القصر أتته سيرين قائلة "حدّدنا الهدف بدقّة هذه المرّة"
"لنذهب إذن"
إستغربت سيرين كونه لم يسأل عن التّفاصيل كعادته لكنّها لم تقل شيئا.
كان هدف هذه المرّة هو مفتعل بعض المحاولات لإيذاء البشر و الّتي لم يفلح في أيّ منها لأنّهم يصلون دائما في آخر لحظة لكنّه يفلت من بين أيديهم كما أنّه يجيد إخفاء أثره. و الأهمّ أنّه مشتبه به في حوادث حصلت قبل أسابيع أدّت لتعرّض عدّة أشخاص لعضّات مصّاص دماء، لكنّ المختصّين بالعلاج و بمحو الذّاكرة كانوا يصلون دوما في الوقت المحدّد للاهتمام بالوضع...
سيرين قامت بفحص دقيق للمستهدفين و للأماكن و استطاعت أن تحدّد بضعة أهداف محتملة، و بعد مراقبتها ظهر مصّاص الدّماء و هو يراقب ضحيّته التّالية، و وفقا للقوانين لا يجب اصطياده أمام البشر في أماكن مزدحمة لذلك كان خيارهم الوحيد هو تتبّعه إلى أن يقوم بحركته.
كان المشتبه به يقوم بملاحقة ضحيّته و هي امرأة تتّجه نحو مكان ما في منطقة نائية. و قبل أن يفعل شيئا سحبه فجأة أحدهم بسرعة ليجد نفسه مرميّا على الأرض في أحد الأزقّة الجانبية.
رفع نفسه ليفهم ما يحصل حوله ثمّ تفاجأ بطارق الّذي كان يقف أمامه.
بدا الرّجل مرتعبا ثمّ قال بنبرة مرتعشة "لم.. لم أهاجم أحدا... لا تقتلوني"
سحب طارق يده الّتي بدت مليئة بمخالب حادّة فقالت سيرين "أتعني أنّك لم تتذوّق دما من قبل؟"
هزّ الرّجل رأسه بالإيجاب فاقترب طارق منه كثيرا و قال "أحقّا؟"
زاد ارتعاب الرّجل و شعر بثقل في كلّ جسده ثمّ قال و كأنّه يكلّم نفسه "كانت لتكون الضحيّة العشرين ربّما، دماء البشر ممتعة كثيرة، كيف يمكنكم العيش بدونها....؟ كان هو من علّمنا من نكون...."
و قبل أن يضيف المزيد قتله طارق بسرعة و بضربة واحدة ثمّ قال "لا أصدّق أن ضعيفا كهذا يملك قدرة كتلك على التخفّي"
إقتربت سيرين من طارق و قالت و هي تنظر إلى الجثّة "رائحة دماء مختلطة تفوح منه، لوهلة تمنّيت أن أصدّق بأنّه نقيّ و لم يهاجم أحدا"
عادت يد طارق طبيعية كما كانت لكنّها مغطّاة بالدّماء، حين نظر إليها شعر فجأة بالخوف و لم يدر ما يفعله فاقتربت منه سيرين قائلة و قد وضعت منديلا على يده "أنت بخير؟ لم تعطنا أوامرا بشأن ما يجب فعله"
حدّق بها طارق للحظات و كأنّه شارد الذّهن ثمّ قال "أيمكن أن أترك البقيّة لك؟"
كانت تلك أوّل مرّة لسيرين تتكفّل فيها بعمليّة دون وجود طارق أو وائل فيها، لكنّها مع ذلك لم ترغب بأن تخيّب أمل طارق الّذي يبدو مضطربا فقالت "كما تريد"
حينما عاد طارق إلى القصر اغتسل ثمّ دفن نفسه تحت الغطاء و هو يرتجف... 'أنا لستُ مختلفا عن أولئك الّذين نقتلهم، ربّما سأفقد السّيطرة يوما ما و سأصبح مثلهم، أنا مجرّد منافق لا يحقّ لي الحكم على أحد...'
دارت بنفس طارق أفكار كثيرة و دخل في صراع مرهق مع نفسه، صراع كان قد نسي طعمه مؤخّرا منذ أن صار سامر مرافقا له في كلّ يوم...
................................................................... يتيع.​

I really enjoyed the two chapters as well
i want mooooooooooooooooooooooooooore :'(
I hope that Tarek would feel better next time !
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
..............................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السّلام عليكم و رحمة الله

