رواية * كذبة بنفسجية * violet lie (5 زائر)


sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

روعه شكرا على البارت الجمييل انتظر التكملة على احر من الجمر لا تتاخرير6
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

البارت السادس ...

* في جانب آيرون و دايمون *

ضغط الزر الجانبي في المقعد المجاور للسائق لينسحب نحو الخلف ... أرخى رأسه بارهاق و تشتت لم يشعر بهما من قبل ... لم يشعر بالخوف سابقاً من أية مهمة لكنه ليس مطمئناً الآن حقاً و يراوده شعور سيء ...

نفض شعره الفوضوي و فتح عيناه الخضراء المتعبة فتشتت تركيز صديقه الجالس الى جانبه مشغولاً بحاسوبه المحمول الذي انعسكت على شاشته الكثير من النوافذ التي تخص برامج الاختراق ...
نظر الى رفيقه المشغول ليسأل ( دايمون ، ألم تنتهي بعد ؟! )

رد عليه الآخر ببرود ( و هل تظن تعطيل نظام الحماية سهلاً مثلاً ؟! )

تنفس بعمق طارداً الهواء من رئتيه لعله يطرد معه هذا الانقباض الذي يشعر به ... فتح باب السيارة الصغيرة التي استقرت في زقاق مقارب جداً لمخبأ أعدائهم ليترجل منها ... فنظر نحوه دايمون باستفهام ... ليرد عليه قبل أن يسأل : مللت ... أظنني سأنتظر في مكان أقرب لأراقب الوضع !

أومأ المعني برأسه موافقاً ( لكن لا تنسى التعليمات ! لا تكن طفلاً و تعاند كعادتك ! سنكمل تواصلنا بهذه ...)
قالها مشيراً الى سماعات صغيرة استقرت في اذن كل منهما ...

رفع كتفيه بلامبالاة كعادته و همس : لا يهم ! هذا مزعج !

ثوانٍ هي لحظات نزوله من السيارة ... لحظة لم يعتقد أي منهما أنها مهمة بأي شيء ... لم يكونا يعلمان ... أنها ستكون كتأثير جناح الفراشة الذي تتحول رفرفته الى اعصار ! ذلك الحدث الصغير الذي يؤدي الى سلسلة متلاحقة من الأحداث التي لا تكاد تفهم سرعة سيرها في حياتك ! ... لم يعلما أنه سيقلب رقعة الشطرنج في عالميهما تماماً ! ...

كل المشكلة كانت تكمن في صوت الرنين الصغير ذاك ، الذي كان يبدو و كأنه خارج نطاق سمع كليهما ، صوت سقوط مخزن الذخيرة الصغير الاضافي لسلاح آيرون من جيبه مستقراً على أرضية السيارة ...

وقف مقترباً من الباب الحديدي الكبير مستنداً على الجدار ينتظر كلمة الموافقة من دايمون ... حول نظره بانزعاج نحو الأسطح ليراها تخلو من القناصين ( ليس و كأني سأنتظرهم ! ) .

سمع صوت دايمون في أذنه يتسرب من تلك السماعة الصغيرة ( تمت المهمة .. عطلت نظم الحماية و أجهزة الانذار ، لننتظر 15 دقيقة بينما يتمركز القناصون و بعدها ستدخل )

رد عليه باستهزاء و هو يخرج مسدسه ( ربع ساعة تقول ؟! هذا كثير ! )

نهره الآخر بنبرة غاضبة اختبأ قلقه خوفها كأب ينهر ابنه الصغير خوفاً على مصلحته : آيرون ! كن جاداً و لا تتهور ! ...

قاطعه الآخر بتذمر ( أنت مزعج ! لا تصرخ بأذني هكذا )
قالها ليبعد السماعة الصغيرة عن اذنه و يخبئها بين ثيابه فينقطع صوت دايمون عنه ، بينما الآخر كان لا يزال يستطيع أن يستمع لآيرون بفضل اللاقط ...

تسلل الى المنزل بخفة دون انتباه أحد ساحباً مسدسه مع كاتم صوت يخفي صرخات الرصاص حين تنطلق كل واحدة منها و بدأ بالاطاحة بالأهداف الحية المتفرقة أمامه في كل غرفة ...

واحد ... اثنان ... ثلاثة ... ، ها قد وصل العد الى عشرة ! نفخ على فوهة مسدسه اللامع الذي يتصاعد منه دخان الغرور ... عشرة ... هذا هو عدد أفراد العصابة بالفعل كما عرف بعد أن أجبره دايمون على أن يلمح التقرير على الأقل ... كل ما تبقى هو زعيمهم الذي وقف أمامه وجهاً لوجه بعد انتهاء آيرون من ضحيته العاشرة تماماً ...

رفع مسدسه الفضي اللامع بوجه ذلك الزعيم الذي بدا غير مهتماً ربما لأنه فقد عشرة من أتباعه للتو ...

ابتسم بمكر و خفوت مع ملامح واثقة لا يراها أحد عليه سوى حين يجهز على مصاص دماء ... ملامح عكست شخصيته و طبيعته الحقيقية بعيداً عن الغباء الذي يدعيه أحياناً ...

همس بصوت مسموع : انتهت اللعبة !

