❞✿✿ يقول الله عز وجل : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا
وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (73) سورة الزمر
أي جماعات جماعات فلا يصيبهم ما يصيب غيرهم من الذين يحاسبون حسابا
عسيرا بل يڪونون في أمن وأمان الى أن يصلوا الجنة، فقد ورد عن سيدنا علي بن ابي طالب
رضي الله عنه أنه قال : ((حتى اذا انتهوا الى باب من أبوابها وجدوا عنده
شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا الى احداهما ڪأنما
أمروا به فشربوا منها فأذهب الله ما في بطونهم من أذى أو بأس، ثم عمدوا الى الأخرى
فتطهروا منها، فجرت عليهم نضرة النعيم )).......الى أن قال رضي الله عنه :
((ثم انتهوا الى الجنة فقالوا سلام عليڪم طبتم فادخلوها خالدين )) . ••
❞✿✿ يقول الله تبارڪ وتعالى : {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (133) سورة آل عمران والمراد بالعرض
هنا السعة وليس الذي يخالف الطول فيقال:بلاد عريضة أي واسعه،
فلا تحيط أفهامنا وعقولنا بڪبر الجنة والجنة مع ضخامة
حجمها ستمتلئ بأهلها أهل الجنة المتنعمين . ••
❞✿✿ عن أبي هريرة قال :قلنا يا رسول الله أخبرنا عن الجنة ما بناؤها،
قال عليه السلام ((لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسڪ الأذفر
وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من دخلها ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت،
لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم )) رواه الترمذي
والجنة هي جرم عظيم الحجم حقيقي موجود لا شڪ فيه وهو متماسڪ شأن
باقي الأجرام العلوية ڪالسموات وقد ورد في القرآن الڪريم أنه تجري
على أرض الجنة أنهار عظيمة ويقول (صلى الله عليه وسلم )
في حديث طويل في وصف الجنة ((فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من ذهب
ومنابر منفضة ويجلس أدناهم وما فيها من دني على ڪثبان المسڪ والڪافور
وما يرون ان أصحاب الڪراسي بأفضل منهم مجلسا )) رواه الترمذي. ••
❞✿✿ روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
قال: ((ان في الجنة لسوقا يأتونها ڪل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم
وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون الى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا
فيقول لهم أهلوهم :والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا،
فيقولون :وأنتم ازددتم بعدنا حسنا وجمالا )).
(( السوق هنا ليس محل البيع و الشراء بل المراد به مجتمع من مجتمعات أهل الجنة
يجتمعون ڪما يجتمع الناس في الدنيا في أسواقها اي يعرض
فيها الاشياء فيأخد ڪل واحد ما يشاء )) ••
❞✿✿ قال الله عز وجل {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} (41) سورة المرسلات
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه السلام أنه قال
((ان في الجنة لشجرة يسير الراڪب في ظلها مائة عام لا يقطعها ))رواه البخاري
ويقول الله تعالى {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (68) سورة الرحمن
يقول ابن عباس في تفسيرها : نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وڪرانيفها ذهب أحمر
(والڪرانيف هي أصول السعف ) وسعفها، وثمر الجنة أمثال القلال،
وأشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد. ••
❞✿✿ من النعيم الذي اعده الله تعالى في الجنة الخيام فقد أخبرنا عنها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بقوله ((ان للمؤمن في الجنة لخيمة
من لؤلؤة واحدة مجوفه طولها في السماء ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون،
يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا )) متفق عليه ••
مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} (15) سورة محمد
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال: ((ان في الجنة بحر الماء
وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد ))رواه الترمذي .
في الجنة أنهار ڪثيرة تجري على وجه أرض الجنة في غير أخدود،
أي ليس هناڪ شقوق في أرضها بل على وجهها فلا تڪلف تعبا بالتناول منها،
وأهل الجنة يشربون منها تلذذا لا عن عطش، وأنهار الخمر في الجنة لذة للشاربين،
فهي ليست ڪخمر الدنيا، اذ ان خمر الجنة لذيذ المذاق، طعمه طيب،
زيادة ان خمر الجنة لا يسڪر ولا يؤدي بمن يشربه
الى الصداع والأذى، ولا تذهب عقولهم بشربها .
وقد أڪرم الله تعالى نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم ) بأن أعطاه
في الجنة نهرا عظيما اسمه الڪوثر، فقد ورد عن أنس ابن مالڪ أنه قال
((أغفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
اغفاءة فرفع رأسه مبتسما فاما قال لهم واما قالو له :يا رسول الله لم ضحڪت ؟
فقال ((انه أنزلت عليّ ءانفا سورة فقرأ((بسم الله الرحمن الرحيم انا أعطيناڪ الڪوثر ))
حتى ختمها فلما قرأها قال :أتدرون ما الڪوثر ؟ قالوا :الله ورسوله أعلم
قال :فانه نهر وعدنيه ربي جل وعز في الجنة عليه خير ڪثير عليه حوض
ترد عليه أمتي يوم القيامة ءانيته عدد النجوم )) رواه مسلم .
وبين لنا الرسول عليه السلام في حديث آخر صفة هذا النهرفيقول
((هو نهر حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت تربته أطيب
من ريح المسڪ وطعمه أحلى من العسل وماؤه أشد بياضا من الثلج ))
••
❞✿✿ هيأ الله تبارڪ وتعالى لعباده المؤمنين في الجنة
أسباب الراحة والأمن والسعادة جزاء بما فعلوه في الدنيا من طاعات وعبادات،
فمن ذلڪ الأرائڪ والسرر قال الله تعالى :
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ} (56) سورة يــس
فأهل الجنة يتنعمون بما أنعم الله عليهم، يجلسون على الأرائڪ أي الأسرة وهي
فرش يعلوها قباب مزينه . وقال الله تعالى : {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} (15) سورة الواقعه
ومعنى سرر موضونة :أي منسوجة مزينة بالذهب .
فهم يجلسون على ارائڪهم ولهم بسط جميلة، ووسائد وطنافس تزيد من راحتهم
وتنعمهم، ويڪون معهم ازواجهم والحور العين في سرور ڪبير يقول الله
❞✿✿ ابواب الجنة ثمانية ابواب واسماؤها : باب الصلاه، باب الريان ،باب الصدقة
باب الجهاد،باب الحج والعمرة ،باب الصلة باب التوبة، باب الجهاد. قيل هناڪ باب الوالد
للذين يبرون والديهم وباب الضحى للذين يصلون الضحى ويواظبون عليها. مع العلم
انه لم يذڪر في القران عدد ابوابها وذڪر في بعض الاحاديث انها ثمانية ابواب .
قال تعالى: ( حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها
سلام عليڪم طبتم فادخلوها خالدين ) المقصود بهم المؤمنون.
وأحد هذه الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين ، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنة ثمانية أبواب ،
باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم )
باب للمڪثرين من الصلاة ، وباب للمتصدقين والزڪاة ،
وباب للمجاهدين في سبيل الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله دعي من أبواب الجنة ،
وللجنة ثمانية أبواب فمن ڪان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة
ومن ڪان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن ڪان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد
ومن ڪان من أهل الصيام دعي من باب الصيام . فقال أبو بڪر : والله ما على أحد
من ضرر دعي من أيها دعي ، فهل يدعى منها ڪلها أحد يا رسول الله ؟
قال : نعم ,وأرجو أن تڪون منهم) . قيل باب محمد صلى الله عليه وسلم
، وهو باب التوبة فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق ،
فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة .
وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر ، فعلى هذا أبواب الجنة أحد عشر بابا.
قال رسول الله صلى الله عليم وسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء ،
ثم رفع بصره إلى السماء فقال :أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريڪ له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء ).
••
❞✿✿ لقد رزقنا الله تعالى في الدنيا ما نواري به عوراتنا من الثياب المصنوعة
من الصوف والقطن والجلد وغير ذلڪ ومنها ما ڪان لزينتنا، ولڪن
ما يرتديه المتقون في الجنة أجمل من أجمل ما ارتداه الناس في الدنيا ويزيدهم جمالا
ويضفي عليهم رغدا وسرورا .قال الله تعالى :
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ
وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} (21) سورة الإنسان
فلما ڪانت الملوڪ في الدنيا تتحلى بالأساور في اليد والتيجان على الرؤس
جعل الله ذلڪ لأهل الجنة، وڪل واحد من أهل الجنة يحلى بثلاثة من الأساور،
واحد من ذهب وواحد من فضة وواحد من لؤلؤ ويواقيت، ولهم ثياب خضر من سندس،
أي رقيق الديباج، واستبرق أي ثخينة، وڪلها لزيادة اڪرام أهل الجنة .
وحرير الجنة ليس ڪحرير الدنيا لا بالنظر ولا باللون ولا بالملمس بل هو أجمل بڪثير،
فقد ورد أنه اهديت الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حلة حريرفجعلوا
(أي أصحابه ) يلتمسونها ويتعجبون من لينها، فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم ) : (( لمنديل سعد بن معاذ في الجنة الين من هذه )).
وثياب أهل الجنة لاتبلى، ولا يتغير لونها، ولا يخف زهوها،
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
((من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لاتبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ))
••
❞✿✿ ولأهل الجنة مايشتهون من الرزق الڪريم، ولهم من جميع الثمار لذيذها وطيبها،
وهم مڪرمون بما أعطاهم الله، قال الله تعالى :
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)} سورة الحاقة
وأهل الجنة يأڪلون آمنين من حدوث المرض، اذ لا مرض في الجنة ولا وجع .
ولا يقتصر طعامهم على الثمار بل يتعداه الى الطير وغيره، فقد ورد عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) انه قال : (( انڪ تنظر الى الطير في الجنة فتشتهيه
فيخر بين يديڪ مشويا )).وأما الشراب فيخبرنا عنه ربنا تبارڪ وتعالى حيث يقول :
وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا} (15) سورة الإنسان
أي لهم أڪواب تجمع بين صفاء القوارير وبياض الفضة فتبدو للناظرين زاهية المنظر،
ولهم عين تسمى سلسبيلا لسلاسة مائها وعذوبته،
وڪل هذا الطعام والشراب لا يبقى في بطون اهل الجنة بل ڪما
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ((حاجتهم عرق يفيض من جلودهم
مثل المسڪ فاذا البطن قد ضمر )) فلا يتغوطون ولا يبولون،
اذ لا قذر في الجنة، بل طعامهم وشرابهم في بطونهم يتحول
الى عرق يرشح من جلودهم له رائحة المسڪ لا تؤذي ولا تزعج، بل هي رائحة جميلة
••
❞✿✿ لن يدخل المؤمنون الجنة دفعة واحدة، بل هم على مراتب ودرجات
فأول من يدخل الجنة الانبياء وفي مقدمتهم حبيبنا المصطفى
صلى الله عليه وسلم ثم يتبعهم الاتقياء والصالحون ومن شاء الله من امة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ثم من شاء من باقي الامم، ويڪون في النار قد
بقى بعض المسلمين العصاة الذين شاء الله لهم العذاب على ذنوبهم
فيقضون ما يقضونه في النارثم يخرجون، وفي ذلڪ قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(( يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة
فيسميهم اهل الجنة الجهنميين)) رواه البخاري .
وقبل الدخول يحصل امر ڪما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:
(( سال موسى ربه ما ادنى اهل الجنة منزلة ؟
قال : هو رجل يجئ بعدما اهل أُدخل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول :
اي رب ڪيف وقد نزل الناس منازلهم واخذو اخذاتهم ؟
فيقال له اترضى ان يڪون لڪ مثل ملڪ ملڪ من ملوڪ الدنيا ؟
فيقول : رضيت رب، فيقول لڪ ذلڪ ومثله ومثله ومثله ومثله،
فقال في الخامسة : رضيت رب، فيقول هذا لڪ وعشرة امثاله ولڪ ما اشتهت نفسڪ
و لذت عينڪ، فيقول : رضيت رب قال (( اي موسى )) : رب فاعلاهم منزلة ؟
قال : اؤلئڪ الذين اردت، غرست ڪرامتهم بيدي، و ختمت عليها
فلم ترَ عين و لم تسمع اذن و لم يخطر على قلب بشر )) رواه مسلم .
❞✿✿ وعد الله عز وجل عباده المتقين أن يدخلهم جنات النعيم
ويڪون المؤمن مع زوجاته المسلمات اللاتي ڪن على عصمته .
وقد يتساءل البعض :ڪيف يڪون حال من ڪان عزبا في الدنيا ؟ فنقول له
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ((ان أول زمرة تدخل الجنة على صورة
القمر ليلة البدر والتي تليها على أضواء ڪوڪب دري في السماء
لڪل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ))رواه مسلم .
فالرجال في الجنة لهم أزواج من نساء الجنة اللواتي ڪن في الدنيا
ولم يتزوجن فلا يڪون هناڪ أعزب وهؤلاء النساء يظهرن
ڪأشباه البدور يسطعن نورا .وعن أفضل نساء الجنة ورد عن ابن عباس أنه قال، خط رسول الله
(صلى الله عليه وسلم ) أربع خطوط ثم قال (( أتدرون ما هذا ؟ ))
قالوا الله ورسوله اعلم .قال : ((ان أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وءاسية بنت مزاحم امراة فرعون ))من غير
ترتيبهن على الأفضليه واما الحور العين فهن خيرات حسان أزواج قوم ڪرام
وورد في وصفهن ما جاء في قول الله تعالى : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} (58) سورة الرحمن
ولو نظرت الى وجه الواحدة منهن وهي في خدرها لوجدتها أصفى من المرءاة ثوبا
وقيل ان سبب تسميتهن بذلڪ ان الواحدة منهن سوداء الحدقة، عظيمة العين
وهن ڪما قال عنهن ربنا سبحانه وتعالى : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ) (48) سورة الصافات
أي انهن قد قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن الى غيرهم
وتڪون الحور العين أترابا، والأتراب اللواتي أعمارهن واحدة وهن في غاية الحسن
يقول ربنا في تبيان أمرهن :فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} (37) سورة الواقعة
قيل الأنشاء عمّ النساء والحور العين,فالحور أنشئن ابتداء أي من غير
والنساء في الجنةأبڪارا أي لا يأتي الواحدة زوجها الا وجدها بڪرا
فمن دخل الجنة فاز وأفلح ووجد ما وعده الله تعالى به .
••
❞✿✿ لقد سخر الله تعالى لأهل الجنة من يخدمهم ويأتيهم بما يرغبون
فجعل الولدان المخلدين خداما لهم، وهم خلق من خلق الله تعالى،
ليسوا من البشر ولا من الملائڪة ولا من الجن، خلقهم الله من غير ام ولا أب،
وهم جميلو الهيئة وقد ورد في وصفهم ما قال ربنا عز و جل :
( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) (24) سورة الطور
أي يطوف عليهم للخدمة غلمان ڪأنهم من الحسن والبياض لؤلؤ مڪنون اي مصون
لم تمسه اليدي وقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
فقيل :يا نبي الله هذا الخادم فڪيف بالمخدوم ؟اي الخادم ڪأنه لؤلؤ مڪنون
فڪيف بأهل الجنة فقال ((ان فضل المخدوم على الخادم ڪفضل
القمر ليلة البدر على سائر الڪواڪب )).رواه الطبري .
وهم ڪلهم على سن واحدة لايهرمون ولا يموتون، والواحد من أهل الجنة
أقل ما يڪون عنده من هؤلاء الولدان عشرة آلاف، باحدى يدي ڪل منهم صحيفة
من ذهب وبالأخرى صحيفة من فضة .
يقول الله تعالى ( يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ
الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (71) سورة الزخرف
••
❞✿✿ روى مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
قال ((يأڪل أهل الجنة فيها، ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون، ولڪن طعامهم
ذاڪ جشاء ڪرشح المسڪ يلهمون التسبيح والحمد ڪما يلهمون النفس )) رواه مسلم .
ان أهل الجنة في شغل يتنعمون، يقدسون الله تعالى ويثنون عليه الثناء الحسن
ويسبحونه ويحمدونه، وذڪرهم لله تعالى يومذاڪ لايڪون على وجه التڪليف،
لأن الجنة دار جزاء وليست دار تڪليف، بل يذڪرونه للتلذذ،
ويڪون ذلڪ بلا تعب فيه ڪما لا تعب في تنفسهم،
وقيل :وجه التشبيه هنا أن الأنسان فيها لا يتڪلف التنفس اذ لا بد منه،
فجعل تنفسهم تسبيحا وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب وامتلأت بحبه،
ومن أحب شيئا أڪثر من ذڪره .
وأهل الجنة عددهم لا يعلمه الا الله تعالى، ووردت عدة أحاديث تبين
زيادة امة محمد (صلى الله عليه وسلم ) بالعدد في الجنة على غيرهم من سائر الأمم،
لأن أمته عليه السلام أخر الأمم واڪبرها وخيرها، ويوضح لنا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم ) هذا الأمر فيقول ((أهل الجنة عشرون ومائة صف،
ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم )) رواه الترمذي
••
❞✿✿ يقول الله عز وجل في وصف اهل الجنة ونضرة وجوههم :
على خلق رجل واحد، على صورة ابيهم ءادم ستون ذراعا في السماء )) متفق عليه
واهل الجنة يڪنون ڪلهم بعمرثلاث وثلاثين سنة، ويڪونون على طول وعرض
سيدنا ءادم عليه السلام الذي ڪان طوله ستين ذراعا في السماء
وعرضه سبعة أذرع، وعلى حسن سيدنا يوسف الذي أوتي شطر الحسن،
وأما سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد أوتيالحسن ڪله .
وزيادة على هذا الوصف قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
((أهل الجنة جرد مرد ڪحل لايفنى شبابهم )) رواه الترمذي
أي انهم ليس عليهم شعر الا شعرؤ الجفون والحاجبين وشعر الرأس فليس لهم لحى
اذ اللحى تخفي من جمال الوجه .
وورد في قوة رجال أهل الجنة الجسدية ما قاله عليه السلام
((ان الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الأڪل والشرب والشهوة،
حاجة احدهم عرق يفيض من جلده فاذا بطنه قد ضمر فتڪون رائحة عرقهم ڪالمسڪ )).
••
❞✿✿ هناڪ فريق من الناس هم من اهل الأيمان تساوت حسناتهم وسيئاتهم،
يمڪثون فترة على سور الجنة واسمه الأعراف، ثم يدخلونها بلا عذاب .
يقول الله عز وجل : وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ
اي بين الجنة والنار حاجز وهو السور الذي ذڪره الله تعالى في قوله
: ( يوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ
(13) سورة الحديد والسور هو الاعراف وهو سور بين الجنة والنار،
فهؤلاء المؤمنون اهل الاعراف يمڪثون علا سور الجنه, فيعرفون اهلها بسيماهم
اي ببياض وجوههم ويعرفون اهل النار بسواد الوجوه, فينادي اصحاب الاعراف
اصحاب الجنه ان سلام عليڪم ويقولون عندما يرون اهل النار :
{وَإِذَا (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (47) سورة الأعراف
قال ربنا سبحانه وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ
قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (48) سورة الأعراف
اي ينظر اصحاب الاعراف نحو اصحاب النار فيرون رجالا ڪانو يعرفونهم في الدنيا
فينادونهم باسمائهم، ويقولون ما اغنى جمعڪم في الدنيا للمال والولد،
وتڪبرڪم ؟! ويڪون اهل النار قد اقسموا ان اهل الاعراف
سيدخلون الجنة يقول الله تعالى : {أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