الفصل الرّابع عشر​

قبل يوم من بداية الامتحانات زار سامر إياد لأوّل مرّة بعد ما حدث. بمجرّد أن دخل تلفّت حوله فقال إياد "لا تقلق هو ليس هنا"
بعد أن جلسا و تحدّثا سأل سامر مرتبكا "كيف حاله؟"
"أتريد أن أقول لك الحقيقة أو أن أجاملك؟"
"أتعني أنّه ليس بخير بسببي؟"
إبتسم إياد و قال بهدوء "أعلم أنّك لن ترغب بأن أقول لك أن لا تلومه و أن تتفهّمه، أعلم يقينا أنّ كلاما كهذا لن يروقك، لكنّها الحقيقة شئنا ذلك أم أبينا، طارق يعيش في عالمه الخاصّ مذ كان صغيرا، و حتّى حينما يخرج منه للحظات يفسد الأمور ليعود إليه ثانية، ربّما لأنّه يخاف أن يخرج منه"
أطلق سامر نفسا عميقا ثمّ قال "مرّت عدّة أيّام و هو لا يكترث أصلا، أفهم أنّه منعزل لكنّ تصرّفاته تجعلني أشعر أنّني لا أساوي شيئا في نظره"
"أنت تعرف أنّ هذا الكلام غير صحيح، أنا معه منذ سنة و لم أستطع أن أجعله يفتح نفسه لي كما فعل معك، أنت من النّوع الّذي يستخدم العنف حتّى في التقرّب من أحدهم و ربّما لهذا استطعت أن تكون مختلفا بالنّسبة له"
مرّ أسبوع الامتحانات بهدوء و الحال على وضعه بين سامر و طارق. خلال تلك المدّة عادت لسامر ذكريات ذاك الوقت حينما كان يراقب طارق من بعيد و كان دوما يشبّهه بالذّئب الجريح الّذي تخلّف عن قطيعه و الّذي سيعضّ كلّ من يقترب منه!
في آخر يوم و حينما اقترب سامر من منزله تفاجأ بسيرين الّتي كانت تنتظره، هذه أوّل مرّة يراها بعد أن التقاها في القصر.
إقتربت منه بمجرّد أن رأته و قالت "أعتذر على تطفّلي لكن لم أجد حلّا سوى أن أنتظر هنا لأراك"
شعر سامر ببعض القلق و قال "لا بأس، هل هناك شيء ما؟"
إبتسمت سيرين و قالت بهدوء "لا لا تقلق، أردت فقط أن أتحدّث معك قليلا"
سار كلاهما وسط شوارع المدينة و بدأت سيرين الكلام قائلة "هل لديك فكرة عمّا يحدث؟ طارق يبدو غريب الأطوار أكثر ممّا كان من قبل، وائل يحبس نفسه في غرفته في منزله و لا يأتي إلى القصر و إياد كذلك لم يظهر مطلقا منذ مدّة"
"إذن لا تعرفين ما حصل؟"
"أعرف أنّك تشاجرت مع طارق"
إكتفى سامر بالصّمت فقالت سيرين "لا أقصد أنّك السّبب، فقط تصرّفات الجميع غريبة و أنا لا أدري ما أفعل، أنا فتاة و أنا الأصغر بينهم لذا لم أستطع أن أتدخّل، كما أنّني دخلتُ مؤخّرا إلى القصر و أشعر أنّني لازلت لا أفهمهم كثيرا"
ضحك سامر فقالت سيرين بحرج "ما المضحك في كلامي؟"
نظر إليها سامر و قال "لم أقصد، فقط حالتك حقّا مزرية لأنّك تتعاملين مع مجانين"
ضحكت سيرين بدورها ثمّ قالت بسخرية "أبدو سخيفة كوني لا أجيد التّعامل مع الأمر، صحيح؟"
"لا أبدا بل هو أمر طبيعي لشخص في وضعك"
شعرت سيرين براحة في نبرة كلام سامر و شعرت براحة في نفسها كونها لم تخطئ حينما قرّرت اللّجوء إليه.
فكّر سامر للحظات ثمّ قال مبتسما "سنحاول إصلاح الوضع معا، فقط أمهليني مدّة يومين لأجدّ حلّا لذاك الأخرق، في هذا الوقت حاولي أن تجعلي وائل يأتي إلى القصر حينما أخبرك"
توقّف سامر عن الكلام ثمّ حدّق بها قائلا "أهناك طريقة أستطيع بها أن أتواصل معك؟"
"سأعطيك رقم هاتفي إن شئت"
سحب سامر هاتفه من فوره حيث قدّمه لها قائلا "جيّد"
بدأت سيرين بكتابة رقمها فقال سامر "تستطيعين تدبّر الأمر إذن؟"
أعادت إليه سيرين هاتفه و قالت مبتسمة "بالتّأكيد"
حدّقت به للحظات ثمّ قالت بتردّد "هل هو شجار كبير بينك و بين طارق؟"
نظر إليها سامر و قال "سأخبرك لكن شرط أن تسأليه هو أيضا عن السّبب و تخبريني"
"ممم أنت ماكر"
إبتسم سامر قائلا "ليس كذلك، أريد فقط أن أعرف كيف عليّ أن أصلح الوضع، أنا لا أتنازل عادة و خاصّة كونه هو من أساء إليّ، أريد أن أعرف فقط...."
تردّد سامر لوهلة ثمّ قال بارتباك "أريد أن أعرف أنّني أعني له شيئا ما..."
إبتسمت سيرين و قالت بهدوء "فهمت، سأسأله و أخبرك"
"لكن لا تجامليني، أخبريني بما يقوله عنّي حرفيا"
"لا تقلق لن أفعل ذلك"
بعدها حكي سامر لسيرين كلّ ما حدث بينه و بين طارق و أيضا قصّة وائل مع أنّه هو نفسه لا يعلم عنها الكثير، و اتّفقا أن تتّصل به و تخبره حينما تسأل طارق.
في مساء ذاك اليوم تشجّعت سيرين بعد أن أنهت عملها مع طارق فقالت بهدوء "هل حدث شيء ما مؤخّرا..."
حدّق بها طارق متفاجئا من سؤالها فأردفت قائلة "لا تبدو على ما يرام مؤخّرا، هل هو بشأن شجارك مع سامر؟"
كان الإثنان في حديقة القصر حيث أسند طارق نفسه على إحدى الأشجار و قال "أظنّ أنّ كلّ شيء انتهى بيني و بينه"
شعرت سيرين بأنّ طعمها في جعله يتحدّث قد نجح فقالت بقلق "لماذا؟ ما الّذي حصل؟"
"أنا نفسي لا أعلم، كان الأمر بشأن حالتي، قال إياد أنّ الوقت قد يطول إلى أن أستطيع العيش بشكل طبيعي مثلكم"
إقتربت سيرين من طارق و قالت "أستطيع توقّع ما حصل، تشجارتما ثمّ قلت له كلاما جارحا؟"
أطلق طارق نفسا عميقا ثمّ قال "لأنّني أنانيّ، ربّما كنتُ أتوقّع ردّ فعل مختلف، أو لأنّني لم أحاول أن أفهمه حتّى، مهما يكن فأنا لا أستحقّ شخصا مثله"
أنهى طارق جملته ثمّ ابتعد عن الشّجرة قائلا "إذهبي الآن ستتأخّرين"
إبتسمت سيرين و قالت "تصبح على خير"
في مساء ذاك اليوم أخبرت سيرين سامر بحديثها المختصر مع طارق و قد اكتفى سامر بأن شكرها على ذلك.
في الأسبوع التّالي و في حصّة الرّياضة الّتي انقطعت مند أسبوعين بسبب الامتحانات وجد طارق نفسه وحيدا كعادته، لم يلعب هذه المرّة كما كان يفعل بل اكتفى بأن جلس و هو يلاعب كرة السلّة بين يديه ثمّ فاجأه سامر حينما وقف أمامه قائلا "لنلعب"
وقف طارق و قال ببرود "لا أحتاج شفقتك، يمكنك أن تلعب مع رفاقك"
شعر سامر في تلك اللّحظة أنّه يشتعل فجذبه إليه بعنف قائلا "ألا تفكّر مطلقا قبل أن تتكلّم، ما الّذي يملأ عقلك المعفّن هذا؟"
إنتبه بقيّة الطلّاب إليهما و قد ارتعب الجميع لأنّ سامر عادة حين يشاجر يكون الأمر أشبه بمعركة حياة أو موت. حين انتبه إليهم سامر ترك طارق و قال "ليس شجارا، كفّوا عن التّحديق بي"
و بعدها سحب طارق من ذراعه إلى الفناء الخلفي حيث يغتسل الشّباب عادة، و هو المكان الّذي بدأت فيه حكايته مع طارق!​

