- إنضم
- 26 مايو 2017
- رقم العضوية
- 8113
- المشاركات
- 13
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
مرحباً جميعاً و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...
رواية كذبة بنفسجية هي أول مشاركاتي هنا .. لكنها ليست أول ما أكتب , أرجو أن تنال اعجابكم
التصنيف : مصاصي دماء , خوارق , خيال علمي
مقتطف بسيط منها : أنت كاذب يا صديقي !!!
أستطيع أن أرى كذبة ما وراء زهرتي البنفسج الذابلتين في عينيك ! ... كذبة تختلط مع نظراتك الارجوانية الهادئة ! ...
و لكن ... ماذا تكون ؟!
و الآن أترككم مع البارت الأول ...
جلس وحيداً في الحديقة يحدق في جميع أولئك الأطفال الذين يستمتعون بوقتهم ... نهض ليطالع الأزهار بعينيه البرئتين الزمرديتين لتختطف نظراته أزهار البنفسج الساحرة فأخذ يحدق بها بكل اعجاب ...
لفت انتباهه طفل بنفس عمره يحدق أيضاً بالأزهار بشرود ... أخذ يحول نظره بين تلك الأزهار الجميلة و الفتى و كأنه يقارن بينهما ... قطف احدى الأزهار بخفة و اقترب من الفتى ليعطيه اياها ... فقطب الآخر جبينه باستغراب ليرد صاحب الزهرة بابتسامة جميلة :
( عيناك بنفسجيتان ... انهما يشبهان تلك الزهرة ! )
انتقلت الابتسامة الى الطفل الآخر لا شعورياً ليرد بعفوية :
( و أنت عيناك خضراء يشبهان غصنها ! )
مرت السنوات و المشهد ذاته يتكرر كل يوم و كان الطفلان يقضيان وقتهما معاً في حديقتهما ... و في أحد الأيام أخذ ذو العينين الخضراء يقلب بأحد الكتب بحماس شديد و هو لا يتوقف عن الكلام :
( دايمون ! أتعلم لم مصاصي الدماء أعمارهم طويلة ؟! )
رد الآخر بعدم اهتمام ( لا أعلم و لا أهتم )
لكن ذلك الرد لم يخفف من حماس الفتى الذي يمسك بالكتاب ... بل بدا كأنه لم يسمعه أصلاً ...
( أعمارهم ليست طويلة حقاً ! و لكن هناك نسبة قليلة جداً منهم يستطيعون السفر عبر الزمن لذا يظهرون في عصور مختلفة ! )
صمت لدقائق ثم تابع ( أريد حقاً أن التقي بواحد ! بل و أريد أن أسافر في الزمن ! )
نظر دايمون نحوه بجدية ... ثم انقض عليه ليثبت يديه على الأرض : ( هل تريد أن أحولك الى مصاص دماء يا آيرون ؟! )
رمقه آيرون بملل ثم تحدث بسخرية ( و كأن فاشلاً مثلك يستطيع أن يكون مصاص دماء ! )
ابتعد دايمون عنه و هو يضحك بخفة ...
مرت سنوات ... ليقف الاثنان في الحديقة ذاتها ينظران نحو شجرتهما الكبيرة التي قضيا أغلب طفولتهما تحتها .. اقترب آيرون ليتلمس أحد الخطوط المحفورة عليها ليبتسم
( لقد كنتَ قصيراً حقاً يا دايمون ! )
اقترب دايمون ليربت على رأسه : ( و أنت أيضاً ! )
عاد آيرون الى منزله في ذلك اليوم ليجده هادئاً كعادته حيث يعود والده متأخراً من عمله كل يوم ... بينما والدته رحلت و تركته حين كان طفلاً ... تركته دون عودة ... لكنه دائماً و منذ طفولته أقنع نفسه أنها تراقبه من الأعلى و تتمنى له الحظ السعيد مع كل خطوة ...حاول ألا يفتقد حنانها كثيراً فهو قد امتلك من يحاول تعويضه ... و حتى ان لم يكن هناك من يستطيع أن يحل محل الأم لكن مجرد رؤيته لمحاولات أخته الكبرى أن تغمره بحنانها كان كافياً ...
لكن الغريب حقاً هذه الأيام أن أخته لا تفارق سريرها ... تبدو مرهقة جداً و خصوصاً نفسياً ... طرق باب غرفتها بخفة فلم يسمع رداً ... رفع كتفيه بلا مبالاة ( لن أنتظر الرد ... سأدخل و حسب ) ...
