- إنضم
- 23 مارس 2013
- رقم العضوية
- 4
- المشاركات
- 1,632
- مستوى التفاعل
- 335
- النقاط
- 374
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
وبينما كانت نايس تنظر للذين خرجوا للتو ...
تلتفت إلى الخلف لترى بأن أليكس قد عاد إلى التدرب من دون أن يهتم لما حصل ...
بل يبدو بأنه تجاهل ما حصل بينه وبينها قبل لحظات ...
تتضايق نايس من ذلك وتكمل طريقها في الخروج من الدوجو وهي غاضبة من أليكس...
وفي غرفتها .....
ترتمي على سريرها وتبدأ بمحادثة نفسها وهي غاضبة ..
ـ حسنا ً يا أليكس...ما دمت متجاهلا ً لأمري فسترى ما سأفعله ..
وأنت من بدأت بإزعاجي اليوم ولهذا لن أعتذر لك أبدا ً ..
ثم تتذكر ما حصل بينها وبين لونا ...فتكمل ..
ـ يبدو أنها قوية ....لكنني لن استسلم و سأهزمها يوما ً ما أمام الجميع ..
نعم.. لقد قررت بأن تكون هذه الفتاة هي منافستي في نادي الكيندو مادامت هي من بدأت بتحديي ..
وفي القصر..
تدعو السيدة فيكتوريا ـ والدة مايك ـ ماري للانضمام إلى سفرة العائلة ..وذلك لكي تتعرف على أبنائها الآخرين..
ماري في نفسها وهي تنظر إلى السيدة فيكتوريا بإعجاب ..
ـ والدة مايك لطيفة جدا ً ... ومتواضعة أيضا ً ....لم أرى شخصا ً بمثل تواضعها في حياتي ..
وما إن تدخل ماري غرفة الطعام حتى تبهر تماما ً بكبر حجم هذه الغرفة .
ـ أهلا بكي يا سيدتي.... رحب إحدى الخدم بقدوم والدة مايك ..
ثم تفاجأ ماري بدخول شخص إلى الغرفة ...
كانت فتاة صغيرة شقراء ترتدي فستانا ً بلون أبيض ...وتبدو هذه الفتاة من الوهلة الأولى بأنها في غاية الرقة والهدوء ...
و تتصرف كالأميرات تماما ً...
كان هذا هو الانطباع الأول الذي أخذته ماري عن هذه الفتاة ...
ـ هذه ابنتي العزيزة سارة ... إنها الأصغر والأجمل في أسرتنا بأكملها ...قالتها والدة مايك ...
مايك في نفسه ساخرا ً
ـ والأكثر إزعاجا ً ..
ـ وأنا ماري ...^^
سررت بالتعرف إليكي يا سارة ...لم أكن أعلم بأن مايك يملك أختا ً بمثل جمالك ...
في أي صف أنت ... ؟
تجيبها الفتاة بصوت هادئ ..
ـ في الصف الثاني ...
ـ رائع... كما توقعت أنتي في نفس عمر أختي الصغيرة...
لكن أختي مشاغبة جدا ً وليست هادئة مثلكي...
ليقول مايك في نفسه ساخرا ً..
ـ لم تري شيئا ً بعد يا ماري ... ؟!
أظنكي ستغيرين رأيكي بشأن هذه الشيطانة الصغيرة فهي تجيد التمثيل ـ كان يقصد سارة ـ
وللحظات نرى شخصين يدخلان للغرفة أيضا ً كانا جيم وكين ..
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري ...كين ...
شاب طويل بشعر بني فاتح وعينان عسليتان ...
تبدو عليه الجدية ... عند أخذ الانطباع الأول عنه...
لكن بالطبع ...من تسعد ماري لرؤيته ...هو الأمير الذي سلب قلبها ^^. ـ جيم ـ
ثم تبدأ والدة مايك بتعريف كين على ماري وهي تبتسم ...قائلة ..
ـ هذا ابني كين ...
إنه أول شخص فتح عينه على هذه الأسرة وهو الأكبر...والأذكى ...
يهوى جمع المستحاثات...والأشياء النادرة...
وهو الذي يأخذ جميع أعمال والده في غيابه ...
أما بالنسبة لجيم فأظنك تعرفت إليه قبل ساعة ...إنه الأكثر لبالقة و لطافة ً بين إخوته ...يدرس السنة الثانية من الجامعة ويهوى الفروسية كثيرا ً ...وقد فاز ببطولات عديدة ...
تسعد ماري لما سمعته عن جيم قائلة ً في نفسها ..
ـ جيم ...فارس....كم هذا راااائع ..
آآآه ... إنه الأكثر شبها ً بأمه..و الأكثر وسامة ً بين إخوته..
ثم تلتفت ماري إلى كين وتكمل في نفسها ..
ـ كين يبدو في العشرينات من عمره ...وهو أيضا ً وسيم ..
و يبدو محترما ًوجادا ً في حياته جدا ً بل تنطبق عليه صفات الشاب الثري ..وليس كالآخرين ـ تقصد مايك ـ
يتقدم كين ليلقي السلام على ماري بأن يركع مظهرا ً ترحيبه بها ... وهو يقول يسرني التعرف إليكي يا آنسة ..
ـ بل شرف لي يا سيد كين ....قالتها ماري وقد احمر وجهها ...
ثم يلتفت كين إلى مايك الذي كان حينها ينظر إليه بغضب ..وذلك لما حصل بينهم من شجار و حديث حساس قبل ساعة....
بعد لحظات يدخل رالف .... شاب طويل أيضا ً بشعر كستنائي غامق .... يملك وجها ً رقيقا ً طفوليا ً ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى من هذا ...؟ !
ـ هذا ابني رالف....
وهو عازف بيانو ....وقد فاز ببطولات عديدة كان يأخذ المركز الأول فيها ...
ينظر إليه إخوته مايك وكين وجيم ويشعروا بالضيق لأجله ...
لأن رالف حينها كان يبدو عليه الحزن ....فقد كان يفكر في مشكلته وما حصل معهم بسبب شيري ...
يتقدم رالف نحو ماري ويلقي عليها السلام بصوت منخفض يشوبه الحزن ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى هل هو هكذا دائما ً...!!
حزين ...وهادئ ...و....
تقطع تفكيرها السيدة فيكتوريا قائلة ...
ـ يشرفني يا عزيزتي أن تكوني معنا اليوم هنا ...
معي ومع أبنائي .. فالجميع سعيدون بوجود ضيفة مثلكي في قصرنا ..
ترد ماري بخجل...
ـ هذا من طيبتكي و كرمكي سيدتي ..كما أن هذا شرف كبير لي...
ثم تحضن السيدة ابنها مايك بطريقة مضحكة ...وهي تقول .
ـ لكن يجب عليكي أن تعلمي بأن مايك هو أكثر شخص ٍ يملك قلبا ً أبيضا ً بين أبنائي...
آآآآه ...لو تنظرين إلى صورة زوجي العزيز ستجدين بأن ابني مايك أكثر شخص يشبه والده ...
ووسيم مثله تماما ً ...
وما إن تنهي الوالدة جملتها حتى يبدو على الجميع من كين و رالف و جيم و مايك الضيق والانزعاج لذكر والدتهم لوالدهم ..
بعد ذلك ..
يجلس الجميع على طاولة الطعام الطويلة والمليئة بجميع أنواع أصناف الطعام ...
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري سفرة ً مماثلة ...
لتبدأ ماري تنظر إليها .. محاولة منع لعابها الذي كان يسيل ...
فقد كانت جائعة جدا ً..ولو أنها تستطيع فعل ما تفكر به .. فستقوم بالتهام السفرة بأكملها ...
كانت تجلس إلى جانب مايك ...ومقابلها جيم... مما جعلها تحذر في تصرفاتها في الأكل...
لكنها تفاجأت بوجبة مايك التي تختلف عن وجبات الآخرين ...
ـ لماذا يأكل أصنافا ً مختلفة عن الآخرين ...هل يتبع حمية ..
لا لا ....فمايك أكثر شخص يملك جسدا ً متناسقا ً...
إذن ما هو السبب..كانت ماري حينها تتساءل ...
فتلتفت لترى بأن السيدة فيكتوريا أيضا ً تأكل الأصناف نفسها التي يأكلها مايك ..لتزداد دهشتها ...
فهي لم تعد تستطيع تفسير ما تراه ...
لكنها تبدأ بتجاهل الأمر وتقوم بتناول الأطعمة التي أعجبتها كثيرا ً ...
و بعد الانتهاء من الطعام ...
كانت تقف ماري وهي تنظر إلى حديقة القصر من الشرفة ...
كانت تنتظر مايك لكي تستأذن خروجها من قصر أسرته فهي تريد العودة إلى منزلها ...
ـ هاهو الدفتر....
قالها مايك قاطعا ً ذلك الصمت الذي كانت ماري غارقة فيه ...
تلتفت ماري إلى مايك الذي دخل إلى الشرفة للتو ...
ـ صحيح ...كدت أنسى دفتري معك ...من الجيد أن لك ذاكرة قوية ... شكرا ً جزيلا ً لك يا مايك ..
ليبتسم مايك ساخرا ً ...
ـ قلتي شكرا ...! هذا أول كلام جيد ٍ اسمعه منكي في هذا اليوم ... يا بسكويت...
ـ ماذا تقصد ..>.<
ـ لا أبدا ً ...لكنكي .. كنتي أكثر لطافة مع جيم اليوم ...
لتجيبه ماري محاولة إغاظته ...
ـ ولم لا ... من يحترم نفسه أحترمه ...
يرد مايك بغضب ...
ـ أتقصدين بأنني لست محترما ً ...
ـ أنت تستطيع الإجابة عن هذا السؤال ...
يصمت الاثنان لوهلة بعد أن يدركا بأن حديثهما قد زاد حدة ً بينما كل واحد منهما ينظر إلى الآخر من مسافة قريبة جدا ً...
لدرجة أن أحدهما كاد أن يصدم وجهه بوجه الآخر ...
كانا ينظران إلى بعضهما بصمت..ليسرح كل واحد منهما في عين الآخر...
ويبقيان على تلك الوضعية للحظات ...
ومن دون أن يشعرا يقومان بالاقتراب من بعضهما أكثر....
وفجأة ...
تدخل سارة من دون أي إذن ..
لينتفضا من تلك الوضعية مديران وجههما ومبتعدين عن بعضهما فزعا من دخول سارة ...
ليتحول بعدها كل واحد منهما إلى اللون الأحمر...وكأن ما بينهما كان وشيكا ً ...
ـ ماذا تفعلين هنا ....ألا تستطيعين الاستئذان على الأقل... قالها مايك بينما ما يزال الارتباك مسيطرا ً عليه ...
تبتسم سارة بخبث لتقول بهدوء ..
ـ لا .. فأنا فقط كنت أريد أن أرى ما يحصل في القصر وبالأخص ما يحدث مع ضيفتنا ماري....
لتجيب ماري عليها...وهي مرتبكة...
ـ وماذا تتوقعين أن يحدث يا سارة ...
لترد عليها سارة وهي تنظر إلى مايك ...
ـ كنت أريد أن أرى إذا كان مايك يرتكب أي نوع ٍ من الحماقات معكي...
ماري في نفسها وهي مندهشة تماما ً من هذه الفتاة التي بدت غريبة الأطوار...
ـ يا إلهي... لا يبدو عليها بأنها من النوع الذي يثير المشاكل ...
وكأنها لم تكن سارة التي شاهدتها قبل ساعة ...هل هي طفلة حقا ً لقد بدأت أخاف منها ...
ـ وتتجرئين بأن تتحدثي عني بهذه الطريقة ...
هيا اخرجي من هنا حالا ً أيتها المزعجة ....
قالها مايك وهو يثور غضبا ً صارخا ُ في وجه أخته سارة ..
ـ حسنا ..حسنا ً ...
أنت محق تماما ً .. ليس هناك ما أفعله برفقة مملين مثلكما ..
فأنا لدي مهمات أهم من ذلك...
علي الذهاب للقبض على بعض المجرمين ...
أنا ذاهبة ...وداعا ً يا ماري...
ثم تخرج سارة من الغرفة تاركة ماري مصعوقة ....
ـ مـ مـ مـاذا ....القبض على مجرمين ......o_o !! قالتها ماري..
ليجيبها مايك وهو ما يزال غاضبا ً من أخته ..
ـ لا تصدقيها ..فهي مازالت طفلة ..ودائما ً ما تتوهم بأنها عميلة سرية لإحدى المنظمات الأمنية ...
ـ وهل حقا ً تخرج من المنزل لتقوم بتلك المهمات الوهمية ..... ؟؟!
ـ لا لا ......إنها تتجول في المدينة مع أصدقائها المزعجين .. لإثارة المشاكل لا أكثر....
ـ حقا ً ...كم هي غريبة ...فتصرفاتها لا توحي بأنها مشاغبة ... !!
تصمت ماري للحظة ..ثم تنظر إلى ساعتها ...
ـ يا إلهي..لقد تأخرت عن المنزل ...علي الذهاب الآن ...
ـ انتظري .. دعي السيارة توصلكي ..
ـ لا شكرا ً استطيع الذهاب بزلاجاتي...
ـ لا تعاندي يا ماري ...هيا ...
ثم يمسك مايك بيدها ويأخذها إلى خارج القصر و يخبر السائق بأن يوصلها إلى المنزل...
لكن قبل أن تدخل ماري إلى السيارة ..تلتفت إلى مايك لتقول له ...