ضغط زناده ليذكره عدم انطلاق رصاصة بعدد من أجهز عليهم قبل قليل ... عشرة ! ، ذلك العدد الذي يعني نفاد رصاصاته ... مد يده بسرعة نحو جيبه و القلق يغزوه لأنه لم يشعر بذلك الملمس المعدني البارد لمخزن رصاصات مسدسه ... حينها أدرك حقيقة كونه أمام مصاص دماء مجهول القدرات و بدون أي سلاح !

ابتسم بغباء و سخرية ليكلم نفسه بصوت مسموع ( أنت تمزح صحيح ؟! تباً يا لها من ورطة ! )

في تلك الأثناء لو لم يكن دايمون ذو شخصية هادئة حقاً ربما لقطع شعره غضباً و هو ينظر الى مخزن الرصاص الصغير الملقى على أرضية سيارته ... و مع الكلمات التي تحولت من الجهاز اللاقط لآيرون اليه هو فهم حقاً ما الذي يجري !

( آيرون ... أيها الأحمق ، ان نجوت الآن قسأقتلك بيدي ! تعبت حقاً و أنا أحذرك أيها الطفل المغرور المتهور ... لو أنك انتظرت على الأقل بينما يتجهز القناصون لأنقذوك الآن ! )
همس بها دايمون لنفسه بغضب و قلق شديد و هو يركض حاملاً معه ذخيرة آيرون ...

بينما تسارعت نبضات آيرون و دقات قلبه الذي أخذ يضخ المزيد من الدم في شرايننه دافعاً معه الأدرينالين ذلك الشيء الذي يجري في دماء البشر ليشعرهم أنهم قادرون على الهرب من أي شيء ! ...
و هو كان يهرب من مصاص الدماء السريع الذي بدأ يستمتع بمطاردته ...

كان كل منهما مسرعاً دون وعي أو انتباه لأي شيء في البيئة المحيطة ... حدق كل منهما بذهول بالآخر حين مر بمحاذاته بسرعة ... و هكذا كان آيرون هارباً مبتعداً عن مصاص الدماء بينما دايمون أصبح أقرب الى مصاص الدماء حين أتى في اتجاه معاكس له و لآيرون ...

التفت بسرعة حين أدرك أنه مر بجانب صديقه و استدار خلال ثوان صارخاً باسمه و رامياً الذخيرة باتجاهه فالتقطها آيرون ليلقم سلاحه الجائع و يضغط على الزناد ..

في الوقت ذاته انقض مصاص الدماء على دايمون الذي كان أقرب اليه ...

توقف الزمن في تلك اللحظة ! بين رصاصة يتيمة تائهة لا تعرف ان كان يجب عليها أن تصيب هدفها أو تسقط أرضاً ... و بين مصاص الدماء الذي هيأ مخالبه لغرسها في دايمون ! ...

توقف الزمن ... لتظهر فجأة تلك الدوامة المظلمة من وسط الفراغ و تبتلع الثلاثة معاً ... دوامة انبثقت من العدم بظلامها النقي الفارغ ...
 

sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

متى التكملة هواي اتاخرتي
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

*** البارت السابع ***

شقت ضفائر الشمس الذهبية طريقها نحو ذلك اللون البنفسجي الهادئ الذي أطل نحو العالم للتو حين فتح دايمون عينيه ...

تحسس بعض البرودة على جبينه فمد يده لتلامس منديلاً مبللاً ليدرك ارتفاع حرارته ... أبعده و نهض عن ذلك السرير البسيط بتعب ارتسم عليه و هو يشعر ببعض اختلال التوازن و الدوار الا أنه استعاد شعوره بالثبات و استقام في وقفته متسائلاً ( أين أنا ؟! )

و بالطبع ما كان دايمون ليتواجد في مكان ما الا و معه ظله ... ظله النائم بعمق كطفل مرهق على سرير في الناحية الثانية من تلك الغرفة الخشبية البسيطة ... ظله الذي امتلك اسماً من خمسة حروف ... آيرون !

وضع يده على جبينه مستعيداً بداخل عقله ما حصل ... قطب جبينه بانزعاج اختلط مع ابتسامة خفيفة و هو ينظر الى مظهر آيرون المضحك ... فقد كان يتحرك في نومه ... و في النهاية سحب الوسادة من تحت رأسه ليضمها بين ذراعيه ... و بعدها هدأ نومه أكثر و كأنه شعر بالأمان حين ضم تلك الوسادة .

رتب قميصه الرمادي و نفض ثيابه كعادته ثم فتح باب الغرفة ليسير في ممر قصير نهايته باب تسلل منها الضوء القادم من الخارج مما يعني انها باب الخروج ... و لم تكن معرفتها صعبة فالمنزل كان بسيطاً جداً و بغرفة واحدة فقط و هي الغرفة التي خرج منها للتو ..

فتح الباب و خرج ليرى حديقة بسيطة الترتيب أمامه ... ، اتجهت عيناه فوراً مع أذنيه لمصدر ذلك الصوت الذي سمعه فرأى فتى و فتاة يقاربانه في العمر لكن بدا أنهما لم يلاحظاه ... شعر بالحماس و الذهول و هو يراقب قتالهما الذي كان يبدو كمعركة حقيقة لا تهاون فيها لولا السيوف الخشبية التي يستخدمانها لتكشف أنهما يتدربان .. فعقد ذراعيه على صدره و استند على الجدار يراقب بهدوء ...

كان شعر الفتاة الوردي يتطاير بخفة مع حركاتها الرشيقة و السريعة و هي توجه الضربات نحو الفتى ذو الشعر البني ... ثم تتبادل الأدوار ليتخذ هو الهجوم و هي الصد و الدفاع ... لقد كانت حقاً من أروع التدريبات التي شاهدها دايمون على الرغم من أنه شاهد الكثير بل كان هو نفسه يتدرب بالسيف مع آيرون ... فمكتب الأمن العام يحرص على أن يتقن منتسبوه كل شيء ...

انتهى القتال بالتعادل لينحني كل منهما باحترام ضاماً احدى قبضتيه الى قلبه كما هي عادة الفرسان ... و أخيراً انتبها الى وقوف دايمون فارتبك قليلاً الا أن الابتسامة اللطيفة للفتى و الفتاة جعلته يسترخي ...

مدت ايلي يدها نحوه معلنة عن رغبتها ببداية صداقة معه فهي حقاً أرادت أن تخرجه من قلقه الواضح ...

( ايلي ... من فرسان الحرس الملكي )
هكذا عرفت عن نفسها ...

صافح يدها بلطف ليبتسم مجاملة دون أن يعرف ما يجري ... ابتسامة شابهت الابتسامة الغبية التي يعطيها صديقه آيرون حين لا يفهم شيئاً ما أو يريد التهرب ...

أما نيل اعتدل في وقفته واضعاً احدى يديه في جيبه و الأخرى فردها لتتخلل خصلات شعره البني ... ابتسم بنصف ابتسامة لينطق بغرور : و أمامك مباشرة يقف نائب قائد الجيش العام للمملكة ... نيل بكل روعته و ذكاءه !

اتسعت الابتسامة الغبية على وجه دايمون ليقول بحيرة : و لكن أنا ....

قاطعه نيل بجدية و بنظرات متفحصة : غريب عن هنا أليس كذلك ؟!

تشجع دايمون ليقول : نعم ! .. و عن ماذا تتكلمان فرسان و مملكة ! حقاً نحن في القرن الواحد و العشرين ! ..

حدق نيل و ايلي كل منهما بالآخر بفضول .. فنظر نحوهما دايمون بتساءل ثم أدرك أنهما لا يمزحان ! و من طريقة تدريبهما قبل قليل فهما فارسان حقاً ! .. شهق بفزع و اتسعت عيناه بصدمة ليكرر ما قاله :

( نحن في القرن الواحد و العشرين .. الا ان لم نكن كذلك ! )

لمس جبهته و حرارته المرتفعة و كل التعب الذي يشعر به ( تباً هذا يفسر الأمر !)
فهو قد أدرك تواً ما حصل ! ... أدرك حقيقة انتقاله و آيرون بالزمن ! .. أما كيف حصلت ؟! فهذا سر لا يعرفه سوى هو ! ..

أما آيرون استيقظ و هو يحدق في السقف الخشبي لعدة دقائق و كأنه يحفظ تفاصيله و خطوط الأشجار التي خطها الزمن على ألواحه الخشبية .. اعتدل في جلسته و رفع ذراعيه ليحركهما قليلاً في الفراغ لعله يستعيد نشاطه ... لكنه ارتمى مجدداً على السرير : ( كان هذا مريحاً ! )

ثم تذكر ما حصل لينهض برعب : ( دايمون ! أين هو ؟! )

نهض مسرعاً ليخرج من الغرفة و من المنزل لتطالعه تلك الحديقة المتواضعة ... ، ايلي ، نيل ، و بالطبع معهما دايمون ...

التفت دايمون ليراه بعد أن سمع صوت اغلاق الباب .. ابتسم بطريقة عكست كل الغضب بداخله ليتكلم بلهجة مخيفة شابهت رئيسهم المرعب : أتعرف أن كسر القوانين ممنوع ؟!

تراجع آيرون للخلف بابتسامته الغبية و هو يبتلع ريقه :
( لسوء الحظ أعلم ! )

و تعلم أنك خالفت القوانين و عرضت كلينا لخطر شديد ؟!
( لسوء الحظ نعم ! )

و تعلم كيف أشعر الآن بسبب فعلتك تلك ؟!
( لسوء الحظ ستنفجر ! )

تنفس بعمق ليسأل ( بكل حال ، أين نحن الآن و ماذا حصل ؟! )

أجابه دايمون بهدوء ( ربما لن تصدق ... و لكن حقاً نحن انتقلنا في الزمن ! لا أعلم متى تحديداً و لكن في زمن ما من الماضي )

- ( تمزح صحيح ؟! و كيف ذلك ؟! )
تلك كانت جملة نطقها آيرون بكل صدمة ...

ليجيبه صديقه : أنا جاد ، هذا ما حصل ... لكن لا أعلم كيف ... في الغالب هو مصاص الدماء الذي كدت تطلق النار عليه ... لا بد أنه من الحالات النادرة التي تحمل تلك القدرة ... و من المعروف أن من يحملها يصعب عليه السيطرة عليها و تظهر دون سابق انذار ان اقترب من الخطر ، الا ان كان مصاص دماء مكتمل سيسهل عليه أمر اخضاعها تقريباً مع أني لا أعلم ان كان خصمنا مكتمل أم لا لكن ... بكل حال فهي تصيب مستخدمها بالتعب لذا فحاملها مقيد باستخدامها .

تضاربت أفكار آيرون كاعصار حل على محيط ليصنع موجة عملاقة تخللتها رياح من الأمل الزائف ... أخفض رأسه للأرض و بحزن ظاهر سأل ( انتقال زمني اذاً ؟! ... هل يمكن أن ....

قاطعه دايمون قبل أن يكمل سؤاله .. فهو لم يرد أن يسمع المزيد من نبرة الحزن هذه .. قاطعه لئلا ينطق تلك الكلمات .. لأنه قد فهم بالفعل ما أراد صديقه قوله !

( لا ، لا يمكن فعل ذلك ... التنقل بالزمن هو أمر محدود أكثر مما تتصور ... ، الموت و الحياة نتائج حتمية لا يمكن تغييرها مهما عدت في الماضي مراراً و تكراراً ... لذا لا يمكنك انقاذ شخص مات بالفعل ! )
تنفس بعمق ليتابع : لأبسط لك الأمر أكثر ... تخيل أن هناك قاتلاً قام بقتل أحدهم ... مر الزمن ... ثم تم الانتقال الى لحظة القتل تلك التي صارت من الماضي لانقاذ الشخص الذي مات ... حتى لو أنقذته في تلك اللحظة بالذات فهو لا بد أن يفارق الحياة خلال 24 ساعة ... ربما بطرق مختلفة قليلاً ... و لكن حتماً على يد القاتل ذاته ! ... و هكذا تكون النتيجة الحتمية هي الموت مراراً و تكراراً مهما عدت بالزمن و في اليوم ذاته و على يد القاتل نفسه ! ...

قبل لحظات حين سمع آيرون بالانتقال الزمني كل ما فكر به هو العودة و انقاذ الجزء المفقود منه ... ذلك الذي أحدث فراغاً بداخله كالثقب الأسود يبتلع لحظات سعادته و ابتسامته الصادقة ليكبر تدريجياً ... الثقب الذي تكون في اليوم الذي رأى أخته تموت أمام ناظريه !

رفع رأسه و تصنع المرح قائلاً : لديك اطلاع واسع بهذه الأشياء حقاً يا دايمون ! و لكن هذا فظيع ! كيف تستطيع ادخال كل تلك التقارير و الأبحاث في عقلك !

رد عليه : و هل من المفترض أن هذا مديح ؟! ... لهجتك لا تدل على ذلك !

- ( بالطبع لم يكن مديحاً فهو يعني أنك دودة كتب ، هذا ممل !!! )

ابتسم دايمون و هو ينظر الى السيوف الخشبية على الأرض ... حاك له عقله طريقة ما لجعل آيرون يتحسن و لو قليلاً فهو كان كالكريستال الشفاف بالنسبة له ، لا يحتاج للكثير من العناء ليميز تعابيره الصادقة عن الكاذبة ... و ما رآه هو المرح الكاذب و الألم الحقيقي ! و علم أنه قد غير الموضوع متعمداً بعد أن خدلته الاجابة بشأن اصلاح الماضي و انقاذ أخته ...

( اذاً اسمح لي بأن أبدد شعورك الدائم بالملل و الذي يورطنا في مشاكل كثيرة ! )
قالها دايمون و هو يلتقط السيفين و يرمي بأحدهما لآيرون الذي أعجبته الفكرة ...
تابع دايمون : مر زمن طويل نوعاً ما منذ أن تدربنا هكذا ، لكن لا بأس ... قاتلني !

ارتفعت الأصوات القوية لتصادم السيفين الخشبيين وسط مراقبة صامتة من ايلي و نيل ... كان قتالاً مذهلاً حقاً بين الصديقين و قد كانا يستمتعان كثيراً لكن بأسلوب مختلف عن الفرسان مما جعل مراقبيهما يشعران بالفضول و الحماس ...

ضيق نيل عيناه العسليتان و ابتسم نصف ابتسامة ماكرة ذات معنى و هو ينظر لإيلي ... تلك النظرة و الملامح التي تظهر حين يكون على وشك ارتكاب مصيبة ما أو فكرة جنونية ... فبادلته النظرة ذاتها و هي تفهم مقصوده ، ليقول لها :

( هل ترين ما أرى ؟! )

ردت بنبرته ذاتها :
( و هل تفكر بما أفكر به ؟! )

 

sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

مرحبا اختي شونج
البارت هوواي حلوو ننتظر التكمله لتتاخري علينهياي1
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

*** البارت الثامن ***

طلب منهما نيل أن يتوقفا عن القتال ... لكنهما كانا مندمجين حقاً و كأن كلمات نيل لم تقم بالانتشار في الهواء حتى ! ...

و كانت النتيجة الاثنان جالسان على الأرض كل منهما يتحسس الضربة على رأسه بعد أن التقط نيل سيفاً و أعطى كلاً منهما لمسة صغيرة تذكره أن يستمع بكل جوارحه حين يتحدث نائب قائد الجيش مجدداً ! ...

جلس الى جوارهما بكل بساطة و سارعت ايلي لتكمل العدد الى أربعة ... بدأ كلامه بهدوء ليصغيا اليه

( سمعنا أنا و ايلي كلامكما قبل قليل بشأن سفركما بالزمن وصولاً الى هنا ، هذا أزاح الغموض الذي شعرنا به حين وجدناكما قبل يومين ملقين على ضفاف النهر القريب )

وجه نظره و كلامه لدايمون ( كنت بحال سيئة ، وجدناك بأنفاس مضطربة و حمى ... كيف تشعر الآن ؟! )

أومأ دايمون برأسه مما يعني أنه أفضل حالاً ... بينما تساءل آيرون مع نفسه ( هذا غريب ! ... أنا بخير تماماً مما يعني أن الأمر ليس بسبب انتقالنا بالزمن ، و قبلها هو لم يكن مريضاً ... فما الذي حصل له ؟! ، لا يهم فقط كونه بخير الآن يكفي )

تابع نيل : هل لديكما أي فكرة كيف ستعودان الى زمنكما ؟!
اكتفى الاثنان بهز رأسيهما نفياً فهما لم يريدا مقاطعة كلام نيل الذي يبدو مهماً جداً ...

تابع نيل مجدداً : مصاص دماء يحمل القدرة هو الحل ... و مكتمل أيضاً ليتحكم بها ، لكن انقرض عدد كبير منهم بالفعل ... و اختبأ الباقي فلا يمكن التعرف اليهم ... فما بالكما بواحد نادر يحمل القدرة ؟! ...

هذه المرة استلمت ايلي عجلة الكلام : لديكم فرصة واحدة ... و هي ضئيلة حقاً ... هناك مصاص دماء معروف واحد في المملكة كلها ... لكنه سجين ... لا أحد يعرف ان كان يحمل القدرة بداخله .. و لا أحد يعرف ان كان قد شرب دم سابقاً و اكتمل ! ...

أسدلت رأسها نحو الأسفل ليغطي شعرها عيناها ... تابعت كلامها ( هناك فرصة لتحريره ... شرط وضعه الملك لاطلاق سراحه ، نحن الآن نشترك بالهدف ذاته فأنا أريد تحريره لأسباب خاصة ! ... لهذا سأحتاج مساعدتكما ... يجب أن ننتصر في اختبار فرسان الحرس الملكي لمنصب نائب القائد ! ... رأيت مهاراتكما بالفعل و هي مثيرة للاعجاب ، صدقاني لن نواجه أي صعوبة انه سهل ، مشكلتي فقط كانت بالعثور على شريكين ! ... فلا أحد سيقبل أو سيقفون في طريقي لأن لا أحد يريدني أن أحرره ! ... لذا ... موافقان ؟
قالت كلمتها الأخيرة ببراءة و خوف من أن يتم رفض طلبها .

( قتال ضد الفرسان ... أتمزحين ؟! ) تلك كانت جملة آيرون الذي قاطعته ايلي بخيبة أمل ( آسفة لقد طلبت الكثير منكما ... )

ضحك بخفة ليكمل : لا لا أبداً ! بل قصدت أن هذا رائع ! لطالما أردت عيش مغامرة في عصر قديم كهذا !

رمقه دايمون بغضب : لا تتسرع !

ليرد عليه ( ممل ! يا مفسد المرح ! أنا موافق و لن أتراجع ! )

تنفس دايمون بعمق و هو يفكر أن صديقه لن يتغير أبداً ( حسناً ، لا تترك لي رأياً آخر ... يجب أن أتواجد لشد أذنك في كل مرة تتهور فيها ! )

نظر نحو ايلي و نيل بابتسامة لطيفة : موافقان ... سنساعدك ، ... لنتعرف جيداً ... أنا دايمون ، و هذا الأحمق هو آيرون .

( شكراً لكما حقاً ! أنا ايلي و هذا الأحمق نيل ! )

ابتسم آيرون بغباء و تساءل و هو ينظر نحو نيل ( هل قاما بدعوتنا بالأحمقين قبل قليل ؟! )

**************************

جلس دايمون وحيداً على ضفاف النهر ... يرمي الحصى ... لتشكل كل واحدة منها دوائر صغيرة متسعة حوالها .

و كم تشبه تلك الحصى المرمية الحياة ! كلما لامست احداها سطح الماء ظنت أن بلوراتها ستذوب فيه لتتخلى و أخيراً عن الصفة التي تلازمها دائماً ... ( القسوة ) ... لكنها تبقى ثابتة كما هي ... لا يتغير شيء سوى نحو الأسوء لتغرق و تغرق و تغرق ... حتى تصل الى القاع ! .. تاركة خلفها أثراً بسيطاً .. دوائر متمركزة لا تلبث مدة طويلة الى أن تختفي .. و ينسى أحدهم أن هناك حجارة صغيرة كانت تأمل بالتغيير حتى لو عنى ذلك تلاشيها !!! ...

( هل سيعود ؟! ) ( هل من الجيد أن يستمع لقرار قلبه الذي أخبره بأن يفتح نافذة الأمل ؟! ) .. هذا ما كان يدور في أفكاره المتعبة ..

أوقظه من شروده حصاة صغيرة اصطدمت برأسه ليلتفت بانزعاج .. يد وضعت برفق على كتفه ليجلس صاحبها الى جانبه و يتحدث ( تبدو قلقاً حقاً !!! )

( و هل يقومون برمي الحصى على رأس شخص قلق ؟! ) ... صمت قليلاً ثم أردف بنبرة مهمومة ( لا أعلم حقاً يا آيرون ، أنا قلق من عدم قدرتنا على العودة ... أنا خائف حقاً ! ، لكل شخص مكانه ... و نحن مكاننا ليس هنا ! أشعر أنه اختلال في التوازن ! )

رد عليه صديقه بنبرة مطمئنة ( لا ترهق نفسك بالتفكير ، نحن من يقوم بصياغة التوازن و النظام و نقررهما ، ليسا هما من يصنعاننا أو يقومان بالتحكم بنا ! ... شيء ما بداخلي يخبرني أننا هنا لسبب ما ... من يعلم ؟! ... ربما حقيقة تكشف نفسها ، أو شيء جديد لنتعلمه ! )

( لم أتوقع أنك قد تقوم بتهدأتي و اقناعي يوماً ما ! )
قالها دايمون مع ابتسامة خفيفة ...

تم الاتفاق بين ايلي و رفيقيها على استراتيجية و خطة للنجاح في الاختبار ... الذي كان عبارة عن قتال بين المرشحين للترقية يقود كل منهم شخصين آخرين ...
و قد شدد ايلي و دايمون على آيرون ليلتزم ...

( خالف الخطة و لن تضمن نتائج ما سأفعله بك ! )

تراجع آيرون للخلف برعب مع ابتسامته الغبية ليرد على كلمات دايمون ( أعلم أعلم ! حقاً لا أنوي أن أخسر رأسي ! )

و هكذا بدأ الاختبار أمام أنظار الملك ... الاختبار الذي كان اجتيازه سهلاً جداً مع المهارات التي امتلكها فريق ايلي و خطتهم المحكمة و انسجامهم بين ظهور و اختفاء ... هجوم و دفاع ... لتتم تصفية بقية الفرق بسهولة !

أمام ناظري الملك وقفت ايلي بكل جرأتها ... وقفت لتبدو أمامه كزهرة كرز متفتحة ناضجة ... انعكست عنها أشعة ذهبية لترسم صورة لذلك الحضور الملكي الطاغي ... صورة لملكة مستقبلية !

وقفت لتذكره بوعده لها منذ سنوات طويلة ... ذلك العهد الذي قطعته على نفسها و عاشت لأجله لترد جميلاً لن تنساه لشخص لم تعرفه حقاً ! و على الرغم من ذلك حملت نفسها مسؤولية ما حصل ... و تحملت ذلك بتعب لسنوات ... تعب استحق تلك اللحظة الأسطورية بالنسبة لها التي رسمها عقلها و تخيلها آلاف المرات ! ...

انحت أمام والدها مؤدية تحية الفرسان ... ضم قبضتها الى قلبها ... رمز الفرسان الذي انبثق من تضحياتهم و الذي عنى أنهم يستمدون قوتهم من قلوبهم ... و ها هي ذا فارسة شابة تؤديها كما الفرسان الفخورون منذ مئات السنين ... ثم القت على مسامعه موقعها الجديد ...

( نائب القائد للحرس الملكي ... ايلي )

أومأ لها أن تقف فاعتدلت في قامتها ... لم تعطه فرصة للكلام فقد بدأت فوراً لتدفن كل ما تحمل من جدية بين طيات كلماتها ...
( سيدي الملك ... هذه هي النهاية ... حان وقت اسدال الستار و الوفاء بوعدك ! )

التمعت عيناه لرؤيتها هكذا ... و ابتسامة نصر طفيفة ظهرت على وجهه ، لم ينطق بشيء سوى ( لكِ ذلك ! ) ... بينما كعادته كان ينسج المزيد من الخطط ... تلك التي لا يعلم أحد هدفه منها سوى بعد أن يحصل على ما يريده بالفعل ! ...

اجتمع نيل ، آيرون و دايمون حول ايلي لتهنئتها بنصرها الذي ساهموا فيه جميعاً ... لكن لم يكن هناك وقت لشيء كالاحتفال ... فقد نفد صبر الفتاة و هي تنتظر لحظة رد جميلها لشين ... و صارت حتى الثواني ثقيلة عليها ! ...

أرسل الملك اثنان من حرسه معهم لاخراج شين من سجنه ... وقف الأربعة مع الحارسين أمام تلك الزنزانة الغامضة ... و التي يقبع بداخلها سر قوة ايلي و اصرارها ... فما الذي سيحصل حين يتنازل قفل تلك الزنزانة عن وجوده و يتحطم معلناً عن قص الشريط الأحمر و افساح الطريق لرسم الحياة و الوجود لمن كان بداخلها ؟!
 
التعديل الأخير:

sajad

Once you stop learning You Start dying
إنضم
22 مارس 2017
رقم العضوية
7852
المشاركات
300
مستوى التفاعل
1,275
النقاط
335
توناتي
40
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

بارت جميل جدا..لا بل خرافي..اعذريني اعجز عن وصفهه.
ترى ماذا سيحل بعد خروج شين.......حقا متشوق لمعرفة ما سيحدث..
رجو ان لا تتاخري...فلم يبقى لي الكثير من الوقت.....
بانتظار البارت القادم على احر من الجمر
 

إنضم
26 مايو 2017
رقم العضوية
8113
المشاركات
13
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: رواية * كذبة بنفسجية * violet lie

*** البارت التاسع ***

فتح الحارسان باب الزنزانة و دخلا ... معهما ايلي و نيل لرؤية شين ... ذلك الفتى الذي بدا مميزاً كعقارب ساعة تدور بالاتجاه المعاكس ... مميزاً كبلورة ثلجية سقطت سهواً و ظلت طريقها مع قطرات المطر الغزير ...

كان جالساً على الأرض مستنداً على الجدار بهدوء ... ضاقت حدقتاه لأنهما ابتلعتا الكثير من الضوء حين فتح الباب فوضع يده على عينيه مخفياً اياهما بينما كانت ايلي تحدق به دون أن تقترب ...

قال له أحد الحراس بأن ينهض لأنه سيخرج فاعتدل في قامته و قاموا بفك السلاسل الحديدية الطويلة التي ربطت يديه الى جدار زنزانته ...

اقترب الحارسان ليمسكا بيديه خوفاً من ردة فعله بعد تحريره ... بقي الصمت يغلفه و الغموض معقود حوله لكنه رمقمهما بنظرة نارية حادة من طراز ( لا أضمن النتائج لمن يحاول لمسي ) مما جعل الحارسين يرتبكان و يخافان حقاً و هما يشككان في داخلهما بقرار الملك حين أمر بإطلاق سراحه ! ...

ضحك نيل بسخرية و همس لايلي ( بداية موفقة حقاً ! ذكريني أن أعلق عليه لافتة ممنوع اللمس ! )

قطبت ايلي جبينها بانزعاج و أمرت الحارسين بأن يذهبا و هي ستتولى الأمر ، بينما كان نيل سيغادر مع الحارسين فسألته فوراً بعينين شبه دامعة ( الى أين ؟! ) فهي حقاً لا تعرف كيف ستتعامل مع شين ! ...

ليرد عليها بعطف ( آسف حقاً و لكن الملك طلب سابقاً مني أن أذهب اليه في هذا الوقت ، لا بد أنه أمر ما يخص الجيش ... حظاً موفقاً ! )
غادر مستعجلاً ملوحاً لها و هو يتمنى أن يحالفها الحظ .

وصل الى القصر مع نظراته الواثقة الجادة بعيداً عن تلك اللطيفة حين يكون مع ايلي ... انحنى جميع الحراس و الفرسان أمامه باحترام و أخبروه أن الملك بانتظاره فدخل الى الغرفة الملكية الفخمة و الواسعة و هو يقارن بينها و بين ذلك المنزل الخشبي البسيط جداً الذي تعيش فيه ايلي ... جلس على الأرض بركبة واحدة أمام الملك مخفضاً بصره ... ليسمع الملك بصوته العميق الهادئ يسأله : ( كيف تجري أمور الجيش هذه الأيام يا نائب القائد نيل ؟ )

رد عليه ( بشكل ممتاز سيدي )

تابع الملك ( جيد ، فنحن على مشارف بعض المشاكل الجديدة ، و لا أتوقع منك أي أخطاء ... )

رفع نيل رأسه بنظرات متسائلة ما هي المشاكل الجديدة ... فتحدث الملك و كأنه كان يقرأ أفكار الفتى ( ليست مشاكل مع مصاصي الدماء ... بل مع بشر مثلنا هذه المرة ... مثير للسخرية أليس كذلك ؟! )

لم يرد نيل فهو يعلم أنه لم يكن سؤالاً حقاً ... فتابع الملك ( قمتم بعمل جيد مؤخراً بالضغط على عصابات التجارة بالبشر و اخراجهم من مخابئهم ثم القبض عليهم ... لكنهم تجمعوا و اتحدوا الآن ليشكلوا حركة معارضة ... هذه المرة سنسحقهم تماماً ، و لا أتوقع الفشل )

ابتسم نيل بمكر ليرد ( كل شيء سيكون مثالياً كعادته سيدي ! )

كاد أن ينصرف لولا أن أوقفه صوت الملك مجدداً ( شيء آخر )
( لدي مهمة سرية لك ... كن صديقاً مع ذلك الفتى شين و اكسب ثقته ! )

************************

جلس أمام النهر وحيداً و متعباً حقاً فهو أول يوم له في الخارج ... طالع انعكاس صورته على صفحة المياه الصافية الرقيقة ليتذكر شجار آيرون و دايمون لاختيار ثياب جديدة له و انزعاجه بشده من الفوضى التي قام آيرون بإثارتها ، فأخذ قميصاً عشوائياً أبيض و تركهما ليغرقا في شجارهما ...

استند الى شجرة حين شعر بخيانة عينيه له فأطبقمها ليغفو قليلاً لأول مرة منذ سنوات و هو يتنفس هواء نقياً ...

بعد عدة دقائق أيقظه من غفوته نسمة ربيعية باردة قليلاً و شيء ما يوضع عليه ... رأى نيل ببريق عينيه العسليتين و ابتسامته الهادئة يغطيه بمعطفه ... كان شين مستيقظاً لكنه بقي على حاله يحدق بعينين فارغتين نحو نيل الذي استدار و أخذ كأسين كان قد وضعهما على الأرض سابقاً و قدمهما الى شين ليختار أحدهما ...

ابتسامة ماكرة أخفت نفسها خلف أبواب لطفه و هو يخير شين بين كأسين ... امتلأ أحدهما بالماء البارد ... و الآخر سائل أحمر كثيف ... كان شين يشعر بالعطش حقاً ... لكنه العطش البشري للماء فهو لم يشرب الدم من قبل و لم يكمل تحوله ... مد يده و أخذ كأس الماء بسرعة و تراجع للخلف و كأنه يخشى أن يقترب الكأس الآخر الأحمر منه ... ثم نهض تاركاً المكان ليرمق نيل كعادته بنظرات لم يستطع أحد تفسيرها ... نظرات كبركان هادئ قد يثور بأي لحظة ! ...

بينما شعر نيل بغضب شديد ليعطي الشجرة المسكينة الى جانبه لكمة قوية لم تكن تستحقها ... فردت عليه قوة خشبها بأن تجعل يده تنزف ( تباً ! هذا يصعب الأمر ! لا أستطيع فعلها ! )

قالها و هو يتذكر لقائه مع الملك ...

لدي مهمة سرية لك ! كن صديقاً لذلك الفتى شين و اكسب ثقته ...

لم يصدق ما يسمعه ... هل هذا هو الملك نفسه الذي رما بمن أنقذ ابنته في الجحيم و أحال حياتها الى نبتة صبار شائكة ؟! ... هل شعر بالندم لأجله حقاً ؟!

جاءته الاجابة مغطاة بطبقة سميكة من القسوة ( اكسب ثقته لتستدرجه معك في المعركة القادمة ضد المتمردين .. و هناك أمرت أحد الحرس بقتله بسهم من بعيد ... حينها لن يشك أحد بأننا الطرف الذي قتله و لا حتى ايلي )

نظر بخوف شديد نحو الملك و هو يتمنى أن يكون ذلك كابوساً ... لكنه كان واقعاً أسوء من الكابوس نفسه فضربه برق الواقع ، و كل ما استطاع فعله هو الاعتراض بصوت مرتجف بكلمة ( لكن ! ... ) ليقاطعه الملك مع نظرة حادة

( من دون أي اعتراض ! انه فتى خطير و مصاص دماء ! ... هذا أمر مباشر من الملك و لصالح الجميع ... فهل ستخون مملكة بأكملها ؟! و أنت حتماً تعرف عقوبة جريمة كالخيانة يا نائب القائد ... )

أخفض نيل رأسه بحزن فهو أمام خيار صعب جداً ... هو لا يعلم حتى ان كان شين يشكل خطراً حقيقياً أم لا ... و كيف سيشعر ان قتل الشخص الذي ضحت ايلي بمكانتها كأميرة لأجله ... هو من صار سجيناً الآن ! ... فثمن الخيانة التي يقررها الملك بشخصيته النارية التي لا تهتم باحراق الأعشاب النافعة مع الضارة ! ... هو الموت المحتم ! ... فهل عليه أن يختار حياته أم حياة شين ؟! ...

أراد ابعاد قلقه مؤقتاً فشرب الكأس ذو السائل الأحمر الكثيف الذي كان بيده دفعة واحدة و هو يفكر أنه قليل الحلاوة و يحتاج لمزيد من السكر !

نعم فذلك لم يكن سوى عصير التوت الأحمر ! و الذي يظنه كل من رآه أنه دم بالفعل ... لذا هو قرر أن يختبر شين ليعرف حقيقته ... فقدم له الكأسين لكن الفتى اختار الماء و هرب من الكأس الآخر ... مما يعني أنه ليس مصاص دماء مكتمل ... بل هو حتى لا يريد أن يكتمل تحوله ! ...

و هذا ما شتت تفكير نيل ... لأنه عرف أن شين في النهاية شخص جيد و ان كان لم يتكلم أو يندمج معهم ... فكيف سيقتله الآن بعد أن تأكد أنه بريء حقاً !

**************************

عيناه التي احتضنت سماء زرقاء صافية لم تتفق على موعد لقاء مع غيوم أو نجوم ... كانتا تنظران نحو كل شيء في ذلك السوق الشعبي للمرة الأولى منذ سنوات عدة حتى أنه نسيه ...

كان يبدو غريباً حقاً عن ذلك المكان و هذا ما استطاع الانتباه له كل من رآه ... و هكذا رآه اللصوص صيداً ذهبياً مع نظراته التائهة ...

شعر بشيء حاد يلامس ظهره ... فالتفت ليرى لصين أحدهما يوجه له السكين من الخلف ( تحرك و لا تنطق بحرف واحد !)

نظر لهما ببرود متداخلاً مع سخرية و نفذ ما قالاه فهو حقاً لم يكن يريد اثارة مشاكل و لفت الانتباه وسط السوق و كل هؤلاء الناس ...

أخذاه نحو زقاق ضيق يصل بين ممرين من السوق لكنه فارغ و بعيد عن الأنظار ... و لكن قبل أن ينطقا بحرف واحد هما فقط تراجعا فوراً قاما بالانحناء باحترام و خوف ثم هربا و هذا ما أثار دهشته حقاً ...

التفت ليرى نيل مجدداً و لكن هذه المرة بعثر ملامحه اللطيفة ليحل محلها أخرى قاسية حادة ... فهو حقاً مخيف حين لا يكون برفقة ايلي ... مستلاً سيفه المميز ذو المقبض الفضي المزين بجواهر حمراء نادرة و نصل أسود براق ... ذلك السيف الذي تلقاه هدية من قائد الجيش بنفسه حين صار نائباً له ... السيف الذي يجعل كل من في المملكة يرتجف حين يراه ... في الغالب لا أحد يعرف شكله بل يستغربون حين رؤية أن نائب القائد المرعب هو ليس سوى شاب عادي ... لكن ذلك السيف كان هويته الخاصة التي تفصح عنه ...

استعاد ملامحه اللطيفة و اقترب من شين ليتفقده ، لكن الآخر رد قبل أن يتم سؤاله ( كنت أستطيع فعلها وحدي ) و تلك كانت هي المرة الأولى التي ينطق بها !

اقترب منه واضعاً يده على كتفه ( أعلم ، و لكن اثارة المشاكل حولك منذ البداية ليس جيداً صحيح ؟! )

هز الآخر رأسه ثم التفت و غادر ...
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل