عقُوق.
كان لانعدامِ الهدوء أن يوقظه من نومه مُجبرًا، رفع جسده المُمدد على الأريكة الطويلة بصالة منزلهم، وبعيونٍ محمرّة نظر إلى مسبب الفوضى شزراً، كان هذا الأخير يميل على والدته و يحادثها بصوت مرتفع : ألا تسمعين ؟!
يبدو أن شجارا مُحتدماً اشتعل بينهما منذ مدة يجهلها، عندما استوعب الوضع نهضَ من فوره معقود الحاجبين، و في جعبته عباراتُ تقريعٍ كثيرة من قبيل : " ألا تراقب نفسك أيها الجاحد؟ هل عُدت من سفرك كي تُعنّف والدتنا؟ متى كنت هادئاً حدّثتها بأسلوبٍ لين؟ وإن غضبتَ عاملتها بقسوة!"
وقبل أن يفتح فمه بحرفٍ استدار الآخر إليه ليصب بقية غيظهِ عليه تأكيداً:
- أحضِر مفتاح السيارة وسخنها ريثما أساعد والدتي على السير، سآخذها إلى المستوصف القريب لا أعلم ما مشكلة أذنيها، أعتقد أنها تعاني منها منذ يومين!
-مُقتبس-