ـ شكرا ً لك ...أرجو أن تشكر والدتك بالنيابة عني بشكل خاص.... لأنها كانت رائعة..وأيضا ً الشكر لإخوتك جيم وكين ورالف وسارة ...فقد كانوا لطيفين جدا ً...
أنا حقا محرجة منكم ...فقد قدمتم لي الكثير...
يشعر مايك بالحرج ...فهو لم يعتد أن تخاطبه ماري بتلك اللطافة ..فيرد خجلا ً ..
ـ لا تقولي هذا ...فنحن لم نفعل شيئا ً...
هذا واجبنا اتجاهكي يا ماري ...
ثم تدخل ماري إلى السيارة لتنظر إلى مايك من نافذتها وهي مبتسمة ...
ـ أشكرك ثانية يا مايك ...^^
ـ لا داعي... لكن أرجو أن تهتمي بنفسكي جيدا ً وأن تستمتعي مع أسرتكي ..
ـ شكرا ًلك ..وأنت أيضا اهتم بنفسك ... ولا تضيع لحظة واحدة من دون أن تكون مع عائلتك الرائعة ...
إلى اللقاء ..
ـ إلى اللقاء ..يا ماري ..و أرجو أن تزورينا ثانية ..
ثم تمضي السيارة ...و مايك يتأمل ماري بنظرات حسرة وهو يحدث نفسه ....
ـ أرجو أن تكوني سعيدة ... و ليس مثلي تتظاهرين بالسعادة ...
ثم يمضي عائدا ً إلى قصره وملامح الحزن بادية على وجهه .. لأنه يفكر بأمر والدته...
وفي السيارة ..
جلست ماري تفكر بينما السيارة تسير بها ...
ـ يا إلهي...هل هذا حقا ً مايك الذي أعرفه ... ؟ ! لقد كان هذا اليوم غريبا ً بالفعل ....
ثم تخرج من حقيبتها مجموعة طلاء الأظافر التي أهدتها إياها والدة مايك ..
لتنظر ماري إليها بسعادة وهي تقول...
ـ سأريها لنايس...وأي واحدة تعجبها منها سأعطيها إياها ...فهذه المجموعة نادرة...لكن لا شيء يغلى على صديقتي نايس ..
ثم تنظر إلى الدفتر الذي أعادها إليها مايك ...فتسرح وهي تفكر فيما حصل بينها وبين مايك ..
ـ ترى ...هل مايك يهتم لأمري ...
إذن لماذا يقوم دائما ً بإزعاجي.. ؟؟!!
لتتنهد بعدها وهي تقول...يا إلهي ...إن مايك حقا ً غريب الأطوار ..بل يبدو معقدا ً أكثر مما ظننته وإلا لما صعقت اليوم بأنه ابن لأسرة مشهورة ..بل فاحشة الثراء ...؟ !
تصل السيارة إلى منزلها فتشكر السائق على إيصالها ...
وما إن تقف ماري أمام منزلها ...
حتى بدأ القلق يعتريها ..
فكيف لا ..
وهي تقف أمام منزلها الذي تعتبره أكثر مكان تعيس رأته في حياتها ...
تمضي للباب وتدق الجرس لتفتح لها أختها الصغيرة ..
ـ لولو عزيزتي ...ها أنا هنا ...قالتها ماري وهي تضحك لأختها الصغيرة ...
وما إن تراها أختها الصغيرة لولو حتى ترتمي في أحضانها فرحا ً بقدوم ماري إلى المنزل....
ثم تنظر ماري إلى الداخل لترى بأن والدتها تنظر إليها ...والسعادة قد بدت في عينيها ....
ـ أمي..
ـ ابنتي العزيزة ..ثم تحضن ماري بقوة والدتها التي افتقدتها ..وهي تقول..
ـ هل أنتي بخير يا أمي....لقد اشتقت إليكي ..
ـ أنا بخير ..لا تهتمي يا عزيزتي...
ثم تبعد ماري وجهها عن حضن والدتها لتنظر إليها وتقول...
ـ أين والدي هل هو في المنزل...
ـ لا فقد خرج بعد تناول الغداء مع أصدقائه ...
تنزعج ماري كثيرا ً من ذكر والدتها لوالدها المهمل لأسرتهم ...ثم تقول
ـ هذا أفضل ..فأنا لا أريد رؤيته ...
ـ ابنتي عزيزتي... لم تأخرتي كنا ننتظركي ...
تتذكر ماري بأنها لم تتصل بأهلها لتنبههم بتأخرها ..فتقول ..
ـ أنا آسفة يا أمي فقد كان يجب علي أن أخبركي بأنني سأتأخر لكن كانت هناك أشياء اشغلتني ...
ولن أعيد هذا ثانية .. لا أعرف كيف نسيت ذلك...
ـ لا بأس يا ابنتي ..المهم أنكي قد جئتي فلقد افتقدناك كثيرا ً ...هيا تعالي ادخلي ماذا تنتظرين...
لا بد أنكي متعبة ..ولم تأكلي الغداء...لذا سأجهز لكي وجبة لكي تأكليها ...
ـ لا ..لا داعي لأن تتعبي نفسكي يا أمي..
ـ لا تقولي هذا...وأي شيء تريدينه سوف ألبيه لكي يا عزيزتي..
ثم تذهب والدة ماري للمطبخ لتجهز وجبة لماري التي كانت حينها تنظر بحزن إلى والدتها و تقول في نفسها...
ـ لا أعرف ماذا أفعل لأجلها..و كيف أساعدها على الخروج من هذه الحياة...
فهي تفعل هذا كله لأجلي وإخوتي..
وإلا لو كان بيدها ...
لكانت ستغادر هذا المنزل غير آبهة بأبي القاسي...
آه يا أمي..لا تعلمين كم أفكر بكي وبإخوتي...
أريد ذلك اليوم الذي أبتعد فيه أنا وأنت وإخوتي عن والدي ...
فهو السبب في جعل حياتنا تعيسة ...نعم هو السبب ..
ـ ماري .. كانت والدتها تناديها ..
ـ نعم يا أمي..
ـ أريد أن أسألكي يا ابنتي...كيف وجدتي مدرستكي..وهل تعرفتي على أصدقاء جدد ....
ـ مدرستي جميلة جدا ً وتعرفت هناك الكثير من الأصدقاء..لكن نايس هي أفضل صديقاتي على الإطلاق...
ـ رائع عزيزتي ..و على ذكر نايس...كيف حالها يا ابنتي ...هل وجدت والدها ... ؟ ؟
ـ لا يا أمي...ليت ذلك يحصل...حينها سأكون سعيدة لأجلها كثيرا ً...
ـ مسكينة..هي الآن وحدها في السكن أليس كذلك..
لتجيبها ماري بحزن
ـ ...نعم ...وبالمناسبة فقد طلبت مني أن أبعث سلامها لكي يا أمي...
ـ آه ...كم هي فتاة طيبة ..
تأكل ماري الغداء وتجبر نفسها على تناوله ثانية فقط من أجل أمها ...
ثم يأتي أخوها جايسون إلى المنزل لتسعد برؤيته أيضا ً ...
وفي المساء...
تجلس ماري ووالدتها وأختها وأخاها في غرفة المعيشة وتبدأ تتحدث لهم عن حال مدرستها الداخلية ..
وعن المواقف المضحكة التي حصلت بها ...وعن بعض أساتذتها الغريبي الأطوار....
سعدت ماري بسرد قصصها وجعل أسرتها تستمتع لسماع قصصها المضحكة ..
وكانوا كذلك حتى دخل شخص إلى المنزل...
ـ ما ها ذا لم كـ كل هـ ذ ذا الضـ حك ....ألا تـمـ لو ن..
كان والد ماري قد دخل ..وبدأ يتحدث بصوت مخيف وبطيء...وكان يبدو عليه أنه قد شرب حتى الثمل...
ـ ألا تستطيع الدخول ولو لمرة واحدة دون أن تزعجنا ...قالتها والدة ماري غاضبة ...
ـ آآآآصـ مـتي ...كـ يف تجـ رو ئين على الصـ راخ في وجهي أيتها الـ تا في هة...
ـ أبي هذا يكفي.... صرخت ماري في وجه والدها محاولة إسكاته ...
ـ هههه هههههه ... انـ ظروا مـ ن هنا ...إنـ ها مـ اري...
من الجيـ د أنـ كي تذ كرتـ نـا بـ زيـ ـارة...
ـ لم تحصل لي الفرصة إلا اليوم فاليوم عطلة....ثم من سيشتاق إلى شخص مثلك ..
ـ مـ ا ذا ...أعيدي ما قلـ تي هي أيـتـ ها الوقحة ..
ـ لقد قلت بأنني لا أحتاج إلى والد ثمل طوال الوقت ولا يهتم بنا ...
ليضربها والدها بقوة ...وهو يقول...
ـ كيف تجرئين بـ أن توحد ثي والدكـ ي ها كذا ..أيتـ ها الحقـ يرة ..
فتقف والدة ماري أمام ماري للدفاع عنها ..وهي تقول...
ـ توقف ...كيف تؤذي ابنتنا هكذا ...
ـ هاه ..ابنـ تنا ...دعيني أضربها أكثـ ر...
ثم يدفع والدتها بقوة ..لكن ماري تمنعه من إيذائها .. بأن تدفعه أيضا ً وتذهب إلى غرفتها في الطابق العلوي ..
لتغلق على نفسها الباب وهي تبكي....
كانت ماري تبكي ...
تبكي بمرارة ..وكأنها كانت تعرف بأن هذا سيحصل...
ومر ذلك اليوم بأن أغلقت ماري على نفسها الباب ونامت في سريرها التي ملأته بالدموع في تلك الليلة ..
فهي لم تعد تطيق نفسها في هذا المكان ...
وفي الليل يطرق بابها ...
ـ لا أريد أن أرى أحدا ً ...
ـ هذهي أنا يا ماري...كانت أختها لولو..
تقوم ماري لتفتح الباب لأختها ....لتفاجأ بعدها بأن أختها كانت تبكي...
ـ ما بكي يا لولو ؟؟ !هل أذاكي بابا ..
ـ لا لكنني ابكي لأجلكي ..فبابا لم يدعني أراكي اليوم جيدا ً ...
ـ لا بأس يا عزيزتي .. تعالي.. سأحكي لكي القصص وستنامين معي اليوم في السرير ....
ثم تحملها لتضعها في السرير وتنام معها ...
كانت والدتها تراقب ما حصل ...لتبكي هي أيضا ً على ابنتها ماري التي افتقدها الجميع ...
في اليوم التالي ...
تستيقظ ماري بسرعة لكي تذهب وتساعد أمها في إعداد الإفطار لإخوتها ...
وما إن تنزل حتى ترى والدها مستيقظا ً يشرب الشاي قبل أن يذهب إلى وظيفته ..فيلتفت إليها ..
لكنها تدير وجهها عنه ..
ـ أنتي ..متى جئتي إلى هنا ...سألها والدها
ـ هاه.. من الطبيعي ألا تتذكر ذلك ...فأنت لم تقصر في الشرب البارحة ... قالتها ماري متهكمة ..
ـ لا تبدئي بالثرثرة ...وعندما أسألكي عليكي أن تجيبيني باحترام ..هل هذا مفهوم ...
ـ وهل تركت لنا في هذا المنزل احتراما ً حتى نقدمه لك ..
ـ اصمتي...أيتها الوقحة... ثم ينتفض من مكانه وهو يقول لوالدة ماري ..
ـ أرى بأن ابنتكي ازدادت وقاحة يا فرانسيسكا ...
ـ إسال نفسك من الوقح في هذا المكان ...أم أنك تحتاج لمن يذكرك ..فأنت تتكلم عن ابنتي و ابنتك أيها التافه ...
كانت والدة ماري تجيبه بحدة ..
ـ أمي أرجوكي ...لا تتشاجري معه من أجلي...
كانت ماري تقولها وهي خائفة من أن يزاد الشجار بين والدها ووالدتها ...
ـ لا يا ماري أنا لا أتشاجر لأجلكي ...فهو دائما ً ما كان يزعجني عندما لم تكوني هنا ..لهذا لا تضعي اللوم على نفسكي يا ابنتي ...
ـ لكن يا أمي...
ليقاطعها والدها بصوت غاضب...
ـ أنا ذاهب الآن لكن حسابكما سيكون عندما أعود ...ثم يخرج من المنزل بعد أن قال لهما جملته المخيفة تلك ..
وفي غرفتها..
كانت ماري تفكر بعد أن تناولت الغداء...
ـ يا إلهي...متى ستنتهي هذه العطلة... ؟
لم أعد أطيق هذا المكان ..لكنني مع ذلك اشعر بأنه يجب علي أن أكون إلى جانب أمي...
آآآآه يا أمي....ليتني أستطيع إخراجكي مما أنتي فيه ..
ثم يطرق باب غرفتها ...
لتدخل والدتها...
ـ ماري عزيزتي ..ماذا تفعلين هنا لوحدك ..ألا تريدين مشاهدة التلفاز أم أنكي لم تفتقديه ...؟؟ !
ـ آآآآ ..لا ..لم أفتقده على الإطلاق ..بل إنني اعتدت في سكن المدرسة على أن أقضي أوقاتي من دون التلفاز ..
ـ هذا جيد ..لأنه بذلك سيصبح لكي المزيد من الوقت كي تدرسي يا عزيزتي ...
ـ نعم ^^.
ـ ماري ...أريد أن أتحدث معكي بخصوص شيء ..
ـ بخصوص ماذا يا أمي ؟ !
ثم تأتي أمها لتجلس بجانبها على سريرها... و تقول..
ـ اسمعيني فقط يا عزيزتي ...
ـ ماذا يا أمي ..هل حصل شيء لكي ..
ـ لا ..لا عزيزتي ...
ـ إذن ماذا يا أمي ..
ـ ماري ...أود أن أقول بأنني أريدكي أن تصبحي ..قوية ..و أن لا تضعفي أبدا ً ...
وأن لا تهتمي بما يحصل لي هنا ..على الإطلاق ..
ـ ماذا تقصدين يا أمي...
ـ ما أقصده هو أن لا تزورينا حتى في العطل القادمة ...
ـ ماذا تقولين يا أمي..
ـ كما قلت لكي ...عليكي أن لا تزورينا أبدا ً إلا في العطل المهمة فقط...
ـ لماذا ...ألا تريدينني أن أكون بجانبك ...
ـ قلت لا تهتمي بأمري...
ـ إذن الآن علمت سبب موافقتكي السريعة عندما طلبت منكي أن أدرس مع نايس في تلك المدرسة الداخلية ...
نعم ..أنتي لا تريدنني أن أتدخل بينكي وبين والدي...
لا أعرف لماذا ..أ لأنني أشكل عبئا ً عليكي ..
هيا قولي يا أمي ...
ـ أنا لم اقل ذلك ...
ـ إذن ماذا ..
ـ ماري ...افعلي ما قلته لكي فقط ...
لتبدأ بعدها ماري بالبكاء وهي تقول...
ـ لماذا...لماذا...
أنا لم أعد أفهمكي يا أمي ...
لم أعد قادرة على استيعاب ما تطلبينه مني..
أنا لم أعد أستطيع أن أفهم شيئا ً في هذا المنزل...
لا أستطيع ..
ثم تخرج ماري من الغرفة وهي تبكي....
ـ ماري انتظري لا تسيئي فهمي أرجوكي
ماريييييييي....
ثم تخرج ماري إلى خارج المنزل وهي لا تريد أن تسمع المزيد من والدتها
وفي المدينة ...
تبدأ ماري بالتجول في طرقات المدينة علها تنسى همومها ...
كانت تمشي في عالم آخر تماما ً ...
وكانت تفكر فقط ....
كيف ستتخلص من والدها الذي يعيقها في حياتها ...
وكيف تجعل أسرتها سعيدة ...
وبينما تمشي ...يمر أمام عينها شخص مألوف عليها ..
لا تستوعبه في بداية الأمر ..
لكن ما إن تلتفت إلى الخلف وتدقق فيه ...
تتذكره ..
ـ إنه السيد فيرستان ...
نعم السيد فيرستان ...
ثم تبدأ ماري تلحقه وهي تناديه ...
لكنه لم يكن يسمعها ...ثم يدخل إحدى سيارات الأجرة ...لتضطر ماري لأن تركض بسرعة لكن يبدو بأنها لم تستطيع اللحاق به ...
لتتعثر بعدها من شدة سرعة جريها وتقع على الأرض ....
لتفاجأ بعدها بوقوف سيارة ٍ بجانبها ويفتح بابها وإذا هي ....أخت مايك !.. سارة ....
ـ هيا بسرعة ادخلي السيارة ونحن سنساعدك في اللحاق بهذا اللص ...
ماري مندهشة
ـ...لص ؟؟؟ !!!
ثم يحملها خادمين ويدخلوها في السيارة بسرعة شديدة من دون أن يتركوا لماري الفرصة للتكلم ...لتبدأ بعدها السيارة تسير كالريح لتلحق بالسيد فيرستان ...
وفي السيارة...
ماري لم تستوعب ما يحدث ...
لتسأل سارة..
ـ كيف وجدتني...؟؟ !
ثم من تقصدين باللص....؟؟!
ـ كنت أسير في المدينة وبالصدفة وجدتكي...لكن ما إن بدأت تلاحقين ذلك الرجل حتى علمت بأنه لص لهذا طلبت من سائقي أن يلحق بكي لكي نساعدكي....
ـ مهلا ً ..مهلا ً ..أيتها العميلة الفيدرالية ....
فالسيد فيرستان ليس لصا ً..
ـ ماذا ...
إذن أنتي تعرفين اسمه ...؟ !
ـ وكيف لا وهو والد صديقتي...
ـ إذن لماذا كنتي تلحقين به بتلك الطريقة ..!!
تجيبها ماري بحزن ....
ـ هذا لأنه اختفى عن الأنظار ولم تعد صديقتي نايس تراه...
لهذا حاولت اللحاق به بعد أن وجدته ..خاصة وأنه من الصعب أن نجده ثانية ..
كما أنني أردت أن أخبره بأن ابنته نايس قد افتقدته كثيرا ً وبأنها في أمس الحاجة إليه....
تأثرت سارة بالقصة لتتحمس أكثر في اللحاق بذلك الرجل وتقول للسائق...
ـ إذا كان الأمر هكذا ....فعليك أن تسرع ..
هيا ماذا تنتظر...علينا أن نصل إليه ..
ـ حاضر يا آنستي الصغيرة..قالها السائق وهو مذعور من سارة تماما ً...
ثم تسرع السيارة باللحاق بسيارة الأجرة لكنهم يفاجئون ..بأن السيارة تقف فجأة في مكان مزدحم بالناس...
ويختفي بعدها أثر السيارة التي يلاحقونها ...فكيف سيجدونه وسط هذا الزحام ...
فقد كان الزحام يعيق مرور سيارتهم ...
تخرج ماري من السيارة وهي تقول...
ـ يبدو أننا سنظل ننتظر كثيرا ً ..لهذا سأذهب للبحث عنه بنفسي...
لتلحق بها سارة وهي تقول ..
ـ انتظري .. لا يجب أنت تذهبي من دون العميلة السرية ...
ثم يبدآن بالبحث في كل مكان ...
الأسواق..المطاعم...الحدائق...الأحياء .....التي كانت قريبة من موقع اختفاءه ....لكن من دون فائدة ..
ماري وهي تلهث من التعب...
ـ كأننا نبحث عن إبرة في كومة قش ...
ـ بل قولي فص ملح وذاب في بحر ...قالتها سارة التي كانت تتكئ على جدار من شدة التعب أيضا ً... وتكمل
ـ لكن أتعلمين لقد استمتعت يا ماري ^^...فهذه أول مرة اشعر بالتعب وأنا أقوم بتنفيذ مهمة...
ماري في نفسها ساخرة ...
ـ رائع هل هي دائما ً هكذا ...متحمسة لمهماتها الوهمية ...؟ !
ثم تجلس ماري على الرصيف لتتنهد ويبدو عليها الضيق ...
ـ ما بكي ؟ ! سألتها سارة ..
ـ أشعر بأنني تعيسة في كل شيء....
آآآه ..أتمنى ولو لمرة واحدة أن يحصل لي ما أريده...إلا أنني دائما ً أحظى بخيبات الأمل لا أكثر..
ولا أكتفي بهذا فقط بل إنني أنشر التعاسة على كل من حولي أيضا ً ...
أرأيت ..حتى صديقتي نايس لم أستطع مساعدتها ....
ثم تبدأ بعدها ماري بالبكاء....لتشفق عليها سارة وتحاول التخفيف من حزنها ..
ـ لا تقلقي....ولا تفقدي الأمل...صدقيني ...سوف يعود والد نايس إليها ..سترين...
تمسح ماري دموعها لتنظر إلى سارة وتبتسم ..
ـ أشكركي يا عزيزتي سارة...فلقد أتعبتكي معي اليوم...
ـ ماذا تقولين ...تعبت ؟! ..العميلة السرية لا تتعب من تنفيذ مهماتها ...
لتضحك ماري على كلام سارة البريء ...
ـ ما رأيكي يا ماري أن تذهبي معي ...
ـ إلى أين ؟؟ !
ـ سيكون المكان الذي سنذهب إليه مفاجأة ..
ـ مفاجأة ..
ـ نعم..... فقط اركبي السيارة ..
ـ لكننا تركنا السيارة في ذلك الزحام ..
ـ ههههه...يبدو أنكي لم تلاحظي بأن السيارة تلا حقنا طوال الوقت ...
تنظر ماري إلى خلفها فترى السيارة واقفة أمامها ...وتقول في نفسها فزعة ..
ـ يا إلهي ..عائلة مايك مخيفة من ناحية سياراتها فهي دائما ً ما تثير الريبة ؟؟ !
ثم تدخل ماري إلى السيارة لترى إلى أين ستأخذها سارة ...
وفي مكان آخر ...تقف ماري أمام ذلك المكان الذي لا تعرفه لتسأل سارة....
ـ أين نحن ...
ـ الآن ستعرفين ...اتبعيني فقط ...
وما إن تدخل ماري المكان حتى تسمع صوت شخص...
لتنظر إليه ...فإذا به ...
ـ مايك ؟؟ ! قالتها ماري مندهشة ....
وكان مايك حينها يتدرب وهو يحمل سيفه الخشبي ...ليلتفت إلى ماري متفاجئا ً...
ـ ماري ؟؟ ! هنا ...
لتسأله ماري وهي مرتبكة ...
ـ ماذا تفعل هنا ؟؟؟
ـ بل أنا من يجب أن أسألكي هذا السؤال ..
فتقاطعهم سارة وهي تضحك ...قائلة ً لمايك...
ـ أنا من جئت بماري إلى الدوجو ...
يسألها مايك ...ـ لماذا ؟!
ـ لا أبدا كنت أود أن أرى وجوهكم عندما تتقابلان بهذه الطريقة ...
ثم يحمر وجه مايك وماري ..
ـ يا لكي من شقية هيا اخرجي حالا ً يا سارة ...قالها مايك غاضبا ً...
ـ أهذا هو جزائي لأنني أحضرت ماري أكثر فتاة تزعجك إلى هنا....
ماري مندهشة ...ـ أكثر فتاة أزعجه .. ؟ !
ـ ألا تسمعين قلت لكي اخرجي....قالها مايك وهو يكاد ينفجر من أخته المزعجة سارة ...
ـ هاه أنا ذاهبة ...ثم تخرج سارة من الدوجو وهي تبتسم بخبث وتقول في نفسها ..
ـ رائع ...كنت فقط أريد أن أرى تعابير مايك عندما رأى ماري...
هيه هيه هيه ....لم أكن أعرف بأن أخي بدأ يهتم بأمر الفتيات ...
وبعد أن تخرج سارة ..بقي ماري و مايك ينظران إلى بعضهما من دون أن يعرفا ما يقولانه ..
لكن مايك يبادر...
ـ آسف إذا كانت أختي سارة قد أتعبتكي اليوم ...
ـ لا لا أبدا ً ...لقد كانت تريد فقط أن تريني مفاجأة..لكنني تفاجأت بأنها أتت بي إلى مكان تدريبك ....
ـ هذا ليس جديدا ً عليها...فدائما ً ما تفعل مثل هذه المقالب بي وبالآخرين...
ثم يصمتان لوهلة لتنتبه ماري على أنها قد أتت في وقت يتدرب في مايك وتقول والحرج باد ٍ على وجهها ...
ـ آآ سفة ..على مقاطعتي لتدريبك ..أظن أنه علي الذهاب الآن ...ثم تمضي ماري إلى بوابة الدوجو ..
ـ لا ..لا تذهبي...قالها مايك محاولا ً مناداة ماري..
تلتفت ماري إلى الخلف مندهشة من طلب مايك .. قائلة ـ وماذا سأفعل هنا ؟!
يحمر وجه مايك فهو لا يعرف ما يقوله ...فكل ما كان يريده هو أن تبقى ماري معه ...
ـ أقصد بأنني أنتهيت من التدريب ...وليس هناك شيء آخر أفعله...لذا ما رأيكي أن أطلعكي أكثر على الدوجو الخاص بي..
ـ تقصد أن هذا الدوجو لك.....؟ !
ـ نعم ...وإذا أردت أن تتدربي على أي شيء...فبإمكانكي أن تأتي إلى هنا دائما ً..
ـ أتدرب...؟؟ !
على ماذا ... ؟!
ثم يسألها مايك مندهشا ً ...
ـ ألم تقولي بأنكي كنتي في الفنون القتالية ...لكنكي لم تخبريني أي نوع...
ـ مـ مـ ماذا ...آآآآ صـ صحيح .. كنت .....كنت ..في نادي...الـ
ليقاطعها مايك مبتسما ً بخبث...
ـ آوه ...يبدو أنكي لم تعودي تتذكري أي نوع من الفنون القتالية كنتي تمارسين ...
تثور ماري غاضبة ...فهي لم تعد تعرف كيف تجيب مايك ...الذي جعلها تشعر بالإحراج ..
ـ مايك ..هل كنت تريدني أن أبقى في الدوجو لكي تزعجني...
ـ لا على الإطلاق يا بسكويت ...بل أنتي دائما ً ما تثورين وتغضبين لأشياء لا أعرف ما سببها..
ـ حسنا ً حسنا ً...أنا لم أكن في الفنون القتالية هل ارتحت الآن ...
ـ رائع ..هذا ما كنت أريده بالضبط ...قالها مايك وهو سعيد بانتصاره ...ثم يكمل ..
ولكن ماذا كنتي قبلا ً يا بسكويت ...
ـ هذا ليس من شأنك ...
ـ ليس من شأني أيتها الجمبازية ... !
تتفاجأ ماري من كون مايك علم بأمر أسلوب رياضتها ...
ـ كيف عرفت بأنني جمبازية .. ؟!!!
ـ الأمر واضح ....جسمكي ,,,حركاتكي,,, ومشيتكي أيضا ً ,,,كلها تدل على ذلك ...
ـ مـ مـ ماذا إذن كنت تعلم بأمري منذ البداية...
ـ ههههههههههه
بل قولي أعلم بأمركي وبأمر نايس أيضا ً ..وأظن أن أليكس أيضا ً يعلم بذلك ..
يحمر وجه ماري فهي لم تعد تعرف كيف تجيب على مايك ..لكنها تقول...
ـ يا إلهي ماذا فعلت ..كل ما كنت أريده هو أن أكون مع نايس...وهي التي أجبرتني على ذلك ..
ـ لا داعي للقلق ....و بإمكانكي أن تنضمي إلى نادي الجمباز ..
تصمت ماري وتحاول تغيير الموضوع ...
ـ صحيح ..كنت أود أن أسألك يا مايك ...
ـ عن ماذا ؟؟ !
ـ أليكس..لماذا لم يشارك في بطولة السنة السابقة ..
يندهش مايك من سؤالها لكنه
يجيبها و الغضب في عينيه ...
ـ كل ذلك بسبب شون و دايانا و الآخرين ...
ـ شون مدربنا السابق ؟؟ !
ـ لا لا ...
لا أقصد مدربنا ..
بل شون ...طالب مثلنا ...
إنه ..........
حسنا ً لا أعرف كيف أبدأ ...
كان كل من شون وديانا و أليكس وأنا أصدقاء ً في السنة السابقة ..حتى حصلت تلك الحادثة..
ـ أية حادثة ...!!!
ـ كنا أنا و أليكس دائما ً ما نساعد شون على التدرب وكنا نسدي إليه نصائح في مبارزة السيف لكنه لم يكن يستمع لنا وكان يعتبرنا سببا في ضعفه ...
فقد كان يفكر في الانضمام إلى (مدرسة ستاكون) وذلك لأن دايانا كانت تقنعه بذلك ودائما ً ما تحاول الإيقاع بيننا وبينه ...
ـ مدرسة ستاكون ؟؟ ! اسمها ليس غريبا ً عني..حسنا ً أكمل...
ـ كانت دايانا قد اتفقت مع أقوى مبارزي مدرسة ستاكون وهو فرانك بأن يقنع شون بالانضمام إليهم ...
وفعلا ً يقوم بإقناع شون بذلك ..
سلمنا أنا و أليكس هذا الأمر إلى شون و لم نعد نتدخل في شؤونه كون الأمر عائد إليه...
لكنني لم أعد احتمل ما كان يفعله شون من إيذاء الآخرين قبل مغادرته مدرستنا.. لهذا تحديته في وقت لم يكن مدربنا مدرب نادي الكيندو جيمس موجودا ً..حيث أن المبارزات ممنوعة إذا لم يكن المدرب موجودا ً ...
أقنعني أليكس بالعدول عن رأيي لكنني عاندت ...وبارزت شون وهزمته شر هزيمة ..
لكننا نفاجأ بعدها بأن فرانك يأتي لتحديي وذلك انتقاما ً مما فعلته بشون .. لكن أليكس يطلب مني أن أترك فرانك له ...
وما إن تبدأ المبارزة بينهما حتى نفاجأ بأن بروك الخائن يخبر المدرب جيمس بما يحصل...ليقوم بعدها المدرب جيمس بحرمان أليكس من البطولة فقد أخبره أليكس بأنه هو المسئول عن كل ما حصل ..فقط ليدافعً عني أمام المدرب جيمس ...
ولكن ما أشفى غليلي هو أن مدرب فرانك المحترم قام بحرمان فرانك أيضا ً من بطولة السنة السابقة بعدما علم بما فعله فرانك من اختراق القوانين..و بهذا لم يشارك أقوى مبارزين أليكس وفرانك السنة السابقة وكانت البطولة حينها من نصيبي بعد أن هزمت المتعجرف شون ...
كانت ماري تستمع للقصة وهي مندهشة تماما ً...لتقول بعد أن أنهى مايك كلامه ..
ـ إذن ...أليكس لم يشارك السنة الماضية لهذا السبب.. !!!
ليجيبها مايك والانزعاج باد ٍ على وجهه ..
ـ نعم لم يشارك بسببي أنا ...
تحاول ماري أن تخفف انزعاجه فتقول..
ـ لا تغضب سوف تنتقم منهم بكل تأكيد في بطولة هذه السنة أليس كذلك ..و أليكس أيضا ً سيريهم قوته ..
يبتسم مايك ويقول ..
ـ أرى بأنك بدأت تشجعينني يا ماري...
تخجل ماري وتحاول إخفاء ملامحها ...
ـ لا من قال ذلك ...أنا أريد فقط ..لأليكس أن ينتقم لنفسه ...
ثم يحاول مايك تغيير الموضوع بان يقول لماري....
ـ بالمناسبة إذا كنتي جمبازية فلم لا تريني بعض حركاتك ...
ماري تندهش من طلبه .. فتحاول أن تتحجج من عدم تنفيذها لما يريده منها ..
ـ لكن كيف ...فأن لا أرتدي لباس الجمباز ؟ !
ـ اطمئني سأوفرها لكي ...
ـ ماذا !!!!!!!
ـ انتظري لحظة فقط ...
ثم يقوم بالتأشير لأحد الخدم بإصبعه ..ليأتوا له بسرعة البرق.. الملابس اللازمة ...ثم يأتي دور خادمتان بالإمساك بماري وأخذها إلى مكان تبديل الملابس ..من دون أن تستوعب ماري ما يفعلونه ...
وهي تقول..
ـ مهلا مهلا ً..أنا أستطيع أن أرتديها بنفسيييييييييي...
وبعد لحظات نرى بأن الخادمتان قد عادوا بماري أمام مايك وهي ترتدي ملابس الجمباز ...
فتقول ماري...وهي تصرخ في وجه مايك ..
ـ أنا لا أريد أن أنفذ حركات الجمباز ...فأنا لا أحد يجبرني هل تفهم ..
كان مايك حينها مذهولا ً تماما ً...
و ينظر إليها بطريقة مختلفة ...فقد كانت تبدو رائعة في ملابس الجمباز ....
ليحمر بعدها وجه مايك وهو ينظر إليها ...
فتصرخ ماري في وجهه ...
ـ لم لا ترد علي ....
ـ مـ مـ ماذا ..آه نعم ...لقد قلتي بأنكي لن تقومي بتنفيذ حركات الجمباز ...
ـ جيد أنك استوعبت ذلك ..
ـ أها ...إذن أنتي لا تعرفين الجمباز أيضا ً ....قالها مايك ليغيظ ماري...
ـ من قال ذلك .....
ـ أنتي...
ـ حسنا سأريك ......>_<
ثم تبدأ ماري بالشقلبة في الهواء والقفز هنا وهناك وتتحرك بخفة ....
كانت حركاتها رائعة وفي غاية البراعة مما جعلت مايك يصعق بما يراه تماما ً فهو لم يستوعب بعد أن من أمامه هي ماري ...
ـ مذهلة...بل رائعة ....بل أكثر من ذلك ..إنها جمبازية حقيقية ...لا أصدق ما أراه ... كان مايك يقولها في نفسه وهي ينظر بكل حواسه إلى ماري...
وبعد أن تتوقف ماري عن تنفيذ الحركات تأتي لمايك وهي تتأجج غضبا ً وتسأله ...
ـ والآن ما رأيك أيها الأخرق ....
كان مايك حينها مفزوعا ً تماما ً..ولا يعرف ما يقوله لها ...
وفجأة يقاطعه صوت أحدهم يصفق بيديه...
يلتفتان إلى بوابة الدوجو ليريا بأنه ...
ـ جيم ... ؟؟ ! قالها مايك ...
كان جيم حينها يصفق بيديه بطريقة مهذبة وهو يقول...
ـ رائع ...رائع يا آنسة ماري ...أنت حقا ً موهوبة ..
تحولت ماري حينها إلى اللون الأبيض مصعوقة بوجود جيم ..بل حاولت حينها إخفاء وجهها عن جيم الذي فاجأها بدخوله و يبدو أنه شاهدها وهي تقوم بحركات الجمباز ...
ثم يتقدم جيم نحوها ليرفع يدها ثانية ويقبلها وهو يقول..
ـ إنه لشرف لي أن أقابلك ثانية أيتها الآنسة الحسناء ماري...
لم تعرف ماري ما ترد عليه ...فهي قد ذابت تماما ً أمام جيم ...
بينما بركانا ً كان يثور في مايك في تلك اللحظة بسبب أخيه جيم ..
مايك في نفسه ...
ـ ما الذي أتى بهذا الـ ....آآآآآآه لو أستطيع أن أحطم رأسك المتملق يا جيم ...
بل كيف تجرؤ على تقبيل يد ماري ثانية ..يا لك ...يا لك ..من خبيث...
ـ ما الذي جاء بك إلى هنا ...قالها مايك لجيم بلهجة غير مرحبة ..
لينظر إليه جيم نظرة جادة ويقول له ..
ـ هناك أمر مهم أود إخبارك به ..ولم أستطع أن أخبرك إياه في الهاتف وأنت تتدرب..
يبادر مايك لأن يأخذ جيم بعيدا ً عن ماري ويستأذن من ماري بأن يتحدثا في أمر ٍ شخصي...
ـ ماذا هناك ..قالها مايك بقلق ...
ـ لا أعرف كيف ابدأ ...
ـ ماذا ...هيا قل ..هل الأمر متعلق بوالدنا ...
ـ آه مايك ...
لقد أكد لنا أشخاص آخرون بأن..
ـ ماذا .
ـ والدنا يخرج برفقة شيري...وقد رأوهم في مناطق عدة في باريس...
تتسع عينا مايك من شدة الصعقة ...فيكمل جيم ...
ـ منعني إخوتي من أن أخبرك بهذا اليوم ...لكنني صممت على إخبارك...
ولقد قام رالف أيضا ً بالاتصال بشيري ولكن شيري لم تكن ترد عليه ...
ثم صمت بعد أن وجد مايك يتنفس بصعوبة ...
ـ مايك ما بك ؟؟ ! ...
ـ هاه آه ...كان مايك يتنفس مخرجا ً أنفاسه الغاضبة ...
كان مايك يصرخ : لا أصدق ...لا اصدق أن هذا يحصل....
ـ مايك تماسك ...قالها جيم محاولا ً التخفيف من غضب مايك ..
ومن بعيد تنتبه ماري على أن مايك لا يتصرف تصرفات طبيعية ..لتبدأ بالقلق...
ـ مايك هل أنت بخير...كان جيم يقولها مذعورا ً
لكنه يتفاجأ بوقوع مايك على الأرض ببطء مع أنه قاوم ألمه ...مغشيا ً عليه ...
تسرع ماري إليه وهي تقول..
ـ ماذا ....ماذا حصل له ..
لكن جيم ينادي الخدم وهو يصرخ ..ـ اتصلوا بالإسعاف حالا ً..
ماري مذعورة وهي تمسك بمايك ..
ـ مايك ..مايك أجبني .... أرجوك يا جيم أخبرني ماذا حصل له ..
ليجيبها جيم وهو مرتبك ...
ـ يبدو أن مايك لم يأخذ كفايته من الأنسولين اليوم ...
ـ أنسولين ماذا تقصد ..
ـ مايك مصاب بمرض اللا أنسولينديبانت ـ مرض السكرـ ..
ـ ماااااااااااذا .....!
ـ أرجوكي يا ماري أبقي هذا سرا ً ...ولا تبيني لمايك بأنكي علمتي بأمر مرضه لأنه لا يريد لأحد أن يعلم بذلك..
تبدأ ماري البكاء من شدة الصدمة وهي تقول ..
ـ لكن كيف ...
مايك مريض ..!! لا أصدق ....
كيف أصيب بهذا المرض ..
ـ مرضه وراثي ...وأمي مصابة به أيضا ً لكن لا تقلقي..فمايك سيكون بخير...
ماري لم تستوعب ما تسمعه و تراه أمامها ....
لتصرخ في مايك الذي كان مغشيا ً عليه وهي تقول..
ـ مايك..أرجوك أجبني ..مااااااايك ...
قل بأنك تمزح أرجوك ...أرجوك ...
ثم يحاول جيم تهدئتها..
ـ لا تقلقي يا ماري....
كل ما في الأمر بأنه لم يعد تعبأة الجهاز الداخلي في جسمه بالأنسولين ـ جهاز حديث يركب لمرضى السكر يقوم بضخ الأنسولين في الجسم كل عدة ساعات على مدار اليوم ـ ..
تحاول ماري التوقف عن البكاء...قائلة...
ـ وهل سيكون بخير ...
ـ نعم لا تقلقي ......
ولهذا أريدكي أن تذهبي الآن للمنزل ...ولا تهتمي ...هيا ..
ـ ولكن لماذا ...
ـ إذا بقيتي فسيشك مايك بمعرفتكي بمرضه ...
أرجوكي يا ماري اذهبي....و أعدكي بان أجعلكي تطمئنين عليه في أقرب وقت ..
يأتي الإسعاف ليأخذ مايك إلى المشفى ويذهب معه جيم ..بعد أن هدّأ ماري التي كانت مصعقة وتجش بالبكاء ..
ثم تسير ماري ماضية إلى منزلها بعد أن أخبرها جيم بضرورة فعل ذلك ...وهي قلقة بشدة على مايك الذي صعقت بمرضه المزمن ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛
ترى هل سيكون مايك بخير....
ومن ناحية أخرى ..
ما هي الأحداث التي تنتظر نايس...في هذا اليوم التي ستذهب فيه من جديد إلى نادي الكيندو ...^^ وآسفة إدا كانت هناك أخطاء إملائية لأني لم أراجع النص
تلتفت إلى الخلف لترى بأن أليكس قد عاد إلى التدرب من دون أن يهتم لما حصل ...
بل يبدو بأنه تجاهل ما حصل بينه وبينها قبل لحظات ...
تتضايق نايس من ذلك وتكمل طريقها في الخروج من الدوجو وهي غاضبة من أليكس...
وفي غرفتها .....
ترتمي على سريرها وتبدأ بمحادثة نفسها وهي غاضبة ..
ـ حسنا ً يا أليكس...ما دمت متجاهلا ً لأمري فسترى ما سأفعله ..
وأنت من بدأت بإزعاجي اليوم ولهذا لن أعتذر لك أبدا ً ..
ثم تتذكر ما حصل بينها وبين لونا ...فتكمل ..
ـ يبدو أنها قوية ....لكنني لن استسلم و سأهزمها يوما ً ما أمام الجميع ..
نعم.. لقد قررت بأن تكون هذه الفتاة هي منافستي في نادي الكيندو مادامت هي من بدأت بتحديي ..
وفي القصر..
تدعو السيدة فيكتوريا ـ والدة مايك ـ ماري للانضمام إلى سفرة العائلة ..وذلك لكي تتعرف على أبنائها الآخرين..
ماري في نفسها وهي تنظر إلى السيدة فيكتوريا بإعجاب ..
ـ والدة مايك لطيفة جدا ً ... ومتواضعة أيضا ً ....لم أرى شخصا ً بمثل تواضعها في حياتي ..
وما إن تدخل ماري غرفة الطعام حتى تبهر تماما ً بكبر حجم هذه الغرفة .
ـ أهلا بكي يا سيدتي.... رحب إحدى الخدم بقدوم والدة مايك ..
ثم تفاجأ ماري بدخول شخص إلى الغرفة ...
كانت فتاة صغيرة شقراء ترتدي فستانا ً بلون أبيض ...وتبدو هذه الفتاة من الوهلة الأولى بأنها في غاية الرقة والهدوء ...
و تتصرف كالأميرات تماما ً...
كان هذا هو الانطباع الأول الذي أخذته ماري عن هذه الفتاة ...
ـ هذه ابنتي العزيزة سارة ... إنها الأصغر والأجمل في أسرتنا بأكملها ...قالتها والدة مايك ...
مايك في نفسه ساخرا ً
ـ والأكثر إزعاجا ً ..
ـ وأنا ماري ...^^
سررت بالتعرف إليكي يا سارة ...لم أكن أعلم بأن مايك يملك أختا ً بمثل جمالك ...
في أي صف أنت ... ؟
تجيبها الفتاة بصوت هادئ ..
ـ في الصف الثاني ...
ـ رائع... كما توقعت أنتي في نفس عمر أختي الصغيرة...
لكن أختي مشاغبة جدا ً وليست هادئة مثلكي...
ليقول مايك في نفسه ساخرا ً..
ـ لم تري شيئا ً بعد يا ماري ... ؟!
أظنكي ستغيرين رأيكي بشأن هذه الشيطانة الصغيرة فهي تجيد التمثيل ـ كان يقصد سارة ـ
وللحظات نرى شخصين يدخلان للغرفة أيضا ً كانا جيم وكين ..
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري ...كين ...
شاب طويل بشعر بني فاتح وعينان عسليتان ...
تبدو عليه الجدية ... عند أخذ الانطباع الأول عنه...
لكن بالطبع ...من تسعد ماري لرؤيته ...هو الأمير الذي سلب قلبها ^^. ـ جيم ـ
ثم تبدأ والدة مايك بتعريف كين على ماري وهي تبتسم ...قائلة ..
ـ هذا ابني كين ...
إنه أول شخص فتح عينه على هذه الأسرة وهو الأكبر...والأذكى ...
يهوى جمع المستحاثات...والأشياء النادرة...
وهو الذي يأخذ جميع أعمال والده في غيابه ...
أما بالنسبة لجيم فأظنك تعرفت إليه قبل ساعة ...إنه الأكثر لبالقة و لطافة ً بين إخوته ...يدرس السنة الثانية من الجامعة ويهوى الفروسية كثيرا ً ...وقد فاز ببطولات عديدة ...
تسعد ماري لما سمعته عن جيم قائلة ً في نفسها ..
ـ جيم ...فارس....كم هذا راااائع ..
آآآه ... إنه الأكثر شبها ً بأمه..و الأكثر وسامة ً بين إخوته..
ثم تلتفت ماري إلى كين وتكمل في نفسها ..
ـ كين يبدو في العشرينات من عمره ...وهو أيضا ً وسيم ..
و يبدو محترما ًوجادا ً في حياته جدا ً بل تنطبق عليه صفات الشاب الثري ..وليس كالآخرين ـ تقصد مايك ـ
يتقدم كين ليلقي السلام على ماري بأن يركع مظهرا ً ترحيبه بها ... وهو يقول يسرني التعرف إليكي يا آنسة ..
ـ بل شرف لي يا سيد كين ....قالتها ماري وقد احمر وجهها ...
ثم يلتفت كين إلى مايك الذي كان حينها ينظر إليه بغضب ..وذلك لما حصل بينهم من شجار و حديث حساس قبل ساعة....
بعد لحظات يدخل رالف .... شاب طويل أيضا ً بشعر كستنائي غامق .... يملك وجها ً رقيقا ً طفوليا ً ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى من هذا ...؟ !
ـ هذا ابني رالف....
وهو عازف بيانو ....وقد فاز ببطولات عديدة كان يأخذ المركز الأول فيها ...
ينظر إليه إخوته مايك وكين وجيم ويشعروا بالضيق لأجله ...
لأن رالف حينها كان يبدو عليه الحزن ....فقد كان يفكر في مشكلته وما حصل معهم بسبب شيري ...
يتقدم رالف نحو ماري ويلقي عليها السلام بصوت منخفض يشوبه الحزن ...
ماري في نفسها مندهشة ...
ـ ترى هل هو هكذا دائما ً...!!
حزين ...وهادئ ...و....
تقطع تفكيرها السيدة فيكتوريا قائلة ...
ـ يشرفني يا عزيزتي أن تكوني معنا اليوم هنا ...
معي ومع أبنائي .. فالجميع سعيدون بوجود ضيفة مثلكي في قصرنا ..
ترد ماري بخجل...
ـ هذا من طيبتكي و كرمكي سيدتي ..كما أن هذا شرف كبير لي...
ثم تحضن السيدة ابنها مايك بطريقة مضحكة ...وهي تقول .
ـ لكن يجب عليكي أن تعلمي بأن مايك هو أكثر شخص ٍ يملك قلبا ً أبيضا ً بين أبنائي...
آآآآه ...لو تنظرين إلى صورة زوجي العزيز ستجدين بأن ابني مايك أكثر شخص يشبه والده ...
ووسيم مثله تماما ً ...
وما إن تنهي الوالدة جملتها حتى يبدو على الجميع من كين و رالف و جيم و مايك الضيق والانزعاج لذكر والدتهم لوالدهم ..
بعد ذلك ..
يجلس الجميع على طاولة الطعام الطويلة والمليئة بجميع أنواع أصناف الطعام ...
كانت تلك المرة الأولى التي ترى فيها ماري سفرة ً مماثلة ...
لتبدأ ماري تنظر إليها .. محاولة منع لعابها الذي كان يسيل ...
فقد كانت جائعة جدا ً..ولو أنها تستطيع فعل ما تفكر به .. فستقوم بالتهام السفرة بأكملها ...
كانت تجلس إلى جانب مايك ...ومقابلها جيم... مما جعلها تحذر في تصرفاتها في الأكل...
لكنها تفاجأت بوجبة مايك التي تختلف عن وجبات الآخرين ...
ـ لماذا يأكل أصنافا ً مختلفة عن الآخرين ...هل يتبع حمية ..
لا لا ....فمايك أكثر شخص يملك جسدا ً متناسقا ً...
إذن ما هو السبب..كانت ماري حينها تتساءل ...
فتلتفت لترى بأن السيدة فيكتوريا أيضا ً تأكل الأصناف نفسها التي يأكلها مايك ..لتزداد دهشتها ...
فهي لم تعد تستطيع تفسير ما تراه ...
لكنها تبدأ بتجاهل الأمر وتقوم بتناول الأطعمة التي أعجبتها كثيرا ً ...
و بعد الانتهاء من الطعام ...
كانت تقف ماري وهي تنظر إلى حديقة القصر من الشرفة ...
كانت تنتظر مايك لكي تستأذن خروجها من قصر أسرته فهي تريد العودة إلى منزلها ...
ـ هاهو الدفتر....
قالها مايك قاطعا ً ذلك الصمت الذي كانت ماري غارقة فيه ...
تلتفت ماري إلى مايك الذي دخل إلى الشرفة للتو ...
ـ صحيح ...كدت أنسى دفتري معك ...من الجيد أن لك ذاكرة قوية ... شكرا ً جزيلا ً لك يا مايك ..
ليبتسم مايك ساخرا ً ...
ـ قلتي شكرا ...! هذا أول كلام جيد ٍ اسمعه منكي في هذا اليوم ... يا بسكويت...
ـ ماذا تقصد ..>.<
ـ لا أبدا ً ...لكنكي .. كنتي أكثر لطافة مع جيم اليوم ...
لتجيبه ماري محاولة إغاظته ...
ـ ولم لا ... من يحترم نفسه أحترمه ...
يرد مايك بغضب ...
ـ أتقصدين بأنني لست محترما ً ...
ـ أنت تستطيع الإجابة عن هذا السؤال ...
يصمت الاثنان لوهلة بعد أن يدركا بأن حديثهما قد زاد حدة ً بينما كل واحد منهما ينظر إلى الآخر من مسافة قريبة جدا ً...
لدرجة أن أحدهما كاد أن يصدم وجهه بوجه الآخر ...
كانا ينظران إلى بعضهما بصمت..ليسرح كل واحد منهما في عين الآخر...
ويبقيان على تلك الوضعية للحظات ...
ومن دون أن يشعرا يقومان بالاقتراب من بعضهما أكثر....
وفجأة ...
تدخل سارة من دون أي إذن ..
لينتفضا من تلك الوضعية مديران وجههما ومبتعدين عن بعضهما فزعا من دخول سارة ...
ليتحول بعدها كل واحد منهما إلى اللون الأحمر...وكأن ما بينهما كان وشيكا ً ...
ـ ماذا تفعلين هنا ....ألا تستطيعين الاستئذان على الأقل... قالها مايك بينما ما يزال الارتباك مسيطرا ً عليه ...
تبتسم سارة بخبث لتقول بهدوء ..
ـ لا .. فأنا فقط كنت أريد أن أرى ما يحصل في القصر وبالأخص ما يحدث مع ضيفتنا ماري....
لتجيب ماري عليها...وهي مرتبكة...
ـ وماذا تتوقعين أن يحدث يا سارة ...
لترد عليها سارة وهي تنظر إلى مايك ...
ـ كنت أريد أن أرى إذا كان مايك يرتكب أي نوع ٍ من الحماقات معكي...
ماري في نفسها وهي مندهشة تماما ً من هذه الفتاة التي بدت غريبة الأطوار...
ـ يا إلهي... لا يبدو عليها بأنها من النوع الذي يثير المشاكل ...
وكأنها لم تكن سارة التي شاهدتها قبل ساعة ...هل هي طفلة حقا ً لقد بدأت أخاف منها ...
ـ وتتجرئين بأن تتحدثي عني بهذه الطريقة ...
هيا اخرجي من هنا حالا ً أيتها المزعجة ....
قالها مايك وهو يثور غضبا ً صارخا ُ في وجه أخته سارة ..
ـ حسنا ..حسنا ً ...
أنت محق تماما ً .. ليس هناك ما أفعله برفقة مملين مثلكما ..
فأنا لدي مهمات أهم من ذلك...
علي الذهاب للقبض على بعض المجرمين ...
أنا ذاهبة ...وداعا ً يا ماري...
ثم تخرج سارة من الغرفة تاركة ماري مصعوقة ....
ـ مـ مـ مـاذا ....القبض على مجرمين ......o_o !! قالتها ماري..
ليجيبها مايك وهو ما يزال غاضبا ً من أخته ..
ـ لا تصدقيها ..فهي مازالت طفلة ..ودائما ً ما تتوهم بأنها عميلة سرية لإحدى المنظمات الأمنية ...
ـ وهل حقا ً تخرج من المنزل لتقوم بتلك المهمات الوهمية ..... ؟؟!
ـ لا لا ......إنها تتجول في المدينة مع أصدقائها المزعجين .. لإثارة المشاكل لا أكثر....
ـ حقا ً ...كم هي غريبة ...فتصرفاتها لا توحي بأنها مشاغبة ... !!
تصمت ماري للحظة ..ثم تنظر إلى ساعتها ...
ـ يا إلهي..لقد تأخرت عن المنزل ...علي الذهاب الآن ...
ـ انتظري .. دعي السيارة توصلكي ..
ـ لا شكرا ً استطيع الذهاب بزلاجاتي...
ـ لا تعاندي يا ماري ...هيا ...
ثم يمسك مايك بيدها ويأخذها إلى خارج القصر و يخبر السائق بأن يوصلها إلى المنزل...
لكن قبل أن تدخل ماري إلى السيارة ..تلتفت إلى مايك لتقول له ...
ـ شكرا ً لك ...أرجو أن تشكر والدتك بالنيابة عني بشكل خاص.... لأنها كانت رائعة..وأيضا ً الشكر لإخوتك جيم وكين ورالف وسارة ...فقد كانوا لطيفين جدا ً...
أنا حقا محرجة منكم ...فقد قدمتم لي الكثير...
يشعر مايك بالحرج ...فهو لم يعتد أن تخاطبه ماري بتلك اللطافة ..فيرد خجلا ً ..
ـ لا تقولي هذا ...فنحن لم نفعل شيئا ً...
هذا واجبنا اتجاهكي يا ماري ...
ثم تدخل ماري إلى السيارة لتنظر إلى مايك من نافذتها وهي مبتسمة ...
ـ أشكرك ثانية يا مايك ...^^
ـ لا داعي... لكن أرجو أن تهتمي بنفسكي جيدا ً وأن تستمتعي مع أسرتكي ..
ـ شكرا ًلك ..وأنت أيضا اهتم بنفسك ... ولا تضيع لحظة واحدة من دون أن تكون مع عائلتك الرائعة ...
إلى اللقاء ..
ـ إلى اللقاء ..يا ماري ..و أرجو أن تزورينا ثانية ..
ثم تمضي السيارة ...و مايك يتأمل ماري بنظرات حسرة وهو يحدث نفسه ....
ـ أرجو أن تكوني سعيدة ... و ليس مثلي تتظاهرين بالسعادة ...
ثم يمضي عائدا ً إلى قصره وملامح الحزن بادية على وجهه .. لأنه يفكر بأمر والدته...
وفي السيارة ..
جلست ماري تفكر بينما السيارة تسير بها ...
ـ يا إلهي...هل هذا حقا ً مايك الذي أعرفه ... ؟ ! لقد كان هذا اليوم غريبا ً بالفعل ....
ثم تخرج من حقيبتها مجموعة طلاء الأظافر التي أهدتها إياها والدة مايك ..
لتنظر ماري إليها بسعادة وهي تقول...
ـ سأريها لنايس...وأي واحدة تعجبها منها سأعطيها إياها ...فهذه المجموعة نادرة...لكن لا شيء يغلى على صديقتي نايس ..
ثم تنظر إلى الدفتر الذي أعادها إليها مايك ...فتسرح وهي تفكر فيما حصل بينها وبين مايك ..
ـ ترى ...هل مايك يهتم لأمري ...
إذن لماذا يقوم دائما ً بإزعاجي.. ؟؟!!
لتتنهد بعدها وهي تقول...يا إلهي ...إن مايك حقا ً غريب الأطوار ..بل يبدو معقدا ً أكثر مما ظننته وإلا لما صعقت اليوم بأنه ابن لأسرة مشهورة ..بل فاحشة الثراء ...؟ !
تصل السيارة إلى منزلها فتشكر السائق على إيصالها ...
وما إن تقف ماري أمام منزلها ...
حتى بدأ القلق يعتريها ..
فكيف لا ..
وهي تقف أمام منزلها الذي تعتبره أكثر مكان تعيس رأته في حياتها ...
تمضي للباب وتدق الجرس لتفتح لها أختها الصغيرة ..
ـ لولو عزيزتي ...ها أنا هنا ...قالتها ماري وهي تضحك لأختها الصغيرة ...
وما إن تراها أختها الصغيرة لولو حتى ترتمي في أحضانها فرحا ً بقدوم ماري إلى المنزل....
ثم تنظر ماري إلى الداخل لترى بأن والدتها تنظر إليها ...والسعادة قد بدت في عينيها ....
ـ أمي..
ـ ابنتي العزيزة ..ثم تحضن ماري بقوة والدتها التي افتقدتها ..وهي تقول..
ـ هل أنتي بخير يا أمي....لقد اشتقت إليكي ..
ـ أنا بخير ..لا تهتمي يا عزيزتي...
ثم تبعد ماري وجهها عن حضن والدتها لتنظر إليها وتقول...
ـ أين والدي هل هو في المنزل...
ـ لا فقد خرج بعد تناول الغداء مع أصدقائه ...
تنزعج ماري كثيرا ً من ذكر والدتها لوالدها المهمل لأسرتهم ...ثم تقول
ـ هذا أفضل ..فأنا لا أريد رؤيته ...
ـ ابنتي عزيزتي... لم تأخرتي كنا ننتظركي ...
تتذكر ماري بأنها لم تتصل بأهلها لتنبههم بتأخرها ..فتقول ..
ـ أنا آسفة يا أمي فقد كان يجب علي أن أخبركي بأنني سأتأخر لكن كانت هناك أشياء اشغلتني ...
ولن أعيد هذا ثانية .. لا أعرف كيف نسيت ذلك...
ـ لا بأس يا ابنتي ..المهم أنكي قد جئتي فلقد افتقدناك كثيرا ً ...هيا تعالي ادخلي ماذا تنتظرين...
لا بد أنكي متعبة ..ولم تأكلي الغداء...لذا سأجهز لكي وجبة لكي تأكليها ...
ـ لا ..لا داعي لأن تتعبي نفسكي يا أمي..
ـ لا تقولي هذا...وأي شيء تريدينه سوف ألبيه لكي يا عزيزتي..
ثم تذهب والدة ماري للمطبخ لتجهز وجبة لماري التي كانت حينها تنظر بحزن إلى والدتها و تقول في نفسها...
ـ لا أعرف ماذا أفعل لأجلها..و كيف أساعدها على الخروج من هذه الحياة...
فهي تفعل هذا كله لأجلي وإخوتي..
وإلا لو كان بيدها ...
لكانت ستغادر هذا المنزل غير آبهة بأبي القاسي...
آه يا أمي..لا تعلمين كم أفكر بكي وبإخوتي...
أريد ذلك اليوم الذي أبتعد فيه أنا وأنت وإخوتي عن والدي ...
فهو السبب في جعل حياتنا تعيسة ...نعم هو السبب ..
ـ ماري .. كانت والدتها تناديها ..
ـ نعم يا أمي..
ـ أريد أن أسألكي يا ابنتي...كيف وجدتي مدرستكي..وهل تعرفتي على أصدقاء جدد ....
ـ مدرستي جميلة جدا ً وتعرفت هناك الكثير من الأصدقاء..لكن نايس هي أفضل صديقاتي على الإطلاق...
ـ رائع عزيزتي ..و على ذكر نايس...كيف حالها يا ابنتي ...هل وجدت والدها ... ؟ ؟
ـ لا يا أمي...ليت ذلك يحصل...حينها سأكون سعيدة لأجلها كثيرا ً...
ـ مسكينة..هي الآن وحدها في السكن أليس كذلك..
لتجيبها ماري بحزن
ـ ...نعم ...وبالمناسبة فقد طلبت مني أن أبعث سلامها لكي يا أمي...
ـ آه ...كم هي فتاة طيبة ..
تأكل ماري الغداء وتجبر نفسها على تناوله ثانية فقط من أجل أمها ...
ثم يأتي أخوها جايسون إلى المنزل لتسعد برؤيته أيضا ً ...
وفي المساء...
تجلس ماري ووالدتها وأختها وأخاها في غرفة المعيشة وتبدأ تتحدث لهم عن حال مدرستها الداخلية ..
وعن المواقف المضحكة التي حصلت بها ...وعن بعض أساتذتها الغريبي الأطوار....
سعدت ماري بسرد قصصها وجعل أسرتها تستمتع لسماع قصصها المضحكة ..
وكانوا كذلك حتى دخل شخص إلى المنزل...
ـ ما ها ذا لم كـ كل هـ ذ ذا الضـ حك ....ألا تـمـ لو ن..
كان والد ماري قد دخل ..وبدأ يتحدث بصوت مخيف وبطيء...وكان يبدو عليه أنه قد شرب حتى الثمل...
ـ ألا تستطيع الدخول ولو لمرة واحدة دون أن تزعجنا ...قالتها والدة ماري غاضبة ...
ـ آآآآصـ مـتي ...كـ يف تجـ رو ئين على الصـ راخ في وجهي أيتها الـ تا في هة...
ـ أبي هذا يكفي.... صرخت ماري في وجه والدها محاولة إسكاته ...
ـ هههه هههههه ... انـ ظروا مـ ن هنا ...إنـ ها مـ اري...
من الجيـ د أنـ كي تذ كرتـ نـا بـ زيـ ـارة...
ـ لم تحصل لي الفرصة إلا اليوم فاليوم عطلة....ثم من سيشتاق إلى شخص مثلك ..
ـ مـ ا ذا ...أعيدي ما قلـ تي هي أيـتـ ها الوقحة ..
ـ لقد قلت بأنني لا أحتاج إلى والد ثمل طوال الوقت ولا يهتم بنا ...
ليضربها والدها بقوة ...وهو يقول...
ـ كيف تجرئين بـ أن توحد ثي والدكـ ي ها كذا ..أيتـ ها الحقـ يرة ..
فتقف والدة ماري أمام ماري للدفاع عنها ..وهي تقول...
ـ توقف ...كيف تؤذي ابنتنا هكذا ...
ـ هاه ..ابنـ تنا ...دعيني أضربها أكثـ ر...
ثم يدفع والدتها بقوة ..لكن ماري تمنعه من إيذائها .. بأن تدفعه أيضا ً وتذهب إلى غرفتها في الطابق العلوي ..
لتغلق على نفسها الباب وهي تبكي....
كانت ماري تبكي ...
تبكي بمرارة ..وكأنها كانت تعرف بأن هذا سيحصل...
ومر ذلك اليوم بأن أغلقت ماري على نفسها الباب ونامت في سريرها التي ملأته بالدموع في تلك الليلة ..
فهي لم تعد تطيق نفسها في هذا المكان ...
وفي الليل يطرق بابها ...
ـ لا أريد أن أرى أحدا ً ...
ـ هذهي أنا يا ماري...كانت أختها لولو..
تقوم ماري لتفتح الباب لأختها ....لتفاجأ بعدها بأن أختها كانت تبكي...
ـ ما بكي يا لولو ؟؟ !هل أذاكي بابا ..
ـ لا لكنني ابكي لأجلكي ..فبابا لم يدعني أراكي اليوم جيدا ً ...
ـ لا بأس يا عزيزتي .. تعالي.. سأحكي لكي القصص وستنامين معي اليوم في السرير ....
ثم تحملها لتضعها في السرير وتنام معها ...
كانت والدتها تراقب ما حصل ...لتبكي هي أيضا ً على ابنتها ماري التي افتقدها الجميع ...
في اليوم التالي ...
تستيقظ ماري بسرعة لكي تذهب وتساعد أمها في إعداد الإفطار لإخوتها ...
وما إن تنزل حتى ترى والدها مستيقظا ً يشرب الشاي قبل أن يذهب إلى وظيفته ..فيلتفت إليها ..
لكنها تدير وجهها عنه ..
ـ أنتي ..متى جئتي إلى هنا ...سألها والدها
ـ هاه.. من الطبيعي ألا تتذكر ذلك ...فأنت لم تقصر في الشرب البارحة ... قالتها ماري متهكمة ..
ـ لا تبدئي بالثرثرة ...وعندما أسألكي عليكي أن تجيبيني باحترام ..هل هذا مفهوم ...
ـ وهل تركت لنا في هذا المنزل احتراما ً حتى نقدمه لك ..
ـ اصمتي...أيتها الوقحة... ثم ينتفض من مكانه وهو يقول لوالدة ماري ..
ـ أرى بأن ابنتكي ازدادت وقاحة يا فرانسيسكا ...
ـ إسال نفسك من الوقح في هذا المكان ...أم أنك تحتاج لمن يذكرك ..فأنت تتكلم عن ابنتي و ابنتك أيها التافه ...
كانت والدة ماري تجيبه بحدة ..
ـ أمي أرجوكي ...لا تتشاجري معه من أجلي...
كانت ماري تقولها وهي خائفة من أن يزاد الشجار بين والدها ووالدتها ...
ـ لا يا ماري أنا لا أتشاجر لأجلكي ...فهو دائما ً ما كان يزعجني عندما لم تكوني هنا ..لهذا لا تضعي اللوم على نفسكي يا ابنتي ...
ـ لكن يا أمي...
ليقاطعها والدها بصوت غاضب...
ـ أنا ذاهب الآن لكن حسابكما سيكون عندما أعود ...ثم يخرج من المنزل بعد أن قال لهما جملته المخيفة تلك ..
وفي غرفتها..
كانت ماري تفكر بعد أن تناولت الغداء...
ـ يا إلهي...متى ستنتهي هذه العطلة... ؟
لم أعد أطيق هذا المكان ..لكنني مع ذلك اشعر بأنه يجب علي أن أكون إلى جانب أمي...
آآآآه يا أمي....ليتني أستطيع إخراجكي مما أنتي فيه ..
ثم يطرق باب غرفتها ...
لتدخل والدتها...
ـ ماري عزيزتي ..ماذا تفعلين هنا لوحدك ..ألا تريدين مشاهدة التلفاز أم أنكي لم تفتقديه ...؟؟ !
ـ آآآآ ..لا ..لم أفتقده على الإطلاق ..بل إنني اعتدت في سكن المدرسة على أن أقضي أوقاتي من دون التلفاز ..
ـ هذا جيد ..لأنه بذلك سيصبح لكي المزيد من الوقت كي تدرسي يا عزيزتي ...
ـ نعم ^^.
ـ ماري ...أريد أن أتحدث معكي بخصوص شيء ..
ـ بخصوص ماذا يا أمي ؟ !
ثم تأتي أمها لتجلس بجانبها على سريرها... و تقول..
ـ اسمعيني فقط يا عزيزتي ...
ـ ماذا يا أمي ..هل حصل شيء لكي ..
ـ لا ..لا عزيزتي ...
ـ إذن ماذا يا أمي ..
ـ ماري ...أود أن أقول بأنني أريدكي أن تصبحي ..قوية ..و أن لا تضعفي أبدا ً ...
وأن لا تهتمي بما يحصل لي هنا ..على الإطلاق ..
ـ ماذا تقصدين يا أمي...
ـ ما أقصده هو أن لا تزورينا حتى في العطل القادمة ...
ـ ماذا تقولين يا أمي..
ـ كما قلت لكي ...عليكي أن لا تزورينا أبدا ً إلا في العطل المهمة فقط...
ـ لماذا ...ألا تريدينني أن أكون بجانبك ...
ـ قلت لا تهتمي بأمري...
ـ إذن الآن علمت سبب موافقتكي السريعة عندما طلبت منكي أن أدرس مع نايس في تلك المدرسة الداخلية ...
نعم ..أنتي لا تريدنني أن أتدخل بينكي وبين والدي...
لا أعرف لماذا ..أ لأنني أشكل عبئا ً عليكي ..
هيا قولي يا أمي ...
ـ أنا لم اقل ذلك ...
ـ إذن ماذا ..
ـ ماري ...افعلي ما قلته لكي فقط ...
لتبدأ بعدها ماري بالبكاء وهي تقول...
ـ لماذا...لماذا...
أنا لم أعد أفهمكي يا أمي ...
لم أعد قادرة على استيعاب ما تطلبينه مني..
أنا لم أعد أستطيع أن أفهم شيئا ً في هذا المنزل...
لا أستطيع ..
ثم تخرج ماري من الغرفة وهي تبكي....
ـ ماري انتظري لا تسيئي فهمي أرجوكي
ماريييييييي....
ثم تخرج ماري إلى خارج المنزل وهي لا تريد أن تسمع المزيد من والدتها
وفي المدينة ...
تبدأ ماري بالتجول في طرقات المدينة علها تنسى همومها ...
كانت تمشي في عالم آخر تماما ً ...
وكانت تفكر فقط ....
كيف ستتخلص من والدها الذي يعيقها في حياتها ...
وكيف تجعل أسرتها سعيدة ...
وبينما تمشي ...يمر أمام عينها شخص مألوف عليها ..
لا تستوعبه في بداية الأمر ..
لكن ما إن تلتفت إلى الخلف وتدقق فيه ...
تتذكره ..
ـ إنه السيد فيرستان ...
نعم السيد فيرستان ...
ثم تبدأ ماري تلحقه وهي تناديه ...
لكنه لم يكن يسمعها ...ثم يدخل إحدى سيارات الأجرة ...لتضطر ماري لأن تركض بسرعة لكن يبدو بأنها لم تستطيع اللحاق به ...
لتتعثر بعدها من شدة سرعة جريها وتقع على الأرض ....
لتفاجأ بعدها بوقوف سيارة ٍ بجانبها ويفتح بابها وإذا هي ....أخت مايك !.. سارة ....
ـ هيا بسرعة ادخلي السيارة ونحن سنساعدك في اللحاق بهذا اللص ...
ماري مندهشة
ـ...لص ؟؟؟ !!!
ثم يحملها خادمين ويدخلوها في السيارة بسرعة شديدة من دون أن يتركوا لماري الفرصة للتكلم ...لتبدأ بعدها السيارة تسير كالريح لتلحق بالسيد فيرستان ...
وفي السيارة...
ماري لم تستوعب ما يحدث ...
لتسأل سارة..
ـ كيف وجدتني...؟؟ !
ثم من تقصدين باللص....؟؟!
ـ كنت أسير في المدينة وبالصدفة وجدتكي...لكن ما إن بدأت تلاحقين ذلك الرجل حتى علمت بأنه لص لهذا طلبت من سائقي أن يلحق بكي لكي نساعدكي....
ـ مهلا ً ..مهلا ً ..أيتها العميلة الفيدرالية ....
فالسيد فيرستان ليس لصا ً..
ـ ماذا ...
إذن أنتي تعرفين اسمه ...؟ !
ـ وكيف لا وهو والد صديقتي...
ـ إذن لماذا كنتي تلحقين به بتلك الطريقة ..!!
تجيبها ماري بحزن ....
ـ هذا لأنه اختفى عن الأنظار ولم تعد صديقتي نايس تراه...
لهذا حاولت اللحاق به بعد أن وجدته ..خاصة وأنه من الصعب أن نجده ثانية ..
كما أنني أردت أن أخبره بأن ابنته نايس قد افتقدته كثيرا ً وبأنها في أمس الحاجة إليه....
تأثرت سارة بالقصة لتتحمس أكثر في اللحاق بذلك الرجل وتقول للسائق...
ـ إذا كان الأمر هكذا ....فعليك أن تسرع ..
هيا ماذا تنتظر...علينا أن نصل إليه ..
ـ حاضر يا آنستي الصغيرة..قالها السائق وهو مذعور من سارة تماما ً...
ثم تسرع السيارة باللحاق بسيارة الأجرة لكنهم يفاجئون ..بأن السيارة تقف فجأة في مكان مزدحم بالناس...
ويختفي بعدها أثر السيارة التي يلاحقونها ...فكيف سيجدونه وسط هذا الزحام ...
فقد كان الزحام يعيق مرور سيارتهم ...
تخرج ماري من السيارة وهي تقول...
ـ يبدو أننا سنظل ننتظر كثيرا ً ..لهذا سأذهب للبحث عنه بنفسي...
لتلحق بها سارة وهي تقول ..
ـ انتظري .. لا يجب أنت تذهبي من دون العميلة السرية ...
ثم يبدآن بالبحث في كل مكان ...
الأسواق..المطاعم...الحدائق...الأحياء .....التي كانت قريبة من موقع اختفاءه ....لكن من دون فائدة ..
ماري وهي تلهث من التعب...
ـ كأننا نبحث عن إبرة في كومة قش ...
ـ بل قولي فص ملح وذاب في بحر ...قالتها سارة التي كانت تتكئ على جدار من شدة التعب أيضا ً... وتكمل
ـ لكن أتعلمين لقد استمتعت يا ماري ^^...فهذه أول مرة اشعر بالتعب وأنا أقوم بتنفيذ مهمة...
ماري في نفسها ساخرة ...
ـ رائع هل هي دائما ً هكذا ...متحمسة لمهماتها الوهمية ...؟ !
ثم تجلس ماري على الرصيف لتتنهد ويبدو عليها الضيق ...
ـ ما بكي ؟ ! سألتها سارة ..
ـ أشعر بأنني تعيسة في كل شيء....
آآآه ..أتمنى ولو لمرة واحدة أن يحصل لي ما أريده...إلا أنني دائما ً أحظى بخيبات الأمل لا أكثر..
ولا أكتفي بهذا فقط بل إنني أنشر التعاسة على كل من حولي أيضا ً ...
أرأيت ..حتى صديقتي نايس لم أستطع مساعدتها ....
ثم تبدأ بعدها ماري بالبكاء....لتشفق عليها سارة وتحاول التخفيف من حزنها ..
ـ لا تقلقي....ولا تفقدي الأمل...صدقيني ...سوف يعود والد نايس إليها ..سترين...
تمسح ماري دموعها لتنظر إلى سارة وتبتسم ..
ـ أشكركي يا عزيزتي سارة...فلقد أتعبتكي معي اليوم...
ـ ماذا تقولين ...تعبت ؟! ..العميلة السرية لا تتعب من تنفيذ مهماتها ...
لتضحك ماري على كلام سارة البريء ...
ـ ما رأيكي يا ماري أن تذهبي معي ...
ـ إلى أين ؟؟ !
ـ سيكون المكان الذي سنذهب إليه مفاجأة ..
ـ مفاجأة ..
ـ نعم..... فقط اركبي السيارة ..
ـ لكننا تركنا السيارة في ذلك الزحام ..
ـ ههههه...يبدو أنكي لم تلاحظي بأن السيارة تلا حقنا طوال الوقت ...
تنظر ماري إلى خلفها فترى السيارة واقفة أمامها ...وتقول في نفسها فزعة ..
ـ يا إلهي ..عائلة مايك مخيفة من ناحية سياراتها فهي دائما ً ما تثير الريبة ؟؟ !
ثم تدخل ماري إلى السيارة لترى إلى أين ستأخذها سارة ...
وفي مكان آخر ...تقف ماري أمام ذلك المكان الذي لا تعرفه لتسأل سارة....
ـ أين نحن ...
ـ الآن ستعرفين ...اتبعيني فقط ...
وما إن تدخل ماري المكان حتى تسمع صوت شخص...
لتنظر إليه ...فإذا به ...
ـ مايك ؟؟ ! قالتها ماري مندهشة ....
وكان مايك حينها يتدرب وهو يحمل سيفه الخشبي ...ليلتفت إلى ماري متفاجئا ً...
ـ ماري ؟؟ ! هنا ...
لتسأله ماري وهي مرتبكة ...
ـ ماذا تفعل هنا ؟؟؟
ـ بل أنا من يجب أن أسألكي هذا السؤال ..
فتقاطعهم سارة وهي تضحك ...قائلة ً لمايك...
ـ أنا من جئت بماري إلى الدوجو ...
يسألها مايك ...ـ لماذا ؟!
ـ لا أبدا كنت أود أن أرى وجوهكم عندما تتقابلان بهذه الطريقة ...
ثم يحمر وجه مايك وماري ..
ـ يا لكي من شقية هيا اخرجي حالا ً يا سارة ...قالها مايك غاضبا ً...
ـ أهذا هو جزائي لأنني أحضرت ماري أكثر فتاة تزعجك إلى هنا....
ماري مندهشة ...ـ أكثر فتاة أزعجه .. ؟ !
ـ ألا تسمعين قلت لكي اخرجي....قالها مايك وهو يكاد ينفجر من أخته المزعجة سارة ...
ـ هاه أنا ذاهبة ...ثم تخرج سارة من الدوجو وهي تبتسم بخبث وتقول في نفسها ..
ـ رائع ...كنت فقط أريد أن أرى تعابير مايك عندما رأى ماري...
هيه هيه هيه ....لم أكن أعرف بأن أخي بدأ يهتم بأمر الفتيات ...
وبعد أن تخرج سارة ..بقي ماري و مايك ينظران إلى بعضهما من دون أن يعرفا ما يقولانه ..
لكن مايك يبادر...
ـ آسف إذا كانت أختي سارة قد أتعبتكي اليوم ...
ـ لا لا أبدا ً ...لقد كانت تريد فقط أن تريني مفاجأة..لكنني تفاجأت بأنها أتت بي إلى مكان تدريبك ....
ـ هذا ليس جديدا ً عليها...فدائما ً ما تفعل مثل هذه المقالب بي وبالآخرين...
ثم يصمتان لوهلة لتنتبه ماري على أنها قد أتت في وقت يتدرب في مايك وتقول والحرج باد ٍ على وجهها ...
ـ آآ سفة ..على مقاطعتي لتدريبك ..أظن أنه علي الذهاب الآن ...ثم تمضي ماري إلى بوابة الدوجو ..
ـ لا ..لا تذهبي...قالها مايك محاولا ً مناداة ماري..
تلتفت ماري إلى الخلف مندهشة من طلب مايك .. قائلة ـ وماذا سأفعل هنا ؟!
يحمر وجه مايك فهو لا يعرف ما يقوله ...فكل ما كان يريده هو أن تبقى ماري معه ...
ـ أقصد بأنني أنتهيت من التدريب ...وليس هناك شيء آخر أفعله...لذا ما رأيكي أن أطلعكي أكثر على الدوجو الخاص بي..
ـ تقصد أن هذا الدوجو لك.....؟ !
ـ نعم ...وإذا أردت أن تتدربي على أي شيء...فبإمكانكي أن تأتي إلى هنا دائما ً..
ـ أتدرب...؟؟ !
على ماذا ... ؟!
ثم يسألها مايك مندهشا ً ...
ـ ألم تقولي بأنكي كنتي في الفنون القتالية ...لكنكي لم تخبريني أي نوع...
ـ مـ مـ ماذا ...آآآآ صـ صحيح .. كنت .....كنت ..في نادي...الـ
ليقاطعها مايك مبتسما ً بخبث...
ـ آوه ...يبدو أنكي لم تعودي تتذكري أي نوع من الفنون القتالية كنتي تمارسين ...
تثور ماري غاضبة ...فهي لم تعد تعرف كيف تجيب مايك ...الذي جعلها تشعر بالإحراج ..
ـ مايك ..هل كنت تريدني أن أبقى في الدوجو لكي تزعجني...
ـ لا على الإطلاق يا بسكويت ...بل أنتي دائما ً ما تثورين وتغضبين لأشياء لا أعرف ما سببها..
ـ حسنا ً حسنا ً...أنا لم أكن في الفنون القتالية هل ارتحت الآن ...
ـ رائع ..هذا ما كنت أريده بالضبط ...قالها مايك وهو سعيد بانتصاره ...ثم يكمل ..
ولكن ماذا كنتي قبلا ً يا بسكويت ...
ـ هذا ليس من شأنك ...
ـ ليس من شأني أيتها الجمبازية ... !
تتفاجأ ماري من كون مايك علم بأمر أسلوب رياضتها ...
ـ كيف عرفت بأنني جمبازية .. ؟!!!
ـ الأمر واضح ....جسمكي ,,,حركاتكي,,, ومشيتكي أيضا ً ,,,كلها تدل على ذلك ...
ـ مـ مـ ماذا إذن كنت تعلم بأمري منذ البداية...
ـ ههههههههههه
بل قولي أعلم بأمركي وبأمر نايس أيضا ً ..وأظن أن أليكس أيضا ً يعلم بذلك ..
يحمر وجه ماري فهي لم تعد تعرف كيف تجيب على مايك ..لكنها تقول...
ـ يا إلهي ماذا فعلت ..كل ما كنت أريده هو أن أكون مع نايس...وهي التي أجبرتني على ذلك ..
ـ لا داعي للقلق ....و بإمكانكي أن تنضمي إلى نادي الجمباز ..
تصمت ماري وتحاول تغيير الموضوع ...
ـ صحيح ..كنت أود أن أسألك يا مايك ...
ـ عن ماذا ؟؟ !
ـ أليكس..لماذا لم يشارك في بطولة السنة السابقة ..
يندهش مايك من سؤالها لكنه
يجيبها و الغضب في عينيه ...
ـ كل ذلك بسبب شون و دايانا و الآخرين ...
ـ شون مدربنا السابق ؟؟ !
ـ لا لا ...
لا أقصد مدربنا ..
بل شون ...طالب مثلنا ...
إنه ..........
حسنا ً لا أعرف كيف أبدأ ...
كان كل من شون وديانا و أليكس وأنا أصدقاء ً في السنة السابقة ..حتى حصلت تلك الحادثة..
ـ أية حادثة ...!!!
ـ كنا أنا و أليكس دائما ً ما نساعد شون على التدرب وكنا نسدي إليه نصائح في مبارزة السيف لكنه لم يكن يستمع لنا وكان يعتبرنا سببا في ضعفه ...
فقد كان يفكر في الانضمام إلى (مدرسة ستاكون) وذلك لأن دايانا كانت تقنعه بذلك ودائما ً ما تحاول الإيقاع بيننا وبينه ...
ـ مدرسة ستاكون ؟؟ ! اسمها ليس غريبا ً عني..حسنا ً أكمل...
ـ كانت دايانا قد اتفقت مع أقوى مبارزي مدرسة ستاكون وهو فرانك بأن يقنع شون بالانضمام إليهم ...
وفعلا ً يقوم بإقناع شون بذلك ..
سلمنا أنا و أليكس هذا الأمر إلى شون و لم نعد نتدخل في شؤونه كون الأمر عائد إليه...
لكنني لم أعد احتمل ما كان يفعله شون من إيذاء الآخرين قبل مغادرته مدرستنا.. لهذا تحديته في وقت لم يكن مدربنا مدرب نادي الكيندو جيمس موجودا ً..حيث أن المبارزات ممنوعة إذا لم يكن المدرب موجودا ً ...
أقنعني أليكس بالعدول عن رأيي لكنني عاندت ...وبارزت شون وهزمته شر هزيمة ..
لكننا نفاجأ بعدها بأن فرانك يأتي لتحديي وذلك انتقاما ً مما فعلته بشون .. لكن أليكس يطلب مني أن أترك فرانك له ...
وما إن تبدأ المبارزة بينهما حتى نفاجأ بأن بروك الخائن يخبر المدرب جيمس بما يحصل...ليقوم بعدها المدرب جيمس بحرمان أليكس من البطولة فقد أخبره أليكس بأنه هو المسئول عن كل ما حصل ..فقط ليدافعً عني أمام المدرب جيمس ...
ولكن ما أشفى غليلي هو أن مدرب فرانك المحترم قام بحرمان فرانك أيضا ً من بطولة السنة السابقة بعدما علم بما فعله فرانك من اختراق القوانين..و بهذا لم يشارك أقوى مبارزين أليكس وفرانك السنة السابقة وكانت البطولة حينها من نصيبي بعد أن هزمت المتعجرف شون ...
كانت ماري تستمع للقصة وهي مندهشة تماما ً...لتقول بعد أن أنهى مايك كلامه ..
ـ إذن ...أليكس لم يشارك السنة الماضية لهذا السبب.. !!!
ليجيبها مايك والانزعاج باد ٍ على وجهه ..
ـ نعم لم يشارك بسببي أنا ...
تحاول ماري أن تخفف انزعاجه فتقول..
ـ لا تغضب سوف تنتقم منهم بكل تأكيد في بطولة هذه السنة أليس كذلك ..و أليكس أيضا ً سيريهم قوته ..
يبتسم مايك ويقول ..
ـ أرى بأنك بدأت تشجعينني يا ماري...
تخجل ماري وتحاول إخفاء ملامحها ...
ـ لا من قال ذلك ...أنا أريد فقط ..لأليكس أن ينتقم لنفسه ...
ثم يحاول مايك تغيير الموضوع بان يقول لماري....
ـ بالمناسبة إذا كنتي جمبازية فلم لا تريني بعض حركاتك ...
ماري تندهش من طلبه .. فتحاول أن تتحجج من عدم تنفيذها لما يريده منها ..
ـ لكن كيف ...فأن لا أرتدي لباس الجمباز ؟ !
ـ اطمئني سأوفرها لكي ...
ـ ماذا !!!!!!!
ـ انتظري لحظة فقط ...
ثم يقوم بالتأشير لأحد الخدم بإصبعه ..ليأتوا له بسرعة البرق.. الملابس اللازمة ...ثم يأتي دور خادمتان بالإمساك بماري وأخذها إلى مكان تبديل الملابس ..من دون أن تستوعب ماري ما يفعلونه ...
وهي تقول..
ـ مهلا مهلا ً..أنا أستطيع أن أرتديها بنفسيييييييييي...
وبعد لحظات نرى بأن الخادمتان قد عادوا بماري أمام مايك وهي ترتدي ملابس الجمباز ...
فتقول ماري...وهي تصرخ في وجه مايك ..
ـ أنا لا أريد أن أنفذ حركات الجمباز ...فأنا لا أحد يجبرني هل تفهم ..
كان مايك حينها مذهولا ً تماما ً...
و ينظر إليها بطريقة مختلفة ...فقد كانت تبدو رائعة في ملابس الجمباز ....
ليحمر بعدها وجه مايك وهو ينظر إليها ...
فتصرخ ماري في وجهه ...
ـ لم لا ترد علي ....
ـ مـ مـ ماذا ..آه نعم ...لقد قلتي بأنكي لن تقومي بتنفيذ حركات الجمباز ...
ـ جيد أنك استوعبت ذلك ..
ـ أها ...إذن أنتي لا تعرفين الجمباز أيضا ً ....قالها مايك ليغيظ ماري...
ـ من قال ذلك .....
ـ أنتي...
ـ حسنا سأريك ......>_<
ثم تبدأ ماري بالشقلبة في الهواء والقفز هنا وهناك وتتحرك بخفة ....
كانت حركاتها رائعة وفي غاية البراعة مما جعلت مايك يصعق بما يراه تماما ً فهو لم يستوعب بعد أن من أمامه هي ماري ...
ـ مذهلة...بل رائعة ....بل أكثر من ذلك ..إنها جمبازية حقيقية ...لا أصدق ما أراه ... كان مايك يقولها في نفسه وهي ينظر بكل حواسه إلى ماري...
وبعد أن تتوقف ماري عن تنفيذ الحركات تأتي لمايك وهي تتأجج غضبا ً وتسأله ...
ـ والآن ما رأيك أيها الأخرق ....
كان مايك حينها مفزوعا ً تماما ً..ولا يعرف ما يقوله لها ...
وفجأة يقاطعه صوت أحدهم يصفق بيديه...
يلتفتان إلى بوابة الدوجو ليريا بأنه ...
ـ جيم ... ؟؟ ! قالها مايك ...
كان جيم حينها يصفق بيديه بطريقة مهذبة وهو يقول...
ـ رائع ...رائع يا آنسة ماري ...أنت حقا ً موهوبة ..
تحولت ماري حينها إلى اللون الأبيض مصعوقة بوجود جيم ..بل حاولت حينها إخفاء وجهها عن جيم الذي فاجأها بدخوله و يبدو أنه شاهدها وهي تقوم بحركات الجمباز ...
ثم يتقدم جيم نحوها ليرفع يدها ثانية ويقبلها وهو يقول..
ـ إنه لشرف لي أن أقابلك ثانية أيتها الآنسة الحسناء ماري...
لم تعرف ماري ما ترد عليه ...فهي قد ذابت تماما ً أمام جيم ...
بينما بركانا ً كان يثور في مايك في تلك اللحظة بسبب أخيه جيم ..
مايك في نفسه ...
ـ ما الذي أتى بهذا الـ ....آآآآآآه لو أستطيع أن أحطم رأسك المتملق يا جيم ...
بل كيف تجرؤ على تقبيل يد ماري ثانية ..يا لك ...يا لك ..من خبيث...
ـ ما الذي جاء بك إلى هنا ...قالها مايك لجيم بلهجة غير مرحبة ..
لينظر إليه جيم نظرة جادة ويقول له ..
ـ هناك أمر مهم أود إخبارك به ..ولم أستطع أن أخبرك إياه في الهاتف وأنت تتدرب..
يبادر مايك لأن يأخذ جيم بعيدا ً عن ماري ويستأذن من ماري بأن يتحدثا في أمر ٍ شخصي...
ـ ماذا هناك ..قالها مايك بقلق ...
ـ لا أعرف كيف ابدأ ...
ـ ماذا ...هيا قل ..هل الأمر متعلق بوالدنا ...
ـ آه مايك ...
لقد أكد لنا أشخاص آخرون بأن..
ـ ماذا .
ـ والدنا يخرج برفقة شيري...وقد رأوهم في مناطق عدة في باريس...
تتسع عينا مايك من شدة الصعقة ...فيكمل جيم ...
ـ منعني إخوتي من أن أخبرك بهذا اليوم ...لكنني صممت على إخبارك...
ولقد قام رالف أيضا ً بالاتصال بشيري ولكن شيري لم تكن ترد عليه ...
ثم صمت بعد أن وجد مايك يتنفس بصعوبة ...
ـ مايك ما بك ؟؟ ! ...
ـ هاه آه ...كان مايك يتنفس مخرجا ً أنفاسه الغاضبة ...
كان مايك يصرخ : لا أصدق ...لا اصدق أن هذا يحصل....
ـ مايك تماسك ...قالها جيم محاولا ً التخفيف من غضب مايك ..
ومن بعيد تنتبه ماري على أن مايك لا يتصرف تصرفات طبيعية ..لتبدأ بالقلق...
ـ مايك هل أنت بخير...كان جيم يقولها مذعورا ً
لكنه يتفاجأ بوقوع مايك على الأرض ببطء مع أنه قاوم ألمه ...مغشيا ً عليه ...
تسرع ماري إليه وهي تقول..
ـ ماذا ....ماذا حصل له ..
لكن جيم ينادي الخدم وهو يصرخ ..ـ اتصلوا بالإسعاف حالا ً..
ماري مذعورة وهي تمسك بمايك ..
ـ مايك ..مايك أجبني .... أرجوك يا جيم أخبرني ماذا حصل له ..
ليجيبها جيم وهو مرتبك ...
ـ يبدو أن مايك لم يأخذ كفايته من الأنسولين اليوم ...
ـ أنسولين ماذا تقصد ..
ـ مايك مصاب بمرض اللا أنسولينديبانت ـ مرض السكرـ ..
ـ ماااااااااااذا .....!
ـ أرجوكي يا ماري أبقي هذا سرا ً ...ولا تبيني لمايك بأنكي علمتي بأمر مرضه لأنه لا يريد لأحد أن يعلم بذلك..
تبدأ ماري البكاء من شدة الصدمة وهي تقول ..
ـ لكن كيف ...
مايك مريض ..!! لا أصدق ....
كيف أصيب بهذا المرض ..
ـ مرضه وراثي ...وأمي مصابة به أيضا ً لكن لا تقلقي..فمايك سيكون بخير...
ماري لم تستوعب ما تسمعه و تراه أمامها ....
لتصرخ في مايك الذي كان مغشيا ً عليه وهي تقول..
ـ مايك..أرجوك أجبني ..مااااااايك ...
قل بأنك تمزح أرجوك ...أرجوك ...
ثم يحاول جيم تهدئتها..
ـ لا تقلقي يا ماري....
كل ما في الأمر بأنه لم يعد تعبأة الجهاز الداخلي في جسمه بالأنسولين ـ جهاز حديث يركب لمرضى السكر يقوم بضخ الأنسولين في الجسم كل عدة ساعات على مدار اليوم ـ ..
تحاول ماري التوقف عن البكاء...قائلة...
ـ وهل سيكون بخير ...
ـ نعم لا تقلقي ......
ولهذا أريدكي أن تذهبي الآن للمنزل ...ولا تهتمي ...هيا ..
ـ ولكن لماذا ...
ـ إذا بقيتي فسيشك مايك بمعرفتكي بمرضه ...
أرجوكي يا ماري اذهبي....و أعدكي بان أجعلكي تطمئنين عليه في أقرب وقت ..
يأتي الإسعاف ليأخذ مايك إلى المشفى ويذهب معه جيم ..بعد أن هدّأ ماري التي كانت مصعقة وتجش بالبكاء ..
ثم تسير ماري ماضية إلى منزلها بعد أن أخبرها جيم بضرورة فعل ذلك ...وهي قلقة بشدة على مايك الذي صعقت بمرضه المزمن ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛
ترى هل سيكون مايك بخير....
ومن ناحية أخرى ..
ما هي الأحداث التي تنتظر نايس...في هذا اليوم التي ستذهب فيه من جديد إلى نادي الكيندو ...^^ وآسفة إدا كانت هناك أخطاء إملائية لأني لم أراجع النص