دخل ليفاجأه المنظر الذي يراه ... أخفض عينيه و رأسه و تراجع للخلف برعب ليصطدم بالجدار ... لكن ما آلمه حقاً هو جدار الواقع الذي اصطدم به حين رفع عيناه مجدداً ليرى الدماء القرمزية القانية تتسلل بخفة من جسد أخته الشاحب الى الأرض التي كانت بيضاء ... اختلط شعرها الأشقر الناعم مع دماءها ليشكلا لوحة دموية كتب لها أن تبقى في متحف ذكريات أخيها ...
( لماذا ؟! )
قالها بصوت مرتجف خافت حين اقترب و رآها تمسك بالسكين المغروس في رقبتها ... و قد كان واضحاً له أنها هي من فعلت ذلك بنفسها ... لقد انتحرت !
( آسفة ! لم يكن يجب أن تراني هكذا ... )
قالها صوتها الرقيق الواهن ...
أراد أن يلمسها ... مد يده ... و لكنه كان يخشى بأن تتلاشى من أمامه ! فسحب يده ليضعها على عينيه و الأخرى على قلبه و هو يجثو على الأرض بنبضات مرتجفة و أنفاس مضطربة و دموع حارقة ...
جاءه ذلك الصوت الضعيف مجدداً ( لا تكره الحياة ... لا تدفن نفسك فيها لأنك فقدت أشياء أردتها ... لا تنظر الى الماضي ... و لا تلمني لقراري هذا ... )
قالت جملتها الأخيرة بخفوت شديد لتبدو له كالكلمات المتقاطعة عديمة المعنى ، ليختفي بعدها صوتها نهائياً ... و يفقد آيرون وعيه بعدها بلحظات ...
هو لم يفهم وقتها لماذا أقدمت على قرار قاسٍ كهذا ... اختارت الموت ... لكن لأجل ماذا ؟! ... ما هو الخيار الآخر الذي كان أمامها و رفضته لتختار بدلاً عنه الموت ؟! ... هي بالطبع اختارت أن تموت كانسان بشري على أن تعيش لترى ذلك اليوم الذي تتحول فيه لشيء ما يتغذى على دماء غيره ! ... و هو قد فهم ذلك حين كبر .
رواية كذبة بنفسجية هي أول مشاركاتي هنا .. لكنها ليست أول ما أكتب , أرجو أن تنال اعجابكم
التصنيف : مصاصي دماء , خوارق , خيال علمي
مقتطف بسيط منها : أنت كاذب يا صديقي !!!
أستطيع أن أرى كذبة ما وراء زهرتي البنفسج الذابلتين في عينيك ! ... كذبة تختلط مع نظراتك الارجوانية الهادئة ! ...
و لكن ... ماذا تكون ؟!
و الآن أترككم مع البارت الأول ...
جلس وحيداً في الحديقة يحدق في جميع أولئك الأطفال الذين يستمتعون بوقتهم ... نهض ليطالع الأزهار بعينيه البرئتين الزمرديتين لتختطف نظراته أزهار البنفسج الساحرة فأخذ يحدق بها بكل اعجاب ...
لفت انتباهه طفل بنفس عمره يحدق أيضاً بالأزهار بشرود ... أخذ يحول نظره بين تلك الأزهار الجميلة و الفتى و كأنه يقارن بينهما ... قطف احدى الأزهار بخفة و اقترب من الفتى ليعطيه اياها ... فقطب الآخر جبينه باستغراب ليرد صاحب الزهرة بابتسامة جميلة :
( عيناك بنفسجيتان ... انهما يشبهان تلك الزهرة ! )
انتقلت الابتسامة الى الطفل الآخر لا شعورياً ليرد بعفوية :
( و أنت عيناك خضراء يشبهان غصنها ! )
مرت السنوات و المشهد ذاته يتكرر كل يوم و كان الطفلان يقضيان وقتهما معاً في حديقتهما ... و في أحد الأيام أخذ ذو العينين الخضراء يقلب بأحد الكتب بحماس شديد و هو لا يتوقف عن الكلام :
( دايمون ! أتعلم لم مصاصي الدماء أعمارهم طويلة ؟! )
رد الآخر بعدم اهتمام ( لا أعلم و لا أهتم )
لكن ذلك الرد لم يخفف من حماس الفتى الذي يمسك بالكتاب ... بل بدا كأنه لم يسمعه أصلاً ...
( أعمارهم ليست طويلة حقاً ! و لكن هناك نسبة قليلة جداً منهم يستطيعون السفر عبر الزمن لذا يظهرون في عصور مختلفة ! )
صمت لدقائق ثم تابع ( أريد حقاً أن التقي بواحد ! بل و أريد أن أسافر في الزمن ! )
نظر دايمون نحوه بجدية ... ثم انقض عليه ليثبت يديه على الأرض : ( هل تريد أن أحولك الى مصاص دماء يا آيرون ؟! )
رمقه آيرون بملل ثم تحدث بسخرية ( و كأن فاشلاً مثلك يستطيع أن يكون مصاص دماء ! )
ابتعد دايمون عنه و هو يضحك بخفة ...
مرت سنوات ... ليقف الاثنان في الحديقة ذاتها ينظران نحو شجرتهما الكبيرة التي قضيا أغلب طفولتهما تحتها .. اقترب آيرون ليتلمس أحد الخطوط المحفورة عليها ليبتسم
( لقد كنتَ قصيراً حقاً يا دايمون ! )
اقترب دايمون ليربت على رأسه : ( و أنت أيضاً ! )
عاد آيرون الى منزله في ذلك اليوم ليجده هادئاً كعادته حيث يعود والده متأخراً من عمله كل يوم ... بينما والدته رحلت و تركته حين كان طفلاً ... تركته دون عودة ... لكنه دائماً و منذ طفولته أقنع نفسه أنها تراقبه من الأعلى و تتمنى له الحظ السعيد مع كل خطوة ...حاول ألا يفتقد حنانها كثيراً فهو قد امتلك من يحاول تعويضه ... و حتى ان لم يكن هناك من يستطيع أن يحل محل الأم لكن مجرد رؤيته لمحاولات أخته الكبرى أن تغمره بحنانها كان كافياً ...
لكن الغريب حقاً هذه الأيام أن أخته لا تفارق سريرها ... تبدو مرهقة جداً و خصوصاً نفسياً ... طرق باب غرفتها بخفة فلم يسمع رداً ... رفع كتفيه بلا مبالاة ( لن أنتظر الرد ... سأدخل و حسب ) ...
دخل ليفاجأه المنظر الذي يراه ... أخفض عينيه و رأسه و تراجع للخلف برعب ليصطدم بالجدار ... لكن ما آلمه حقاً هو جدار الواقع الذي اصطدم به حين رفع عيناه مجدداً ليرى الدماء القرمزية القانية تتسلل بخفة من جسد أخته الشاحب الى الأرض التي كانت بيضاء ... اختلط شعرها الأشقر الناعم مع دماءها ليشكلا لوحة دموية كتب لها أن تبقى في متحف ذكريات أخيها ...
( لماذا ؟! )
قالها بصوت مرتجف خافت حين اقترب و رآها تمسك بالسكين المغروس في رقبتها ... و قد كان واضحاً له أنها هي من فعلت ذلك بنفسها ... لقد انتحرت !
( آسفة ! لم يكن يجب أن تراني هكذا ... )
قالها صوتها الرقيق الواهن ...
أراد أن يلمسها ... مد يده ... و لكنه كان يخشى بأن تتلاشى من أمامه ! فسحب يده ليضعها على عينيه و الأخرى على قلبه و هو يجثو على الأرض بنبضات مرتجفة و أنفاس مضطربة و دموع حارقة ...
جاءه ذلك الصوت الضعيف مجدداً ( لا تكره الحياة ... لا تدفن نفسك فيها لأنك فقدت أشياء أردتها ... لا تنظر الى الماضي ... و لا تلمني لقراري هذا ... )
قالت جملتها الأخيرة بخفوت شديد لتبدو له كالكلمات المتقاطعة عديمة المعنى ، ليختفي بعدها صوتها نهائياً ... و يفقد آيرون وعيه بعدها بلحظات ...
هو لم يفهم وقتها لماذا أقدمت على قرار قاسٍ كهذا ... اختارت الموت ... لكن لأجل ماذا ؟! ... ما هو الخيار الآخر الذي كان أمامها و رفضته لتختار بدلاً عنه الموت ؟! ... هي بالطبع اختارت أن تموت كانسان بشري على أن تعيش لترى ذلك اليوم الذي تتحول فيه لشيء ما يتغذى على دماء غيره ! ... و هو قد فهم ذلك حين كبر .
التعديل الأخير: