رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie
البارت السادس ...
* في جانب آيرون و دايمون *
ضغط الزر الجانبي في المقعد المجاور للسائق لينسحب نحو الخلف ... أرخى رأسه بارهاق و تشتت لم يشعر بهما من قبل ... لم يشعر بالخوف سابقاً من أية مهمة لكنه ليس مطمئناً الآن حقاً و يراوده شعور سيء ...
نفض شعره الفوضوي و فتح عيناه الخضراء المتعبة فتشتت تركيز صديقه الجالس الى جانبه مشغولاً بحاسوبه المحمول الذي انعسكت على شاشته الكثير من النوافذ التي تخص برامج الاختراق ...
نظر الى رفيقه المشغول ليسأل ( دايمون ، ألم تنتهي بعد ؟! )
رد عليه الآخر ببرود ( و هل تظن تعطيل نظام الحماية سهلاً مثلاً ؟! )
تنفس بعمق طارداً الهواء من رئتيه لعله يطرد معه هذا الانقباض الذي يشعر به ... فتح باب السيارة الصغيرة التي استقرت في زقاق مقارب جداً لمخبأ أعدائهم ليترجل منها ... فنظر نحوه دايمون باستفهام ... ليرد عليه قبل أن يسأل : مللت ... أظنني سأنتظر في مكان أقرب لأراقب الوضع !
أومأ المعني برأسه موافقاً ( لكن لا تنسى التعليمات ! لا تكن طفلاً و تعاند كعادتك ! سنكمل تواصلنا بهذه ...)
قالها مشيراً الى سماعات صغيرة استقرت في اذن كل منهما ...
رفع كتفيه بلامبالاة كعادته و همس : لا يهم ! هذا مزعج !
ثوانٍ هي لحظات نزوله من السيارة ... لحظة لم يعتقد أي منهما أنها مهمة بأي شيء ... لم يكونا يعلمان ... أنها ستكون كتأثير جناح الفراشة الذي تتحول رفرفته الى اعصار ! ذلك الحدث الصغير الذي يؤدي الى سلسلة متلاحقة من الأحداث التي لا تكاد تفهم سرعة سيرها في حياتك ! ... لم يعلما أنه سيقلب رقعة الشطرنج في عالميهما تماماً ! ...
كل المشكلة كانت تكمن في صوت الرنين الصغير ذاك ، الذي كان يبدو و كأنه خارج نطاق سمع كليهما ، صوت سقوط مخزن الذخيرة الصغير الاضافي لسلاح آيرون من جيبه مستقراً على أرضية السيارة ...
وقف مقترباً من الباب الحديدي الكبير مستنداً على الجدار ينتظر كلمة الموافقة من دايمون ... حول نظره بانزعاج نحو الأسطح ليراها تخلو من القناصين ( ليس و كأني سأنتظرهم ! ) .
سمع صوت دايمون في أذنه يتسرب من تلك السماعة الصغيرة ( تمت المهمة .. عطلت نظم الحماية و أجهزة الانذار ، لننتظر 15 دقيقة بينما يتمركز القناصون و بعدها ستدخل )
رد عليه باستهزاء و هو يخرج مسدسه ( ربع ساعة تقول ؟! هذا كثير ! )
نهره الآخر بنبرة غاضبة اختبأ قلقه خوفها كأب ينهر ابنه الصغير خوفاً على مصلحته : آيرون ! كن جاداً و لا تتهور ! ...
قاطعه الآخر بتذمر ( أنت مزعج ! لا تصرخ بأذني هكذا )
قالها ليبعد السماعة الصغيرة عن اذنه و يخبئها بين ثيابه فينقطع صوت دايمون عنه ، بينما الآخر كان لا يزال يستطيع أن يستمع لآيرون بفضل اللاقط ...
تسلل الى المنزل بخفة دون انتباه أحد ساحباً مسدسه مع كاتم صوت يخفي صرخات الرصاص حين تنطلق كل واحدة منها و بدأ بالاطاحة بالأهداف الحية المتفرقة أمامه في كل غرفة ...
واحد ... اثنان ... ثلاثة ... ، ها قد وصل العد الى عشرة ! نفخ على فوهة مسدسه اللامع الذي يتصاعد منه دخان الغرور ... عشرة ... هذا هو عدد أفراد العصابة بالفعل كما عرف بعد أن أجبره دايمون على أن يلمح التقرير على الأقل ... كل ما تبقى هو زعيمهم الذي وقف أمامه وجهاً لوجه بعد انتهاء آيرون من ضحيته العاشرة تماماً ...
رفع مسدسه الفضي اللامع بوجه ذلك الزعيم الذي بدا غير مهتماً ربما لأنه فقد عشرة من أتباعه للتو ...
ابتسم بمكر و خفوت مع ملامح واثقة لا يراها أحد عليه سوى حين يجهز على مصاص دماء ... ملامح عكست شخصيته و طبيعته الحقيقية بعيداً عن الغباء الذي يدعيه أحياناً ...
همس بصوت مسموع : انتهت اللعبة !
ضغط زناده ليذكره عدم انطلاق رصاصة بعدد من أجهز عليهم قبل قليل ... عشرة ! ، ذلك العدد الذي يعني نفاد رصاصاته ... مد يده بسرعة نحو جيبه و القلق يغزوه لأنه لم يشعر بذلك الملمس المعدني البارد لمخزن رصاصات مسدسه ... حينها أدرك حقيقة كونه أمام مصاص دماء مجهول القدرات و بدون أي سلاح !
ابتسم بغباء و سخرية ليكلم نفسه بصوت مسموع ( أنت تمزح صحيح ؟! تباً يا لها من ورطة ! )
في تلك الأثناء لو لم يكن دايمون ذو شخصية هادئة حقاً ربما لقطع شعره غضباً و هو ينظر الى مخزن الرصاص الصغير الملقى على أرضية سيارته ... و مع الكلمات التي تحولت من الجهاز اللاقط لآيرون اليه هو فهم حقاً ما الذي يجري !
( آيرون ... أيها الأحمق ، ان نجوت الآن قسأقتلك بيدي ! تعبت حقاً و أنا أحذرك أيها الطفل المغرور المتهور ... لو أنك انتظرت على الأقل بينما يتجهز القناصون لأنقذوك الآن ! )
همس بها دايمون لنفسه بغضب و قلق شديد و هو يركض حاملاً معه ذخيرة آيرون ...
بينما تسارعت نبضات آيرون و دقات قلبه الذي أخذ يضخ المزيد من الدم في شرايننه دافعاً معه الأدرينالين ذلك الشيء الذي يجري في دماء البشر ليشعرهم أنهم قادرون على الهرب من أي شيء ! ...
و هو كان يهرب من مصاص الدماء السريع الذي بدأ يستمتع بمطاردته ...
كان كل منهما مسرعاً دون وعي أو انتباه لأي شيء في البيئة المحيطة ... حدق كل منهما بذهول بالآخر حين مر بمحاذاته بسرعة ... و هكذا كان آيرون هارباً مبتعداً عن مصاص الدماء بينما دايمون أصبح أقرب الى مصاص الدماء حين أتى في اتجاه معاكس له و لآيرون ...
التفت بسرعة حين أدرك أنه مر بجانب صديقه و استدار خلال ثوان صارخاً باسمه و رامياً الذخيرة باتجاهه فالتقطها آيرون ليلقم سلاحه الجائع و يضغط على الزناد ..
في الوقت ذاته انقض مصاص الدماء على دايمون الذي كان أقرب اليه ...
توقف الزمن في تلك اللحظة ! بين رصاصة يتيمة تائهة لا تعرف ان كان يجب عليها أن تصيب هدفها أو تسقط أرضاً ... و بين مصاص الدماء الذي هيأ مخالبه لغرسها في دايمون ! ...
توقف الزمن ... لتظهر فجأة تلك الدوامة المظلمة من وسط الفراغ و تبتلع الثلاثة معاً ... دوامة انبثقت من العدم بظلامها النقي الفارغ ...