......................................................................... يتبع.​

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اذووووووووووووب :tumblr_m2jtuhuAmD1q
وذوباني يزيد مع كل انتظار حبي6
 

إنضم
26 مارس 2017
رقم العضوية
7884
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

toon1483110105097.png


ظننت أنه ضاع علي الكثير�� لاكتشف انه جزءان فقط��
كنت اتوقع اربعة او ثلاثة����
وائل ربما سيصبحون ثلاثي رائع متماسك، لانها مجرد غيرة ونقص في العقل
سيرين كان عليكِ أن تفعلي هذا مبكرا اكثر��
الجزء القادم سيكون الصلح بعد عدد من اللكمات بسبب عقل طارق المعفن
ريحانة، ندى لم نرى الكثير لافهم شخصيتهما، لكن ندى من كلامها في أول جزء تبينت مشاعرها
انتظر على أحر من الجمر
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

ظننت أنه ضاع علي الكثير�� لاكتشف انه جزءان فقط��
كنت اتوقع اربعة او ثلاثة����
وائل ربما سيصبحون ثلاثي رائع متماسك، لانها مجرد غيرة ونقص في العقل
سيرين كان عليكِ أن تفعلي هذا مبكرا اكثر��
الجزء القادم سيكون الصلح بعد عدد من اللكمات بسبب عقل طارق المعفن
ريحانة، ندى لم نرى الكثير لافهم شخصيتهما، لكن ندى من كلامها في أول جزء تبينت مشاعرها
انتظر على أحر من الجمر
أهلا :3
المفروض أن يفوتك الكثير لكن انشغلت للأسف :p
أعجبتني "غيرة و نقص في العقل" هههه مسكين وائل :3
أظنّ أنّ ريحانة سيكون لها تأثير أكبر من ندى، ربّما لم أقرّر بعد التّفاصيل ��
سأضع الجزء القادم في أقرب ان شاء الله وقت ح7
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل